- وقد قدمتها إلى القنصلية وعلى ضوئها تم إصدار التأشيرة
- وما يحز في النفس هو انه ليس لتلك العادات الإسلامية التي عشنها
- ويستغلون هذه الخطوط إلى هونج كونج ومن ثم إلى اندونيسيا.
- طبعا تم الإقلاع في الحادية عشر مساء دون أي تأخير
- ومنها اتجهنا إلى خليج عمان وكان لا يرى أي شي كوننا نمر على البحر
- ولكن مع توغلنا نحو الهند بدأت بشائر الخضرة وكثافة السحب
- وذلك للتعرف على تلك التحفة المعمارية التي فوجئت بها
- واذا كان هو ما سد رمقنا في المطار مع والشاي
- ومررنا على هونج كونج تلك الجزيرة الجميلة والرائعة بروعة ابداع الانسان
رحلتي إلى الصين 6/2009م / الحلقة الاولى.
فكرة الرحلة هي رحلة عمل وكانت تراودني من فترة ولكن لم تتأتى الظروف إلا هذه المرة أي في شهر 6/2009م
وكانت رحلتي الأولى إلى الصين.
طبعا كانت هنالك إجرآت استخراج تأشيرة الدخول إلى الصين وذلك عبر القنصلية الصينية بجدة ومن شروط ذلك هو أن تكون لديك دعوة من شركة صينية لزيارتها
وهذا ما تم بالفعل حيث قمت بالاتصال بأحد الأصدقاء في الصين وهو عضو الجهاز الإداري للمجلس اليمني (وهذه من فوائد النت ) حيث لبى الطلب ووجب ما قصر قام بإرسال الدعوة
وقد قدمتها إلى القنصلية وعلى ضوئها تم إصدار التأشيرة
وأما فكرة السفر عبر الرياض هي بسبب إن شقيقي الأخ صالح كان أيضا يود السفر إلى الصين كذلك للعمل من ناحية ومن ناحية أخرى لمرافقتي كونها أول رحلة لي وهو قد سبقني في ذلك برحلات عديدة وله خبرة في هذا المجال سيفيدني بها
وقد اتفقنا على أن يحجز لنا من الرياض ونترافق بعد أن أصل إليه وقد تم الحجز على خطوط (الكاثي باسيفيك ) خطوط هونج كونج
وقد حظرنا إلى المطار الساعة التاسعة وكان الإقلاع الساعة ال 11 مساء وقطعنا بطاقة الصعود إلى الطائرة ودخلنا إلى صالة المغادرة
وكان أو مقلب اشربه في تلك الرحلة هو ضياع بطاقة الصعود إلى الطائرة التي تخصني
فدخلني القلق وقمنا بالبحث عنها عند التفتيش وكذلك في أماكن أخرى ولكن دون جدوى إلا أن أخي كان يطمئني من أن أمر كهذا عادة ما يحصل وفعلا اخبر المسئولين عن الرحلة فاخبروه بان ننتظر إلى ينتهي الركاب وسوف يقوم بقطع بطاقة أخرى بدلا عنها
وفعلا هذا ما تم
وقد لاحظت إن أكثر المسافرين من الاندونيسيات اللاتي يجلسن أمام نفس البوابة التي سيتم منها الخروج إلى الطائرة قد تجمعن وعرفنا حينها إنهن سيكوننا ضمن ركاب الطائرة التي سنستغلها
ولكن ما لفت نظري هو إنهن عندما يأتين إلى الجلوس ترى كل واحدة منهن تلبس العباءة وطرحة الرأس في مظهر محتشم ...
إلا إنها للحظات وبعد إن تختلط بمن هن من بني جلدتها وترى منهن أمور لا تراها في البلد من الضحك بصوت عالي والمزح
والاهم من ذلك هو التخلي عن العباءة فتراهن يخلعنهن واحدة تلو الأخرى وترى بعد ذلك تلك البناطيل التي لم تتوقع أن تراها من تلك النساء اللاتي تعتقد من خلال ما تراه عليهن من هدوء ومسكنة وصبر إن تكون تلك ثقافتهن!
