- كولون (ألمانيا): ماجد الخطيب
كولون.. وجهة السياح الأولى للتبضع في ألمانيا
أسواق مخصصة للمشاة وبضائع ترضي الجميع
مدينة كولون الألمانية تشتهر كونها مدينة التبضع الاكثر شهرة في المانيا («الشرق الأوسط»)
محطة كولون للقطارات تستقبل الرحلات من مختلف المدن الاوروبية («الشرق الأوسط»)
مدينة كولون الألمانية تشتهر كونها مدينة التبضع الاكثر شهرة في المانيا («الشرق الأوسط»)
محطة كولون للقطارات تستقبل الرحلات من مختلف المدن الاوروبية («الشرق الأوسط»)
كولون (ألمانيا): ماجد الخطيب
تختلف المدن الألمانية كثيرا عن بعضها بعضا من ناحية البناء والتصاميم والتضاريس والسكان والطبيعة والآثار، لكن ما يجمع معظمها، سواء كانت شرقية أو غربية، هي مناطق التبضع المخصصة للمشاة التي توفر أكبر تنوع للبضائع من نوعه على أقل مساحة ممكنة.
وتقع هذه المناطق في قلب المدن القديمة وأقرب ما تكون إلى المحطة الرئيسية في كل مدينة. بل ان طريق المشاة إلى المحطة لا بد أن يمر عبر منطقة الأسواق فتكون بالتالي مفتوحة أمام الزوار والسياح على مختلف جنسياتهم ومشاربهم. وعدا عن تنوع المحلات الصغيرة التي تبيع الملابس والأحذية والموضة، فان المحلات الكبيرة تعتبر القاسم المشترك الأعظم لهذه الأسواق، خصوصا مخازن "كارشتادت" و"كاوفهوف" و"سي أند ايه" وه اوند ه" و"سالامندر" و"كيمبغن" الألمانية و "مارك اند سبنسر" البريطانية.
وتوفر هذه الأسواق، ويقع معظمها في أزقة الجزء القديم من المدينة، أجمل المقاهي والكازينوهات للزوار. كما تنتشر المطاعم بين المخازن وفي الفروع القريبة لتوفر وجبات الطعام السريعة والاعتيادية للسياح. وهكذا يجد المرء ماكدونالدز وبرغر كينغ إلى جانب بيزا هات ومحلات الشاورما التركية" الدونر كباب" والفلافل الفلسطينية والسوشي الياباني والبط الصيني. كما تخصص محلات كارشتادت وكاوفهوف أجزاء من طوابقها العليا لتوفير مختلف أنواع الوجبات للزوار.
ويحوز بعض الأجانب إجازة لبيع حليهم الفضية والشعبية على جوانب مناطق الأسواق المقصورة للمشاة. ويوفر هؤلاء، باسعارهم الزهيدة وحليهم المصنوعة يدويا، بديلا شعبيا وثقافيا آخر للسياح والزوار. ولا تخلو منطقة تبضع، خاصة كولون وميونخ، من موسيقيي الشوارع والبهلوانات الذين يوفرون استراحة جميلة لل" المحارب" خلال جولته بين المحلات الضخمة. وتقيم كولون وبون مسابقة سنوية لموسيقيي الشوارع بمناسبة ولادة موزار الذي عاشت عائلته في كولون وولد لها في بون القريبة( 25 كم) بسب هروب العائلة المؤقت من كولون نتيجة اجتياح القوات الفرنسية لها.
وتغلق المحلات أبوابها عادة يوم الأحد دون استثناء، وفشلت كافة مقترحات تحرير المحلات من قدسية يوم الأحد، بسبب موقف الحزب الديمقراطي المسيحي والكنيسة الكاثوليكية. مع ذلك، يجد الناس متعة في التجول في مناطق الأسواق والتفرج على واجهات المخازن. والمهم، بعد تناول الغداء يوم الأحد، هو تناول القهوة والفطائر في مقاهي المنطقة التي تفتح أبوابها طوال الاسبوع. وتقارن فترة التمشي وتناول القهوة والفطائر الألمانية بفترة الشاي" التي تايم" البريطانية، وهي عادة ألمانية قديمة.
وتكون مناطق الأسواق في ألمانيا عادة إحدى مصادر المدينة الاقتصادية المهمة إلى جانب السياحة. وما زال الألمان أنفسهم يتذكرون " أيام الرخص" السابقة يوم كان المرء يتعامل بالمارك، إذ كانت الأسواق الألمانية من أرخصها في أوروبا. وما زالت الأسواق الألمانية رخيصة قياسا بفرنسا وبريطانيا وإيطاليا رغم ارتفاع الاسعار الكبير الذي رافق اليورو عام 2002. وتعلن الأسواق، بتنسيق مع اتحاد تجارة المفرد، موسمي تخفيضات، صيفيا وشتويا، يدومان حوالي الشهر ويوفران البضائع بأسعار منخفضة. ورغم تراجع الاتحاد عن هذين الموسمين إلا أن الأسواق لا تزال" شبه ملتزمة" بهما لأنهما يعنيان نهاية موسمي بيع الملابس الشتوية والصيفية.
