يجري العمل حالياً لتحويل قلعة الفجيرة إلى متحف متخصص تعرض من خلاله الأسلحة والأدوات التي استخدمت في القلعة، ويتوقع انجاز المشروع مع نهاية العام الجاري، لتنشيط الحركة السياحية الى القلعة ولمسايرة الاهتمام الواضح والنشاط السياحي المضطرد في الامارة، وقال أحمد الشامسي مدير دائرة التراث في الفجيرة ان الهدف من هذا التوجه هو زيادة الوعي التراثي بالمنطقة.
مشيراً الى زيارة 7012 شخصاً للمتحف والقلعة عام 2004، وأعلن ان العمل جار لانشاء عدد من المطاعم والحدائق، وأكثر من 500 موقف للسيارات في الفجيرة القديمة، التي أقيمت على مساحة 55 ألف متر مربع، وتضم القلعة التي تم الانتهاء من ترميمها عام 2000، والتي تعتبر أقدم وأكبر وأشهر قلعة على الساحل الشرقي، وتضم أيضاً مسجداً سعته 350 مصلياً، وتم اختيار 14 بيتاً للأسرة الحاكمة و14 بيتاً للمواطنين وسوقاً قديمة وسوراً يحيط بالفجيرة القديمة، ومن المنتظر انجاز ترميمها في نهاية العام 2006.
وذكر ان الدائرة تستفيد من الخبرات المحلية في عمليات الترميم، لكونها الأكثر صلة بالأرض والماضي وتعرف أهمية المنطقة جيداً، وأوضح ان ذلك قلص النفقات أيضاً بنسبة 50% أقل مما يكلفه استخدام شركات أجنبية في الترميم.
ويقول صلاح علي خبير الآثار في دائرة التراث والآثار في الفجيرة عن تاريخ القلعة: تم أخذ عينات عضوية من داخل أسس البناء واخضعت للتحليل الكيميائي بواسطة كربون 14 للتاريخ الزمني. وكانت النتيجة ان القلعة أنشئت مطلع القرن السادس عشر الميلادي أي قبل 500 عام.
وذكر ان بناء القلعة فريد من نوعه، لأنها اقيمت بدون أسس على ربوة صخرة صلبة ترتفع 20 متراً عن سطح البحر، وتتميز بتخطيطها الذي يختلف تماماً عن سائر التخطيط الهندسي الذي عرفت به القلاع في المنطقة، لأنها غير منتظمة الشكل، وليست وفق أبعاد تضاريسية معينة، بل أخذت شكل الربوة التي بنيت عليها.
وقال ان أهالي الفجيرة بنوا القلعة من المواد المحلية التي تتضمن الحجر والحصى والتبن، ومادة الصاروج لأغراض دفاعية، مشيراً الى ان الاهالي دافعوا من داخلها ببسالة عن المنطقة وبمناسبات عديدة وتصدوا الى العديد من هجمات البرتغاليين والانجليز في الماضي، اضافة الى جانب كونها كانت مركزاً ادارياً مهماً للمنطقة.
يذكر ان القلعة تتكون من ثلاثة أبراج دائرية وآخر مستطيل الشكل، وطابقين وسطح، ويتكون الطابق الأرضي من صحن وغرفة واحدة، ومدخل رئيسي، وأدراج تؤدي الى الطابق الأول، والذي يتكون من مجلس، وممر يؤدي الى الأبراج ثم سطح تحيط به شرفات.