سيرلانكا المسافرون العرب

أكتشف العالم بين يديك المسافرون العرب أكبر موقع سياحي في الخليج و الوطن العربي ، يحتوى على أكبر محتوى سياحي 350 ألف استفسار و نصائح عن السفر و السياحة, 50 ألف تقرير سياحي للمسافرون العرب حول العالم و أكثر من 50 ألف من الاماكن السياحية و انشطة وفعاليات سياحية ومراكز تسوق وفنادق، المسافرون العرب هو دليل المسافر العربي قبل السفر و اثناء الرحلة. artravelers.com ..
مغترب
28-05-2022 - 08:29 am
الحلقة الأولى
أكتب لكم هذه الكلمات وبين شروق الشمس عندي وعندكم قرابة الخمس ساعات من بلد كانت منفى لمن يتعاطى السياسة فقد نفي لها الشاعر محمود سامي البارودي وغيره ...
ويقال ان آدم عليه السلام اول ماهبط بها وهناك صخرة عظيمة تسمى صخرة آدم ...
ومهما يكن من شي فقد جاشت مشاعري حينما قدمت المطار فوجدت مجاميع من الناس وقد توشحوا بالبياض ووجوههم يعلوها الشوق كيف لا وهم طالما انتظروا اللحظة التي يروا فيها الطائرة التي قدمنا عليها والتي ستقلهم إلى بيت الله العتيق ... رأيت ذلك في وجوههم وقسمات وجوههم التي تعلوها ابتسامة الغبطة والفرح ، وهم يلقون علي السلام وأنا قد حملت حقيبي التي كادت أن تعجز عن حملها يدي بل قد عجزت حيث تحاملت على نفسي حملها دون الوقوف على سير العفش المتحرك الذي يصيبك بدوار من كثرة النظر إليه بل تكاد تحفظ أسماء أصحاب الشنط التي كتبت بجميع اللغات وتعرف الوانها في حين أن لايأخذها أحد حقائب تروح وتغدوا وأناس ينظرون إليها ولا يأخذها أحد إنما تزيد ولا تنقص ،المهم أنهم بودهم لوصافحوني لولا شفقتهم علي حينما يرون كتفي الأيمن يكاد يلامس الأرض من ثقل ما أحمل .... اما غترتي البيضاء التي استعملتها زيا رسميا قبل ركوبي الطيارة وملحفا فيها وأصبحت عالة علي حينما خرجت منها لأني كنت اسابق الناس لأقف في أول الطابور للجوازات في حين أن طرفها عند أذني اليسرى وطرفها الآخر يسابق خطاي كمن انحنى ليرمي نبلا ، وأنا لاأدري هل أقف لاعدل من غترتي فيسبقني الناس أم استمر وأكمل مسرح المناورة بين رجلي وطرفها وأرى هل يغلبني فيسقطني أمام الناس ليكمل المشهد أم أغلبها فأكسب الرهان على أن لا أحملها مرة أخرى ؟
ومهما يكن من شئ بعد فقد تخالجني شعور غريب ومد وجزر وصراع لم يدم إلا دقائق معدودة ، فحواها هاهم هؤلا يقطعون آلاف الكيلو مترات ليقفوا بعرفة ويحجوا بيت الله الحرام وأنا آتي إليهم وأترك هذا الفضل العضيم ...
لكني لم آبه بهذه الخواطر لأنها تراودني كل سنة في يوم عرفه ...

لكنها هذه المره أعادت علي مشاعر وأحاسيس وذكريات أيام الحج أحببت أن اشرككم بها ...
ذلكم أنني قد حججت عشر سنوات متوالية وهذه السنه أتممت عشر سنوات متتالية أيضا لم أحج فيها ...
كنت في تلك السنوات رئيسا حينا و مرؤسا أحيانا كثر ومرات كنت فيها الرئيس والمرؤس والشعب بكامله حيث كنت وحدي حينا ومعي زميلا حينا آخر أمتطي سيارة دينا محملا ( بكراتين وتنك وخيام ) أجوب بها شوارع منى يوم الثاني من ذي الحجة لا يوجد إلا أنا وعمال حفريات الشوارع وأخالهم كانوا يضنونني واحدا منهم.....
البطارية ضعيفة وللحديث بقية ...[/


التعليقات (9)
ben batoota
ben batoota
يابختك بسرنديب ..
بس فيه احد يذهب بهالوقت هناك ..
وبانتظار تكملة موضوعك الشيق والمميز ..
وترجع بالسلامه ..

