- أعجبني هذا المقال في صحيفه الشرق الأوسط وحبيت أن أنقله ألأ أعضاء هذه
- البوابة الغاليه علينا
- يعني يا بيه تبغانا نمسح البركة.
- خلينا في هم الفول يا بيه.
السلام عليكم ورحمته الله وبركاته
أعجبني هذا المقال في صحيفه الشرق الأوسط وحبيت أن أنقله ألأ أعضاء هذه
البوابة الغاليه علينا
ليس ثمة عاصمة عربية مولدة للشهرة بقدر ما تفعل القاهرة، فهي تحتفي بالنجوم والنجومية على نحو خاص، ولا تقتصر هذه الشهرة على المتميزين في السياسة والأدب والفن والرياضة، ولكنها تمتد حتى لبائعي الكوارع والكباب والفول والطعمية.. واليوم يتنافس على لقب امبراطورية الفول في القاهرة الكبرى شخصان، هما الجحش والبغل، وتلكما ألقابهما العائلية الحقيقية، والأول قد اتخذ منطقة السيدة زينب مقرا لحملته «الفولية»، أما الثاني فلقد أقام الأفراح والليالي الملاح، حينما افتتح أول فرع له في شارع فيصل بالقاهرة، خارج منطقة المحلة التي شكل فيها شهرته ونجوميته.
وباعتباري من كبار المؤمنين بنظرية «الفولزم»، فأنا لا يمكن أن آتي إلى القاهرة من دون أن أقوم بجولة سياحية، تشمل مناطق الفول الشهيرة أمثال التابعي الدمياطي، والبغل، والجحش، وإن كنت أجد في محل الأخير أجواء كوميدية لا تتوفر لدي أي من المنافسين، وقد لا يتوفر مثلها في الكثير من مسارح القاهرة التجارية، فأنت تسأل صبي المحل عن المعلم حنفي الجحش، فيعلق بخفة ظل قائلا:
مربوط جوه.
وتسأله عن أولاد المعلم الجحش، فيقول: «كلهم تمام وبيرفسوا بخير».
وإن طلبت منه أن يمسح الطاولة قبل أن تتناول طبقك من الفول، يرد عليك بظرف قائلا:
يعني يا بيه تبغانا نمسح البركة.
وفي مطعم الجحش تجد سياسيين وأدباء وفنانين ومفكرين وعاطلين، ومع هذا فالحديث هناك ينبغي ألا يتجاوز تخوم حظيرة الجحش، فلا أحاديث في السياسة أو الرياضة أو الفن، وإن سمعك العم حنفي الجحش، فقد يبادرك بالقول:
خلينا في هم الفول يا بيه.
هذه التفاصيل الصغيرة الحميمة، تشكل بهارات القاهرة التي لا يمكن أن تعثر عليها في أية مدينة أخرى، فرغم وجود الأهرامات والنيل والمتاحف يظل الإنسان القاهري الحديث بظرفه وتسامحه وخفة ظله أجمل عوامل الجذب، ويبقى لمقاهي القاهرة وأسواقها الشعبية نكهتها الطازجة ومذاقها الحراق.. فإن تشابهت المدن في عصرنا الحديث، تظل القاهرة على الدوام لا تشبه إلا نفسها.(منقول)