----------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسوله الكريم
محمد صلى الله عليه وسلم
فأما بعد :فإني أشكر الله سبحانه وتعالى على تيسيره ،
وعلى فضله و امتنانه علينا ..
ربي أشكرك ، وأسألك العفو والعافيه ،
أنت إلهي سبحانك .. إني كنت من الظالمين
لا إله إلا أنت .. رزقتني وجعلتني في نعيمٍ وصحة ،
ولا إله إلا أنت .. سبحانك الذي أمطرني بكرمه ،
باريس ، الوجهه التي حلمتُ بها منذ عامين ، وكنت لا أعتقد أنني سأزورها إلا بعد زواجي ،
ولكنني ، وفي يومٍ من الأيام .. دخلتُ إلى بوابة التقارير في العرب المسافرون ، بقسم فرنسا ،
وقرأت تقرير عن باريس .. يا إلهي ! ما أروعك أيتها الجميلة اللطيفة يا باريس البدر ،
ثم تلى ذلك التقرير آخر .. حتى كدت انطق : كفى أحلام يقظة! إنهُ حلم مستحيل .
ربما كان ذلك بسبب ظروفي المُعيّنة في ذلك الوقت ، حينما كنت في الثانوية العامة ،
ولكن ، وبعدما أصبحت قارئ لبعض كتب التنمية الشخصية ، وإن الإنسان قادر ويستطيع ،
وأنهُ بالتخطيط كل شيء يصبح ممكن ، وبعدما عرفت أن الحياة جميلة ، والأيام تمضي ،
والسفر إلى باريس ليس إلى هذا الحد من التعقيد . قلت : إن سأذهب بإذن الرحمن ..
وهكذا خططت - لوحدي ، بمعنى : بدون فلوس ولا موافقة اهل - فقط بيني وبيني ،
وقرأت مجددا ً عنها ، وقلت : كيف أجعل أهلي يوافقون ؟ ربما إن درست جيّدا ً ،
وأخذت الدرجات العُلى ، وهكذا درست فنجحت فامتزت ، وقد باركولي ذلك وفرحولي ،
فأمطرتهم بالأمر الذي أريد ، وأقنعتهم - بطريقةٍ أو بأخرى - أنني أحتاج لراحة بعد هذا التعب ،
وبعد هذه الرحلة في سنة كاملة بالجامعة ، وإني طالب مُجِدْ و " شاطر " وأريد السفر ،
لاسيما أنكم ستسافرون في الصيف ، وأنا سأجلس أدرس فيه ! .. حاولت حاولت ،
حتى اقتنعوا ، يا إلهي ! هل معقول أن يتحقق الحلم بهذه السهولة والسرعة المذهلة ؟ ( 3 أشهر من الإقناع ) ،
وهكذا .. حدث ما حدث ، وبدأت أعرف الفنادق ، وأماكنها ، وأسأل مكاتب السفريات ،
حتى جاء يوم هادئ ، ليل مظلم ، ذهبنا به إلى مكتب سفريات .. كان آخر مكتب مفتوح في ذلك اليوم ،
فذهبنا عنده ، ولدينا معلومات كافية ، فاخترنا الطيران ، والفندق ..
الغريب أننا لم نحجز بأي فندق نعرفه مسبقا ! بل كان أول مره نراه عندهُ ،
وقد رأيناه بالصور ، وقلنا : توكلنا على الله > بعدما عرفت مكانه وموقعه المميز ،
وهكذا قلنا موافقة مبدئيّة ، فذهبت للشبكة العنكبوتية ابحث عن الفندق ، و وجدته لا بأس به ،
وقد ساعدني الأخوة هُنا في هذا البحث ، فجزاهم الله خير الجزاء ..
وبعدها ، حجزت ، وجئت بالفيزا .. وكان باقي على السفر : شهر وأكثر !
حجز مُبكّر .. شيء مُريح .. أمر سهل .. والحياة حلوه !
قبل الرحلة بيومين !
جهّزت أوراقي ، و رتبت أموري ، وضبطت شنطتي ، وبدأت أجلس وقت أكثر مع الوالده حفظها الله ،
لأنها ستفقدني ، ولذلك سأعوّضها بالجلسة معها أكثر من ذي قبل ( لا يعني أن قبل قليل ) .
وهكذا .. جاء اليوم الذي سنسافر فيه ، والذي سيكون فيه لدي امتحانان في الجامعة !
ف لك أن تتخيّل التعب الذي جاءني ، والذي هدّ حيلي فيما بعد ..
قبل الرحلة :توكّلنا على الله ، وذهبنا إلى المطار .. في طريقنا ، تذكّرت شيء ،
ورجعت للمنزل فأخذته ( شاحن هاتف ) ، ومن ثم أنطلقنا مجددا ً ،
ولكن ! أووف .. نسيت شيء ! فرجعنا ،
وهذه المرة كنت ناسيا ً أوراق تخطيطي ، بمعنى لولاها بعد أذن الله لذهبنا ملح ،
وفي رواية أخرى " ما طلعنا ولا استانسنا " .
