تقع منطقة للعرب في جزيرة سنغافورة وكتكريم لهم جُعلت هذه المنطقة إلى الشمال من قصر حاكم سنغافورة، وقبل استقلالها عن ماليزيا كانت الشوارع بسنغافورة تسمى بأسماء المدن العربية مثل جدة ومسقط وبغداد والقاهرة، وظل الحال كما هو لسنوات طويلة، بل إن المنطقة بدأت تتراجع أهميتها شيئاً فشيئاً، حتى حان عام 2003 حين قام الأستاذ الجامعي أمين آل طالب مع مجموعة من العرب بإقامة أسبوع عربي تم فيه إغلاق الشارع وإقامة الحفلات الفنية والمآدب التي تقدم المأكولات العربية والبضائع وما إلى ذلك من مظاهر عربية، وحقق المهرجان نجاحا منقطع النظير، حيث حظي بحضور حاشد للجاليات العربية والآسيويين والسياح ليستعيد الشارع بعدها شهرته.
تفرغ أمين آل طالب لهذا العمل، وافتتح مطعم "المجلس" الذي يقدم المأكولات العربية، وحصل على ترخيص هو الأول من نوعه في سنغافورة لتقديم المعسل والشيشة في مطعمه، كما قرر بقاء المحل عاملا طوال أيام الأسبوع، بما في ذلك يوم الأحد "الإجازة الرسمية"، وعندما لاحظ أن معظم المحال في الشارع تغلق عند الثامنة مساء، قرر بقاء المحل يعمل حتى الثانية عشرة ليلا، وهو ما جذب شريحة إضافية من الزبائن، ليتحول الشارع بعدها إلى منطقة عربية خالصة، تستمد خصوصيتها من طابعها غير التقليدي، مقارنة ببقية أسواق وبازارات سنغافورة.
يتميز الشارع بالمأكولات العربية والسجاد والمشغولات اليدوية، إضافة إلى العطورات الشرقية ودهن العود، كما يعرف بتخفيضاته وبضائعه المخفضة على مدار العام.
يقول المذيع بندر الرومي "أحب السفر والترحال، وذلك جعلني أقصد سنغافورة وبالتحديد شارع العرب، لأستمتع فيه بالمأكولات الشعبية مثل الحنيذ والمندي والكبسة الخليجية".
ويقول رئيس المنظمة العربية خالد باشراحيل "سنغافورة بلد جميل نظيف ومركز اقتصادي كبير، وكانت جزءا من مملكة ماليزيا، ولما كثر بها الصينيون والهنود انفصلوا عنها، وأصبحت دولة مستقلة توازي هونج كونج، ويشكل اليمنيون أغلب الجالية العربية، وأغلبهم من حضرموت، وشارع العرب يحتضن مسجد السلطان الذي تقام فيه الصلوات الخمس ويرتاده الزوار".
ويضيف "اشتهرت من بين العائلات العربية في سنغافورة عائلة آل الكاف، وآل السقاف، وآل الجنيد، وكان رجال هؤلاء العائلات يفتحون بيوتهم للضيوف العرب في كل وقت، ولا يضيقون بأي ضيف نزل عندهم في طريقه من وإلى إندونيسيا".
ويشير باشراحيل إلى أن شارع أورشارد رود Orchard Road أشهر شوارع المدينة وقلبها النابض إضافة إلى المدينة الصينية China Town، وتتميز بجوها الصيني، وأغلب الصينيين فيها من المهاجرين، وتحوي المدينة متاجر شعبية صينية ذات أسعار زهيدة، وفيه تجد جميع الماركات العالمية المقلدة بإتقان، ويطبق فيها نظام المفاصلة في السعر عند الشراء، ويشم السائح عبق العطور الصينية التقليدية حين المرور في شوارعها العتيقة، وبها معبد Wak Hai Cheng Bio، وهو معبد صيني قديم.
منقول / جريدة الوطن السعودية