وما يحز في النفس هو انه ليس لتلك العادات الإسلامية التي عشنها
مع من كن يخدمن لديه قد أثّرت فيهن بل إن ما نراه عليهن ما هو إلا أمر تقتضيه المصلحة
وصعدنا الطائرة حيث كانت طائرة ضخمة جدا كانت ممتلئة ولا يوجد مقاعد فارغة وذلك لسبب لفت أنظارنا أي أنها مليئة بركاب من الجنسية الاندونيسية من العمالة المنزلية وهو ما يصادف الإجازة الصيفية حيث يسمح لهن بالسفر فيها لان ربات البيوت يتواجدن في منازلهن في الإجازة أي إن الأعمال وخصوصا التدريس متعطل في الإجازة ويستغلون تلك الفرصة لإعطائهن إجازتهن
ويستغلون هذه الخطوط إلى هونج كونج ومن ثم إلى اندونيسيا.
وقد لاحظت إحداهن جلست إلى جوارنا على الكرسي الثالث على الممر حيث وضعت رأسها على الطاولة منذ إقلاع الطائرة ولم ترفعه إلا مرتين عند ذهابنا إلى دورة المياه(أكرمكم الله ) بينما أنا لم يغمض لي جفن طوال تلك الرحلة ومثلها الغالبية من الركاب
- وصف من الطائرة الخليج العربي ليلا
طبعا تم الإقلاع في الحادية عشر مساء دون أي تأخير
وعند دخول الطائرة وإعلان الطيار عن إقلاعها وبعد تعليمات السلامة رأينا المضيفات يقمن بتحية الركاب بطريقة الإنحنا وهذه عادة شرق أسيوية معروفة
والجدير ذكره إنني اشترطت على أن يكون مقعدي جوار النافذة وفعلا هذا ما حصل وبقيت أترقب من ذلك الشباك وانظر إلى الأسفل والى الأفق لكي أرى المناظر التي ستلوح أمامي وكان ما أراه هو مدن وقرى صغيرة متناثرة في صحراء المملكة ورؤيتها من خلال الإضاءة والأنوار المتلألئة في الظلام الدامس
وما أن شارفنا على المنطقة الشرقية من المملكة وإذا بتلك النيران المشتعلة هنا وهناك المنبعثة من آبار النفط التي تجود بها تلك المنطقة مما حباها الله من خير وفير
ترفل في نعمته المملكة وكثير من دول العالم وذلك لتواجد العمالة بها
ومنها أيضا وصلنا إلى الخليج وكذلك رأينا الجزر المنتشرة عن طريق الإضاءة وكذلك دولة البحرين
ولكن ما لفت نظري هو الإضاءة الشديدة والتي كانت تتميز بها الامارت العربية حيث ترى الخطوط الطويلة والمضاءة بشكل لافت وكذلك بعض المدن التي تميزت بشدة الإضاءة عن غيرها
ومنها اتجهنا إلى خليج عمان وكان لا يرى أي شي كوننا نمر على البحر
وبسبب اتجاهنا إلى الشرق نجد أن فارق التوقيت يتجه بنا إلى الشروق أي أن التوقيت الذي انطلقنا فيه يفرق عن الهند وباكستان في حدود 3 ساعات وهذا بدورة سيقرب لنا شروق الشمس وهذا ما حدث أن الساعة الثالثة بتوقيت الرياض تقابلها الساعة السادسة بتوقيت باكستان وغرب الهند أي إننا سنصل الصباح في تلك المناطق والتوقيت في الرياض لا زال ليلا دامس
المهم عند شروق الشمس أمر المضيفون بإغلاق النوافذ وذلك لتهيئة الجو المناسب للركاب للنوم
وقد التزمت بعض الوقت إلا إنني لم أواصل ذلك الالتزام بل خرقته ولكن بطريقة مقبولة
أي إنني استعنت بغطاء يعطى للركاب (أشبه بالمنشفة ) للتغطية وجوههم عند النوم أو التدفئة من برودة التكييف وقد قمت بوضع جزء منه على راسي والجزء الأخر على أحدا يدي وقمت بجعل راسي يغطي جزء من النافذة والغطاء للجزء الأخر وفعلا لم الفت نظر أي إنني لم أؤذي احد من الركاب
ولما حان وقت الغداء قدمت لنا وجبة كانت من الدجاج أو السمك بحسب الرغبة واخترنا السمك إلا انه لم يكن بما نعرفه أي انه كان مخلوط ببعض الأشياء التي لا نعرفها أو نتعود على أكلها كونها أسيوية وكذلك الفواكه الصيفية مثل البطيخ والشمام على هيئة قطع صغيرة في علبة بلاستيكية شفافة مرصوصة بشكل يجعل تشبع من النظر إلى ذلك الترتيب والتقديم طبعا نصف الأكل عند البعض
وبدأت المناظر تتراء أمامي حيث مررنا على باكستان وكانت طبيعتها لا تقل جفاف عن الجزيرة العربية إلا في ما ندر وخصوصا خط سير الطائرة
ولكن مع توغلنا نحو الهند بدأت بشائر الخضرة وكثافة السحب
حيث كانت الكثافة تزداد شيئا فشيئا حتى كادت تحجب الأرض في كثيرا من الأحيان ولا ترى الأرض إلا من أماكن بسيطة عبر السحب والتي كانت تتشكل بصور كثيفة منها كالجبال تمر إلى جوارها وأخرى منتثرة كالقطن هنا وهناك وأخرى كالقطن المبتل بالماء وأخرى تشبه الثلوج في القطبين
فسبحان الله فعلا مناظر تجعلك تتأمل في قدرة وعظمة الخالق
وقد كان بمعيتي آلة التصوير حيث قمت بتصوير بعض تلك المناظر للتوثيق وسترونها بإذن الله
وقد كانت تلك السحب تحجب عنا تلك الطبيعة الخلابة وكأنها تقول لن اسمح لك بالنظر إليها ومن أرادها فل يشد الرحال إليها وما نترك لك إن تراه ما هو إلا عرض لتلك الطبيعة التي حباها الله لتك البلدان
ومن الملاحظ انك كلما توجهت شرقا زادت تلك السحب كثافة وتلك الخضرة اخضرار فترى الجبال لا يرى منها إلا ممرات السيارات أو المشاة حيث تراها تطرز الخضرة باللون الأصفر البني وكأنك ترى حينها تلك المطرزات من الملابس الهندية
بل وان الانهار تكثر والسدود تراها هنا وهناك وخصوصا في الصين كذلك ترى القرى الصغيرة المنتشرة حول تلك الانهار فتحسدهم على تلك النعمة ولكن لله سبحانه في خلقه شئون
حيث يعطي كل من خلق رزقا قد يختلف عن الاخر ولكن الفائدة والمحصلة هي واحدة
وتستمر الرحلة وتقطع الصين من غربها الى شرقها (الجنوبي )
ومرت الساعات الطوال دون ان اشعر بها ولم يغمض لي جفن بالنوم بل طار النوم وحلت محله تلك السعادة الغامرة وانت ترى ابداع الخالق في ما خلق
وما شعرنا الا بقائد الطائرة يعلن عن هبوطها في مطار هونج كونج تلك الجزيرة النائمة في احظان بحر الصين الجنوبي التي سمعت عنها كثيرا من خلال صناعاتها
حيث كانت تعتبر الارداء في العالم وقد رايت احد الافلام الامريكية يصور تلك الصناعات ويسخر منها بشكلا كبير واسم الفلم (قبلات من هونج كونج ) وقدرايته في عدن في العام 81م الا انها في ما بعد اصبحت تنافس الصناعات اليابانية وبعد ان فتحت الصين ابوابها للاستثمارات وعودة هونج كونج الى حضن الام الصين انتنقلت كثير الى الصين لرخص الايدي العاملة
وعند الهبوط كانت الأمور في رأيي لا تسير بطريقة آمنه بل إن الخوف والهلع قد انتابني وذلك من خلال دخولنا في موجة كبيرة جدا من السحب الكثيفة التي لا ترى منها حتى جناح الطائرة وتسببت في المطبات الهوائية المخيفة والتي تجعل الطائرة في صعود وهبوط أشعرتني بالرعب لمدة ليست بالقصيرة حتى بدأت تنقشع تلك القمة أي إننا كنا في مرحلة اختراق السحب التي تحجب عنا الأرض
وبدأت تظهر لنا تلك المدينة الجميلة الرابضة في حضن بحر الصين وتلك الجبال ورأينا تلك الجزر المتناثرة والبواخر التي تمخر عباب البحر في كل اتجاه وكذلك ظهر لي بادئ ذي بدئ ميناء فكنت أتوقعه هو الميناء الرئيس ولكني لم اقتنع بذلك إلا أن أخي صالح قال لي لا ليس هذا هو الميناء الرئيسي بل انه في الجهة البعيد الأخرى فهو حديث وهذا في ما اعتقد انه القديم أو لبواخر صغيرة
واقتربنا كثيرا ورأينا تلك الأبراج الرائعة الجميلة والمذهلة في ارتفاعها وفي جماليتها حيث تراها محشورة جوار بعضها وكان كل واحدة تتطاول على الأخرى كي تراها
وهبطت الطائرة بسلام في ذلك المطار الذي هو جزء من البحر حيث تم ردمه وقد كلف 19مليار دولار حيث جرت بعض الإشكاليات بين بريطانيا المستعمِرة للجزيرة والصين الدولة الأم حول بناء ذلك المطار
وقد توقفت بنا الطائرة إلى جوار احد خراطيم سير المشاة وعند الدخول إلى صالات القدوم والتي لم تكن بالصورة التي في مخيلتي عن أجمل مطار في
أي أنها صالات لم يكن سقفها مرتفع بل عادي والأمور الأخرى لا توحي بتميزه عن غيره فالإضاءة خافتة وكذلك لون أرضية المطار أيضا قاتمة اللون مما يوحي لك بنوع من الكآبة وقد قمنا بتأكيد حجزنا إلى كوانزو وأخذنا بالطلوع على السلم المتحرك إلى صالات المغادرة في الدور العلوي بعد إن تم تفتيش الأمتعة عبر الأجهزة
حيث كان هنالك الفرق والإبداع والجمال يرتسم على ذلك المبنى الضخم والذي مهما وصفته فلن أعطيه حقه
[أي انه مبنى جدرانه من الزجاج بكاملها وترى من خلاله الطائرات مقلعة وهابطة دون أن تسمع صوت أزيزها كما هو معتاد في مطاراتنا العربية أي أن هنالك عازل للصوت
وفي المطار بإمكانك أن تخدم نفسك دون الاستعانة بأحد أي أن كل شي واضح فاللوحات الإرشادية والشاشات الكبيرة التي ترى من خلالها الرحلات القادمة والمغادرة وبوابات الخروج تجعلك لا تضيع وقتك في السؤال أي إن الأمور منظمة بشكلاً دقيق وسهل
عموما جلسنا في إحدى جهات المطار وهي كلها تطل على المدرجات من الجهتين وذلك لكي نرتاح من عنى السفر حينها ذهب صالح إلى دورة المياه للوضوء (أكرمكم الله ) وعاد وذهبت إنا أيضا ولكني فوجئت بعدم وجود (شاطفات الماء ) ولحسن الحظ إنني فقط كنت أريد إن أتخلص من الماء وحينها تذكرت أننا في بلاد ليست إسلامية وليس من المهم أن يكون فيها الاستنجاء بالماء بل لديهم تلك المناديل هي ما يغنيهم عن الماء ونحمد الله على الإسلام الذي أمرنا باستخدام الماء لكي نتطهر من تلك النجاسات التي يعيشون عليها
وما أن خرجت من الحمام بعد أن تطهرت بالمنديل وذهبت إلى الأخ صالح لكي اخبره بالأمر وإذا به يعطيني علبة ماء وهو يضحك لأنه عرف ما جرى لي وقال أملأها وادخل وتوضاء لان هذا نظامهم ولست في بلد إسلامي
وفعلا استنجيت منها وخرجت لكي أكمل وضوئي على الحوض وكان في الحمامات عامل النظافة يتتبع كل قطرة ماء تنزل على الأرض طبعا من الآخرين وليس مني لأني لم أبداء مشروعي والذي عرفت بأنه لن يعجبه
وبدأت الوضوء وبداء الماء ينهمر من كل جهة والعامل يرقب الموقف وهو يتبرم وينهاني عن فعلي ذلك إلا إنني اصريت على الاستمرار حتى أكمل وهو في اشد الغيظ إلى أن وصلت إلى الرجلين ولكن الحمد لله أنني كنت البس شراب ومسحت ولو لم يكن ذلك لضربني بعصاه تلك الغليظة
وادينا صلاتنا بحمد الله أمام الناس وهم يتفكرون ما نعمل كون المطار به من الجنسيات الكثير من البشر والذين لا يعرفون عن الإسلام شيء ويوجد هنالك مسجد لم اعلم به ولكن علمت ذلك في ما بعد وقد أخبرت صالح في ما بعد بوجود مسجد في المطار وقال انه على علم بذلك ولكن الإرهاق حينها قد اخذ منا ما اخذ وليس بمقدورنا أن نذهب إليه قبل أن نأخذ قسط من الراحة ولكن الصلاة قد حان وقتها ولن نؤخرها أكثر مما كان
بعد ذلك بحثنا عن هاتف للاتصال بالأهل لاطمئنانهم بوصولنا سالمين وفعلا وجدنا الهاتف
ومن ثم أخذنا قسط من الراحة على الكراسي إلا أن الفضول كان هو سيد الموقف
وذلك للتعرف على تلك التحفة المعمارية التي فوجئت بها
وأخذنا نتجول وبدأنا الرحلة من المبنى الرئيسي للمطار أي الرابط بين أقسام المطار وهو مبنى طويلا جدا وتوجد به جميع الخدمات من حمامات ومحلات تجارية وأماكن مخصصة للانترنت مقاعد وطاولات وترى كثير من الناس يستخدمون كمبيوتراتهم المحمولة هنا وهنا وكذلك غرفة التدخين
ولطول مسافة المبنى كان هناك سير كهربائي ارضي يستخدمه البعض لقطع تلك المسافة لمن أراد وهناك أماكن إلى جواره ليس فيها شي بل بإمكان الشخص أن يمشي على قدميه
ومن ذلك المبنى تتفرع أجنحة (ممرات ) طويلة لا تقل عن المبنى الرئيسي طولا وبها بوابات الصعود إلى الطائرة وهي مرقمة بأرقام واضحة وبارزة وعدد تلك الصالات 4 اثنين في مقدمة المبنى وأخريين في مؤخرته
ويوجد جوار كل بوابة كراسي انتظار وكذلك كراسي على شكل أسرة للراحة وقد أخذنا قسط من الراحة أو قفوه واسترخاء وفعلا كان لها دور في إعادة النشاط
وقد كان موعد إقلاع رحلتنا إلى كوانزو في الساعة الرابعة والنصف عصرا وكان لدينا متسع من الوقت فقمنا بالتجوال في المطار والانبهار يظهر على محيانا من ذلك التنظيم والنظافة ومن تلك الخدمات المنتشرة هنا وهناك
وكذلك لم يغفل مصممو المطار من وضع بعض المجسمات الجمالية التي أبدعتها أيدي بعض الفنانين التشكيليين