مغترب
مغترب
  1. الحلقة الثانية


الحلقة الثانية

سأضل اكتب هذه المشاعر إلى أن أرجع إلى بلدي ذلك أن اهل هذا البلد كغيرهم من الشعوب باستثناء شعبنا طبعا يقومون مع شروق الشمس ويسبتون بغيابها .... فلا أجد لي أنيساً لوحدتي إلا شبكة العناكب أنسج خيوطي بخيوطها ...
كيف لا وقد ارتمت في أحضان محمولي ثلاث شبكات لاسلكية لايعيقني عن تصفح الشابكة إلا إختيار احداها ، لاتتعجبوا اخوتي فهذه البلاد وغيرها تتنفس الشبكات اللاسلكية ... وأصدقكم القول إن من أجمل اللحظات عندي تلك التي أقضيها في مطار كولمبو لوجود الشبكة اللاسلكية والأسواق الحرة فوجودك بالمطار لحد ذاته سياحة وعكسها التي اقضيها في مطاراتنا ؟ فنحن بحمد الله دآئماً نأتي بالمقدمة لكن من تحت ؟ فدول الخليج مثلا من لآخر الدول دخولا لعالم الأنترنت ونحن طبعا ناتي في المقدمة بين دول الخليج ( من تحت طبعاً كما اتفقنا ) فالكويت مثلا سبقتنا بثمان سنوات إدخالا للإنترنت طبعاً هذا لمراعاة فارق التوقيت ...
وأذكر حال دخول الأنترنت عندنا ذهبت لأحد المراكز للتسجيل بدورة للغة الإنجليزية وكانت ب 1500 ريال وكنت وقتها طالبا ، فوجدت الناس يسالون عن الأنترنت ، فتبين لي أن هذا المركز وكيل لأحد مزودي خدمة الأنترنت ... وتبين لي أن عندهم عرض لأول 100 مشترك بالقصيم وكان بقيمة 1400 ريال مدة سنة كاملة .. فجيرت المبلغ لصالحهم ، واستمتعت بالمئة ريال الباقية ؟ من بعدها بدأ الناس يتقاطرون على منزلنا ليروا هذا الكائن الغريب ويسبروا أغواره .. فما كان مني لإيقاف هذا السيل الجارف من الفضوليين إلا ان ظهرت لدي فكرة واستحسنتها ثم قررتها وهي أن أقوم بأصدار مجلة تكون مواضيعها مما يكتب في الإنترنت وهكذا فعلت وقمت بعرضها في المكتبة الوحيدة بالقرية بمبلغ زهيد لكن المشروع مني بالفشل لأني اكتشفت ان الناس يقومون بتصفحها بالمحل ثم بنثرون أوراقها في وجه البائع الذي يقوم بلملمتها لقارئ آخر ... وهكذا فما علي إلا أن آتي آخر الإسبوع للآخذ ما وضعته في أوله وأضع العدد الجديد ولا زال عندي من هذه الأعداد الكثير ... لكن الشئ الوحيد الذي استفدته من هذه المجلة انه إذا طلب مني أحد رؤية هذا الدخيل الغريب قلت له : يوجد نسخة منه في مكتبة أبي تمام ... وأنا دائما أحب ان اسبق الناس في كل جديد إذا رأيت فيه ماينفع ، وكان آخرها قناة المجد أول ماخرجت أدخلتها بدون تردد وكان الناس متخوفون منها خصوصا في قريتنا التي كان من يدخل التلفزيون السعودي جريمة كبرى ... وأذكر أني اقنعت أحد الشباب بإدخاله لبيته وكان يسكن في مجموعة شقق قام الناس عليه ولم يقعدوا واولهم صاحب البيت فاضطر لإخراجه .. أما الآن فلا تسأل عن الحال ... كان عدد المشتركين في قناة المجد وقتا قليل .. وكنا نتصل عليهم ونطلب منهم إعادة برنامج أو تعديله فيستجيبوا لنا حالا .. إي والله ؟
نعود إلى مطاراتنا فلا يوجد فيها من وسائل الترفيه إلا شاشة الرحلات التي أقضيه بالنظر إليها بين الفينة والأخرى لأقرأ الرحلات التي أُجلت وكنسلت فأهرع مسرعاً إلى بواباتها لأرى مشاعر المسافرين عليها ! وهذا دواليك أما إن كانت من نصيب رحلتي فإنني اتسمر مكاني دون حراك ... طبعا هذا إن كان في الوقت متسع لأن الوجه الأول من الوقت عادة يكون من نصيب الطوابير الطويله أمام الكاونتر !
وهناك سر آخر يجعلني حبيس المكان سأبوحه لكم ، وهو أنني دائما إذا وصلت لهذا البلد وغيره تنهال علي المكالمات من سويسرا فلا تنقطع إلا بعد يومين فأكون مشغولا بالرد عليها ....أكون على هذه الحال إلى أن يأتي يوم العيد وعلى طاري يوم العيد فأن معي لكل عيد في هذا البلد قصة ففي عيد الفطر ماقبل الماضي صمت أوله في السعودية وآخره هنا في سرنديب فلما رجعت إلى بلدي ودققت في حساباتي وجدت أنني صمت 31 يوماً .... وها أنا اليوم حينما قدمت وجدت العيد عندهم يوم الجمعة ، فأخبرتهم أن الحج يوم يحج الناس وأنه مهما كان هناك من فرق فلا يتعدى يوم واحد ... وهم الآن منقسمون فريقين قريق العيد عندهم الجمعة وآخرون أيدناهم ودعمناهم في الأضاحي يوم الإربعاء ... لكل هذا لايهم ، المهم أن يكون هناك عيد ...
أها.... نسيت أن أحدثكم عما وعدتكم به ! اعذروني فإني ارتجل الكيبورد .... سأعود قريباً

