- بسم الله الرحمن الرحيم، وبعد التحية لجميع زوار ومشاركي هذا المنتدى.
بسم الله الرحمن الرحيم، وبعد التحية لجميع زوار ومشاركي هذا المنتدى.
أود في هذه المشاركة الأولى لي بهذا المنتدى، أن أعرض بعض الجوانب الهامة جداً للعائلات السعودية التي تعتزم زيارة ماليزيا لأول مرة، والتي لم ألاحظ الإشارة إليها في العديد من المشاركات في المنتدى وفي غيره من المنتديات، وذلك بعد قضائي اسبوعين مع أسرتي في هذا البلد قبل عدة أيام من كتابتي لهذه المشاركة.
في البداية، أود الإشارة إلى عدد من المفاهيم الشائعة حول ماليزيا، والتي تتغير بمجرد أن تعيشها على أرض الواقع:
- * (الجو والطقس): الجو في معظم أوقات النهار، وفي بدايات الليل حار ورطب جداً، يفقدك الشعور بالمتعة بالطبيعة المحيطة بك، ويتطلب منك حمل المياه والمرطبات بشكل دائم، وبشكل خاص للأطفال.
- * (الشعور تجاه السواح من العائلات السعودية): هو شعور واضح من قبل معظم سكان هذا البلد من مختلف الأعراق (صينين، ملاوي، هنود) سواءً كانوا عاملين في السياحة أو في غيرها.. يتمثل في شعورهم بكون أهل البلد ينتمون إلى عرق أو طبقة أقل من الغربيين، إلا أنها أعلى من العرب وبالأخص (الخليجيين والسعوديين بتحديد أكثر !!).
ويظهر هذا الشعور عبر تخصيصهم للسعوديين من دون غيرهم من السواح الآخرين، بتصرفات تتمثل في التجهم والردود الجافة والحادة عند التعامل الرسمي أو أثناء التسوق أو التنقل، والتعامل الخشن في المقاهي والمطاعم (وكأنك تأكل على حسابهم!!)، ورفض المساعدة عند الحاجة أو الاستفسار، والدفع بمن لا يجيدون الانجليزية والمعرفة المسبقة بالحقوق والخدمات والأسعار، إلى أصعب الخيارات في جوانب (التنقل/ الفنادق/ المصارف/ التسوق.. إلخ)، وذلك بالرغم كون السياحة في بلدهم تعتمد اعتماداً جذرياً خلال الأعوام العشرة الماضية على السائح السعودي.
وقد شهدت في أماكن متفرقة، العديد من العائلات السعودية (بعضهم عرسان لا يجيدون الإنجليزية) يتم التعامل معهم بجفاء شديد كأنهم لقطاء متسولين، أو يتم محاولة ايقاعهم في مواقف كارثية مختلفة، أو ترفض خدمتهم في أمور هي من حقوقهم الأساسية في البلدان السياحية الراقية، أو يتم توجيههم بشكل مقصود إلى أصعب الخيارات، في الوقت الذي يظهر في أعينهم الشعور بالتشفي والسعادة عندما ينجحون في تعقيد أو صد أو إيقاع أسرة سعودية في خسارة أو مشكلة مهما تكن تافهة.
أما إذا كان السائح من أية جهة أخرى، (آسيوي/غربي/افريقي/هندي/صيني) فيتم المبادرة إليه بالابتسامة والترحيب، والخدمة، ولو كان لم يطلبها أو يريدها أصلاً.
قد لاحظت هذا الشعور ابتداء من وصولي إلى صالة القدوم في المطار، حتى مغادرتي لصالة المغادرة متجها للرياض، حتى أن أسرتي تبادلت عبارات الاستغراب عندما شاهدنا موظف شركة الطيران الخليجية يبتسم مرحباً عند إنهاء إجراءات المغادرة ، لأننا تعودنا على (العبوس) على مدى 15 يومياً متواصلة.
