1. أحفاد سكان البلاد الأصليين في كايلوم


2. العلاج الطبيعي في مايا تولوم


3. فنادق على شواطئ كانكون المكسيكية:

بعد انتظار ممل وسط حشد من السياح الأميركيين الذين توافدوا على مطار كانكون المكسيكي، هاأنذا أقترب من موظفي الجمارك، وقد شعرت ان صبري قد نفد عندما طلب مني أحدهم الاطلاع على جواز سفري، ثم سمح لي بمواصلة رحلتي الى شاطئ كانكون الذي تنتشر في سواحله الفنادق شاهقة الارتفاع.
بعد قرابة 40 دقيقة من استئجاري لعربة توليت قيادتها بنفسي، وجدت نفسي في منتجع سياحي تغطيه الاشجار ويقع في ساحل أبيض يمتد بين المحيط الهادئ والغابة. مع غروب الشمس لاحظت ان رجلا يحمل في يديه مصباحا يشبه الشعلة الأولمبية كان يجري فوق رمال الساحل التي اقترب لونها من الاحمرار المؤقت
في تلك اللحظات. وقد توقف الرجل مرارا ليشعل المصابيح التي انتشرت في الشاطئ، حتى انني شعرت بأنني في ساحل تاهيتي لا في كانكون.
حينئذ تعالى صوت ضيفة جديدة يبدو انها وصلت للتو، حيث قالت: «يا للمشهد الرائع. انه مكان لا يصدق». وحينها قال لها أحد المارة، وقد استمع الى ما قالته: «حسنا، ولكن لا تخبري أحدا بما شاهدت».
هذا المكان الذي يدعى كايلوم ما هو الا واحدا من المنتجعات الرائعة في شواطئ كانكون التي تنتشر جنوب المدينة، والتي مازالت تنتظر مكتشفيها. ومعظم هذه المنتجعات تبعد قرابة ميل واحد عن الطريق السريع، حيث يفصلها عنه طرق ترابية وعره لا تبشر بخير. لكن ما أن تنتهي تلك الطرق حتى يجد الزائر نفسه أمام شواطئ هادئة وفنادق صغيرة يمتلكها أفراد، تبدو وكأنها تحظى بالاهتمام والرعاية منذ عهود سابقة.
أسماء المنتجعات تتفاوت بين قصر مايان (مايان بالاس) نسبة الى سكان أميركا الجنوبية القدماء، لكن الانسان الوحيد الذي يشبه أولئك السكان ويمكن للزائر مشاهدته هنا، لا بد أن يكون مرتديا لزي رسمي. وهذه المنتجعات لا تبدو متشابهة، فشاطئ كوكو كابانا يبدو وكأن مخلوقات غربية سعت لانتزاعه من مدينة لاس فيجاس، لكن يبدو انه هبط عن طريق الخطأ من السماء ليستقر في تراب المكسيك.
وأنا شخصيا استمتعت بزيارة هذه المنطقة عدة مرات، وفي كل زيارة كنت أتوجه لهذه المنتجعات القريبة من وسط كانكون. فما أن يتعود المرء على زيارة هذه المنطقة حتى يختفي عنده مبرر البحث عن منتجع آخر يقع على الشواطئ وقد يبعد عن الطريق السريع بعض الشيء.
وبينما توفر بعض شواطئ كانكون روعة لا يمكن للزائر الا أن يشعر بها، تعاني بعض الشواطئ الأخرى من تكاثر الصخور الواقعة عند حافة المياه.
اذا أراد المرء أن يبتعد عن صخب الشواطئ والمنتجعات الضخمة فعليه أن يتوجه نحو ريفييرامايا، على اعتبار انها لا تبعد كثيرا عن الطريق السريع، بل تقع عند حوافه.