fishawy
fishawy
في انتظار تكملة هذه المشاعر. قطعة أدبية لطيفة أرجو إكمالها
ذكرتني (ذكرك الله الشهادة) قول البارودي:
أسلمْتُ نفسي لمولًى لا يَخِيبُ لهُ
راجٍ عَلَى الدَهْرِ ، والمولى هُو الواقي
ولكن هل نسيت أحمد عرابي الذي تم نفيه إلى سرنديب أيضاً وهو القائل:
(لقد خلقنا الله أحرارا ، ولم يخلقنا ميراثا أو عقارا ، ووالله الذي لا إله إلا هو لن نستعبد بعد اليوم أبدا )
ولك تحياتي

مغترب
مغترب
أشكرك أخ فيشاوي على المجامله
وهاك هذه الكلمة الجميلة لتوفيق الحكيم حينما قرأ أن بعض لاعبي كرة القدم دون العشرين يقبضون ملايين الجنيهات ،
قال عبارته المشهورة " انتهى عصر القلم وبدأ عصر القدم ! لقد أخذ هذا الاعب في سنة واحدة مالم يأخذه كل أدباء مصر في سنين "
لكن بوجود امثالك ممن يشجعون اصحاب المحاولات الأدبية أقول : لازال عصر القلم بخير
وكل عام وأنت بخير

مغترب
مغترب
  1. الموقف الأول

  2. الموقف الثاني

  3. من بعدها عاهدت نفسي أن أكون مواطنا صالحاً محترماً أنظمة المرور

  4. الموقف الثالث

  5. الموقف الرابع


الحلقة الثالثة
افتح خريطة العالم أوتخيلها الأمر لك بالخيار... سترى شبه القارة الهندية وتحتها نقطة صغيرة كأنما هي دمعة سقطت منها ....
كنت هناك هذا اليوم لكن قلبي كان مع حجاج بيت الله الحرام ... فبعد أن صليت عشاء هذا اليوم فتحت الرآئي لأرى جموع الحجيج في عرفات وقد توشحوا بالبياض اختلفت الوانهم وأعراقهم ولهجاتهم لكنهم اتفقوا على رب واحد ودين واحد ورسول واحد .... فتذكرت ما وعدتكم به من مواقف وأحداث حصلت لي أثناء الحج ...

