أكتشف العالم بين يديك
المسافرون العرب أكبر موقع سياحي في الخليج و الوطن العربي ، يحتوى على أكبر محتوى سياحي 350 ألف استفسار و نصائح عن السفر و السياحة, 50 ألف تقرير سياحي للمسافرون العرب حول العالم و أكثر من 50 ألف من الاماكن السياحية و انشطة وفعاليات سياحية ومراكز تسوق وفنادق، المسافرون العرب هو دليل المسافر العربي قبل السفر و اثناء الرحلة.
artravelers.com ..
شعار الدولة العملة : هي ( تنجي ) أو ( التنقي ) 1 دولار = من 116.5 حتى 122 تنجي و لتعلم أن الصرف كل سنة يقل الدولار بالنسبة للتنجي حيث كان الدولار قبل سنتين يساوي 130 تنجي
فئة 1000 تنقي
من الخلف
وستجد أكبر من هذه الورقة من فئة 5000 و 10000
نقاط عامة من تدويني:
كلمة ( كازاخ ) في اللغة التركية القديمة تعني ( حر أو مستقل )
تعتبر كازاخستان أكبر بلد أسلامي و البلد علماني ، لذا لم أسمع الآذان إلا نادراَ.
كانت في السابق عاصمتها الماتي ( الماطي ) يفصل بينها و بين الأراضي الصينية جبال جعلت تلك المدينة الماسة يحرسها رجال أشداء لم يتعرضوا للتغير رغم تغير العصور و خوضهم معارك الشتاء القارصة و نفحات الصيف الزاهرة تلك العاصمة الاقتصادية ، أما الآن فقد بنوا مدينة حضارية أسمها أستانا قريبة من الحدود الروسية.
أسطانا (بالكازاخية والروسية: ، تنطق "أستانا") هي عاصمة كازاخستان منذ عام 1998. أنشأها الرئيس نور سلطان نزارباييف بعد استقلال كازاخستان لتصبح عاصمة البلاد بدلاً من مدينة ألما أتا الحدودية. يبلغ عدد سكانها 600000 نسمة. معنى كلمة أسطانا هو "العاصمة"
أسطانا تقع في وسط كازاخستان على نهر إيشيم في منطقة مستوية شبه صحراوية التي تغطي أغلب أرض البلاد وفي محافظة أقمولا
شعار العاصمة أستانا
( أكمولا ) هو الاسم القديم لأستانا العاصمة لتبقى الماطي منطقة اقتصادية – تجارية تتمتع بامتيازات قانونية.
يوجد في قازاقستان ثاني أكبر حقل نفط في العالم وهو حقل تنجيز
ميزة طيبة إلا وهي ما تبقى من عملة حديدية يتبرعون بها الى الفقراء.
بعد سنتين الى خمس سنين لا أتوقع أني سأتحمل تكاليف المعيشة كون البلد في الخمس سنوات الماضية يشهد نهضة عمرانية ملفته للنظر حتى أسعار الشقق ارتفعت أقيامها من ( 5000 دولار ) الى ( 70000 دولار ) أما في أستانا العاصمة فالغلاء حدث و لا حرج مضاعف مرتين الى ثلاث.
أسم الخيام الكازاخستانية المشهورة و التي تكون على شكل دائري ( يورتا ) مرتفع سقفها مبطنة بالسدو السميك و كانت تستخدم بالسابق أما الآن نادراً في الجبال.
أشهر ساحة في الماتي هي ( دسوم ) المتفرع من شارع ( أيلي خانة أو ابلي خان ) يقام في الساحة العروض الصغيرة من المهرجين و المسابقات الخفيفة و الرسامين حال الدول الأوربية و لا ينفضوا إلا الساعة الثانية عشرة مساءً تصطف على ممراته المقاهي و المحال التجارية و في نهايته مول كبير و اقرب فندق يقع مقابلة وهو فندق قديم أقيمه بنجمة واحدة أسمه ( جيت سو ) وهو ما تشرف بإقامتي اليومين الأولين قبل انتقالي الى شقة و كانت قيمة الإقامة 55 دولار لليلة الواحدة.
جميع المبيعات في المحال مستوردة من الإمارات و من الصين لذا تجدها أغلى مرتين من الموجود لدينا في الخليج.
نادي الطيران الذي سنراه في الماتي أسمه ( باسيركي ) يقام فيها التدريب و الاستعراضات للطيران و الهبوط المظلي و الذي أفتتح عام 1973 م و يقام فيه 300 نوع من التدريبات.
تعتبر كازاخستان و البلاد التي حولها هي المصدر الأولى للطيور الكاسرة و التي يستورد منها الصقور في الخليج و غيرها من البلدان العربية.
التلفريك في الماتي يسمى ( كوك توبيه ) و القريب من فندق كازاخستان و الذي أعتبره أجمل فندق في الماتي بجانب فندق أنقرة و غيرها و الذي يقع في أجمل منطقة في العاصمة القديمة و التي أسميها الأحياء الجديدة.
يوجد تلفريك آخر في منطقة مديو في منطقة تعتبر سحر البلد و يعتبر أطولها و يمر بأجمل ما يتخيله المؤمن في تكوينه للأرض.
الفنادق بشكل عام باهظة الثمن حيث تتراوح أقيام الفنادق ذات الخمس نجوم بما يقارب 400 دولار فيستعاض بذلك بالشقق و التي تتراوح أقيامها بين 500 دولار حتى 1500 دولار للشهر.
البحيرات يقدر عددها ب 7000 بحيرة و من أشهر البحيرات في الماتي هي بحيرة ( بلشايا الماطي نسكايا أوزر ) أي ( كبرى بحيرات الماتي ) و تبعد عن المدينة 30 كلم فوق الجبل حيث يصعب الوصول إليها إلا بسيارات ذات الدفع الرباعي وهي جنة وسط الجبال تسحر لب زائرها.
