- وقالوا وقالوا وآخر من قال :
- جهينة نيوز:
الربوة تروي لزوارها حكايات لاتنتهي عن أصالة الدمشقيين وعاداتهم
قال المهلبي وهو ممن زاروا دمشق في القرن العاشر ميلادي:"بظاهر دمشق وادي البنفسج ونهر بردى
يشقه دكان مملوء بشجر السرو لا تصل الشمس إلى أكثر أرضه وبدمشق عدة ألوان من الورد منها أصفر ابريز وأسود وسماقي وورد موجه للورقة لونان من خارجها وداخلها وليس الزهر على وجه الأرض ببلد أكثر منه بدمشق.
أما صاحب نزهة المشتاق فيقول عن وادي البنفسج:"إنه من باب دمشق الغربي طوله اثنا عشر ميلاً وعرضه ثلاثة أميال وكله مغروس بأجناس الثمار وتسقيه خمسة أنهر.
أما بن طولون الصالحي فيقول:أعظم متنزهات دمشق الربوة ،وعن صناعة العطر واستخراجه من الأزهار فقد أبقى لنا شيخ الربوة صورة استخراج العطر من أزهار الغوطة ووردها.
وقالوا وقالوا وآخر من قال :
جهينة نيوز:
الربوة قطعة رائعة من دمشق الخضراء لايختلف جمالها وسحرها عن باقي مناطقها وإنما تضفي على الجهة الشرقية منها المزيد من البهاء والدلال وهي تستلقي بثوبها الأخضر صيفا شتاء بين جبلين هما عنتر وجبل جنك وهو السفح الغربي لجبل قاسيون .
وعلى صخور الربوة المتداخلة مع الأماكن والمنتزهات القديمة والحديثة نقشت حكايات لاتنتهي عن أصالة أهل المنطقة وعاداتهم وذكرياتهم واسرارهم وكل من زارها أو حتى مر بها ومن بساتينها نشتم نفحات عطرة تعيد الأوكسجين إلى الرئتين فتنسي زائرها همومه ليستمتع بجمال الطبيعة فيها.
وارتبطت الربوة منذ القديم بعادات أهل دمشق وعشقهم للطبيعة والتنزه على جنبات بردى وفي بساتينها الغناء والاستمتاع بجوها المعتدل وخاصة في فصلي الربيع والصيف اما في الشتاء فعلى الرغم من برودة الجو إلا أن المتنزهات المنتشرة فيها على طول الطريق تجذب الدمشقيين والسياح لزيارتها.
يروي السيد عبد الكريم توتنجي تعلقه بالربوة وهو ابن الستين عاما منذ القديم حيث كان يزورها مع اهله وهو صغير كل يوم جمعة ليجلسوا في بساتينها ويقومون بشواء اللحم وتناول البطيخ الاحمر بعد أن يضعونه في مجرى النهر بين حجرين كبيرين ليبقى باردا عند تناوله .
ويشير توتنجي إلى أن الربوة قديما لم تكن فقط مقصدا للناس وإنما كانت طريقا للسفر إلى بيروت حيث يستريح المسافر في إحدى المتنزهات الشعبية والتي كانت قليلة جدا أو تحت فيء شجرة وارفة ليأخذ قسطا من الراحة قبل أن يتابع سفره ويأخذ معه الكثير من اللحظات الجميلة والرائعة والاصيلة وخاصة عندما يرى التفاف العائلات وفرحها بيوم النزهة وتعاونها في تحضير الطعام والجلسة.
وأضاف توتنجي أن الربوة اليوم امتدت بشكل أكبر على يمين الطريق ويساره كما توزعت المتنزهات على سفح الجبلين على امتداد الطريق ما أعطى فرصة أكبر للاستمتاع بمناظرها حتى في فصل الشتاء حيث أن أغلب المنتزهات اعتمدت النوافذ الزجاجية الكبيرة التي تمتد من الأرض حتى السقف ومن أولها حتى آخرها حتى يستمتع الزائر بغزارة نهر بردى التي تشتد في الشتاء إضافة إلى منظر الثلوج على سفوح جبليها الشامخين كلما تابعنا المسير باتجاه الزبداني والمناطق المرتفعة .
من جهتها تروي السيدة لينا بو ديب وهي لبنانية أنها تعودت أن تزور الربوة كلما جاءت إلى دمشق للاستمتاع بالجو اللطيف والأكل الطيب مشيرة إلى أن هذا المكان يذكرها بأصالة الماضي والعادات القديمة وخاصة بوجود العائلات الدمشقية الحريصة على توارث التقاليد الاجتماعية والتنزه في يوم العطلة على جنبات بردى وفي بساتين دمشق عموما إضافة إلى لم العائلة في الاعياد والذهاب إلى المنتزهات الشعبية لإعادة نكهة العيد أيام زمان إلى الوقت الحاضر.
وأضافت بو ديب أن الأسعار في المتنزهات مشجعة وتناسب الجميع تقريبا على عكس بعض الأماكن الأخرى ما يجعلها تستقطب أعدادا كبيرة من الدمشقيين اضافة إلى اللبنانيين وغيرهم .
بدورها قالت السيدة ليلى حلاق أنها من فترة لأخرى تأتي هي وأولادها وأخواتها إلى الربوة لتناول الفطور أو الغذاء وخاصة في الصيف الحار لقربها من دمشق من جهة ولجوها اللطيف والنظيف بعيدا عن الضجيج والازدحام حيث الطبيعة الخلابة والطعام الشهي من جهة اخرى.
وفي السياق ذاته تتناقل الحكايات قصة (اذكريني) دائما المرتبطة بمنطقة الربوة حيث تحكي قصة عاشقين دمشقيين فرق القدر والأحوال المعيشية بينهما فصعدا إلى قمة جبل وسطرا اسميهما الواحد بعد الآخر وانتحرا .
تحياتي