الموقف الأول

في سنة من السنوات شب حريق بمنى في يوم التروية وكنا مجموعة شباب يقارب عددهم العشرين ، انقسما وقتها إلى ثلاثة أقسام قسم هرع إلى مساعدة الناس ولم أكن منهم ، لأن قدراتي النفسية والجسمية لا تؤهلني لذلك ، وقسم وقف موقف المتفرج وكنت منهم ، وقسم كدت أكون منهم ، هربوا من الحريق لمزدلفة ، حتى أن أحد الشباب وكنا نضن به القوة وشدة البأس قام بصمت ودون كلام وحمل أحد الأخوة وكان مشلولاً ووضعه في عربية للعفش واستاقه مسرعاً به وهو يتوسل إليه ان يكف عما يفعل فلم يفق إلا وهو بآخر مزدلفة ..
من المواقف التي لاأنساها في ذلك الحريق حجاج تفحموا يحملونهم بالمئات في ناقلات شركة ( مبرد ) فلا نعرف النساء من الرجال إلا بما يلبسنه من اساور ... أحد الشباب رأى كهلاً نحيلاً ذو لحية كثة بيضاء قد صعد الجبل وهو يبكي وينفث على النار ويقول : ( كوني برداً وسلاماً )
إن من حسنات هذا الحريق إن كان له حسنات أن غيرت تلك الخيام البالية إلى ما هي عليه الآن .. بعد أن كنا نعيش فيها وكأنك في عصر ما قبل ( الرجلية ) لا عصر (الجمال) ....

الموقف الثاني

ذات مرة وبعد أن رمينا جمرة العقبة وكنا متعبين أردنا المرور من أحد الشوارع فإذا به مغلق بسياج حديدي ولا يسمح لأحد بالمرور وبما أني قائد الرحلة وبطلها تعنترت ففتحت باب السيارة ونزلت مسرعاً إلى السياج كمن انقض على فريسة وقمت بسحبها مؤذنا للشباب بالمرور ولا أخفيكم أنني شعرت بنشوة النصر وأنا ألوح لزملائي بالمرور بسلام .... لكن رجال الأمن قطعوا علي هذه اللذة فتفطنوا لي وأمسكوني وانا اسمع قهقهات أصحابي تختفي شيئاً فشيئا أثناء مرورهم ....ًحينما قبض علي أودعوني في سيارة صغيرة تسمى سوزوكي فارتميت فيها في حضن شخص نحيل سبقني ... فتضايق من مزاحمتي له في معتقله لكني كنت في الحقيقة رحمة له .. حيث تحاينت لحظة غفلة من رجال الأمن وانشغال بتنضيم السير فشجعته على الهرب فهربنا وحسناً فعلنا .. فكان هذا مايريدون وإلا لضاقوا بنا ذرعا ..