( كابتشي قاي ) أو ( كابجي قاي ) ( Kapshagay ) وهي بحيرة كبير مسافة قطعها ما يقارب 200 كلم تلزمنا في الدوران حولها قد تكونت من مرور نهر شق الجبال من الدولة الصينية و أسم النهر ( الالي ) وهو أشهر الأنهار التي تشترك بين البلدين أن لم يكن في كازاخستان قاطبة.
حديقة الحيوان أسمها ( زوو بارك ) تجمع بين الحدائق الغناء التي تشقها بعض القنوات الصغيرة.
لن أتعرض كثيراً للكلمات التي تعلمتها كونها أخذت نصيبها في مواضيع سابقة وهي كلمات روسية.
المساجد المنتشرة في أصقاع كازاخستان و التي تجد في نسبة كبيره منها قد دفن فيها أحد شيوخ المنطقة و التي تعرف بالمزار.
البلد بشكل عام لا تستطيع أن أحكم عليه لا بالبلد الغني أهله أو الفقير حيث ترى جميع الفئات و إذا أردت أن تتعايش مع الشعب و ترى الكرم الذي يميز هذا الشعب فلتخرج الى البوادي أو القرى البعيدة رغم.
نظرة أولية لتعامل الشعب مع الأغراب و لله الحمد لم أرى إلا ما يسر فعند تواجدك عند الأنهار أو البحيرات أو المتنزهات فتجد الكل يحاول التحدث معك و لا تحس معهم بالغربة عكس المدن.
الأتصالات هناك تحتاج لموضوع كامل فكنت أتصل على السعودية ب( 5 دولار ) للدقيقة و أخترت هذه الشركة لتكون رفيقة أتصالاتي هناك
لا ترى أثر للمولات الفخمة كما تعودنا على رؤيتها في الخليج.
العطلة الرسمية للبلد هي يوم الأحد و غالبية الأسواق و التي فيها البضائع الرخيصة تغلق أبوابها يوم الاثنين.
أشهر الأكلات في كازاخستان هي ( البلوف ) و التي تتكون من الأرز و لحم الخيل و عند العرب تعرف هذه الأكلة بالكرم الأصيل و الكرم الذي ما بعده كرم.
غالب الأكلات الكازاخستانية لا تطيب لنا كونها غنية بالزيوت بل ويطلبونه.
أكشاك الشاورما تجدها في كل مكان و تكون متقاربة و غالبية من يعمل بها من الجنسية التركية أن لم يكن جميعهم حيث تبلغ قيمة الشاورما الدجاج ب 250 تنقي أما اللحم ب 300 تنقي.
المشاوي لوحدها تحتاج الى سياحة خاصة حيث تذوقت أطعم لحم مشوي في حياتي فلو لم استفد في رحلتي الا تذوق المطعم الكازاخستاني.
التصوير من أهم الأسباب المقربة للشعب حيث أن الشعب يحب التصوير بشكل جنوني.
جمال واجهات المباني يكاد لا يرى و أنت تسير في السيارة وذلك لوجود الأشجار الكبيرة التي أعطت لوناً مريحاً لمن يسير في تلك الأماكن.
الأمن عكس ما كنت اسمعه قبل وصولي حيث سمعة البلدان في تلك البقعة من العالم.
تعتبر كازاخستان من أفضل مدن تلك المنطقة باستثناء الصين و روسيا من حيث الاقتصاد و الرفاهية و التطور و مواكبتها للعالم الآخر.
كما هي عادة البلدان الأخرى في تلك المنطقة من تسجيل الجواز حين وصولك في أحد مراكز الشرط أو الخارجية أو تسجيل الأجهزة ( كمبيوتر محمول ، كاميرا ) و غيرها لدى الجمارك عند الوصول إلا أن الدولة الكازاخستانية قد تخطت تلك الأشياء و الغيت تلك الأنظمة منها وهذا دليل على تقدم تلك البلدان.
رغم صغر مطارها الا أنه أعجبني تطور مبناه و حداثته.
من عيوب البلد أنه لا يستقبل سياح الا أن أحد المسئولين الكبار في وزارة السياحة الذي التقيته في أحدى المناسبات قد أعلن لي أنهم عازمون في الستة أشهر القادمة فتح البلد للسياح.
عجيبة تلك الأنهار فلا تكاد تذهب الى أي مكان الا و تجدها ،،،
البساط الأخضر هي السمة الرئيسية لجمال تلك البلاد ،،،
من الرحلات الرائعة هي رحلة الصيد و لكن تأكد من أنك ستنفق الكثير
ومع حلقة جديدة من تحليق الطائرة الكبيانية فوق الأراضي الكازاخستانية
أسباب اختياري لكازاخستان: الأسباب متعددة ومن أهمها قراءتي المتعمقة للقائد المنغولي جنكيز خان و التي انطلقت منهم شعوب شرق آسيا و الذين نسميهم بالآسيويين في ترديدنا لأشباههم.