وقد شعرت أثناء تبادل الحديث مع بعضهم بكراهية غير مبررة لنا، وهو أمر مستغرب تماماً، فلا يوجد تاريخ ولا تجارب سيئة بين المجتمعين، كما يحظى الماليزيون بكل الاحترام والتقدير والخدمة الخاصة لدى قدومهم إلى المملكة لأداء العمرة والحج، وهو أمر لدي معرفة خاصة به.
كما لم ألاحظ على السائحين السعوديين (العائلات والعزاب) إلاّ أقصى درجات الاحترام والتهذيب في مختلف المواقع، ولم يصدر منهم ما يجعلهم محل كراهية من هذا المجتمع المسلم.
2- (بلد عصري!!): قرأت الكثير عن ماليزيا قبل زيارتها من مختلف المصادر، وتولّد لدي شعور كما الكثيرين ممن يزورونها لأول مرة مثلي، بأنها بلد عصري حديث، وهي في الحقيقة من البلدان النامية التي يجري التسويق لها بشكل إعلاني غير واقعي في الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، وبالرغم مما شهده البلد من تطور في بعض عناصر البنية التحتية مثل: (مطار كوالا، ومنطقة البرجين في وسط العاصمة، ومنطقة بتروجايا - العاصمة الإدارية الجديدة) إلا أن أغلب مدنها وفي مقدمتها العاصمة كوالالمبور، مناطق قديمة وشعبية، تخترقها شوارع ضيقة ومتكدسة بالأنشطة العشوائية والقاذورات والروائح الكريهة.
كما أن العديد من أجزاء العاصمة لم يتغير فيه شيئ منذ مغادرة الاستعمار الإنجليزي للبلاد قبل عقود، حيث كان للانجليز الفضل بعد الله عز وجل، في إنشاء العديد من البنى الأساسية، والحفاظ على بعض المناطق الطبيعية من امتداد عشوائيات المدينة.
- * (شارع العرب !!): يجري الحديث في هذا المنتدى وغيره من المنتديات بشكل ملفت للانتباه، عن (شارع العرب) على اعتباره ( قبلة وجنة السياحة في ماليزيا !!!)، وفي الحقيقة أنه مزيج من العشوائية والزحام والسماسرة والمحتالين والروائح الكريهة، حتى أنك تتسائل بمجرد دخوله، هل أنت في (حراج أو في سوق عمّال) أم في منطقة سياحية مشهورة على مستوى العالم.
فأول ما تنزل من التاكسي سيتخاطفك المحرجيّن من عمال المطاعم الشعبية الذين يتجاذبونك بدون ذوق أو احترام، وبأصوات تسمع على بعد تنادي: (كباب، كبسة، شاورما، (تعال صديق في أكل رخيص !!).
وعند عبور الرصيف، يجب أن تنتبه لخطواتك حتى لاتقع في البسطات التي تحتل معظم الرصيف المتكسر والتي تزخر بالسلع المغشوشة، وهو أمر صادم السماح به علانية في بلد حضاري!.
وما أن تتجاوز معارك الكبسة، حتى تخوض معارك (الساعات والألعاب البلاستيكية، وكل ما يخطر ببالك من سلع رديئة تباع في أي محطة من محطات الطرق النائية لدينا.
وما إن تتجاوزت التقاطع الأول على الشارع جنوباً، حتى تصدم أنت وأطفالك، بالعشرات من مقدمات خدمات التدليك والمساج (بالحد الأدنى من الملابس) اللاتي يواصلن مهمة التحريج بطريقة مهينة لهن وللسائح في الوقت نفسه.