كولون تتصدر: وعادة تتصدر منطقة الأسواق في كولون قائمة مناطق الأسواق الألمانية الأكثر زحاما ونشاطا اقتصاديا. بل إن شارعي" شيلدرغاسة" و"هوهة شتاراسهة"، ويقودان من مركز المدينة إلى المحطة والكاتدرائية الشهيرة، يتفوقان على شوارع روما وميلانو وفرنسا ( الشانزيليزيه) من ناحية مردودات المخازن. وتضاف إلى هذين الشارعين مناطق الأسواق في ميونخ وفرانكفورت وهامبورغ وهانوفر ونورمبيرغ وغيرها.
ونشر معهد كيمبرز لأبحاث السوق مؤخرا قائمة بأفضل مناطق التسوق في ألمانيا، واعتمد في ذلك على عدد زوار كل منطقة. وجاء شارع " شيلدرغاسة" في كولون بالمرتبة الأولى، حيث يتدفق الزوار إليه بمعدل 14265 زائرا في الساعة. ويقول المعهد ان هذا التدفق يرتفع بين الواحدة والثانية بعد الظهر إلى نحو 20 ألفا في الساعة. ويلي هذا السوق المكتظ شارع كاوفنجر في ميونخ وشارع الزايل في فرانكفورت ثم منطقة المشاة في هانوفر ومانهايم. ولا يأتي شارع الكودام البرليني، الذي يقارن بالشانزيليزيه إلا في المرتبة السادسة بمعدل 9000 زائر في الساعة.
ولو انتقلنا إلى الشرق للاحظنا أن شارع بيتر في لايبزج يتصدر"دوري" مناطق المشاة من ناحية عدد الزوار. مع ذلك جاء لايبزج، على المستوى الألماني العام، بالمرتبة 21 بواقع معدل مشاة 7850 في الساعة. كما جاء شارع براغ في دريسدن بالمرتبة 32 بعد أن أحصى المعهد 7000 زائر في الساعة. يليه شارع كوربرلين في روستوك بمعدل 4725 زائرا في الساعة.
وعلى صعيد الولايات فقد كانت ولاية الراين الشمالي فيستفاليا صاحبة أنشط وأكثر الأسواق ازدحاما في ألمانيا. ولا يعود سبب ذلك إلى كثافة السكان في هذه الولاية فقط (20 مليونا) وإنما إلى محاذاتها إلى دول بينولوكس (بلجيكا وهولندا ولوكسمبورغ) التي يتدفق سكانها إلى الاسواق الألمانية بالحافلات والقطارات والسيارات كل نهاية اسبوع. ومعروف ان المدن الألمانية الكبيرة تحتشد في هذه الولاية الصغيرة ولا تفصل بينها أحيانا أكثر من 20 كم. ومن مدن الولاية المعروفة كولون ودسلدورف وبون ودورتموند وايسن ونويس ودويسبورغ ومونستر وبوخوم... إلخ. و تلي هذه الولاية الغربية المكتظة ولاية بافاريا ثم بادن فروتمبيرغ( شتوتغارت) وهيسن( فرانكفورت وماينز). وإذا كانت منطقة واحدة في كولون تهيمن على التنجارة في المدينة، فان ميونخ تصدرت ألمانيا بعدد الشوارع المزدحمة التي تستقطب الزوار.
وذكر جيرهار كيمبر، رئيس معهد كيمبر، أن أهمية شارع الشلدرغاسة في كولون تأتي من ملاصقته للكاتدرائية الشهيرة ولكورنيش الراين والمدينة القديمة التي تعتبر من أهم المعالم السياحية في المنطقة. وتستقطب الكاتدرائية ملايين السياح سنويا، كما يرتبط شارع الشلدرغاسة بشوارع فرعية تنتهي في المدينة القديمة على نهر الراين، وتشكل هذه الفروع منطقة تبضع كاملة يتجول فيها السياح دون انقطاع. الصور الأولى والثانية لشارعي شلدرغاسة و هوهة شتراسة في كولون والصورة الثالثة لشارع كارولينين في نورمبيرغ
http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=41&article=431537&issue=10480
وان شاء الله نزورها في اقرب وقت
ومشكور وماقصرت
اختك
الامارات