السبب الآخر الفراولة التي لم أذق مثيل لها في حج عام 1418ه أن لم تخني الذاكرة ، حين قدمت لي طفلة من بلاد ما وراء النهر لا أعرف هل هي من كازاخستان او أوزبكستان أو قرقيزيا أو أين يكن فبقي هذا الطعم في جوفي حتى يومنا هذا فأتتني الفكرة لزيارة تلك البلدان و رؤية ما خرجته من مشائخ عظام و علماء ما زلنا نتوارث العلم لديننا و علومهم كالبخاري و الفارابي و الجواهري و عالم اللغة العظيم محمود الكاشغري و القائمة تطول . منذ تلك الأيام و أنا أقلب فكرة زيارة تلك الأماكن في عقلي و كيف لطفلة غيرت مجرى التفكير لدي و أصبحت أقراء كل ما يرد عن أخبار بلاد ما وراء النهر من ناحية كيفية الوصول اليهم و اكتشاف أراضي المسلمين و كانت يصعب علي الوصول في ظل تدهور أوضاع تلك البلاد الأمنية و عدم إلمامي التام بتاريخ حضاراتها و التي تعتبر من أهم الموروثات لأهل تلك البلاد و التي لم أرى مثلهم بتعلقهم بموروثاتهم الشعبية التي توارثوها جيل بعد جيل و دونما تحريف. في هذا العام عقدت العزم على زيارة الصين و القيام برحلة برية على ظهور الثيران و هي تقطع عباب الجبال متوجهة الى قرقيزيا و التي عاصمتها ( بشكيك ) و التي تمثل ناراً على علم. طبعاً لم أكن أستطيع القيام بتلك التجربة الا مع رجل يعرف تلك البلاد و تلك الطرقات معرفة تامة و لكن الظروف أتت بغير ما كنت أتمنى حيث صادف هذا العام زواج احد أبناءه و ملكة بنت أخي و معلمي و الذي أعتبره رحالاً بكل ما تعنيه الكلمة إنه المهندس فريد نور حفظه الله الذي أعطاني من خبراته مالم أجده في رحلاتي . تلخبطت الأمور و ضاق بي الوقت فتوجهت الى أقرب سفارة من بيتي و التي أمر بها كل ظهر جمعة لأداء الصلاة في حي الورود في ذلك الشارع الصغير خلف أسواق السدحان تقع مفترق الطرق بل مفترقات طرق فحين دخلت تلك الفيلا حتى خيل لي بأني داخل أفخم القصور في كازاخستان حيث مكتب القنصل الأخ ( آيدين ) و الذي لم أرى في حياتي قنصلاً بمثل بساطته و طيب كرم أخلاقة و التي لم أتعجب منها حين وجدت مثلها في بلاده و التي تعتبر الموروث التي نبع و ترعرع منها الشعب الكازاخستاني. تقدمت اليهم بطلب الفيزا فأخبروني أنهم لا يستقبلون سياح فأبلغتهم بزيارتي للتباحث بالأمور التجارية باسم مؤسستنا التجارية ، أكملت الأوراق بالتعريف من المؤسسة و صورتين شمسيتين بالإضافة الى تعبئة النموذج الخاص بالفيزا ، و بعد عشرة أيام أتصل بي القنصل بنفسه ليخبرني بأن الموافقة قد وصلت و بقي تسديد قيمة الفيزا و التي كانت ب 245 ريال. حضرت الى السفارة بعد صلاة الظهر مباشرة و كان في استقبالي السيد ( آيدين ) فقال لي: تفضل و عندما دخلت بداء في شرح ما سأواجهه هناك من مصاعب هذا غير أعطائي أرقام لمعارف له قد استفيد منهم و رقم أخيه فيما لو احتجت الى أي شيء لا سمح الله و رقمه هو هناك حيث أعلمني أنه سيصل في اليوم الذي وصلت به على الخطوط التركية هذا غير ترجمته لبعض الكلمات الى اللغة الكازاخية أو الروسية ناهيك عن المعلومات التاريخية للبلد مما فتح لي أبواباً الى حضارة أكبر مما قرأت عنها أو تخيلتها ، و لم أخرج من عنده الا الساعة الثانية و النصف بعد أن تكونت لي فكرة غير التي كنت قد بنيت عليها. خرجت من عنده على مكتب الخطوط حيث كنت على موعد مع أخي عبد الله الطيب في مكتب الطيار في التخصصي و الذي تعودت أن يكون هو المشرف الأول على حجوزاتي و ما ان وصلته حتى أخبرني أنه لا يوجد طائرة تذهب الى الماتي الا طيران العربية و التركية و حيث يصعب الحصول على حجز على الخطوط التركية لم أجد بداً من الحجز على طيران العربية فأخذت تذكرة الرياض الشارقة – الشارقة الماتي – الماتي الشارقة – الشارقة الرياض بقيمة 3898 ريال و كان الإقلاع يوم الجمعة من الرياض و يوم السبت الساعة السابعة صباحاً الانطلاق الى الماطي. KABAYAN
أعلن المذيع الداخلي بدء الهبوط التدريجي الى مطار الماطي نظرت عبر النافذة الى الجبال الشاهقة تغطي قممها كثبان الجليد و الذي ذاب جزء منه و شكل بعض البحيرات الصغيرة و الأنهار و الخضرة من حولها في كل مكان مكونة لوحة كنا نراها في رسوماتنا و نحن صغار و لم يكن خيالنا يتجراء ليبحر في خيالاته للوصول الى رسم تصور حقيقي بوجودها في أي بقعة من بقع العالم أو أن خيالنا لم يسمح لنا في تلك الفترة من معرفة ما إذا كانت هنالك مناطق في العالم تمتلك نفس تلك الصور التي كنا نشاهدها في أفلام الرسوم المتحركة حيث خيالنا الصغير لا يستطيع تصوير العالم من حولنا إلا بالكثبان الرملية وواحة صغيرة كنا نأتي إليها وسط النفود يقال لها جوهر جنوب منطقة القصيم وما أن لامست عجلات الطائرة وهبطت طائرة الخطوط الجوية العربية الى مدرج مطار الماتا الدولي المحاط بالخضرة على جانبيه و الطائرات الروسية ذات المراوح تسكن أرض المطار حتى ترأى إلينا مبنى قديم حيث الأبلاكاش المائل يغطي سقفه مكتوب عليه مطار الماتا الدولي و بجانبه مبنى حديث بحجمه الصغير و الرحلات قليلة لكنه من الطراز الحديث بالتحديد في تمام الساعة الواحدة و خمسة و ثلاثين دقيقة نزلت الى صالة القدوم و بدأنا بتعبئة كرت القدوم و قد ساعدني به رجل كريم تعرفت به بعد نزولنا من الطائرة سوري الجنسية أسمه عبدو ( ابو أحمد ) كان نعم الرجل وهو ممن يسكنوا مدينة بشكيك عاصمة قرقيزيا و أيضاً ممن يسكنون مدينة الماطي ولهم أعمال تجارية فيها تقدمت الى الجوازات و كان الموظفون كلهم من النساء الكبيرات في العمر و بعد التختيم ذهبت الى مكان العفش لاستلم حقيبتي ثم بعد ذلك رحت أبحث عن الجمارك كي أسجل ما معي من أجهزة فنبهني أخي ابو أحمد الى أني لا أحتاج الى ذلك و أنهم لا يدققون في هذا الأمر كثيراً كون البلد توجهت توجهاً كامل الى مصارعة الدول الكبيرة و التفتح على العالم خرجت الى مكان استقبال المسافرين لأجد سائقين التاكسي و مكاتب التأجير و الصرافة و غيرها و حقيقة لم استطع الركوب مع سائق التاكسي كونه لا يعلم أي شي من لغتي أو اللغة الانجليزية فحرت في أمري فقررت في البداية أن أصرف من الصرافين في المطار ثم بعد ذلك أتصل في السفارة لأستعلم عن كيفية الوصول الى فندق مناسب حتى أرى ما أنا عليه في اليومين الأولين من الرحلة و بينما أنا في حيرتي إذا بأبي أحمد من خلفي يقول لي لا تأخذ تاكسي يوجد من يوصلنا فاعتذرت منه إلا أنه أبى و أصر على إيصالي الى أي مكان أريده حتى أجد فندقاً مناسب و كان معه من كان في استقباله أخي ذو الملامح الطيبة و الذين ترتاح لهم من النظرة الأولى أخي ( نوري ابو دومة ) سلمت عليه فخرجنا من صالة المطار الى مواقف السيارات.
