صتعاء مدينة قديمة قدم التاريخ نسجت حولها الاساطيروكثرت حولها القصص فأبدع الخيال الانسانى أيما إبداع فى حبك تلك الخيوط..موقع فريد تحيط بها الجبال من كل مكان ..وتسيل اليها الشعاب وتنبت فيها الفواكه والاشجار وفى اعماق تربتهامعادن وجواهر ...صنعاء يالها من مدينة هى عين التارخ ولكنه تأريخ كسول لا يريد أن يبرح مكانه....صنعاء على قدمها إلا انها مدينة طاردة لا يصبر على مكابدت مشاقها الا قلة من أبنائها الخلص..مشتتون فى بقاع الارض تجدهم وتميزهم فما زال حب صنعاء يسكن فى سويداء قلوبهم..فى الهند ..اندونيسيا ..الصين ..امريكا ..بريطانيا ..تجد الانسان اليمنى فى دول تخطر على البال ودول لا تخطر على البال...صنعاء اى صخب فيك يعاش..الاصوات العالية..والشتائم الاعلى..واصوات المغنين تنطلق من مسجلات السيارات والمحلات..وكلها تتحدث عن العشق والوله لصنعاء..كأنهم يعيشون فى غربة داخلية..ما ان نزلت ساحتها حتى تذكرت عنوان كتاب للمقبورالهالك عبد نفسه القصيمى "العرب ظاهرة صوتية"الكل يتحدث فى نفس الوقت..فن الاصغاء مفقود فى صنعاء...هذا باب اليمن باب مدينة واى مدينة..مئات من البشر يموج بهم الدرب الضيق ..الارصفة محتلة من قبل الباعة ومافوق الارصفة مكتظ ببائعى العربانات"وما بينهما محجوزممن يبيع وهو واقف.....ماسحوا الاحذيةيتربعون هنا وهناك..والارض مبصقة عامة..الكل يبيع والكل يبتاع..فى نفس الوقت "يا ابن الق.."يا اولاد الز..."شتائم سمعتها من بائع مخاطبا بها زبائنه..ولكن الكل منشغل لا يعير له التفاتا.....صنعاء أى حلم هذا الذى أره..كأننى خارج الزمان والمكان..صنعاء مدينة لم تعر التطور اهتماما ولاالتفاتا..لها عالمها الخاص بها وحدها..عالم فريد من نوعه: الارث القبلى تتجلى مظاهره فى اليمن ..فى صنعاء..السلاح رمز للرجولة العربية..كأنهم جيش مددج بالاسلحة"الكلاش" المسدسات"الخناجر" تسير بجوارك وامامك وخلفك...ولكن من محاسن القات ان كانت له محاسن..ذلك الخدر الذى يصيب الانسان اليمنى فيجعله يعيش فى عالم من صنعه ..يكون هو البطل الوحيد فى الرواية اليتيمة...ما ان يؤذن الفجر ويخرج الناس من المسجد حتى تجد الكبار يسارعون الى إبتياع القات..هذا عصرى..روضى..همدانى..ضلاعى..بنى حشيشى..رجامى.. نهمى..وهلم جرى..ابن صنعاء قنوع بسيط..ادارظهره للحياة وزخرفها..ولكن القات شجرة مقدسة لابد من استخلاص بركتها فى كل وقت وحين...