فقد رينا معرض مصغر يحتوي على بعض منها ومنها بعض الملابس المصنوعة من مادة البروسلان تقريبا وكانت منحوتة بدقة متناهية لا يفرق من يراها بينها وبين الحقيقة وأشكال أخرى منها ما هو على شكل كف إنسان تتكرر إلى تصبح بشكل ملعقة وأشكال أخرى كثيرة موضوعة في دواليب
وكذلك ما لفت نظري هو وجود صندوق زجاجي على شكل قلب في مقدمة احد الممرات ممتلئ بالعملات المتنوعة واقتربت منه وقرأت في أسفله انه للتبرعات والعائد ريعها إلى منظمة الطفولة العالمية (اليونيسيف )
وكذلك اللافت للنظر كثرة الجنسيات التي تنتشر في المطار وهذا يدل على ان مطار هونج كونج هو الرابط بين دول العالم بشرق اسيا
ايضا من ما رايته هو حرص الطائرات على ركابها أي انها تهتم بهم وتنتظر المتأخرين منهم عند البوابات وذلك من خلال حمل احد موظفات الخطوط اسم الشخص المتاخر لكي تساعده على الوصول الى بوابة المغادرة في اسرع وقت ممكن
كذلك المطاعم المنتشرة وطبعا لا يصلح لنا من اكلها شي الا ما حلله الاخ صالح وهو سندوتش التونة حيث كان سعر الواحد منها ب 20 دولار هونج كونج
واذا كان هو ما سد رمقنا في المطار مع والشاي
وهنالك استراحات جميلة جدا للاطفال وهي عبارة عن مجسمات على شكل اجزاء من الطائرات مثل الكبينة ومؤخرة طائرة مصنوعة خصيصا وبها مجالس وفيها شاشات تلفزيون تعرض مسلسلات للاطفال لتسليتهم حتى يحين موعد رحلات اسرهم لكي لا يزعجون الاخرين وكذلك توجد بها اماكن للتسلية من خلال الرسم بالرمل وغير ذلك لتنويع طرق تسليتهم
ايضا الاسواق المنتشرة بشكل كبير وعلى مستوى راقي حيث تجد محلات للوكالات العالمية من العطور والهدايا والشنط والحلويات وايضا والعياذ بالله محلات للخمور وغيرها
ومن المهم هنا ان نشير الى كثافة الرحلات القادمة والمقلعة من المطار وكذلك الطائرات الرابضة على ارضه وتنوعها اشكالا والوان واحجام امريكية واوربية وافريقية واسيوية أي ان كثرتها قد لا تعرف بعضها الى دول تنتمي لان الكثير منها طيران تجاري
وترى الخدمات الارضية على اشدها وسرعة تلبيتها لاداء خدماته
وكل ذلك نرقبه من الصالة أي ان امامنا كل ما يدور على ارض المطار دون تحفظ
والى جوار المطار هنالك جبل جميل جدا تكسوه الخضرة وتعممه السحاب بتلك العمة البيضا واحيانا يلتحفها في منظر رباني جميل
وقد اخذت عدة صور لذلك الجبل وقد اخذني فضولي بان اقترب منه وذلك من خلال الذهاب عبر احد الصالات التي تقترب منه ولكني عندما بدات بالسير فيها ورايت طول ذلك الممر تراجعت لانني في حالة من الاعياء لا اقوى على المشي اكثر مما قد مشيت وعدت الى صالح وسالني لماذا عدت قلت له فانفجر ضاحكا وقال شيبت يا علي
وهناك ما يلفت النظر وجود عدة مباني ضخمة جوار المطار ربما تكون فنادق او خدمات لبعض شركات الطيران ولكن ان تطل على المطار دون ان يزعجها ازيز الطائرات على مدار الساعة! ولكن قد يكون لديها عازل للصوت كما هو عليه الحال في المطار وحان وقت اقلاع الطائرة وتوجهنا الى البوابة المخصصة ودخلنا الطائرة والمضيفات يؤدين التحية لجميع الركاب.
طبعا كانت رحلتنا على طيران ( سوثرن تشاينا) وكانت طائرة صغيرة لانها محلية وكانت رحلة ممتعة لا يكدر صفوها الا تلك السحب عند الاقلاع حيث كما ذكرت صعوبة الرؤية وكذلك كثرة المطبات الهوائية
وكان حجزي على مقعد جوار النافذة كعادتي كي اطلع على المعالم مباشرة من علو
ومررنا على هونج كونج تلك الجزيرة الجميلة والرائعة بروعة ابداع الانسان
والمسافة ليست بطويلة بل قصيرة جدا حيث قطعت الطائرة الرحلة في 30 دقيقة تقريبا أعطي لنا خلالها كيس صغير 50 جرام تقريبا من الفول السوداني للتسلية وهو مقياس لتلك الرحلة حيث انك لن تخلص الكيس الا بوصولك الى مطار كوانزو
وكانت المناظر الخلابة والرائعة تمر امام ناظري وما لفت نظري عند دخول مقاطعة جكوانزو عند نظري الى الارض هو كثرة المزارع والتي قد زرعت بما يفنيها وما زرع هو البناء للمنازل والمصانع وسط تلك المزارع مما سيشكل هدم للزراعة على المدى البعيد صحيح ان الصين ارض زراعية خصبة وكبيرة الا ان السهول هي ما يستهدف كونها منبسطة وهذا امر خطير.
ولم اقطع هواية التصوير من الجو بل استمرت فوتوغرافيا وفيديو حيث سجلت كثير من المناظر الجميلة والرائعة من جبال وسهول وانهار وبحيرات وسدود وقرى متناثرة هنا وهناك وكل القرى بطبيعة الحال وكما نعلم تُنشاء عادة على ضفاف الانها وهذا امر طبيعي حيث يؤكد لنا ذلك قيام الحضارات القديمة في العالم غالبا ما تكون على الانها ومنها الفرعونية والبابلية والهندية والصينية وغيرها من الحضارات التي تعرفونها.
وما ان وصلنا الى قرب مطار كوانزو بدات تتشتت أنظاري هنا وهناك لقرب الطائرة من الارض بحيث ارى الامور عن قرب وبصورتها الطبيعية لكي اسجل في ذاكرتي اكبر قدر ممكن من تلك المناظر الجميلة قبل الهبوط وقد تم لي ما تمنيت.
وقد هبطت الطائرة بحمد الله وسلامته وخرجنا الى الصالة حيث صادف وجود طائرات اخرى اوربية وشرق اسيوية وما لفت نظري الطائرة الكينية والتي تحمل افارقة وقد رايت وجوه مختلفة من الافارقة في جدة ولم ارى مثل تلك الوجوه الغريبة
ومن نعرفهم من المسلمين الافارقة وهم يختلفون عنهم وذلك باختلاف ازيائهم نساء ورجال بملابس غير محتشمة للنسا مثل البنطال الضيق جدا(استرتش) وهن ضخام الجثث وهو امر تذكرته ان هؤلاء لديهم ثقافات مختلفة مستمدة جذورها من الثقافة الغربية
وكذلك لفت نظري شقيقي الى احدهم وهو يتصبب عرق بينما الاخرين على العكس من ذلك وقد وسوس الشيطان في انفسنا ربما يكون هذا الشخص لديه من الممنوعات ما يجعله قلق الى هذا الحد (والامر ا