لنتعرف على كازاخستان و على موقعها الجغرافي و جغرافية و بشرية هذا البلد: تبلغ مساحة كازاخستان 2.724900 كيلو متر مربع أي أنها تحتل المرتبة التاسعة على مستوى العالم بعد روسيا و الصين و الولايات المتحدة و الأرجنتين و البرازيل و كندا و الهند ثم استراليا ، و تزيد مساحتها عن مجموع مساحة باقي جمهوريات رابطة الدول المستقلة مجتمعة فيما عدا روسيا ، و تمتد من الشرق الى الغرب بطول 2800 كلم و من الشمال الى الجنوب 1600 كلم. حاولت قطع أكبر قدر من مساحة تلك البلاد و التنقل من شرقها الى غربها و معرفة تضاريس كل تلك المناطق و التعرف على ما يميز جهة عن جهة أخرى لأصل الى فكرة كاملة عن طباع و تضاريس تلك البقعة من الأرض و لكن هيهات لك أن تتعرف عليها في مدة زمنية قصيرة مثل المدة التي قضيتها هناك كوني صدمت من أشياء عدة كان من أهمها صعوبة التنقل بين المدن الكبيرة لعدم وجود الطرق الموازية لسمعة البلد و يعذرون في ذلك متى ما علمنا عن قيام الدولة بالتطويرات الداخلية للمدن الاقتصادية ، ومن العوائق أيضاً بعد المدن الكبيرة في الطريق عن بعضها حيث لا تجد الكثير من الفنادق أن لم تنعدم و لكن هذا لا يضر بالنسبة لو كنتم مجموعات لسهولة التخييم في أي مكان باعتبار أن الوضع عادي ومتعود عليه مع الحذر من بعض الأماكن التي حذرت منها و التي أعتقد أنها اندثرت إلا وهي وجود قطاع الطرق و حقيقة في أحد رحلاتي التي قطعت بها 800 كلم م 200 كلم وسط الصحراء و التخييم في البر لم أجد ما يتحدث عنه البعض و أعتقد أنها للتخويف أقرب كي تحتاج لأهل البلد في تنقلاتك و لا أخفيك بغلاء أجار السيارات ،،، السبب الثاني هو القطار البطيء و الذي يقطع بعض المسافات في يومين و أكثر لو فكرت أن تقطع البلاد من شرقها الى غربها بالرغم من غلاء تذكرته حيث هذه الرحلة لرجل في غرفة مشتركة مع ثلاثة أشخاص غيرك قيمتها أكثر من 60 دولار و يغلى على حسب جودة القطار و فئته ، من الأمور الأخرى المصعبة لمهمة الاكتشاف و التنقل هي الطائرة و التي تصدم بغلائها حيث الخط الواحد للذهاب من الماطي حتى أستانا قيمة التذكرة 300 دولار و الغريب أنك لا تجد حجوزات . حدودها من الجنوب الشرقي الصين بطول 1460 كلم و من الجنوب يحدها قرقيزيا بطول 980 كلم و أوزباكستان بطول 2300 كلم أما الغرب فيحدها بحر قزوين بطول 2300 كلم و تركمانستان بطول 380 كلم أما من الشمال أو الشمال الغربي فتحدها روسيا بطول 6467 كلم فلكم أن تتخيلوا بكيفية قطع تلك المسافات في فترة وجيزة و بإمكانيات بسيطة. عام 1995 م هو عام التغيير في كازاخستان عندما كانت الماطي التي يبلغ عدد سكانها 1.2 مليون نسمة هي العاصمة حتى صدر قرار رئاسي في شهر سبتمبر بالتحديد بنقل العاصمة الى مدينة ( اقمولا أو اكمولا و هي ما تعرف باستانا حالياً ) لتبقى الماطي منطقة اقتصادية – تجارية تتمتع بامتيازات و قانونية. في شهر 7 من هذا العام و دخول شهر 8 كان الجو يميل الى الحرارة في الشمس كانت الحرارة في الشوارع تقارب من ال34 درجة لكن في الظل تحس بعبير الجو و النسمات تنسيك الأجواء الرطبة و الجافة التي تعيشها في بلدك في الليل أنام فاتح الشباك لتهمس الجبال المتحلقة حول المدينة في سماء طفلتها الماطي لتنعم بسحر ليس من عمل ساحر بل من طبيعة ربانية تسحر لب من وطئت قدمه ليشاهد ما فعله أبناء الكازاخ في تلك البقعة من عالمهم ، و بشكل عام مناخ البلد قاري شديد البرودة شتاء و حار صيفاً ( حار لهم و ليس لنا ) فبالأقاليم الوسطى و الشمالية فمتوسط درجات الحرارة شتاء بين 15 درجة مئوية و 35 درجة تحت الصفر ، أما الأقاليم الجنوبية فتتراوح بين الصفر و 20 درجة تحت الصفر ، أما في شهر يوليو يكون متوسط الحرارة بين 27 درجة فوق الصفر في الشمال و 34 درجة مئوية في الجنوب و رغم أن كازاخستان تضم العديد من التضاريس إلا أنها في الأساس هضبة منبسطة تشكل المنخفضات أكثر من ثلث مساحة الدولة و هذا ما يفسر سر وجود البحيرات العديدة فيها
أما الأقاليم الجبلية فتشكل 20 % من المساحة الإجمالية