والطريف في الأوراق ، أنه فيها كلامي ومخططي ،
وفيها تعليق الأخت " سرابجور " على بعض النقاط ،
وكلما ذهبت إلى مكان ونظرت إلى الخريطة ، قرأت كلماتها ، وفرحت ،
فرحت .. لأن العرب المسافرون معي أينما حللت ، وأينما ذهبت .
وإلى المطار ،،
الأمر سهل ، والتفتيش روتيني بسيط ، والإنتظار ليس بطويل ،
وصلينا الفجر .. ثم ركبنا الطائرة! .. في إنتظار الإقلاع ،
كتبت بعض الكلمات في تلكم اللحظات وذكرت في مجملها حالتي
وشعوري بالمجهول الذي سأذهب إليه ،
وقد خطر على بالي سؤالا ً غبيا ً : هل فعلا ً سأذهب لباريس ؟
معقوله سألامس أوروبا ؟ كيف الأمر هو سهل بهذه الدرجة؟؟ معقوله
يا شعوري .. ماذا سيحل بك عندما نظر إليها ، وتلمس يديها ،
وتُداعب خديها الجميلين .. باريس : أنت جميلة ، ولن تفتنيني ..
لكنني سأحتفظ بذكرى روعتك ، وهدوء نفسك ،
ولطافة طلتك البهيّة التي ستعجبني ... "
كانت كلمات من حروف ، ولكنها بنفس عميق كُتِبَت ،
وبقلب مطمئن ذُكرت ، ولن يستشعرها إلا من يحسس هذا الشعور ..
إنهُ شعور أنك ذاهب إلى ما تحلم إليه وستحققه ،
إنهُ شعور أنك على أرض أوروبا ، في حلمٍ جميل ، ويقظة طويلة ،
وعينان تبحثان عن الجمال والهدوء والقراءة والصمت والهواء العليل ، والنسيم الجميل ..
يا رب ! سبحانك صنعت فابدعت ، واعطيت فشُكِرت ، فشكرا ً لك على تحقيق الأماني ،
وعساني أن أكون مستحقا ً لها ، وأنت الغفور للزلات ، سبحانك لا إله غيرك ..
جعلتنا نسافر بأمان ، ونطير فوق شعوب وأوطان ، ونطئ أرضٌ بها نسيان ،
وكيف ينسون خالقهم ؟ الذي خلقهم من مني ، وجعلهم وسواهم ...
الشاهد :إني ركبتُ الطائرة ، وذهبت " ترانزيت " إلى أبو ظبيْ ،
ومنها إلى باريس .. بسرعة سلسة ، والحياة سهله .
الشكر :الشكر لله سبحانه تعالى على أنه عرّفني على العرب المسافرون الأحباب ،
وإلى الأخ الكريم الحبيب العزيز أبو فواز ،
جزاك الله خيرا ً ، فقد كنت خير مُعين ، حتى في أوقات انشغالك
وحتى يوم سفرك ، أنت لم تقصر معنا وتجاوب علينا ..
وإلى الأخت الكريمة المحترمة شموخ ،
جزاك الله خيرا ً على المتابعة من أول يوم ، وعرض الفنادق ومميزاتها ،
إلى الصور والمساعدات المهمة ، فبارك الله فيك ، وجزاك الله خيرا ً ،
وإلى الأخت الكريمة سيريمجو ، من موضوع التخطيط الخاص بي ،
هي أول من ساعدني ، وعلّمني ، وفهمني ، وجاوب عليّ ،
فجزاك الله خيرا ً ، و حفظك الله و وفقك ،
فنعم الأخت أنت .. شكرا ً لك كثيرا ً .البداية ( بإختصار ، والتفصيل قادم بإذن الرحمن ) :
الطيران : طيران الإتحاد الجميل .
الفندق إسمهُ :Marceau champs Elysees
عدد الأشخاص : أنا و أبي حفظه الله ( والله يرزقنا الزوجة الصالحة التي نسافر معها ) .
عدد الأيام : من الأربعاء إلى الإثنين .
طريقة التقرير :عبارة حلقات بسيطة ، سنتناول المكان الذي ذهبنا إليه ،
ونتحدث بشكل مبسط عنه ، وكيف الوصول إليه ،
ثم صور له ، وما المميز به ، والهدف المنشود منه ،
وما واجهناه وسجّلته الذاكرة من أحداث .. إلخ ،،
و
سأبدأ بالحلقة القادمة التحّدث عن الفندق والطيران ،
وعن رحلة الوصول إلى باريس من المطار ، عبر التكسي ،
وماذا واجهنا في أول يوم ، وقوس النصر ، والظرف الذي أصاب!
إلى ذلك الحين ،
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه .