اليمن المسافرون العرب

أكتشف العالم بين يديك المسافرون العرب أكبر موقع سياحي في الخليج و الوطن العربي ، يحتوى على أكبر محتوى سياحي 350 ألف استفسار و نصائح عن السفر و السياحة, 50 ألف تقرير سياحي للمسافرون العرب حول العالم و أكثر من 50 ألف من الاماكن السياحية و انشطة وفعاليات سياحية ومراكز تسوق وفنادق، المسافرون العرب هو دليل المسافر العربي قبل السفر و اثناء الرحلة. artravelers.com ..
alngm
11-11-2022 - 05:52 pm
شأت الأقدار أن اسافر الى بلد لم يخطر لي على بال يوماً من الأيام أن اسافر اليه 0 لماذا ؟ لأنه ليس لدي أي معلومات عنه ابداً 0 ولكن قدر الله ان اسافر الى ذلك البلد المجهول بالنسبه الي 0 قبل السفر الى هذه الدوله تصفحت في الانترنت ووجدت هذا الموقع الجميل الرائع واشكر القائمين عليه واشكر الأخوه المنتسبين الذين جمعت منهم معلومات جيده جداً0
وهنا لن اتطرق في سفرتي الى التفاصيل التي تطرق لها الكثير من الأخوان0 الاسعار والمواقع والاماكن السياحيه والفنادق والاسواق وغيرها 0 وقد حزمت حقائبي من مدينة عدن وانا عزمت حين وصولي السعوديه على ان اكتب عن شي لفت نظري ونظر الأخوه المرافقين معي الا وهوا كرم أهل اليمن وطية نفوسهم وبياض قلوبهم 0 وجدت في هذا البلد اناس لم اجد في بلدي ولا في اي بلد مثلهم 0 اخلاق 0 كرم 0 حفاوة استقبال 0 حسن معاملهم 0 ربما يتبادر الى ذهن القاري ان هذا التعامل معنا ربما وراه مطالب او مصالح 0 لا والله 0 فقد استضافنا احد الاشخاص واكرمنا في منزله المتواضع وقدم لنا مايستطيع من اكل ومشرب 0 وقبل مغادرتنا قدمت له هديه بسيطه فرفضها وكاد ان يزعل مني وعند خروجي من المنزل وجدت احد اطفاله فقدمت تلك الهديه اليه فرأني والده وصرخ في ولده 0 ثم جأني فقال لي يا عزيزي لم نقدم لك ضيافتنا لتحاسبنا عليها 0 فلم استطع الرد عليه الا انني قبلت راسه وذهبت 0
ايضا اضرب مثلا آخر لمن كان في باله ان هذا الاستقبال لا بد ان ورأه هدف0 ونحن في سيارتنا لا نمر على اشخاص الا ويرفعون ايديهم مسلمين علينا مرحبين بنا 0 سواءً كانو من الاجهزه الحكومية او المدنيين0
هذا البلد صحيح انه يفتقر الى بعض مقومات الحياه الاساسية ولكنه يسمو بشعبه الكريم الطيب 0
صحيح اننا نعيش في بلدنا بالمال وهذا رزق كتبه الله سبحانه والحمدلله على ما اعطى وما أخذ ولكننا لن نصل الى مستوى الشعب اليمني من الكرم وحسن الخلق ولو تطبعنا هذه الصفه فالطبع يغلب التطبع فأهل اليمن هذاطبعهم 0 واقسم بالله العظيم انني مهما كتبت عن هذا الشعب الودود فلن اوفيه حقه0 ولكنني اعدكم يا أحبتي في اليمن ان اعود اليكم واعود بما استطيع من هدايا اذا قبلتموها مني 0
ليس المال اساس الحياه 0 وليس المال من يرفع من قدر الشخص فربما لديك مال سيحبونك من حولك لمالك فقط 0 ولكن هذا الشعب الطيب فيهم فطره من الله سبحانه تفتقدها الشعوب قاطبه فهم يحبون ضيفهم سواءً غني ام فقير لا يهمهم المال بل يهمهم ان يقدمو له الضيافه ولو كوب ماء 0 لن اوفيك حقك يا حبيبي لن استطيع ان ارد لك في دهر ما قدمته لي في ايام 0اقف الآن حيأن من هذا الشعب هل استطعت ان انقل بعض مكارمك 0 ولكني اعتذر وكلي خجلاً منك يايمن الخير يا اصل العرب 0
انني اقف احتراماً وتقديراً لهذا الشعب 0 وكل ما استطيع ان اقوله الآن 0 ادعو الله سبحانه العلي القدير ان يرزقكم الصحه والعافيه وان يزيدكم من خيراته من حيث لا تحتسبو0 واعدكم اذا شاء الله ان اقضي اجازاتي في بلدكم 0 لنا ولكم الله والسلام عليكم0 يمنع وضع الايميل يا بطل


التعليقات (9)
فــراوله
فــراوله
قال الله تعالى ( بلدةٌ طيبةٌ وربٌ غفور )
وجا في مسند احمد قوله صلى الله عليه وسلم ( نفًس الرحمن من ارض اليمن )
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم
(أتاكم أهل اليمن، هم أرق أفئدة وألين قلوبا، الإيمان يمان والحكمة يمانية، والفخر والخيلاء في أصحاب الإبل،
والسكينة والوقار في أهل الغنم).
رواه الشيخان ، وفي رواية لمسلم :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" جاء أهل اليمن. هم أرق أفئدة. الإيمان يمان. والفقه يمان. والحكمة يمانية".
عن أبي مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الإيمان ها هنا - وأشار بيده إلى
اليمن - والجفاء وغلظ القلوب في الفدادين - عند أصول أذناب الإبل ، من حيث يطلع قرنا الشيطان - ربيعة ومضر).
رواه البخاري
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن جلوس ،
فأوسعنا له فجلس وقال : "أين أصحابي الذين أنا منهم وهم مني؟ وأدخل الجنة ويدخلونها معي؟". فقلنا :
يا رسول الله أخبرنا! قال: "نعم ، أهل اليمن المطروحون في أطراف الأرض ، المدفوعون عن أبواب السلطان ،
يموت أحدهم وحاجته في صدره لم يقضها".
عن ابن عباس قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة إذ قال: "الله أكبر {إذا جاء نصر الله
والفتح} وجاء أهل اليمن، قوم نقية قلوبهم، حسنة طاعتهم - أو كلمة نحوها - الإيمان يمان، والفقه يمان،
والحكمة يمانية".
رواه البزار
أخرجه الطبراني والهيثمي
ويروى أن عمر بن الخطاب قال يوماً :
من أجود العرب ؟ فقيل له حاتم ، قال فمن شاعرها ؟ قيل امرؤ القيس بن حجر الكندي ، قال فمن فارسها
؟ قيل عمرو بن معدي كرب ، قال فأي السيوف أمضى ؟ قيل سيف عمرو بن معدي كرب
فقال عمر : ذهبت اليمن بالفخر .
فقال عمر : ذهبت اليمن بالفخر .
فقال عمر : ذهبت اليمن بالفخر .
وتحياتي لكاتب الموضوع

moon2007
moon2007
مشكور وبيض الله وجهك
والله انك قلت كلمة حق في الاخوه الايمنيين
وجزاك الله خير

bsb.a
bsb.a
نعم كلمة حق وقد زرتها كثيرا وشاهدت كرمهم وحسن الضيافه لديهم
يعطيك العافيه
تحياتي

محمد901
محمد901
السلام عليكم
الحمد لله على سلامتك اخي الكريم
و مهما قلت انت او أنا فلن نوفي اهل اليمن الكرام حقهم.....
فهم قوم مازلت فيهم العادات العربية الأصيلة .....ويعاملون السائح لبلادهم على انه ضيف لهم ...
وصدق رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) فيما قال عنهم..
دمتم بود
اخوكم
محمد901

