- الحياة على البحر
- على جناح الريح
الحياة على البحر
النسيم القوي وبيارق خافقة وأشرعة يملؤها الهواء – عندما يتم افتتاح موسم الصيف في مدينة كيل بلقاء كبير لبحارة وسفن شراعية من جميع أنحاء العالم، أي ما يدعى ب"أسبوع كيل" (Kieler Woche)، يفد الى المدينة ما يقارب الثلاثة ملايين زائر ليُعجبوا بالسفن المهيبة ويتابعوا مسابقات الزوارق الشراعية. وأهل كيل بذاتهم يحتفون أيضاً بهذا الحدث البحري الذي يتمتع بشهرة عالمية، ولا تلاحظ عليهم شيئاً من البرودة والجمود اللذان لطالما يوصف بهما أهل شمال ألمانيا.
على جناح الريح
كيل هي عاصمة ولاية شليزفيغ-هولشتاين أقصى الولايات الألمانية شمالاً. تقع المدينة على بحر البلطيق مباشرةً، على نهاية لسان بحري ممتد طولاً يسمى "لسان كيل" (Kieler Förde).
ومنذ القدم وصناعة السفن والملاحة تحددان مسار الحياة في هذه المدينة. إلا أن كيل لم تتمكن من الحفاظ على الطابع الرومانسي الذي عادةً ما تتسم به المدن الساحلية القديمة. فالمدينة كادت تدمر في الحرب العالمية الثانية تدميراً تاماً، ولذا تجدها اليوم تقدم بمبانيها التي تعود إلى الستينات والسبعينات من القرن الماضي والمرافق الحديثة لصناعة السفن ومرفأ العبارات الكبير صورةً يغلب عليها الطابع الصناعي.
ولذلك تكون كيل اليوم بالنسبة للسياح أشبه بنقطة استراحة قبل العبور إلى إسكندينافيا. بيد أن الشواطئ الرملية الطويلة بالقرب من المدينة تتمتع ولا ريب بصفات سياحية حسنة.
لكن ليس المرفأ هو أكبر "صاحب عمل" في المدينة التي يقطنها حالياً 230000 نسمة، بل المعاهد العليا. فهناك نحو ال30000 طالب وطالبة مسجلون في "جامعة كريستيان ألبريشت" (Christian-Albrechts-Universität) و"المعهد العالي المتخصص" (Fachhochschule) و"المعهد العالي "موتيزيوس" للفنون والتشكيل" (Muthesius-Hochschule für Kunst und Gestaltung