في هذه الأيام، هناك أماكن قليلة في العالم يمكنها ان توفر لك الاحساس العميق بالاسترخاء التام والابتعاد عن ضجر العمل وصخب المدينة، ومن بين هذه الأماكن أرخبيل “لانجكاوي” في الشرق الأقصى، حيث الطبيعة الخلابة والسكون والأمان والشعب الودود وإيقاع الحياة البطيء، التي تشكل في مجملها روح الأمان الذي يبحث عنه البشر.
وتقع جزيرة “لانجكاوي” في الجزء الشمالي من شبه جزيرة ماليزيا، على بعد 30 كيلومتراً من ساحل ولاية “كيداه”. وهي أكبر جزر أرخبيل “لانجكاوي”، وتبلغ مساحتها 479 كيلومتراً مربعاً، ويتكون الأرخبيل من 104 جزر، معظمها جزر مرجانية حلقية، وهو قريب من تايلاند.
وقد شهدت هذه الجزيرة تطوراً ملحوظاً في الوقت الراهن، لكنه بوتيرة أقل مقارنة بالجزر الأخرى، فمنذ أن تم منحها الاستقلال الذاتي في منتصف الثمانينات، بدأت الاستثمارات تتدفق عليها لبناء الطرق والفنادق الفخمة ومجمعات التسوق.
واليوم أصبحت “لانجكاوي” موقعاً للأحداث العالمية، مثل سباق “تور دو لانجكاوي” الذي يستقطب الدراجين في كل أنحاء العالم، بالإضافة إلى معرض لانجكاوي البحري والفضائي حيث تمتليء الجزيرة بالأجانب في شهر نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام.
وتتوافر في الجزيرة العديد من المنتجعات الجميلة منها منتجع “داتاي” في الغرب ومنتجع “أندامان”. وعلى الرغم من أن الطبيعة في لانجكاوي جبلية وكثيفة الأشجار إلا أن طرقها مريحة جداً، وتمنح الأساس بحياة القرى الماليزية.
وفي منتجع “إندامان” يجد المرء نفسه وهو يتشارك المكان مع 70 نوعاً من الطيور، بعضها غير معروف مثل طائر ال “درونجو” و”طائر الدولار” الذي ربما تعزى تسميته إلى ظهره الأخضر، أيضاً هناك نحو 41 نوع من الفراشات وقرد الليمور الطويل الذنب، بالإضافة إلى السناجب الطائرة.
وهناك غابة استوائية مطرية بكر عمرها 50 مليون سنة تشكل خلفية للمنتجعات، فضلاً عن وجود خليج رائع في واجهتها والمنتجعات الراقية ليست هي المكان الوحيد الذي يوفر الإقامة للضيوف، إذ توجد أمكان أخرى تلائم كل الميزانيات والأذواق، من منتجع “بون تون”، الذي تتوافر فيه الفلل الريفية، إلى “كاسا ديل مار” الذي بني على غرار منتجعات “البوتيك” في البحر الأبيض المتوسط.
وتعتبر لانجكاوي مكاناً نموذجياً لإزالة الضغوط والتوتر، ولأخذ قسط وافر من الراحة والاستجمام خاصة وأن انشطتها محدودة، ومعظمها ناشئ من الطبيعة.
فبخلاف التسكع على رمال الشاطئ، يمكن ممارسة المشي وسط الغابة المطرية أو الصعود إلى الأدغال في أعالي الجبال، حيث يوجد غطاء نباتي فوق الأشجار بارتفاع 60 متراً عن الأرض.
وإذا لم يكن المشي كافياً، تستطيع أن تستغل عربة الأسلاك المخصصة لنقل الزوار إلى ارتفاع 708 أمتار بحيث يمكنك رؤية لانجكاوي والمناطق المحيطة بها.
كذلك تشمل الأنشطة الطبيعية التنزه وسط أشجار المانجروف، وهو أفضل برنامج لمشاهدة صقر الرخام، شعار الجزيرة الرسمي، كما يمكن الإبحار عبر المراكب إلى دلتا نهر كيليم، حيث تصادفك القباب الحجرية الغريبة والأودية الضيقة ومزارع الأسماك ومالك الحزين وطيور أبوقرون والقرود والثعالب الطائرة.
تحياتي
منقول مع تعديلات من قبلي