ماجدf
ماجدf
السلام عليكم اخواني واخي محمد انا حبيت اليمن في اول زيارة لى في الصيف وكنت خايف لتلك الزيارة وبعد الدخول والسير في طريق مأرب صافر كان الناس يحذرون من هاذ الطريق لما فية من مشاكل والله ما شفت من كل مواطن يمني اي شي بلعكس كل الكرم والجود فيهم حيث وقفت في محطة للصلاة الظهر والعصر ولما عرفو احنا سعوديين قدمونا للصلاة وكان عددهم يتعدا الخمسة عشر رجل وكذالك في مأب واب وتعز وعدن وكتاب ومعبر ولحج والمكلا ووادي حظرموت وقطن وغيرها لم اشاهد غير الكرم والترحاب------اخوكم-----ماجد-من السعودية-الرياض

الحسام اليماني
الحسام اليماني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي النجم والأخوة الذين ردوا في موضوعك ، سعدت بما قرأت عن أنطباعاتك عن اليمن وأهلها ، ونحن والله يعلم نبادلكم نفس المحبه والمودة ليس لغرض ولكننا ندرك اننا اهل وابناء عمومه ولا يفصل بيننا غير الحدود الجغرافية ، لهذا مانقدمه من مشاعر وترحاب هي تطلع عفوياً من القلب دون تكلف او تصنع ولا نبتغي منكم غير ان تبادلونا نفس الشعور وهذه هي أجمل هدية تقدموها لنا ان كان ولا بد ، فلا فرق بين اليمن والسعودية او الإمارات او عمان او أي دولة كلنا مسلمين ونحمل دم واحد ولغة واحدة وان شاء الله يأتي يوم نكون تحت رآيه واحدة هي رآية لا اله الا الله محمد رسول الله مثلما كانوا المسلمين من قبل ، فاليمن هي أرض العروبة والتاريخ يشهد لها بذلك فأن لم تستقبل أبناءها من كل الدول العربية فلا تستحق ماقيل فيها وفي شعبها ونحن نعلم ان الرسول لا ينطق عن الهوى ولم يقل الا مالمسه من اليمن وشعبها وانتم اليوم لمستموه ونسأل الله ان يحببنا في بعض ويجمع بيننا ويربط على قلوبنا ، و أهلاً وسهلاً بكم في وطنكم الثاني تأنسونا وتشرفونا والدار داركم ونحن أخوتكم ، وشهادتكم فينا تكفينا فهي أجمل هدية منكم ياأهل الكرم .

محمد901
محمد901
الحسام اليماني
و عليكم السلام ورحمة الله اخي الحسام اليماني..
تأكد أن ما كتبناه هنا وما قلناه وسنستمر في قوله لهو نابع عن طيبتكم يا اهل اليمن الكرام...
ما تزال اليمن الوجهه المفضله لي للسفر خلال الصيف ... حتى لو ذهبت إلى مكان آخر فلابد من الذهاب لليمن.
فتقبل مني ومن جميع محبي اليمن أجمل و ارق التحيات ..
ودمتم جميعاً يا اهل اليمن الكرام سالمين.
اخوكم
محمد 901

Om doode
Om doode
الله الله الله على الكلام اللي يشرح الصدر.....
والله اني سعيده جدا.....بالكلام اللي اقرأه .....وسعيده اكثر بالمحبه الاخويه
اللي تجمع كل العرب ان شاء الله.......
الله يباركلك اخي /alngm على الكلمات الرائعه....
والله انها شهادة حق .......سلمت يداك
(استغفر الله استغفر الله استغفر الله)

كان هنا
كان هنا
  1. فقلت لها : أما رفيقي فقومه= تميم وأما أسرتي فيماني

  2. رفيقانِ شتّى ألّف الدهر بيننا= وقد يلتقي الشتّى فيأتلِفانِ

  3. نُسائلكم هل سال نعمان بعدنا

  4. وحب إلينا بطن نعمان واديا

  5. فألقى بصحراء العبيط بعاعه

  6. كفعل اليماني ذي العياب المحمّلِ

  7. ليت للروض مقلة فلعل الدهر

  8. يبكيه مثلما أبكاني

  9. ولو كنت بوابًا على باب جنةٍ

  10. لقلت لهمدان ادخلوا بسلامٍ

  11. قد وطئنا تيجان كسرى وقيصرْ

  12. جدنا صاحب الحضارات حميرْ

  13. مسك وطينة أرضها من عنبرِ

  14. والطير بين مسبح ومكبرِ

  15. والبسوا حلة من الكفن الغالي **** وبيعوا الحياة بيعاً مجيدا

  16. سارعوا سارعوا إلى جنة قد **** فاز من جاءها سعيداً شهيدا

  17. يا لوحة نسخت فيها مدامعنا

  18. قلبي بروعة هذا الوجد في اليمنِ

  19. وتسميتهم القات ، لأنها تذهب الأوقات ، وتأكل الأقوات .


سلمت يداك اخي النجم فقد عبرت عن ما في قلوبنا تجاه هذا البلد الكريم .
المقامةاليمانية للشيخ / عائض القرني
المقامَة اليمانيَّة
(( الإيمان والحكمة يمانية ))
(( قبلات على جبين صنعاء ))
دخلنا صنعاء ، بعد ما قرأنا الدعاء ، فوجدنا صالح بن مقبول ، ينشد ويقول :
نزلنا على قيسيّة يمنيّة= لها نسب في الصالحين هِجانِ
فقالت وأرخت جانب الستر بيننا= لأية أرض أمْ من الرجلانِ

فقلت لها : أما رفيقي فقومه= تميم وأما أسرتي فيماني

رفيقانِ شتّى ألّف الدهر بيننا= وقد يلتقي الشتّى فيأتلِفانِ

فقال أهل اليمن : أنت من ؟ قلت النسبة أزدية ، والملّة محمّدية ، قالوا : انزل غير بئيس ، ولا تعيس ، فإن منكم القرني أويس ، قلنا كفاكم قول من جاء بالشرائع الإيمانية، حيث يقول : الإيمان يمان ، والحكمة يمانية ، قالوا : صلى الله عليه وسلم كلما فاح ورد ، وثار وجد ، وتلي حمد ، وحلّ سعد ، قلنا كيف الحال ؟ يا معاشر الأقيال ، يا أهل الخطب الطوال ، ويا أصحاب البديهة والارتجال ، ويا رواد الأشعار والأزجال .
ألا أيها الركب اليمانون عرِّجوا
علينا فقد أضحى هوانا يمانياّ

نُسائلكم هل سال نعمان بعدنا

وحب إلينا بطن نعمان واديا

وقد قيلت فيكم المدائح ، التي سالت بها القرائح ، وحفظها عنكم التأريخ ، فوصل بها مجدكم المريخ ، أنسيتم ما ذكره في مدحكم الهمداني ، وما سجله في مجدكم صاحب الديباج الخسرواني ، أليس ينسب إليكم السيف الهندواني ، وسمي باسمكم ركن البيت اليماني ، وسهيل أحد النجوم الدواني ، ومنكم محدث العصر الأمير الصنعاني ، والعلامة الرباني الإمام الشوكاني ، وتاج العلماء الكوكباني ، وسيد الأولياء أبو إدريس الخولاني ، ومفتي الديار العلامة العمراني ، وابن الديبع الشيباني ، وشيخ الشيوخ الأرياني ، والقاضي أحمد الحضراني ، وخطيب الخطباء البيحاني ، وأستاذ الإعجاز الزنداني ، وقد أثنى عليكم شيخ الإسلام ابن تيمية الحرَّاني ، لما شرح حديث الإيمان يماني ، ومجّدكم ابن رجب بالفقه في المعاني ، وحسبكم مدح الرسول العدناني ، فإنه خصّكم بعلم الحكمة في المثاني ، ومنكم شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم حسّان ، وملك العرب النعمان ، وخطيب الدنيا سحبان ، ومنكم سيف ذي يزن في غمدان ، أما سمعت الشاعر حيث يقول :
ألا لا أحب السير إلا مصاعداً
ولا البرق إلا أن يكون يمانيا
فميّز برقكم عن كل برق لأنه صدق ، يأتي بالغيث والودق ، وذكر امرؤ القيس التاجر اليمني في لاميته فقال :

فألقى بصحراء العبيط بعاعه

كفعل اليماني ذي العياب المحمّلِ

منكم الأوس والخزرج ، والملكان الحارث والأعرج ، وعمر بن معد يكرب المقدام المدجج ، ومنكم الملكة بلقيس ، وأسماء بنت عميس ، وأبو موسى عبد الله بن قيس ، وعلى ألسنتكم تسيل القوافي ، وفي ضيافتكم تشبع العوافي ، بديهتكم سريعة ، وذاكرتكم بديعة ، وفيكم الفصاحة والصباحة ، والسماحة والملاحة ، ودعا لكم المعصوم فقال : اللهم بارك لنا في يمننا ، وأقول : ووفق أهل صنعانا وعدننا .
قال الزبيري في قصيدة الوطن ، يخاطب اليمن :
مزقيني يا ريح ثم انثري
أشلاء جسمي في جو تلك المعاني
وزعيني على الجبال والغدران
بين الحقول والأغصان
وصلي جيرتي وأحبابي
وقصِّي عليهموا ما دهاني
هل بكاني هزارها هل رثاني
طيرها هل شجاه ما قد شجاني

ليت للروض مقلة فلعل الدهر

يبكيه مثلما أبكاني

وقد ذكر الذهبي في النبلاء ، في سيرة همام بن منبه أحد العلماء ، أن رجلاً من قريش ، صاحب سفاهة وطيش ، قال لأحد أهل اليمن ، وكان اليمني ثقة مؤتمن : ما فعلت عجوزكم قال : عجوزنا بلقيس أسلمت مع سليمان لله رب العالمين ، وعجوزكم يا قرشي حمَّالة الحطب دخلت النار مع الداخلين ، فغلب القرشي وأفحمه ، وفي كل كرب أقحمه . والمتنبي شاعر المعاني ، أثنى على السيف اليماني ، فقال في نونية رائعة ، وفي قصيدة ذائعة :
برغم شبيبٍ فارق السيف كفّه
وكانا على العلات يصطحبانِ
كأن رقاب الناس قالت لكفه
رفيقك قيسيٌّ وأنت يماني
وذكروني بشاعر معاصر وإليه ردوني ، أعني به شاعركم عبد الله البردوني ، حيث يقول مخاطباً الرسول صلى الله عليه وسلم :
نحن اليمانين يا طه تطير بنا
إلى روابي العلا أرواح أنصارِ
إذا تذكرت عماراً وسيرته
فافخر بنا أننا أحفاد عمارِ
وقد رفعتم رؤوس العرب ، لما انتصر سيف بن ذي يزن وغلب ، على أبرهة حامل الكذب ، فزارتكم الوفود بما فيهم عبد المطلب ، فأشاد بكم أمية بن أبي الصلت في لامية عصماء ، أبهى من نجوم السماء يقول :
اجلس برفق عليك التاج مرتفعاً
تلك المكارم لا قبعان من لبن
بقصر غمدان دار منك محلالا
شيبا بماء فعادا بَعْدُ أبوالا
وأطعتم معاذ بن جبل ، ورفعتموه في المحل الأجل ، ونصرتم علي بن أبي طالب ، صاحب المناقب والمواهب ، فقال :

ولو كنت بوابًا على باب جنةٍ

لقلت لهمدان ادخلوا بسلامٍ

وقتلتم الكذاب الأسود العنسي ، فصار في التأريخ المنسي ، ومنكم المقدام يوم القادسية ، الذي سحق الجموع الفارسية ، ومنكم الشاعر وضّاح ، الذي هزّ بشعره الأرواح ، وأنتم أرق الأمة قلوباً ، وأقلها عيوباً ، وأطهرها جنوباً ، وفيكم سكينة ووقار ، وفقه واعتبار ، ومنكم أولياء وأبرار ، وكفاكم أن منكم الأنصار ، مع تواضع فيكم وانكسار ، ومنكم مؤلف الأزهار ، وصاحب السيل الجرَّار ، ومدبج الغطمطم التيّار ، ومنكم المحقق الشهير ، والمجتهد الكبير ، أعني ابن الوزير ، صاحب العواصم والقواصم والروض الباسم ، خطيبكم إذا تكلم بز الخطباء ، وأسرها وسحرها فإما منّاً بعد وإما فداء ، وشاعركم إذا حضر غلب الشعراء ، وصارت أفئدتهم من الذهول هواء ، الضاد بأرضكم ميلادها ، والعروبة عندكم أولادها ، والحميريّة أنتم أحفادها ، أما قال الشاعر :
يمنيّون غير أنّا حفاة
قد روينا الأمجاد جيلاً فجيلاً