و لك أن تتخيل شكل طبيعتها لتقارنها مع هذه المعلومة و التي تقول أن أراضي كازاخستان تضم أكثر من 700 نهر و حوالي 48 الف بحيرة صغيرة ذات مناسيب مختلفة ( مما يعني مصدر حيوي للمياه مساعداً للمزارعين في جميع فصول السنة ) أما بحر قزوين فيعتبر أكبر مساحة مائية داخلية في العالم بشاطئ طوله 1350 ميل أهم المدن و الموانئ فهي مدينة أستانة و هي العاصمة الجديدة و يبلغ عدد سكانها فقط 500 الف نسمة ، ايضاً مدينة الماطي العاصمة القديمة و أصبحت من أهم المدن التجارية و الاقتصادية و مالية ، كذلك مدينة ( كاراغاندي - Karagandy ) و تقع وسط كازاخستان و هي أكبر المدن و قد خططت أن أتوجه اليها و لكن الوقت لم يخدمني أن أكتشف الماطي وما حولها فكيف بالمدن الأخرى وهي من المدن التي يستوجب عليك الذهاب اليها عندما تكون في أستانا لقربها منها ، أيضاً مدينة ( شيمكنت - Shymkent ) التي تقع جنوب البلاد و توجد بها مصفاة لتكرير النفط و يبلغ عدد سكانها 450 الف نسمة وهي قريبة من العاصمة الاوزبكستانية طاشقند ، و مدينة ( اطيراو - Atyrau ) التي تقع في الشمال الغربي و تطل على بحر قزوين و تعرف بالمدينة النفطية و يقدر عدد سكانها 200 الف نسمة و يجب أن تضعها في البرنامج و خصوصاً في الصيف و السبب ربما تجدونه عند هواة أذريبيجان ، كما توجد مدن أخرى مثل ( باولودار - Pavlodar ) وهي في الشمال الشرقي و قريبة من أستانا العاصمة و ( اكتيوبينسك ) و ( اورال - Aorl ) على الحدود الشمالية الغربية مع روسيا و ( سيميبالاتينسك ) و ( قزل ) و ( اوردا ) و ( تالديقورغان - Taldyqorghan ) القريبة من الماطي و تقع في الشرق و ( طراز ) و ( بيتروبافوسك - Petropaviovsk ) في الوسط الشمالي و القريبة من مدينة أومسك الروسية و كذلك المدينة القريبة منها و المسماة ( و كوكشيطاو - Kokshetau )
رغم أن كازاخستان لها جذور تاريخية قديمة تعود الى القرون الأولى بل قبل الميلاد الأول إلا أن ظهورها على خارطة العالم لم يتم إلا قبل 13 عاماً عندما أعلنت استقلالها بعد تفكك الاتحاد السوفييتي السابق و أصبحت دولة حديثة تمتلك مقومات النمو و الازدهار ، و تمثل ذلك في تمكن الحكومة من نقل عاصمة الجمهورية من ( الما آتا ) الى ( استانه ) و بناء هذه العاصمة العصرية في وسط السهول الشاسعة خلال ثلاث سنوات. و الحقيقة أني رأيت مالم أسمع به و رأيت سباقهم للزمن من حيث التطورات و التغيرات التي سبقوا الكثير من الدول ممن استقلت قبلها ، مباني قديمة على الطراز الروسي تختفي واجهاتها خلف أشجار عالية الارتفاع لا تكاد ترى ما خلفها. و إضافة الى الإرث التاريخي و الثقافي الذي تتميز به كازاخستان فإنها تحتل مكانة متقدمة فيما تمتلكه من ثروات طبيعية حتى أصبحت صاحبة باع في صناعات الوقود و الطاقة و الصناعات المعدنية و الكيماوية القادرة على مساندة النمو الاقتصادي الذي يسير بصورة مذهلة و ما عمل في استانه و الماطي لهو خير شاهد على ما نتحدث عنه. كما لفتت الدولة الحديثة أنظار العالم بإعلانها منذ الأيام الأولى من الاستقلال رفضها للتسلح النووي كدولة محبة للسلام آلت عن نفسها إقامة مجتمع ديمقراطي يقوم على اقتصاد حر يرعى السلام و الوئام و يضع في مقدمة أولوياته حقوق الإنسان و سيادة القانون. إلا أنني أرى أنها الخاسر الأكبر كونها تخلت عن تسلحها النووي و رضيت بمبلغ قليل كتعويض لها مقابل تخليها عكس الدول الأخرى التي تنازلت مقابل الحصول على دعم مادي كبير يفوق الذي أعطي لكازاخستان مرات عديدة و بشروط تلك الدول التي يعود عليها بالنفع على اقتصادها
كانت انطباعاتي عن البلد مما قرأت أنني سألتقي بشعب منغلق على نفسه لا يقبل للغريب بينهم ، و عندما أقبلت على الجوازات رأيت هذه الصورة من تعامل موظفات الجوازات بعنجهية و لا أظلمهن جميعهن فكانت من تنظم توجيه المسافرين على قدر عالٍ من الأخلاق و الابتسامة الا أن بعض الموظفات فكن يطبقن النظام حتى بعد أن خلت الصفوف من المسافرين مما أخافني مبدئياً من كرهي للبلد ، و صدمت حين خروجي من عدم مقدرتي على التفاهم مع أهل البلد كون لغتهم الثانية هي الروسية و لكن اتصالي بالسفارة ألغى غربيتي كوني طلبت من موظفتهم أن تكلم أحدى الموظفات لتكتب لي