من بعدها عاهدت نفسي أن أكون مواطنا صالحاً محترماً أنظمة المرور

الموقف الثالث

في سنة من السنوت لم أكن أنوي فيها الحج وتزامن في تلك السنة أن مكتب الجاليات عندنا قد نظم حملة حج لبعض العمالة الوافدة واثناء توديعي إياهم بعد ركوبهم الباص تفاجأت أنه لايوجد معهم شخص سعودي ينظم أمورهم فاضطررت أن أجهز نفسي خلال نصف ساعة للذهاب معهم وهكذا فعلت فكانت هذه الحجة من أسوأ سفراتي للحج فلم ... تقولون لماذا ؟ هاكم السبب .. أثنا الطريق رأيت شخصا توسمت فيه الخير فأوكلت إليه بعض الأمور لكنه مالبث أن انقلب علي بعد 100 كيلو فقط حينما أعطيتهم وجبة سريعة فأصر على الكبسة وألب الناس علي فتمسكت برايي لأن الوقت لايسمح بالوقوف ... من بعدها في السنة القادمة شرطنا ان الأكل على الحاج ... ولكننا في أيام التشريق أشفقنا عليهم فأصبحنا نطعمهم من الهدي ومع ذلك لم نسلم فقد قام أصحاب شعار ( أبو بلاش كتر منه ) بشكوى مفادها أن الأكل يأتيهم وهو بارد وقليل الملح ...
نسيت أن أقول لكم أنني خلال تلك الرحلة فقدت ثلاثة من جرذان الرحلة ( البنغال ) في الميقات وسبعة أوستة منهم في المسعى حيث أصروا على الذهاب لشرب الماء أثناء انتظار رفقتهم فأبيت فذهبوا ولم يعودوا إلا من الغد... بعدها أمسك زمام الحملة أحد الأخوة أما أنا فقد انتهت معركتي معهم ب ثلاث مفقودين وسبعة تآئهين..وأذكر أن كويتي قام بالإتصال على هذا الأخ فكان مما قاله : عندي عامل مسكين ليس معه مال تعالوا خذوه ، فأنا أكلمكم من جوالي الدولي فقال له الأخ : كمل معروفك معه وأعطه قيمة التكسي ...
هذا الأخ صبر معهم سنوات عدة دون فائدة تذكر فكان كمن تعلم الحلاقة برؤوس اليتامى ، فهو الآن يملك حملة من أشهر حملات الحج في بلده ...

الموقف الرابع

كنت في سنوات عدة أجمع التبرعات من الناس وأحمل معي تنك من الصفيح كتب عليها ( سبيل ) على سيارة دينا أقوم بملئها بالماء ومن ثم أضع فيها الثلج لأقوم بسقي الحجاج منها لندرة برادات المياه إن لم يكن أنعدامها لم نكن وحدنا فقد كان احد الأشخاص يأتي كل سنة بوايت ماء جهزه بصنابير للشرب ويضع فيه الثلج فيشرب منه الناس .... ولولا حاجة الناس أو كان هناك بديل لما فعلنا ذلك !
لم يكن هذا في عهد الدولة السعودية الأولى أو الثانية إنما كان قبل 15 سنه فقط ... وكنت أكرمهم يوم العيد بقارورة سن كويك أسكبها في الصفيحة فلا تغير منها إلا اللون ... استمررنا على هذا المنوال إلى أن أقبل علينا يوم من الأيام ( شيول ) البلدية فتوقف عند ماعرضناه من تنك وهمّ بسكبها وحملها معه ، في البداية ضننا الأمر مزحة إلا أنه تبين لنا انه جاد فيما يقول فتصدينا له يدا واحدة فلم يستطع أخذها ولنها وعدنا أن لانكررها مرة اخرى ففعلنا ..ألم أقل لكم أنني أصبحت مواطناً صالحاً

باي باي
باي باي
واصل رعاك الله فنحن متابعون ....للمواقفك الطريفه ومغامراتك الجريئه
فهذا غيث من فيض مما تحمله جعبتك ....
فقد ذكرتني ان احسب عدد الايام التي صمتها في هذه السنه حيث انني صمت آخر ايام رمضان هناك
وكدت ان افطر مما اصابني من دوار بسبب متابعة دوران سير الامتعه بمطار كولمبو وياليتها اثمرت عن
نتيجه لاننا بعد متابعة طويل وبعد توقف السير اتضح ان امتعتنا لازالت تقبع في ضلال مطار الملك خالد
الدولي بالرياض حيث ان رحلتنا التي شحنا منها العفش قد انطلقت من مطار القصيم مروراً بمطار الرياض
وانتهاً بكولمبو وقد كاد برنامج الرحله ان يتعثر لولا رحمة ربنا بنا وتسخير المغربي زهراني وعامل بالمطار حيث
تم الترتيب على ان يتم توصيل العفش لنا في من المطار الي الفندق بعد يومين من وصولنا....
وقد تذكرت وقتها اننا نأتي بالمقدمه من تحت تماماً كما اسلفت.....
ولن انسى اننا اقتسمنا اللموز معك في افطار يوم من ايام رمضان في السنه الماضيه في العاصمة كولمبو...
أمانه تسلم لي على زهراني على طريقك وانت مغادر.....
تاصل بالسلامه