قد وطئنا تيجان كسرى وقيصرْ

جدنا صاحب الحضارات حميرْ

عندكم الجبال ، والجمال ، والسحر الحلال ، والبلاغة في الأقوال ، مع سلامة صدور ، وبعد عن الكبر والغرور ، وخفة أرواح ، ودعابة ومزاح ، وقدرة على الحفظ ، وسبك اللفظ ، وجودة خاطر ، بكل لذيذ عاطر ، مع بسمة وبشاشة ، ونفوس بالحب جيّاشة ، عانقت جبالكم السحاب ، واحتضن شجركم الضباب ، وقبل ريحانكم التراب ونادت غدرانكم : اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب ، كأن بُنَّكم إذا مزج بالهيل ، وخلط بالزنجبيل ، فيض من السلسبيل ، كأنه يقول للشاربين ، جئتكم من سبإٍ بنبإٍ يقين ، وبأرضكم الأقحوان ، يضاحك الريحان ، وبلبل البستان ، كأنه يتكلم بلسان ، في كل صباح يصيح ، كأنه خطيب فصيح ، من دخل روضكم ظن أنه في إيوان كسرى، يسري به النسيم فسبحان من أسرى :
أرض ثراها لؤلؤ وترابها
يتلو بها القمري آيات الهوى

مسك وطينة أرضها من عنبرِ

والطير بين مسبح ومكبرِ

طَلْع الزهر بها كأنه جُمان ، ولو سار بأرضها سليمان ، لسار بترجمان ، تباكرها الصبا الشمالية ، لا شرقية ولا غربية ، فيا أنصار الرسالة في قديم الزمان ، أنتم أنصارها الآن ، فعضوا على التوحيد بالنواجذ ، فأنتم الأبطال الجهابذ ، وانصروا سنة المختار ، في تلك الديار، وانهجوا نهج السلف ، فإنكم نعم الخلف ، وارفعوا للملة العلم، فمن يشابه أَبَهُ فما ظلم ، ففيكم علماء وعباد ، ولكم نوافل وأوراد ، وتديُّنكُم سريع ، وفهمكم بديع ، وقد قلتُ في صنعاء ، من قصيدة لي تحمل الحب والوفاء .
صنعاءَ صغنا لكِ الأشعار والكتبا
لكِ الوفاء فلا تبدي لنا العتبا
على جفونكِ قتلى الحب قد صرعوا
حتى الذين بقوا قتلى ومن ذهبا
رواية السحر في عينيكِ أغنية
والحسن في وجهكِ الوضّاح قد سكبا
ليت الهوى ترك الأرواح سالمة
فهو الذي رد بالألحاظ ما وهبا
إن كنتِ تبكين يا صنعاء من ولهٍ
فقد سكبنا عليكِ الغيث والسُّحبا
استغفري أنتِ مما تفعلين بنا
هذا الجمال اليماني يقتل العربا
ولما تقدم الجيش البريطاني ، يريد احتلال أوطاني ، في بلد جيراني وإخواني ، صاح الشاعر الأرياني ، في الشعب اليماني ، مخاطباً جيش الغزاة الذي خدعته الأماني :
يا بريطانيا رويداً رويدا **** إن بطش الإله كان شديدا
إن بطش الإله أهلك فرعو **** ن وعاداً من قبلكم وثمودا
لا تظنوا هدم المدائن يودي **** عزمنا أو يلين بأساً صليدا
إن تبيدوا من البيوت بطيارا **** تكم ما غدا لدنيا مشيدا
فلنا في الجبال تلك بيوت **** نحتتها أجدادنا لن تبيدا
فالنزال النزال إن كنتموا ممن **** لدى الحرب لا يخاف البنودا
لتروا من يبيت منّا ومنكم **** موثقاً عند خصمه مصفودا
أفترجوا انكلترا في بلاد الله **** أرضاً وموطناً وخلودا
كذبت والإله ما كان حتى **** نملأ الأرض والسماء جنودا
بعد أن تسفك الدماء على الأرض **** وتروي سهولها والنجودا
ما خضعنا للترك مع قربهم في **** الدين منا فكيف نرضى البعيدا
وهم في الأنام أشجع جيشٍا **** فاسألوهم قد صادفونا أسودا
يا بني قومنا سراعاً إلى الموت **** فقد فاز من يموت شهيدا