كما أن أحد أهم مكونات هذا الشارع الذي سمي بشارع العرب (تكريماً لدور العرب في دخول الإسلام لهذا البلد!!) هو سائقي التكاسي القديمة اللذين ما إن يشاهدوا عائلة سعودية، حتى تنطلق صرخاتهم نحوها ((تاكسي، تاكسي)) ، وإذا لم تستجب لهم، تلحقك التعليقات والشتائم بلغتهم المحلية بأعلى صوت، تفهم منها مفردات (سئودي و أراب)، حتى إن بعضهم يعلّق على السواح بالإنجليزي دون وعي منه بأن الكثير منهم يتحدث الانجليزية أو على الأقل يفهم هذه العبارات!!
- * (التسوق): تشتهر ماليزيا بكونها مركزاً عالمياً للتسوق، وفي الحقيقة لم أجد في أسواقها ما يتميز عما في المراكز التجارية الكبرى المنتشرة في كافة دول الخليج، وبشكل خاص في أهم مراكزها العصرية في كوالالمبور، وهو (مركز سوريا تحت البرجين) الأكبر بحجمه وبتنوع وكالاته وإطلالته على حديقة ونوافير البرجين، فبعض أسعار متاجره تقل قليلاً عن أسعارها لدينا في المملكة، لكن يتم تعويض هذا الفارق بالضرائب على السلع التي تبلغ (16%) والتي غالباً ما تكون غير مدرجة ضمن القيمة المدونة على السلعة قبل الشراء، كما أن أسعار التخفيضات لديهم تتغير من يوم لآخر، فقد وجدت سلعاً ارتفع سعرها خلال عدة أيام فقط بنسبة 100% !! .
ويأتي مركز (بافاليون عند بداية شارع العرب)، فهو في المرتبة الثانية بعد (مركز سوريا) مع وجود جميع محتوياته في المركز الأول. أما بقية مراكز الشارع في الجانب الشمالي فهي: (ستار هيل: ملحق بفندقي ماريوت وريتز كارلتون، ويضم اختيارات محدودة جداً من الوكالات)، ومركز (فهرنهايت: وهو قديم نسبياً)، (لوت10: سوق شبه شعبي)، ثم يتوالى الانحدر في المستوى حتى يصل إلى الحضيض كلما تقدمت جنوباً من الشارع.
ومن بين أشهر المراكز التي يتكرر الترويج لها في المنتديات (!!!) مركز (سكوير تايمز) القريب من شارع العرب، وهو مركز قديم يشبه المولات القديمة في الرياض، تشعر بالكآبة بمجرد دخوله بسبب تكدس المحلات وضعف التهوية، والروائح الناتجة عن المقليات في منطقة المطاعم المغلقة، إضافة إلى قدم الديكورات والسلع المعروضة فيه.
- * (حدائق بردانا - ليك جاردنز)): هي أحد أشهر الأماكن الطبيعية في كوالالمبور، وقد طورها الإنجليز كمحمية من أكثر من 100 سنة، ، غير أنك ستفاجئ عند زيارتها مع أطفالك، بأنك في منطقة شبه معزولة عن محيطها رغم كونها في قلب العاصمة، حيث يجب الاحتياط عند زيارتها بالتزود بالمياه والمرطبات قبل الذهاب إلى المنطقة، لأنها التنزه فيها شاق جداً على الأسر مع أطفال، فهي منطقة شاسعة جداً ولا توجد في أجزائها العليا الغربية برادات لمياه للشرب أو أكشاك لبيع المرطبات، سوى كشك صغير في أقصى جنوب المنطقة.
كما يجب الاحتياط من الضياع في المنطقة، عند الذهاب إلى محمية الطيور، أو حديقة الفراشات، أو (حوش الغزلان)، أو حديقة التوابل، لأنك قد تضطر إلى تسلق هضاب عالية، والعودة في الطريق نفسه، نتيجة عدم وضوح الخرائط وسوء التنظيم، أو انعدامه بشكل أدق.
