- طرقت ذهني فكرة سرعان ماتحولت إلى نية وبسرعه فائقة عزِمتُ عليها !
( خليجي في شارع العرب) - الحلقة الأولى
( K h a l e e j i- In- B u k i t- B i n t a n g )
( قبل النيّة )
في أحد الفنادق ...
الساعه 4 و55 ودقيقه .. هدوء يحف المكان ..سوى من صوت "طقطقة" الملاعق لتحريك الشاي .. وذبابة لعينه ... ترى حاجبيها من
ضخامتها !! ..ومجموعة من الهنود يشربون " الببسي " من 3 ساعات ولم ينتهي !! يصطفون بين فترة وفترة لأخذ الصور التذكارية أمام كل
سيارة فخمة تقف عند الفندق ..!! وعامل لم يعجبه أني طلبت شاي أخضر !!!
لا علينا ..! عالم غريبه بجد !!
لكن الميزة الطاغية .. الهدوء !
مما رأيته في جميع الدول التي وطئت عليها قدامي ( الله وكبر والدول ) أن العمالة فيها يخدمونك يإخلاص و " من قلب " في الغالب الأعم !
لأنهم يعلمون أنك تعطي ثمن هذه الخدمة مالا فلا منّة - إذا - لهم عليك ! ومازاد من خدمات إضافية فيدخل في نطاق " البخشيش " ..وعندها أنت
وضميرك ! فالمهم رضاك ولو تحامل هو على نفسه قليلا ..فلك إحترامك !
إلا عندنا هنا !!!!
شيء غريب وعجيب !!!!
أنت من يدفع وأنت من " يِنْزَفْ" !!
أنت "اللي تنباق" وأنت المغضوب عليه !!
كأنك تطلب منهم مؤونة الشتاء !!
عندما تطلب من مطعم .. والله كأنك في سجن وجاي تاخذ وجبتك !!
مدري وش السر العجيب !!
قدر الله على العبد الفقير في ذلك اليوم أن يبقى مطعم كنتاكي هو المطعم الوحيد المفتوح في وقتٍ متأخرٍ من الليل ..
أوقفتُ السيارة وأنا أؤمل نفسي ب " زنجر سوبريم" جميل وببسي متجمد يتصبب عرقا ً- على سوء مذاقه لكن الشكوى لله -..
أطفئتُ السيارة وسرت نحو الباب وعيناي تسرحان في الإعلانات المعلقه على زجاج المطعم ..وصلتُ الى الكاونتر أنتظر سعادة الأستاذ ليأخذ طلبي .. ألقيت نظرة سريعه روتينية على " المنيو " ثم رفعتُ رأسي محدقاً ب سماحة الأستاذ إيذانه مني له بأخذ طلبي .. لكن يبدو أن كبرياء الرجل يمنعه !!
- Execuse me?
- ...........
- لو سمحت ......
- " صَفْط ْ! "
- مافيه أحد هنا ؟ ( محاولة مني لجذب انتباه أصحاب الفضيلة ! )
- الموظف يحرك رقبته بإتجاهي .. ويرفع يده الكريمه .. ويشير إلي بإصبعه .. ويومئ برأسه بمامعناه ظاهرا" أعطني طلبك " وباطناً " خلصنا
والله أبلشتونا الله يعلنكم كلكم " !!
ثم أخذ الطلب وهو " يضرس " ...!!
وياليت بعد هذا كله استلمت وجبة عليها القيمه !
ساندويش بارد .. وبطاطس " يتقاطر " من الزيت ! وببسي " مريس " الثلج فيه أكثر من الببسي اللي هو أصلاً ثلاث أرباعه مويه !!
يعني لا خدمة ولا أكل جيد !
ومع هذا كله ، تجد طوابير " السجناء " يومياً تصطف عند المطعم لتكرار المهانة وإستلام " المؤونه " !!
توقفتُ في مكان ليس ببعيد عن البحر لأتناول وجبتي وأنا أنظر للمتنزهين وخيالي يسرح في تفكيره ...
يالله جوٌّ قاتل ..ورطوبة تصبغ كل شيءٍ أمامها بالبخار ! وناس " ضايقة خلقها " ليش ؟؟.. الله أعلم !
طرقت ذهني فكرة سرعان ماتحولت إلى نية وبسرعه فائقة عزِمتُ عليها !
جمعت ماكان حولي من بقايا " قراطيس " العشاء وجمعتها في كيسها وفتحتُ النافذة ثم نشّنتُ على أقرب رصيف ورسمتُ أروع لوحة فنية ببقايا الببسي والثلج مع القراطيس وبقايا البقايا المرمية من غيري على الرصيف !! طبعاً هذا لا يحصل إلا عندنا فقط ..برا وش زينّا كل واحد ماشي جمب الحيط ! لأنك في الخارج تشعر بإحترام النظام من الجميع وتشعر بالنظافة على أصولها .. أما هنا فلو أوقفت سيارتك ونزلت تحمل كيسك معك لترميها في سلة النفايات فسترى الأعين ترمقك بنظرات مستغربه حائره ! وتمتمات لن تخلو من : " شعنده مسوي نظيف ؟؟ " !!!
ثم وصلتُ لأقرب مكان أستفسر فيه عن إمكانية تنفيذ فكرتي ......
دلفتُ وأنا أمني نفسي وأتخيلني هناك !
( في مكتب السفريات )
- وعليكم السلام ، مرحباً ؟ أي خدمة ؟
.
.
.
.
البقية تأتي ..
- وقبل ان اكمل ، اريد ان اسأل : هل تستحق أن تكون مشروع رواية ؟
دمتم بود ..
متزقرت ،،
أخوك / ولد التاجر ... المملكة الهعربية السعودية ... جدة