مغترب
مغترب
باي باي
مشكور على المشاعر الطيبة
قريبا الحلقة الرابعة

مغترب
مغترب
  1. الحلقة الأخيرة


الحلقة الأخيرة

في الحلقة الأخيرة يعود الحق لصاحبه وينتصر المظلوم ويقتص من الظالم ، وينتهي كل شي إلا البطل ... وأخالني بطل هذه الحلقة حيث انتصرت على 300 بقرة اقمت شرع الله فيها بالحكم علها بتذكيتها .... ولكن والحق أقول فقد انتصرت عليّ ايضا ، فقد كنت في مثل هذا اليوم من كل عام انهر دم أضحيتي ثم أذهب مسرعأ إلى اريكة أُعدت لي في شرفة المنزل فأجلس عليها متربعاً أمام موقد النار ارتشف القهوة وأُسارق النظر إلى إخواني الخمسة مشاركاً إياهم السلخ والذبح في الأوامر والنواهي ، حتى إذا مانتهوا من تقطيع اللحم إذا بالنار قد خمدت وانطفأ لهيبها في توافق عجيب ، أمرتهم بإزاحة الموقد قليلاً ولم أزل مسنداً ظهري على الجدار ، ثم تحاملت على نفسي فاعتدلت قليلاً لأمارس هواية تقليب الشواء ، ولا يخلوا من تذوق اللحم بين الفينة والأخرى حتى إذا مانضج لم يبق منه إلا القليل ...فكنت أعيش أيام أكل وشرب وذكر لله ...
أما اليوم فقد انتصرت عليّ بأن حرمتني من تذوق اللحم في أول ايام العيد ،لأني لا آكل لحمها ولا أشرب لبنها ... وكنت أمني نفسي بذبح خروف أجعل منه قسم للشواء وآخر للطبخ وثالث للإهداء ، بل منيت من حولي من السيلانيين بتذوق كبدة مشوية يتخللها البصل والفلفل ( البارد)
وشرحت لهم طبخها بطريقة سالت لها لعابي قبل لعابهم .... لكن هذه الأماني ذهبت ادراج الرياح ولأول مرة أُدرك معنى كلام الليل يمحوه النهار ، ذلك اني لم اجد إلا تيساً هرماً سقطت أسنانه وتهدلت أجفانه وقد أشفقت عليه حينما أقبل علي وهو يتهادى في مشيته ولو كان من بني جنسنا لاحتاج إلى عكاز ، فسألت عن سعره لأُعتقه لوجه الله فقالوا بمايعادل 800 ريال ، فقلت لهم : كيف وقد اشترينا البقر ب 1000 ريال بل أقل ، فقالوا : هكذا ! هذه الكلمة كثيرة عندهم إذا أعيى أحدهم الجواب قال (هكذا) ثم يتبعها بتجشأ فتمخط ! فأرغمت نفسي على كبح جماح شهوتي وآثرت أن أذبح بقرة تكفي ل 100 أُسرة بدلاً عن تيس أُفنيه في ثلاث وجبات ...
عجيب أمرهم في هذه البلاد رأس من الغنم قد لايزن 30 كيلا يعادل بقرةً تزن الواحدة منها مئتي كيلو ....
مسكينة البقر في هذه البلاد فهي متعددة الإستخدام مابين محراث في مزرعة ، ومواصلات في طريق ، حتى إذا ما هرمت وقالت ربي اوزعني أن أشكر نعمتك ، قدموها قرباناً لله ، بينما شقيقاتها في جارتها الهند معززة مكرمة ينادى عليها بنصف سعرها هنا فلا يشتريها احد ، بل حرموا ذبحها فهي ( تتمسوح في الطرقات وصوتها فل وابراجها عسل ) ....
