- و حضرت إليكم بعد انقطاع...
- فأقول...
- لأبحث عن صور فريدة لتبتسموا لها...
- أبحرت...
- و صبر بحزم ...فصادق الحزن ....
- و من راحته ...ليضعها هدية بسيطة بين أيديكم ...
رحلة نسيم نجد من الشرق إلى الغرب في بلاد الإيرلند
أتيتكم بعد غياب...
و حضرت إليكم بعد انقطاع...
و خفق قلبي مرة أخرى بعد الوصول إليكم و التلاقي معكم...
فإلى كل من سأل عني , أو حمل هم غيابي , أو فتش صفحاتي و لم يجد أثراً يدل على وجودي , فأصابه الحزن لفقدي , أو ظهرت عليه علامات التعجب لتوقفي...
إلى كل من بحث عني في طرقات الحياة ولم يجدني , فتثاقلت عليه الخطوات , و تكبد المشقة بالسؤال , و الحزن بطول الانتظار ....
إلى كل من سعى خلف اثري , و قص أثر قدمي , و أخذ يركض خلف اسمي ...
فأقول...
بوركتم ...ثم بوركتم ...ثم بوركتم على سؤالكم ...
و لقد غبت عنكم و أنتم معي , فذكركم دائماً يدور في ذهني , و عطركم يفوح حولي , و نبضكم ينطق به قلبي ...فكم كنت أتأمل لحظات أنسي معكم , و كم كنت سارحاً خلف لقاءاتي بكم , و كم كنت أنظر إلى الماضي الجميل الذي جمعني بكم....فإن كان غياب الجسد و الحرف فالعذر منكم , و لكن لم يكن غياب الروح فالروح تسري مع دمي...
أحبابي...
غبت عنكم فركبت مركبي الذي تألفه نفسي و اعتادت على الأنس فيه ... مركب الحياة الواسع , بما يحمل من مناطق جديدة و صور فريدة وتأملات سعيدة , أبحرت في مركب الحياة , و جريت في نهر جديد من أنهر هذا العالم الفسيح ....
و لقد أبحرت...
لأبحث عن زهور جديدة فأقطفها لكم ...
أبحرت...
لأبحث عن شذا لم تجدوه فأقدمه لكم...
أبحرت...
لأبحث عن حكايات عجيبة من عالم آخر لتأنسوا بها...
أبحرت...
لأبحث عن صور فريدة لتبتسموا لها...
أبحرت...
لأبحث عن مناطق جديدة للطبيعة لتمتعوا ناظريكم بها...
كل ذلك بحثت عنه ونفسي تنظر لكم في كل زاوية من زوايا هذا العالم , ونفسي تختار لكم لقطات من كل جانب لتزرع في أنفسكم بعض الارتياح ....لقد ذهبت هناك واخترت لكم أجمل ألحان الطبيعة فلعل العزف يروق لكم...و لعل النغم يصل لبعض ذائقتكم ...و لعل الكلمات تصل لجميل إحساسكم...
لقد بدأت الرحلة...
هناك و من أرض جديدة في أطراف أوربا , بدأت رحلة الألف ميل لبدء صفحة جديدة من صفحات حياتي.
بدأت رحلة الرحال فأبحر في أنهار تلك البلد . نزل في كل ارض , و ركب كل مركب , و خاض كل نهر , و رافق البشر , بل كل ما يدب على الأرض .
لقد طفحت سفينته على البحور , وسارت مركبته في كل الطرقات , و سكن الكثير من الدور , وتعجب مرات , و أندهش مرات , و ظل ينظر بعينيه و التأمل لا ينفك عنه , إنها حياته التي أعتادها ...أن يأخذ الصورة على الطبيعة ثم يقوم بتأملها و التفكر بها و الاستمتاع بمعانيها...
رحل عبر نهر , واستظل بظل شجر , و أكل مما تنبت الأرض من الثمر , وشم الجميل من الزهر فهل كانت رحلته كلها سرور و حبور ...لا فقد لاقى البلاء و صبر , فأحس أن السعادة ننالها بعد أن نلعق المر .
لقد اختار الرحال كل الطرق و السبل ليصل إليكم ...فقطع تلك الأرض من الشرق إلى الغرب...و حاول أن يستغل الوقت و أن يستفيد من كل الفرص...
فسعى بقوة... كطفل فقد أمه ...
و صبر بحزم ...فصادق الحزن ....
و عشق المغامرات ...حتى هام بالطرقات ...
و سعى وبذل حتى وقف على حافة الجبال ...حتى علم أن لا يوجد خلف تلك الأرض إلا البحر ....و لو علم أن هناك شيء لخاض عباب البحر من أجل من يحب ...
لقد كان وحيدا و لم يأنس إلا بخرير الأنهار....ومصاحبة بعض الطيور
لقد فكر مرات عن سبب يجعله يتحمل كل هذا التعب ...فلا يجب جواب أو سبب إلا أنه...
كان يبحث عن أي شيء يجعل الابتسامة تصل إلى قلوبكم ...
و أي طريق يجعل السعادة تنير وجوهكم...
وأي درب ينشر الحب في قلوبكم ...
إنه أخذ من سعادته ...ليسكبها في كاس سعادتكم...
ومن صحته... ليرسمها على جميل محياكم...
و من راحته ...ليضعها هدية بسيطة بين أيديكم ...
إنه بحث و قدم و سعى لكل ذلك ...فلا أعلم هل وصل إلى قلوبكم أم لا ؟! ... و لكن يكفي أنه حاول أن يكون ذكرى جميلة في صفحاتكم ....
فإليكم رحلتي يا أحبتي...
فلشاق الطبيعة هنا الطبيعة البكر
ولعشاق الزهر فهي ككأس مليء بالزهر
و لعشاق البساطة هنا كل أمر يسر
و لعشاق البحور هناك كل السرور
ولعشاق الجمال فهناك الجمال سكن..
فحياكم الله في حلقاتنا التي أتمنى أن تنال إعجابكم ...
نسيم نجد
هذا العمل المتواضع أهداء خاص ل :المشرف القدير : ملبورن
الأخ العزيز مكتشف ايرلندا : المرابط
صاحب الجهد الرائع الأخ الفاضل : خالد
اهلا ومرحبا بك اخينا الغالي نسيم نجد
واسعدتنا بطلتك البهية عبر هذا الموضوع كما كنا بانتظار جديدك بمواضيعك المميزة التي تخطها بأروع الخطوط وتسطرها بأجمل السطور وتقدمها لنا باسهل تعبير
فشكرا لك لما تقدمه فهنيئاً لنا بهالطلة والعذر والسموحة على التقصير.
أخوك ،،،