والبسوا حلة من الكفن الغالي **** وبيعوا الحياة بيعاً مجيدا

سارعوا سارعوا إلى جنة قد **** فاز من جاءها سعيداً شهيدا

سلام على شوكان ، ورحمة الله على إريان ، وبركاته على كوكبان ، ومغفرة على عمران وتحياته على خولان وفضله على همدان . لأن التفسير الصحيح شوكاني ، والشعر المليح إرياني ، والخطاب الفصيح كوكباني . والعقل الرجيح عمراني ، والوجه الصبيح خولاني ، والكف السميح همداني .
وصرف الله النقم ، عن جبل نُقم ، لأنه أنتج لنا ابن الوزير ، صاحب التحبير والتحرير .
شكراً لتلك الأرض لو أن الدما
تسقى بها الأوطان أسقيناها
اليمن مشتق من الإيمان لأنهم صدّقوا بالرسالة ، وأظهروا البسالة ، وأكرموا رسول الرسول ، وقابلوه بالقبول ، وجمعوا بين المعقول والمنقول .
واليمن مشتق من اليُمْن لأنه كان ميموناً بجنوده ، معيناً بحشوده .
واليمن مشتق من الأمانة لأن أهلها رجاله فدوا الملة بالنفوس ، وقدموا للشريعة الرؤوس :
أمة أمهرت المجد النفوسا
بذلت للدعوة الكبرى الرؤوسا
واليمن مشتق من اليمين ، فهم ميمنة كتائب الجهاد ، ساعة الجلاد ، بالسيوف الحداد :
على الميامن تلقانا جحاجحةً
بعنا من الله أروحاً وأبدانا
إذا رأيت من ينتقص اليمن فاعلم أنه يستحق التوبيخ ، لأنه يجهل أبجديّات التأريخ .
روى الطبراني ، عن الرسول العدناني ، في مدح المدد اليماني : إن نفس ربكم من اليمن ، لأنهم أهل نجدة وفطن . اليمن بلد الأقيال ، والجبال ، والجمال ، والجلال .
فالأقيال : طردوا الأحابيش ، وهزموا كل جيش . والجبال : صدّت الغزاة المحاربين ، ودمّرت الإنجليز الكاذبين . والجمال : رسائل سحر من الطبيعة ، في حجاب الشريعة . والجلال : إيمان في قوة ، وعلم مع فتوّة . تعانَق في اليمن التأريخ والجغرافيا ، عناقاً كافياً شافيا ، وتصافح بها الفقه والحديث ، والقديم والحديث .
إذا سال على حدائق الأزهار ، السيل الجرار ، ظهر لك أهل التقليد وحملة الآثار ، وإذا أردت الدليل ، على فضل هذا البلد الجليل ، فعليك بالإكليل .
واعلم أنني ما أسرفت في المديح بل قصرت ، وما طولت في الثناء بل اختصرت ، وكفى لأهل اليمن مدح المصطفى ، وإنما أردنا أن نكتب في ديوان الوفاء ، وفي سجل الصفاء ،، وقد قال الشاعر يفتخر بكم :
نحن وجه الشمس إيمان وقوة
نسب حر ومجد وفتوة
كَربُ عمي وقحطان أبي
وهبوا لي المجد من تلك الأبوّة
والسيوف البيض في وجه الدجى
يوم ضرب الهام من دون النبوّة
يا صنعاء نريد منك جيلاً ربانياً ، وشباباً محمديّاً ، وعزماً يمانياً ، وشكراً يا عدن ، على ترحابك بأتباع النبي الأمين ، وطردك لعبيد لينين ، واذناب استالين ، لأن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين .
سلِّم على الدار من شجو ومن شجن
وانظر إلى الروض من سحر ومن حسنِ