أحفاد سكان البلاد الأصليين في كايلوم

تبعد كايلوم عن وسط مدينة كانكون بحوالي 30 ميلا، كما تبعد بحوال ستة أميال عن شمال مدينة بلايا ديل كارمن. هذه المدينة التي لا يوجد في الطريق السريع ما يشير الى موقعها. وما على المسافر سوى ان يتبع الطريق المؤدي الى كابيتان لا فيتي ثم يواصل رحلته عبر طريق ريفي غير ممهد لمسافة ميل واحد حتى يصل الى الشاطئ. وعلى بعد بضع مئات من الأمتار يمين كايلوم، سيجد الزائر مجمعا للصناعات الحرفية التقليدية تم بناؤه خلال عام 1999، يتجمع فيه أحفاد سكان البلاد الأصليين ممن ما يزالوا يتقنون صناعة المشغولات اليدوية من الخشب وأشجار النخيل.
وهناك بطبيعة الحال حانة ومطعم يقعان مقابل الشاطئ وقد تم انشاؤهما بطريقة تقليدية رائعة، حتى انه يتم الاحتفاظ بالمشروبات التي يقدمانها في أوعية تبريد تقليدية ملؤها كميات من الثلج. ويتبع مالكو الحانة نظاما فريدا في محاسبة رواد المكان، حيث يضعون لوحة عليها ورقة، بحيث يقوم كل زائر بكتابة اسمه وتوضيح طلباته بشكل فريد ( حيث يشير الى كل مشروب برموز مختلفة ). ومتى ما رغب في مغادرة المكان، عليه أن يدفع قيمة مشروباته مرة واحدة بثقة متبادلة وبلا جدل.
أنا شخصيا تناولت ما أرغب من الشراب والأطعمة البحرية التي تشتهر بها المنطقة، وقد كلفني كل ذلك ما يعادل ستة دولارات أميركية.
مبنى واحدا فقط في ذلك المنتجع تتوفر فيه الطاقة الكهربائية، كما يوجد فقط جهاز اتصال هاتفي واحد، يتم استخدامه للطوارئ. ومع ذلك فهو مكان رائع، ينقل الزائر لروعة زمن آخر.
يتم تقديم طعام العشاء على ضوء مصابيح تعمل بوقود الكيروسين، وتتدلى من سقف المطعم العالي. ويسود الهدوء بطريقة قد تروق لحديثي الزواج ممن يرغبون في قضاء شعر العسل بدون ازعاج الآخرين.
موائد المطعم تم تصميمها بطريقة تتيح لكل اثنين من الكبار حيث يمنع دخول الأطفال ما دون سن السادسة عشرة جوا من الخلوة، حيث يجلسان في مكان خاص يشبه الخيمة، مسقوف بأوراق النخيل. وكل زاوية من هذه الخيم التي يطلق عليها «بالابا» تطل على المحيط وتضم سريرا للنوم بكل مستلزماته، الى جانب منضدة وشموعا ومايمكن للزائر أن يجعل ملابسه تتدلى منها خارج الغرفة.
وعلى بعد خطوات من الغرف تقع دورات المياه (الحمامات) المشتركة، حيث «اعتاد الناس هنا على اعتبار ان الاستخدام المشترك لدورات المياه، لا يختلف عن استخدام محطات الوقود أو أي شيء آخر»، كما يقول مالك هذا المنتجع ومديره كلايتون بول.
على ان هناك أشياء مختلفة الى حد ما. فغرف الاستحمام نظيفة على الدوام، وبها أماكن رائحتها عطرة لقضاء الحاجة. كما ان هناك أحواضا لغسل الأيادي، محاطة بنماذج رائعة من السيراميك، خارج دورات المياه، يمكن للجميع استخدامها. وأعلى أحواض الاستحمام، التي تم وضعها في منطقة مطلة على الغابة والشاطئ، يمكن للمرء أن يستمتع بجلسة تدليك، ثم يرتاح فوق ارجوحة أعدت خصيصا لذلك الغرض.
من كايلوم يمكن للمرء أن يمشي على الشاطئ حتى ساحل بلا ديل كارمن، وما يتجاوزها بأميال. ويمكن للمرء أن يرتب لجولة ميدانية في المنطقة، أو لرحلة سباحة وغوص وتنفس تحت الماء، سواء في مياه المحيط أو الجروف القارية والكهوف التي تنتشر في باطن هذه المنطقة. كما ان كايلوم توفر أيضا دروسا لتعليم اللغة الاسبانية عصر كل يوم ويمكن للزائر أن يحصل عليها على الشاطئ.
كما يمكن للزائر أيضا أن يرتاح على الشاطئ فوق مقعد مريح مصنوع من الخشب أمامه صخرة وضعت لراحة القدمين. وذلك هو ما اخترت أن أفعله خلال ما تبقي من اليوم الأول لزيارتي لهذه المنطقة.
ومع مواصلتي للرحلة عبر الطريق السريع مرورا بأثار المايان (قدماء السكان) في منطقة تولوم، اتجهت يسارا نحو «منطقة الفندق» (هوتيل زون)، الواقعه في بلدة تولوم. حيث انتهي الطريق الممهد بعد قرابة ميل ونصف الميل، ليبدأ طريق ترابي تنتشر في جانبيه القاذورات والأحجار الصغيرة. وعلى طول هذه الطريق ينتشر قرابة 20 نزلا صغيرا (فندقا) تم انشاؤها في المسافة التي تفصل بين الغابة والشاطئ.