- * (منطقة فريز هيل): هي منطقة صغيرة من بقايا الاستعمار الفرنسي، تتوزع على عدة جبال في وسط البلاد، ويتم الوصول إليها بالسيارة من كوالا خلال ثلاث ساعات عبر طريق جبلي موحش ووعر ومتعرج في قلب الغابات، بحيث لا يمتد بصرك في الثلث الأخير من الطريق لأكثر من بضعة أمتار فقط، نتيجة التعرج الشديد للطريق صعوداً وسط أدغال كثيفة جداً وخالية تماماً من تواجد بشري، كما لن تقابل سيارة في طريقك إلا كل ساعة تقريباً.
غير أن المفاجأة الأكبر التي ستواجهك في هذا المكان، هي أنك ستصل إلى منطقة شبه خالية من السكان، ومنعدمة الخدمات تماماً (أشبه ما تكون بمنفى) وتقتصر هذه الخدمات على فندقين قديمين بدون موظفين (دخلت لوبي الفندقين وناديت ولم يجبني أحد !) إضافة إلى محل هدايا صغير، ومطعم شعبي وبقالة صغيرة على قمة أحد الجبال المتباعدة بطرق وعرة جداً..
ومن الطريف أن أحد هذه المطاعم يوجد في قصر قديم على رأس جبل، يديره رجل مسن، طلبت منه كوب شاي بعد دوخة الدوران في الغابات، قال: "يسمح بتقديم الشاي في المطعم فقط من الساعة 3 إلى 6 عصراً" ولا يمكن أن يلام على دستور مطعمه، لأنه المصدر الوحيد للشاهي في هذا المنفى، وعندما غادرت قال بلغة عربية ركيكة (أهلين وسهلين) وهو في قمة التباهي !!.
- * (جزيرة بينانج): تشتهر هذه الجزيرة بأنها الوجهة السياحة الثانية لمعظم السياح في ماليزيا، وهي في الحقيقة مدينة قديمة منسّية تعاقب عليها المستعمرون، وأرادت الدولة تطويرها فجعلتها منطقة حرة معفية الضرائب لعدة سنوات حتى تستقطب الاستثمارات، ثم أعادت الضرائب إليها مرة أخرى، وفيما يلي وصف لأشهر مواقعها:
- * (شاطئ باتو فرنجي) هو أكثر المواقع شهرة في هذه الجزيرة، وهو عبارة عن شريط طويل من الأكشاك المتلاصقة المجمعة من قطع الصنادق والزنك والأخشاب التالفة، والتي جري تركيبها بطريقة عشوائية ومكدّسة على رصيف ضيق مكسّر مقابل الشاطئ.
وتحتوي هذه البسطات على خليط من البضائع الرديئة جداً بأسعار مبالغ فيها، وقد تذكرت عندما مررت بهذا شارع البسطات المؤقتة التي يجري وضعها للحجاج في مسار المشاة بمشعر منى (شرفها الله) في الحج، مع الفارق في مكانة وقيمة المكانين، وكذلك ها أسواق المهرجانات الصيفية التي تقام هذه الأيام في معظم مدن المملكة.
كما أن من أغرب مكونات هذه الموقع الذي تتكرر الإشادة فيه في الكثير من المنتديات على اعتباره (رائعة من روائع البلد !!!) هو المطاعم العربية التي تتوزع في المكان، والتي تقدم وجباتها بأسعار تزيد عن أفخم مطاعم الرياض، بالرغم من كونها صنادق من الصفيح وألواح الأخشاب المستعملة، ومعظمها بدون جدران، حيث تستنشق طوال الوقت دخان عودم السيارات، إضافة إلى (عوادم الشيشة التي تلاحق كل ما هو عربي في هذا البلد!!).
- * (المنطقة التاريخية): تقع في وسط بينانج، وتضم مسجداً ومجموعة من المتاحف والمعابد والأسواق الشعبية الصينية والهندية، وهي منطقة قديمة جداً ومكتضة بالأنشطة الشعبية، ولا تتوفر فيها حتى أرصفة ملائمة للمشي، ومع الجو الحار شديد الرطوبة في المدينة، والروائح الكريهة من شتى المصادر، يصبح التجول في المنطقة أشبه ما يكون باختبار لقدرة أسرتك على التحمل !!.