فلهذا الأمر أُفطرت على بيض وتغديت على خبز محشو بالفلفل والبصل ويقولون أن فيها دجاج ، بل يسمونها ( شاورما ) فقلت سبحان الله الأسم عندنا متشابه لكن الأكل يختلف ، ولا ادري مايصنع الله بي في العشاء ... لكني أرى ثمرة أناناس إلا على طاري أناناس أثناء قدومي هنا سافرت من القصيم إلى الرياض على طيران ناس وكنت أحسب .... أفا .. مالذي أدخلني هذه المتاهة وقد عاهدت نفسي أن أكون مواطنا صالحا وأن لا أتحرش بالسياسة والكهرباء ... ألم اقل لكم أنني ارتجل الكيبورد وعلى طاري الكيبورد أول ماشتريت محمول ذهبت مباشرة للوورد لأُسطر إسمي على شاشته فكتبت محم ... أين الدال ؟ نعم أين الدال بحثت عنها نصف ساعة فلم أجدها ، فاستعنت بزوجتي ... بحثنا سوياً فلم نجدها ... فقررنا أنها غير موجودة وهممنا بإرجاعه ، لكن الله لطف بنا حينما زاغت من عيني التفاتة جهة الزاوية اليسرى فوجدتها ... وإلى الآن لا أدري مالسر في حشرها هناك ... اعوذ بالله من الشيطان .. أنسانا موضوعنا الأساس ...نعم وقفنا عند الأناناس هذه الثمرة العجيبة مركونة عند باب غرفتي تسارقني النظر روحة وجيئة ، سأوحاول افتراسها كوجبة عشاء إن استطعت فضها !
الفاكهة في هذا البلد لذيذة لكن إياك أن تاكل شيئاً قبل معرفته .. فإن قدرت على استخراج لبها ستجد صعوبةً في أكلها ..أذكر أول مرة قدمت هذا البلد وجدت فاكهة لذيذة أعجبتي وكان استخراج لبها يحتاج إلى مراس ومران فأمرت الفاكهاني أن يوظف لي شخصاً يفك شفرتها وأنا أكفيه مئونة أكلها ، فبدأت بأكلها بنهم وكنت أُسبقهم ويسبقوني فهذا يزن وذاك يخرج اللب وأنا ألتف ! والتف الناس يضحكون علي ولا أبالي بهم .. حتى إذا امتلأ بطني فلا أجد للنفس مسلكاً ورجعت لي قواي العقلية ، سألتهم عن سبب صنيعهم ، فقالوا إنك تأكل الثمرة بنواها.. فحمدت الله أني لم أفعل شيئاً منكراً .. بل كانت النواة لذيذة وهشة ، كأنما تأكل التمرة وقد حُشيت باللوز .. لا تحسبوني أبرر لصنيعي هذا ابدً هذي والله الحقيقة ، هذه الفاكهة اسمها ( منجاستان) تباع عندنا بل عندكم في بنده لكنه يعيقني عن ممارسة هوايتي المفضلة معها غلاء سعرها ...
ولا زلت أفكر باستيرادها وبيعها بسعر التكلفة خدمةً لشباب الصحوة ، وهناك فاكهة يقولون عنها أنها لذيذة الطعم كريهة الرائحة ، ويصفونها بطعم الجنة ورائحة جهنم ، وأظن اسمها ( كوكا نت ) وهي في الواقع كريهة الطعم والرائحة ، ولا ادل على هذا من ان بعض الفنادق تمنع دخولها !
أستودعكم الله وأشكركم فقد آنستموني في غربتي بكتابة هذه الخواطر والشجون ...
فأستميحكم العذر .. إن أخطأت أو زللت او أسأت ...

ben batoota
ben batoota
اسلوب شيق وممتع اخي مغترب ...
أثناء قدومي هنا سافرت من القصيم إلى الرياض على طيران ناس وكنت أحسب
نسيت تكمل سالفتك مع ناس
حيث انتصرت على 300 بقرة اقمت شرع الله فيها بالحكم علها بتذكيتها
مأجور ان شاء الله ..
ومشكور على هالمشاعر والاحاشيش


خصم يصل إلى 25%