عنوان السفارة باللغة المحلية ، و لكن كل شيء تبدد حين تداخلت مع الشعب الكازاخستاني الذي أعجبني عدم التفرقة بينهم و تجد بالبناية الواحدة من القوميات كلها كالطاجيك و الصيني و الروسي و الأذربيجاني و التركي و غيرهم من الأعراق حيث وجدت البساطة و حبهم للتعرف على الأغراب و تبادل الخبرات و المعلومات. و كل تلك الأشياء مما قرأته عن جذور أهل البلد و جذوره التي تعود الى شعب الوسون Uisun الذي يضم قبائل زونغ و يوزي Yye Zhi ما بين وادي ايلي و بحيرة إستق كول في شمال تركستان في القرن الرابع الميلادي . ربما لن تفهم هذه السيرة في نشأة هذه الجذور التاريخية لشعب الكازاخ حتى تقرءا أكثر عن هذا الشعب و عن تلك المنطقة و عن قصص جنكيز خان في المنطقة و الكثير الكثير من أسرار تلك البلاد. و في أول القرن الثاني قبل الميلاد تغلب الوسون على دولة ساكا ، أو الأسكيز كما سماها اليونانيون ، و كانت قد بسطت سلطتها على جنوب كازاخستان في الألف الأول قبل الميلاد ، وقد تم اكتشاف أثارها التاريخية في بوغازا ( Bogaza ) في أواسط كازاخستان وفي عدة مواقع في ( بيدّي سو أو السبعة أنهار ) و حول بحيرة آرال. و خلال القرون الأولى ظهرت في أواسط آسيا الحضارة الأسقوثية و التي ظلت آثارها ماثلة حتى يومنا هذا كالآلات التي كانت تستخدم في الحياة اليومية و الزخارف المستوحاة من شكل ( وحوش ) صممت من الذهب و الفضة عثر عليها علماء الآثار في وسط التلال المنتشرة في وسط كازاخستان كما عثر في مدينة ( ايسيك أو ما تسمى السيك ) الصغيرة التي لا تبعد كثيراً عن الماطي على ضريح الإنسان الذهبي ( و هو ما سنأتي في سياق التعريف به من خلال رحلتي إليه و تصويره ) و الذي وجد على كامل جسده مما يجذب السياح الى تلك المنطقة الحيوية الجميلة ، وفي الجانب الجنوبي للعاصمة أقيم نصب تذكاري أطلق عليه ( النصب التذكاري للاستقلال ) و خلال القرون المتعاقبة قامت الدولة ( الهونية ) ذات الجبروت و التي كان لها التأثير الواضح على الخريطة ال ( جيو – سياسية ) للعالم المعاصر حيث سقطت الإمبراطورية الرومانية العظيمة تحت ضربات محاربي الدولة الهونية بقيادة ( أوتلا ) انطلقت من القبائل الهونية فيما بعد ما يسمى بالقبائل الناطقة بالتركية التي أسست دولاً كبيرة تعرف باسم ( قاغانات أي إمبراطوريات ) تمتد من البحر الأصفر في الشرق و حتى البحر الأسود غرباً و كانت هذه الدول تتميز بحضارات متقدمة عن عصرها و لم تعتمد نمط القبائل الرحل بل شكلت حضارة متمدنة ذات تقاليد حرفية و تجارية. ظهرت في آسيا الوسطى حينذاك ( مدن أو ما يسمى كارافان سراي ) كانت تمر عبرها طريق الحرير الأسطوري الذي تربط بين بيزنطيا و الصين ، و هناك أيضاً طريق حرير على امتداد نهر جيحون المشهور و منطقة بحيرة آرال و اورال ، و كذلك طريق آخر معروف باسم ( طريق الفراء ) يعبر وسط كازاخستان و ألطاي و جنوب سيبيريا و كانت تصدر عبرها الجلود القيمة الى دول الشرق الأوسط و أوربا و قد ظهرت على امتداد هذا الخط مدن كبيرة و مراكز تجارية أهمها ( أوتراب و هي ما تعرف بالعربية باسم فاراب ) نسبة الفارابي و أيضاً يمر الطريق ب ( سوران ) و ( قيبجان ) و ( جند ) و ( طراز ) و ( سيرام يسي أو ما يعرف ب تركستان ) و ( الماطي ) الخ ...
الفارابي:
و بما أننا تحدثنا عن مرور طريق الحرير بمدينة ( أوتراب أو فاراب ) كان لا بد أن أوضح أن نمو التجارة كان دافعاً لحركة الإبداع في مجال العلم و الثقافة و عاش في هذه الفترة في منطقة فاراب مفكرون عظام مثل ابو نصر الفارابي و الجواهري و محمود الكاشغري مؤلف مجلد ( ديوان لغات الترك ) الصادر في ثلاثة أجزاء و الذي أثرى تجربة الفلكلور و آداب الشعوب الناطقة بالتركية ، كما ولد هنا يوسف بلاساغوني مؤلف كتاب ( فوتاد غوبيليك ) التاريخي المشهور و الذي يعتبر أحد المحدثين في الفكر السياسي و الاجتماعي و علم الأخلاق ، و في القرن الثاني عشر عاش في مدينة تركستان المفكر الإسلامي ( خواجة أحمد اليساوي ) مؤلف كتاب ( ديوان الحكمة ) و غيرهم ممن تركوا آثاراً خالدة في مجالات الفلسفة و علم الفلك و الأدب و غيرها من العلوم.