- * (أسواق بينانج): توجد في الجزيرة عدة أسواق لا تتميز بشيئ عن أسواق كوالالمبور، سواء في جوانب الأسعار أو المحلات أو المكان، ومن أشهرها (مركز قرني) على الشاطئ، وهو مركز حديث أمامه شاطئ مفتوح تقليدي بدون خدمات، وأيضاً يوجد في الجزيرة، (مركز قوينز مول) وهو مركز حديث في خليج نائي.
- * (جولة .. جولة): هذه أحد أكثر الجمل التي ستتردد على أذنك طوال إقامتك في بينانج، حيث يعمل معظم سكان المدينة في تنظيم جولات للسياح العرب في مواقع الجزيرة المحدودة، وهي مجموعة من المزارع والمناطق الشعبية العشوائية تحت مسميات (حديقة الفواكه، حديقة التوابل، محمية التماسيح، وغيرها) إضافة إلى هضبة بينانج التي يصعد إليها قطار جبلي.
وحتى حتى قبل أن أصل إلى غرفتي في الفندق ذي ال 5 نجوم على الشاطئ، تلقيت خمسة عروض من موظفي الفندق لتنظيم جولة في هذه المواقع التعيسة، ولك أن تقيس على ذلك طوال فترة إقامتك في الجزيرة.
أما شواطئ الجزيرة، فبالرغم من اتساعها، إلا أن الحر والرطوبة الشديدة تحرمك من التنزه فيها، حتى أنك لا تستطيع أن تقطع عدة مئات من الأمتار على الشاطئ قبل أن تغرق في عرقك، لذا كان الخيار الوحيد (التنقع) في مسبح الفندق !!.
- * (الرحلة بالفيري من بينانج إلى لنكاوي) : قرأت كثيراً في هذا المنتدى وغيره عن (مركب الفيري) وكيف أنه (رحلة ممتعة لا تنسى!!) وهي بالفعل (لا تنسى).
فالفيري هو عبارة عن مركب قديم متهالك وضع لنقل السكان من المزارعين والصيادين والعمال بين جزيرتي بينانج ولنكاوي، خلال رحلة تستغرق ثلاث ساعات، وهو غير ملائم أبداً للسياح، حتى أن معظم ذوي الدخل المتوسط هناك لا يستخدمونه لتدني مستواه.
ويتكون المركب من طابقين، نوافذ الطابق الأرضي منه موازية تماماً لسطح البحر، ويتم تكديس المئات من الركاب في مقاعده المتلاصقة القديمة والقذرة، بطريقة تجعلك تشعر بالاختناق قبل أن يتحرك المركب، لتتسائل في نفسك، كيف ستستطيع التحمل طوال الساعات الثلاث التالية؟
هذا إضافة إلى تحميل أقصى ما يمكن للمركب من حمله، من بضائع وحقائب ومنتجات زراعية، داخل ما يطلق عليه (مقصورة) وهي بالأصح (عش الركاب) أو فوقها أو في مؤخرة المركب، أو حتى في الممر الضيق الذي يتوسط الركاب.
ولا يوجد في المركب أية خدمات، ولا يباع فيه شيئ، ودورة المياه فيه الوحيدة، مبتكرة في منطقة تبلغ نصف متر تقريباً، ولستم في حاجة لوصفها!!
وبالرغم من الاستغلال في حجز تذاكر هذا المركب وعشوائية الصعود إليه، إلا أن المقاعد بنظام (من سبق لبق) فقد شاهدت معاناة العديد من الأسر التي تفرّق أفرادها ما بين سقف وقاع المركب.
