- «روغن» جزيرة الأوركيد والسواحل الطباشيرية
- رياضات مائية.. وركوب دراجات هوائية
«روغن» جزيرة الأوركيد والسواحل الطباشيرية
رياضات مائية.. وركوب دراجات هوائية
تقع جزيرة روغن الألمانية في أقصى الشمال على ساحل بحر الشرق قريبا من السويد. مع ذلك، ورغم قربها من «الثلاجة» السويدية، فالجزيرة من أدفأ مناطق ألمانيا واستحقت عن جدارة لقب «الجزيرة المشمسة». فالشمس على روغن تشرق بمعدل 1920 ساعة في السنة، وهو اكبر معدل في ألمانيا بلا منازع.
والباحث عن الهدوء والطبيعة والجمال والنسيم العليل يجد ضالته في هذه الجزيرة، التي تعتبر اكبر مركز جذب للسياحة والتطبب في ألمانيا. ولا عجب أن يجد طير «الكلايبر»، المهدد بالانقراض ملاذا أمنا له فيها حسب تقارير الأمم المتحدة. وهي جزيرة زهور الأوركيد، التي تنتشر بأكثر من 470 نوعا ولونا على شواطئها وفي «حديقة القيصر» عند قصر جرانيتز (بني في 1739). وهي المنطقة الطبيعية المحمية من قبل «اليونسكو»، وسماها عالم النباتات كورت رودنيك ب «جنة الطبيعة».
ولا يفصل الجزيرة عن الأرض الألمانية سوى شريط من المياه ينحسر أحيانا إلى كيلومتر واحد، لكن الجزيرة، الشبيهة بندفة الثلج، تتمتع بسواحل طويلة ساخنة (580 كلم)، وهادئة ونظيفة. تبلغ مساحتها نحو 960 كلم مربعا، وتعتبر بيرغن وزازنيتس بوتبوس وبنز وسيلله وبلابه ووغورن من اجمل مدنها. ولكل مدينة خصائصها، فبوتبوس هي «المدينة البيضاء،» وفيتوف هي «مدينة النسيم،» وسيلله «قرية الصيادين»، وجزيرة «هيدنزسي» هي «الشريط»، لأنها تضيق في بعض المواقع إلى 130 مترا فقط.
ولعل المدينة البيضاء بوتبوس هي الاشهر بحكم تلالها الطباشيرية وساحلها الطباشيري الأبيض الذي يمتد على طول 16 كلم. «رملة بيضاء» من الرمال الناعمة تلونها في الأعلى غابات الزان الحمراء والمياه الزرقاء في الأسفل. وترتفع الصخور الطباشيرية هنا إلى 160 مترا في فقمة صغيرة تسمى «عرش الملك». وتعمل هذه الصخرة بمثابة مغناطيس ضخم للسياح الذين يتدفقون إليها في كل الفصول للإطلال على بقية الجزر. ويعود الفضل إلى الرسام الألماني الكبير كاسبر دافيد فريدريش، الذي جلس في القرن التاسع عشر على الصخرة ورسم الجزيرة وساحلها الأبيض، واجتذب إليها بفضل اللوحة اهتمامات الشعراء والفنانين. زار الجزيرة غوته وشيلر وكتبا اشعارهما، وعاش الشاعر جيرهارت هوابتمان فيها ومات ( 1946).
ويقول مركز سياحة روغن، إن كل سائح يقف فترة بمعدل 20 دقيقة فوق الصخرة للتمتع بالمشهد اسفلها. ولا يعرف أحد سر هذه التسمية، لكن إحدى الأساطير تقول إن أحد ملوك السويد وقف عليها اثناء معركة حربية رهيبة دارت رحاها هنا مع الدنماركيين عام 1715. وتقول رواية أخرى، إن قبر أحد ملوك السويد يقع تحت الصخور في الماء. والواقع أنها تحولت إلى «عرش ملك» فعلا بعد أن بنى فريدريش فيلهلم الرابع (بروسيا) قصرا له على الصخرة في القرن التاسع عشر، تحول عام 1945 إلى مستشفى عسكري، واصبح اليوم دارا للضيافة.
وعلى أية حال فللجزيرة تاريخها الطويل أيضا، ويدل على ذلك وجود خمسة قبور لملوك « الهون» يعود تاريخها إلى 1300 1800 سنة قبل الميلاد. وتبادل السويديون والدنماركيون غزوها طويلا، إلى أن استقرت عام 1815 جزءا من الامبراطورية البروسية. ويعتبر الفاناران في شمال جزيرة كاب اركونا من أهم معالم الجزيرة، إضافة إلى قصري جرانيتز وقصر «شبايكر» بأبراجه الأربعة المدورة (القرن السادس عشر). واشتهرت حمامات روغن الطبية منذ فترة طويلة ويصفها الأطباء للناس للعلاج من الأمراض الجلدية وأمراض العظام. وتأسس أول حمام طبيعي فيها سنة 1739، وكان الانجليز اكثر الشعوب ترددا عليه. هنا بنى ادولف هتلر منتجعات «للرفاق» تتسع ل 20 ألف شخص مرة واحدة تحت شعار «القوة من خلال البهجة».
وتتوفر الإمكانية للسائح لزيارة سلسلة مدن روغن المهمة بواسطة قطار «رازندر رولاند» البخاري، وهو قطار قديم تم تحديثه لنقل المسافرين بين بوتبوس وبنز وسيللين وبابه ووغورن.
وجزيرة روغن لا تخلو من التسلية والثقافة والمتعة، فهي مناسبة جدا لهواة ركوب الدراجات الهوائية في الغابات الفسيحة، وفي نفس الوقت تلبي طلبات محبي الرياضات المائية، إذ يوجد فيها مسبح وملاعب شاسعة لممارسة لعبة ألغولف، ومن الممكن ممارسة هواية الصيد البحري والبري، بالاضافة الى التمتع بزيارة العديد من المتاحف القديمة التي تضم لوحات عديدة لرسامي القرنين السابع عشر والثأمن عشر، من دون ان ننسى زيارة المسارح ودور السينما.
وبالنظر لتنوع الحياة في الجزيرة، فقد تنوعت أيضا المأكولات التي تشتهر بها المدينة بين السمك البحري وأنواع الطيور والحيوانات البرية. وتجمع مطاعم الجزيرة بين مطابخ ألمانيا وانجلترا والسويد والدنمارك، وتوفر على موائدها أنواع المشروبات المصنعة محليا.
