الحلقة الأولى
أكتب لكم هذه الكلمات وبين شروق الشمس عندي وعندكم قرابة الخمس ساعات من بلد كانت منفى لمن يتعاطى السياسة فقد نفي لها الشاعر محمود سامي البارودي وغيره ...
ويقال ان آدم عليه السلام اول ماهبط بها وهناك صخرة عظيمة تسمى صخرة آدم ...
ومهما يكن من شي فقد جاشت مشاعري حينما قدمت المطار فوجدت مجاميع من الناس وقد توشحوا بالبياض ووجوههم يعلوها الشوق كيف لا وهم طالما انتظروا اللحظة التي يروا فيها الطائرة التي قدمنا عليها والتي ستقلهم إلى بيت الله العتيق ... رأيت ذلك في وجوههم وقسمات وجوههم التي تعلوها ابتسامة الغبطة والفرح ، وهم يلقون علي السلام وأنا قد حملت حقيبي التي كادت أن تعجز عن حملها يدي بل قد عجزت حيث تحاملت على نفسي حملها دون الوقوف على سير العفش المتحرك الذي يصيبك بدوار من كثرة النظر إليه بل تكاد تحفظ أسماء أصحاب الشنط التي كتبت بجميع اللغات وتعرف الوانها في حين أن لايأخذها أحد حقائب تروح وتغدوا وأناس ينظرون إليها ولا يأخذها أحد إنما تزيد ولا تنقص ،المهم أنهم بودهم لوصافحوني لولا شفقتهم علي حينما يرون كتفي الأيمن يكاد يلامس الأرض من ثقل ما أحمل .... اما غترتي البيضاء التي استعملتها زيا رسميا قبل ركوبي الطيارة وملحفا فيها وأصبحت عالة علي حينما خرجت منها لأني كنت اسابق الناس لأقف في أول الطابور للجوازات في حين أن طرفها عند أذني اليسرى وطرفها الآخر يسابق خطاي كمن انحنى ليرمي نبلا ، وأنا لاأدري هل أقف لاعدل من غترتي فيسبقني الناس أم استمر وأكمل مسرح المناورة بين رجلي وطرفها وأرى هل يغلبني فيسقطني أمام الناس ليكمل المشهد أم أغلبها فأكسب الرهان على أن لا أحملها مرة أخرى ؟
ومهما يكن من شئ بعد فقد تخالجني شعور غريب ومد وجزر وصراع لم يدم إلا دقائق معدودة ، فحواها هاهم هؤلا يقطعون آلاف الكيلو مترات ليقفوا بعرفة ويحجوا بيت الله الحرام وأنا آتي إليهم وأترك هذا الفضل العضيم ...
لكني لم آبه بهذه الخواطر لأنها تراودني كل سنة في يوم عرفه ...
لكنها هذه المره أعادت علي مشاعر وأحاسيس وذكريات أيام الحج أحببت أن اشرككم بها ...
ذلكم أنني قد حججت عشر سنوات متوالية وهذه السنه أتممت عشر سنوات متتالية أيضا لم أحج فيها ...
كنت في تلك السنوات رئيسا حينا و مرؤسا أحيانا كثر ومرات كنت فيها الرئيس والمرؤس والشعب بكامله حيث كنت وحدي حينا ومعي زميلا حينا آخر أمتطي سيارة دينا محملا ( بكراتين وتنك وخيام ) أجوب بها شوارع منى يوم الثاني من ذي الحجة لا يوجد إلا أنا وعمال حفريات الشوارع وأخالهم كانوا يضنونني واحدا منهم.....
البطارية ضعيفة وللحديث بقية ...[/
بس فيه احد يذهب بهالوقت هناك ..
وبانتظار تكملة موضوعك الشيق والمميز ..
وترجع بالسلامه ..