عودة الى الاحتلال:
في العام 1221 م احتلت القبائل المنغولية الأراضي الكازاخستانية مما ترك الأثر الكبير على تاريخ الشعب الكازاخي في القرون الوسطى.
و في النصف الثاني للقرن الخامس عشر بدأت عملية توحيد القبائل الرحل في سهول كازاخستان وهم أجداد الكازاخ المعاصرين ، ومنذ تلك الفترة بدأت تتكون القومية الكازاخستانية من مختلف العناصر العرقية التي توحدت على أساس تطابق نمط الحياة و الثقافة و الدين الإسلامي و بعد ذلك بدأت تتشكل الإمارات الأولى ( الخانات ) و في النصف الأول من القرن السادس عشر اكتمل تشكل القومية الكازاخستانية.
في القرنين ال 17 و 18 تعرضت الأراضي الكازاخستانية لهجمات شرسة و مستمرة من قبائل ( جونغار ) في غرب الصين بتحريض من الحكام الصينيين ، الا أنه بفضل المقاومة التي أستمرت قرنين ضد القوى البربرية المتفوقة و بفضل القيادة الحكيمة لإبطال الكازاخ العظام أمثال ( تولي بي و قازبيك بي و ايتيكي بي ) و الذين بفضلهم بعد الله تمكن الشعب الكازاخي من تجنب الإبادة الجسدية الكاملة التي استهدفت الأمة ، و إزاء الخطر القاتل القادم من الشرق أضطر القادة الكازاخ الى طلب الحماية العسكرية من روسيا القيصرية مما أدى في النهاية الى فقدان استقلالها كازاخستان في سنة 1871 م .
بعد انضمام كازاخستان الى روسيا و فقدانها استقلالها عام 1871 م أرتبط مصيرها لاحقاً بالنهج الأوربي للتطور الاجتماعي و بنهج تطور الدولة و الشعب الروسي على وجه الخصوص حيث خضعت مباشرة بعد الثورة البلشفية للسلطة السوفييتية فتجرع الشعب الكازاخي عن بكرة أبيه كأس الشمولية المرة. في الثلاثينيات من هذا القرن و إثر تطبيق سياسة التعاونيات الزراعية قضى ما يفوق ثلاث ملايين كازاخي نتيجة للمجاعة أي 50% من تعداد الكازاخ ، و هاجر مئات الآلاف منهم الى الصين و دول أخرى.
لذا ترى ملايين الكازاخ يعيشون في 55 بلداً يتوقع عودتهم الى بلادهم
حيث تعرض خيرة ممثلي الشعب للاضطهاد و الإعدام ، أما خاتمة المآسي فقد حدثت عام 17 ديسمبر 1986 م حينما كشر النظام عن أنيابه و تصدى بوحشية و قسوة لقمع انتفاضة الماطي الديمقراطية التي كانت بداية النهاية للإتحاد السوفييتي الذي لم يعد ذا سطوة أو جبروت. حتى تاريخ 16 ديسمبر 1991 م أعلنت كازاخستان استقلالها و تم انتخاب نور سلطان نظر بابييف ( نزر بي ) كما يطلقها أهل البلد و هو أول رئيس للدولة ومازال حتى الآن ، و بالرغم من مضي سنوات قليلة على استقلالها الا أن الإصلاحات و شموليتها جعلا تلك الفترة تبدو كأنها عهد كامل ومنذ الأيام الأولى لميلادها أعلنت الجمهورية الفتية طواعية سياستها الرافضة للتسلح النووي كدولة محبة للسلام و الوئام. و في عام 1995 م أجاز دستور الدولة الذي نص على أن كازاخستان دولة علمانية موحدة تنتهج النظام الرئاسي ، وفي عام 1997 م بالتحديد في العاشر من ديسمبر صدر قرار نقل العاصمة الكازاخستانية من مدينة الماطي الى مدينة أستانة و تشييد مدينة جديدة و عصرية في مدة زمنية لا تتعدى الثلاث سنوات ، و هذه الخطوة الشجاعة فرضتها أسباب سياسية و اقتصادية و بيئية و ديموغرافية فضلاً عن الجانب الاستراتيجي المهم ، و سيقع تقويم مدى أهمية هذا القرار على عاتق الأجيال القادمة.
يبلغ التعداد السكاني لكازاخستان 14841900 مليون نسمة و تتكون من 16 محافظة ، فيما تضم 131 قومية و نسبة الكازاخ 53.4% ، و القومية الروسية 30.17% ، و الأوكران نسبة 3.7% و الألمان 2.4% و التتار 1.7% و جاليات كثيرة مثل أوزبكي و قرقيوي و اويغوري. سؤال يدور في خلدي! إلا يوجد أتراك أو أذربيجان و إذا كانوا موجودين بماذا تسمى قوميتهم؟ اللغة المعتمدة في البلد هي اللغة الكازاخستانية و لها أصول تركية ( و قد حدثني أخي القنصل الكازاخستاني آيدين أن بعض الكلمات عندنا مشابهة في النطق و المعنى عندهم و أعتذر لأني لا أتذكرها ) و أيضاً اللغة الروسية تستخدم كلغة رسمية ثانية في المؤسسات الحكومية. يعاب على الدولة أنها علمانية لأنها لا تتبع أي دين لذا لا أعرف هل أطلق عليها دولة إسلامية أن لا كوني لم أرى علامات واضحة للإسلام هناك سوى مسجد كبير تراه و أنت قادم من المطار و بعض المزارات و التي جعلت مساجداً في بعض الأماكن و لكن رأيت أخوة لي خارج الماطي يلتزمون بالدين من دون بدع. ومن مبداء العلمانية عدم أتباع أي دستور في الحكم و من فضائله عدم التفرقة بين المجموعات العرقية المختلفة ، و يبلغ عدد المسلمين نسبة 65% و المسيحيين 30% و الديانات الأخرى 5%. يبلغ متوسط كثافة السكان 5.5 شخص لكل كيلو متر و خلال العشر سنوات الأخيرة أرتفع عدد مؤهلي التعليم 15% بين الذكور و 31% بين الإناث. يعيش أفراد من الشعب الكازاخي في 55 بلداً ، ففي الصين يسكن مليون و 258الفاً ، و في أوزبكستان 967 الفاً ، وفي روسيا 687 الفاً ، و في تركمانستان 87 الفاً ، وفي منغوليا 83 الفاً ، و في قيرغستان 43 الفاً ، و في أفغانستان 23 الفاً ، و في تركيا 20 الفاً ، و في جورجيا 3 الاف ، وفي مولدافيا و في لا تفيا الف كازاخستاني.