يا لوحة نسخت فيها مدامعنا

قلبي بروعة هذا الوجد في اليمنِ

وما كتبت هذه المقامة ، حتى طالعت كتب القوم في الجبال وتهامة ، فقرأت كتب ابن الوزير ، وكتاب رياح التغيير ، وسامرت كل مرجع ، وراجعت تأريخ الأكوع ، ورافقت كتاب البدر الطالع ، فإذا هو جامع مانع ، وألّف أحد المستشرقين كتاب اليمن من الباب الخلفي ، وفيه ما يكفي ويشفي ، وقد نظم الشعراء في اليمن إلياذات ، وكتبت على القلوب من حبها أبيات ، ولهم في هذا القطر مؤلفات ومصنفات ، ومن لطف أهل اليمن تسميتهم لشجرة البن لأن فيها بناء مودات .

وتسميتهم القات ، لأنها تذهب الأوقات ، وتأكل الأقوات .

واليمن مورد عذب ، وميدان رحب ، فالقومي باليمن يفخر ، لأنها بلد الجد حمير ، والمؤرخ يتشجع ، لأنه عثر على موطن تبع ، وصاحب الآثار له من اليمن أمداد ، لأن فيها إرم ذات العماد ، التي لم يخلق مثلها في البلاد ، وحملة القرآن ، لهم ميل إلى تلك الأوطان ، لأن الإيمان يمانِ ، فاحفظ أخبارهم ، وردد أشعارهم ، واكتب إنشاءهم ، ولا تبخس الناس أشياءهم .
واعلم أن اليمن أهدت لسليمان بلقيس بالكرسي ، وقتلت الأسود العنسي ، وألبست العروبة المنن ، بسيف ذي يزن ، حتى زاره عبد المطلب ، نيابة عن العرب ، فبشره بالنبي المرتقب ، وأعلى منزله كما يجب .
وألفت اليمن في الأصول ، إرشاد الفحول ، وفي التفسير ، فتح القدير ، وفي سنة أبي القاسم ، الروض الباسم ، وفي فن الطلب ، نيل الأرب ، وفي الأحكام ، سبل السلام، وفي فقه الآثار ، نيل الأوطار ، وتاج العروس أصله من زبيد ، وعندهم كل عالم مفيد ، وشاعر مجيد . وقد أغناهم الله بالحديث عن فلسفة اليونان ، وبالفقه عن كلام مبتدعة خراسان ، وبالتفسير عن خيالات فارس وملكهم ساسان ، وهم من أكثر العباد خشوعاً ،ومن أغزرهم دموعاً ، وليسوا بعباد درهم ، وليس من أرضهم الجعد بن درهم ، ولم يدخل ديارهم الجهم بن صفوان ، بل أهدوا للسنة طاووس بن كيسان ، وكان العلم يطلب من أوطانهم سنينا ، وقد سلموا من غلطات الفارابي وابن سينا .
ولله تاريخهم ما أحسنه ، لأن هناك لين القلوب وصدق الألسنة ، وشجرة مجدهم لا تنبت إلا على الأنهار الشرعية ، ولذلك اجتثوا من بلادهم جرثومة الشيوعية ، لأنهم موحدون لا ملحدون ، فهم بلد الإيمان والإنفاق ، لا بلد الرفاق والنفاق ، فيا حمام بلغهم منا السلام ، وقل إلى الأمام ، والصلاة والسلام على صفوة الأنام ، وآله وصحبه الكرام .
وقبل الوداع ، أطرق الاسماع بمقطوعة فاتنة وأبيات ساخنة لشاعركم محمد محمود الزبيري يخاطب فيها اليمن يقول :
الشاعرية في روائع سحرها
أنت الذي سويتها وصنعتها
مالي بها جهد فأنت نسجتها
ونشرتها بين الورى وأذعتها
أنت الذي بسناك قد عطرتها
وكتبتها في مهجتي واشعتها
ابعدتني عن امة أنا صوتها
العالي فلو ضيعتني ضيعتها
ما قال قومي آه إلا جئتني
وصهرت أحشائي بها ولسعتها
عذبتني وصهرتني ليقول عنك
الناس هذى آية أبدعتها
( منقول )


خصم يصل إلى 25%