كما يجب التنبه إلى أن تذاكر هذا المركب، غير قابلة للاسترداد بالرغم من ندرتها واستغلال الباحثين عنها، وهو أحد صور الاستغلال للسياح هناك، فهم يعلمون يقيناً أن من مرّ بتجربة الذهاب على هذا المركب، لن يغامر بالعودة فيه، لذا ستكون قيمة تذكرة الإياب عديمة القيمة، ما لم تتحول إلى بائع تذاكر في المحطة للبحث عن زبون عليمي !!.
- * (جزيرة لنكاوي): هي جزيرة معزولة تحاول الحكومة تطويرها من خلال جعلها منطقة حرة، وهو ما لم تنجح في تحقيقه حتى الآن، كما بدا لي على الأقل !
فكون الجزيرة منطقة قيد التطوير ومعفية من الضرائب، يستوجب أن تكون الأسعار فيها أقل من غيرها، إلا أن الحقيقة غير ذلك تماماً (بعكس ما يتم تداوله في الكثير من المنتديات !!).
فأسعار السلع والتكاسي والفنادق في الجزيرة الصغيرة، تزيد بنسبة تصل إلى أكثر من 30% تقريباً، وتخلو تقريباً من المراكز التجارية الحديثة، سوى من عدد من المحلات في مرفأ الفيري، وأخرى مماثلة في مطار الجزيرة، مع سوقين قديمين جداً معظم محلاتها مغلقة في عاصمة الجزيرة، عند ميدان النسر، إضافة إلى مبنى في مطاعم وجبات سريعة في الشريط الساحلي بمنطقة (بلانجي بيتش) التي تضم شاطئ شعبي يحتوي على ألعاب شاطئية، وما إن يحل الليل فيه حتى ينتعش الشارع المجاور له بمجموعة من المحالات الشعبية التي تبيع سلع صينية رديئة مشابهة لما تكتض به محلات أبو ريالين في المملكة.
وفي أقصى الجزء الغربي من جزيرة لنكاوي يقع أحد أشهر فنادق البلاد (برجايا) الذي صممت غرفه على شكل أكواخ خشبية متفرقة في الغابة المجاورة للشاطئ، وبالرغم من نجاح الفكرة، إلا أنها مطبقة بطريقة تفتقد إلى الحكمة والواقعية، فمعظم الأكواخ معزول تماماً عن خدمات الفندق، ولا يمكن التنقل بينه وبين لوبي أو مطعم الفندق إلا بباصات (كلوب كار) وأحياناً تضطر عند تأخرها إلى خوض الطريق المتعرج والموحش، حتى تصل إلى أي خدمة تحتاجها ولو كانت قارورة ماء !!.
كما أن الغابة الملاصقة للكوخ الخاص بك، بدون أدنى عناية، ففي الليل وبعد متر واحد من باب الكوخ، لا تكاد ترى اصبعك من السواد الحالك مما يثير فزع الأطفال، كما يتم تقليم الأشجار فأغصانها فوق رأسك، حتى أن أوراق الأشجار لا يتم جمعها وتحيط بأقدامك أكوام منها.
أما لوبي الفندق ومطعمه فهو مفتوح في جانبيه على الغابة من جهة والشاطئ من جهة أخرى، وهو بلا تكييف فإن طلبت كوباً لمشروب ساخن، سوق يتبخر عرقك مع كل رشفة.
وفي الجوار من الفندق، توجد (القرية الشرقية) وهي مجموعة من محلات الهدايا والتذكارات تتوسطها برك للمياه، وعدد قليل جداً من المطاعم، ومنصة للتلفريك كان مغلقاً حينها، إضافة إلى بركة للفيلة برسوم مبالغ فيها، وبركة أخرى فيها نمر واحد نائم، يجاورها مطعم يضع تسعيرة مختلفة للمقاعد بحسب قربها من زجاج حضيرة النمر !!!