الأسباب متعددة ومن أهمها قراءتي المتعمقة للقائد المنغولي جنكيز خان و التي انطلقت منهم شعوب شرق آسيا و الذين نسميهم بالآسيويين في ترديدنا لأشباههم.
السبب الآخر الفراولة التي لم أذق مثيل لها في حج عام 1418ه أن لم تخني الذاكرة ، حين قدمت لي طفلة من بلاد ما وراء النهر لا أعرف هل هي من كازاخستان او أوزبكستان أو قرقيزيا أو أين يكن فبقي هذا الطعم في جوفي حتى يومنا هذا فأتتني الفكرة لزيارة تلك البلدان و رؤية ما خرجته من مشائخ عظام و علماء ما زلنا نتوارث العلم لديننا و علومهم كالبخاري و الفارابي و الجواهري و عالم اللغة العظيم محمود الكاشغري و القائمة تطول .
منذ تلك الأيام و أنا أقلب فكرة زيارة تلك الأماكن في عقلي و كيف لطفلة غيرت مجرى التفكير لدي و أصبحت أقراء كل ما يرد عن أخبار بلاد ما وراء النهر من ناحية كيفية الوصول اليهم و اكتشاف أراضي المسلمين و كانت يصعب علي الوصول في ظل تدهور أوضاع تلك البلاد الأمنية و عدم إلمامي التام بتاريخ حضاراتها و التي تعتبر من أهم الموروثات لأهل تلك البلاد و التي لم أرى مثلهم بتعلقهم بموروثاتهم الشعبية التي توارثوها جيل بعد جيل و دونما تحريف.
في هذا العام عقدت العزم على زيارة الصين و القيام برحلة برية على ظهور الثيران و هي تقطع عباب الجبال متوجهة الى قرقيزيا و التي عاصمتها ( بشكيك ) و التي تمثل ناراً على علم.
طبعاً لم أكن أستطيع القيام بتلك التجربة الا مع رجل يعرف تلك البلاد و تلك الطرقات معرفة تامة و لكن الظروف أتت بغير ما كنت أتمنى حيث صادف هذا العام زواج احد أبناءه و ملكة بنت أخي و معلمي و الذي أعتبره رحالاً بكل ما تعنيه الكلمة إنه المهندس فريد نور حفظه الله الذي أعطاني من خبراته مالم أجده في رحلاتي .
تلخبطت الأمور و ضاق بي الوقت فتوجهت الى أقرب سفارة من بيتي و التي أمر بها كل ظهر جمعة لأداء الصلاة في حي الورود في ذلك الشارع الصغير خلف أسواق السدحان تقع مفترق الطرق بل مفترقات طرق فحين دخلت تلك الفيلا حتى خيل لي بأني داخل أفخم القصور في كازاخستان حيث مكتب القنصل الأخ ( آيدين ) و الذي لم أرى في حياتي قنصلاً بمثل بساطته و طيب كرم أخلاقة و التي لم أتعجب منها حين وجدت مثلها في بلاده و التي تعتبر الموروث التي نبع و ترعرع منها الشعب الكازاخستاني.
تقدمت اليهم بطلب الفيزا فأخبروني أنهم لا يستقبلون سياح فأبلغتهم بزيارتي للتباحث بالأمور التجارية باسم مؤسستنا التجارية ، أكملت الأوراق بالتعريف من المؤسسة و صورتين شمسيتين بالإضافة الى تعبئة النموذج الخاص بالفيزا ، و بعد عشرة أيام أتصل بي القنصل بنفسه ليخبرني بأن الموافقة قد وصلت و بقي تسديد قيمة الفيزا و التي كانت ب 245 ريال.
حضرت الى السفارة بعد صلاة الظهر مباشرة و كان في استقبالي السيد ( آيدين ) فقال لي: تفضل و عندما دخلت بداء في شرح ما سأواجهه هناك من مصاعب هذا غير أعطائي أرقام لمعارف له قد استفيد منهم و رقم أخيه فيما لو احتجت الى أي شيء لا سمح الله و رقمه هو هناك حيث أعلمني أنه سيصل في اليوم الذي وصلت به على الخطوط التركية هذا غير ترجمته لبعض الكلمات الى اللغة الكازاخية أو الروسية ناهيك عن المعلومات التاريخية للبلد مما فتح لي أبواباً الى حضارة أكبر مما قرأت عنها أو تخيلتها ، و لم أخرج من عنده الا الساعة الثانية و النصف بعد أن تكونت لي فكرة غير التي كنت قد بنيت عليها.
خرجت من عنده على مكتب الخطوط حيث كنت على موعد مع أخي عبد الله الطيب في مكتب الطيار في التخصصي و الذي تعودت أن يكون هو المشرف الأول على حجوزاتي و ما ان وصلته حتى أخبرني أنه لا يوجد طائرة تذهب الى الماتي الا طيران العربية و التركية و حيث يصعب الحصول على حجز على الخطوط التركية لم أجد بداً من الحجز على طيران العربية فأخذت تذكرة
الرياض الشارقة – الشارقة الماتي – الماتي الشارقة – الشارقة الرياض بقيمة 3898 ريال
و كان الإقلاع يوم الجمعة من الرياض و يوم السبت الساعة السابعة صباحاً الانطلاق الى الماطي.
KABAYAN