العلاج الطبيعي في مايا تولوم

في اليوم التالي اتجهت صوب مايا تولوم، وهو منتجع آخر مطل على الشاطئ تتوفر فيه خدمات التدليك والعلاج الطبيعي «وغيرها من أساليب تطبيب الجسد والروح».. وهناك توجد غرف منفصلة للضيوف تم بناؤها من الأحجار ومن معجون الاسمنت الأبيض. وقد رصفت أرضية الغرف بالأحجارالمستديرة. وهذا المنتجع هو الآخر يعتمد على الطاقة الشمسية، حيث يتم اطفاء مصابيح الاضاءة عند منتصف الليل وحتى السادسة صباحا.
واذا ما كنت من هواة مشاهدة التلفزيون، فعليك أن تنساه وأنت هنا. وبدلا عنه يمكنك الذهاب الى مقهى الانترنت الموجود بجوار الفندق، وهناك يمكنك استئجار شريط فيديو ومشاهدته في المقهى.
وعند أسفل الطريق سيجد الزائر فندقا آخر يدعى كاباناس أنا يي خوسيه، وهو مكان تبدو عليه الرفاهية والحرص على الطابع التقليدي في البناء، حيث يضم 15 غرفة، مبنية من معجون الاسمنت الأبيض ومطلية باللون الأزرق والأخضر والأحمر والأبيض الفاتح.
كما ان هناك فندقا آخر هو لاس رانيتاس، لكن أسعاره أعلى وتبلغ ضعف أسعار فندق كاباناس الذي اذا كانت أسعاره تبدأ بمبلغ 75 دولارا أميركيا فانها في لاس رانيتاس تبدأ بحوالي 170 دولارا.
خلال رحلتي هذه التي تمت في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي كانت حالة الطقس رائعة كل يوم. فشبه جزيرة يوكاتان تتمتع بالدفئ طوال العام، بمعدل درجة حرارة قد يبلغ 20 درجة مئوية. وكما هو حال سائر منطقة الكاريبي فان الاعاصير تشكل تهديدا للسكان خلال أواخر الصيف وأوائل الخريف، وهي تتكرر ما بين خمسة الى عشرة أعوام.
بعد ليلة أخرى من الهدوء والوحدة، وجدت نفسي أتطلع لصخب المدينة والأضواء والموسيقى وللمحال التجارية التي يرتادها السائحون. لذلك، وما أن حل منتصف النهار، قررت التوجه نحو بلدة بلايا ديل كارمن، التي توفر مزيجا من أجواء الفنادق القريبة من شاطئ تالوم والمشاعر المصاحبة لمدينة كانكون. وقد أنعشتني ألأصوات المنبعثة من أبواق فرق مارياشي الموسيقية. ولبعض الوقت استمتعت بالرقصات الشعبية التي يقدمها راقصون اصطفوا في الشارع المقابل لفندق لوناتا الفسيح، المبني عل الطريقة الأوروبية بمدخله الرائع. لكن ما أن انتصف الليل حتى وجدت نفسي بحاجة للهدوء والصمت، لكن شيئا من ذلك لم يحدث.
على ان شواطئ بلايا ديل كارمن، تبدو شبيهة بشواطئ كانكون، كما تتميز البلدة بطابعها المكسيكي الخاص. وفيها أيضا مطاعم رائعة ومتاجر أنيقة والكثير من وسائل الترفيه.
لكن بعد ليلة واحدة، وجدت نفسي أشعر بالحاجة للهدوء والوحدة. وقد لفت انتباهي اعلان صغير في احدى الصحف، يروج لفندق مكون من 30 غرفة في منطقة زالوكوكو، التي تبعد قرابة عشرة أميال شمالا. وتلك المنطقة ستجعلني على بعد 34 ميلا من مطار كانكون، الذي سأغادره في اليوم التالي، كما ان تكلفة الاقامة فيه 45 دولارا في الليلة الواحدة.

فنادق على شواطئ كانكون المكسيكية:

كايلوم، يوفر فرصة «الاقامة في مخيم» ويبعد قرابة 30 ميلا جنوب مطار كانكون. وتتخصص الشركة المالكة في منتجعاتها الفريدة الواقعة في منطقة يوكاتان. وهذه جميعها يمكن للزائر التعرف عليها من موقع الشركة في شبكة الانترنت. كما ان أسعار الاقامة تتراوح بين 85 و 140 دولاراً للشخصين.
زاماس، يقع على الشاطئ القريب من المنطقة المحيطة بفندق تولوم، الواقع جنوب أثار تولوم. وهنا لا توجد أجهزة تلفزيون، كما انه يعتمد على الطاقة الشمسية. وأسعار الغرفة لشخصين تبدأ من 45 دولارا أميركيا.
كاباناس أنا يي خوسيه، ويقع هو الآخر بالقرب من فندق تولوم، ويضم مجموعة من المباني الرائعة المحيطة بحوض للسباحة والقريبة من الشاطئ. والأسعار هنا تبدأ من 75 دولارا أميركيا للشخصين.
لاس رانيتاس، يعد الأفخم من بين الفنادق المحيطة بفندق تولوم. فأسعاره تبدو مرتفعة عن أسعار الاقامة في المنتجعات، لكنه بنفس الروعة. حيث تبدأ ب 170 دولارا للشخصين.
مايا تولوم، ويتميز بطعامه النباتي وبتمارين اليوغا والعلاج الطبيعي. وأسعار الاقامة فيه تتراوح بين 70 و85 دولارا للشخصين