- * (الطيران الاقتصادي): بعد التجربة التي مررنا بها في مركب الفيري، لم يكن أمامنا خيار سوى الرجوع إلى كوالالمبور بالطائرة، وتغييّر البرنامج المعد مسبقاً قبل عدة أشهر الذي كان يتضمن العودة إلى بينانج والمرور بالكاميرون، ولكون الحجز كان على طيران (اير اسيا) الاقتصادي قبل يومين من موعد الرحلة ( كان سعر التذكرة غير اقتصادي أبداً !!)، فإلى جانب أن سعر تذكرة الفرد مضاعف تقريباً، تم دفع قيمة حمولة العفش الزائد 15كيلو + سعر لكل 5 كيلو + قيمة ((ورقة التذكرة)) !!!!
- * (التكاسي والمطارات): التكاسي الموجودة في مكاتب المطارات، هي صورة من صور الاستغلال للسائح، فالسعر يتضاعف عندها إلى أكثر من 150% من قيمة المشوار الفعلية، وبالأخص على العائلات.
فمن مطار كوالالمبور الدولي إلى وسط المدينة،، يبلغ سعر تاكسي المطار للعائلات (ميني باص) 190 رنغت.
ومن مطار سوبانج في سيلانجور للقادمين بطيران (اير اسيا) في الرحلات الداخلية، سعر تاكسي المطار للعائلات (ميني باص) 230 رنغت، وهو أغلى من المطار الدولي بالرغم من كونه مطار محلي شعبي بدون أدني خدمات.
وتنصح السواح بعدم الاستعجال، والخروج من صالة الوصول، والاتجاه عدة أمتار إلى اليسار إلى ما بعد مواقف تاكسي المطار، حيث ستجد العديد من تاكسيات المدينة التي أنزلت ركاباً في المطار وتبحث عن ركاب للعودة بهم إلى المدينة مرة أخرى، (والأفضل للعئلات تاكسي الميني باص الزرقاء، لأنها حديثة ومكيفة) ويمكنك التفاوض مع سائقها بأي سعر لأنه مجبر على تحميلك بأي سعر في وقت قصير قبل أن يرصده مرور المطار.
كما تقبل التكاسي الزرقاء باستخدام العداد في المشاوير القصيرة، على عكس التكاسي القديمة التي تستغل السياح وبشكل خاص في الليل بعد إغلاق الأسواق.
- * (صفقة الجولات للمصانع): هناك صفقة يقع ضحيتها معظم السواح إلى هذا البلد وتتكرر في (كوالالمبور وبينانج، ولنكاوي)، ويتم الترويج لها على اعتبارها (تجربة فريد ومميزة !!) وهي زيارة مصانع (الشكولاتة/الشاي/القهوة/الأقمشة/الذهب/الألماس/....) وهي في الحقيقة صفقة بين سائقي التاكسي وبين أصحاب محلات لبيع هذه المنتجات ((وهي مجرد محلات عادية وليست مصانع كما يدعّون)).
حيث يتم تحصيل عمولة عن كل شخص في التاكسي، يتم جلبه إلى هذه المحلات، التي تتواجد في أحياء شعبية لا يمكن للزبائن الوصول إليها سوى بهذه الطريقة.
فبمجرد أن تصل إلى المحل، يتم لصق (ستيكر) على صدرك، وتدخل لتفاجئ بمحل عادي يبيع شوكلاته أو أقمشة كآلاف المحلات لدينا أو لديهم أو في أي بقعة من الأرض، فيما يذهب سائق التاكسي إلى كشك صغير مجاور للمحل لتحصيل المعلوم عن قيمة كل رأس تم جلبه !! .
وفي الختام، أعتذر عن الإطالة، وسرد الكثير من التفاصيل التي أرجو أن يستفيد منها كل من يرغب في زيارة هذا البلد، وبالأخص من العائلات الذين يغادرون وطنهم آملين في قضاء ممتعة وجميلة خلال إجازتها.
شكرًا