- جنة خضراء
- أول إشارات المرور
- معالم المدينة
- عاصمة الثقافة
لحق بالعاصمة التاريخية الألمانية برلين دمار رهيب بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية. وتشير الإحصائيات إلى موت 2.8 مليون إنسان من مجموع سكانها البالغ 4.3 مليون نسمة انذاك.
ومن يرى برلين اليوم، وهي إحدى اكبر المدن الأوروبية بعد باريس ولندن، ستبهره النهضة العظيمة التي شهدتها هذا المدينة رغم الحرب العالمية الثانية، والحرب الباردة التي أعقبتها، وجدار برلين الذي حجب أبرز معالمها.
وتعتبر مدينة برلين حديثة قياسا بغيرها من المدن الأوروبية الكبيرة لأن أول ذكر لاسمها في السجلات يعود إلى عام 1237. وتكونت برلين الحالية عام 1701 من اتحاد مدينتين قريبتين هما كولن وبرلين. ويعود الفضل في توحيد المدينة إلى الأمير فريدريش الثالث الذي اتخذها عاصمة له بعد اعتلائه عرش الامبراطورية البروسية.
جنة خضراء
- ورغم أن عدد سكان برلين اليوم لا يزيد على 3.4 مليون نسمة، إلا أن المدينة تمتد على مساحة شاسعة من الأرض. ويبلغ محيط المدينة، التي يحيطها طريق دائري سريع، نحو 234 كيلومترا، ومساحتها 890 كيلومترا مربعا، واتساعها من الشرق إلى الغرب 45 كم. هذا يعني أن مساحة برلين تعادل مساحة العاصمة الفرنسية باريس تسع مرات.
والجميل في برلين أن مصمميها استخدموا هذا الاتساع ليحولوها إلى أكثر مدن ألمانيا خضرة وتشجيرا. فالمنتزهات والحدائق والمساحات الخضراء تشكل اكثر من ثلث مساحة المدينة. ويفضل معظم الألمان المعانين من الربو وضيق التنفس الانتقال إلى برلين لتحسين أوضاعهم الصحية بفضل «الهواء البرليني» النقي. وتوفر هذا الهواء النقي لسكان العاصمة مسطحات خضراء كبيرة مثل «بستان الحيوانات» و«الحديقة النباتية» وحديقة الحيوانات التي تضم أكبر تنوع من الحيوانات في أوروبا. وتتحدث إحصائية المدينة عن 416 ألف شجرة في شوارع برلين.
هذا ناهيكم عن عدد كبير من البحيرات الطبيعية والصناعية التي تتخلل هذه المناطق الخضراء والتي تعتبر بحيرة «موغل» اكبرها (تمتد على مساحة 750 هكتارا). وترتبط هذه البحيرات بشبكة من الأنهار (مثل هافل وشبري) والقنوات التي تتخلل المدينة أيضا. وتمتد بين ضفتي نهر شبري، وهو أكبر الأنهار ببرلين، جسور يفوق عددها عدد جسور البندقية، وبوسع السائح، بفضل هذه الشبكة من الأقنية النهرية، أن يسافر إلى بحر الشمال وبحر الشرق (البلطيق).
أول إشارات المرور
- تقع برلين في قلب أوروبا وكانت، مركزا رئيسيا للمسافرين عبر القارة. وكان ميدان «بوتسدام» Potsdamer Platz في الثلاثينات أكثف ميادين أوروبا بحركة المواصلات. وهنا تم نصب أول أضوية المرور التي تحولت نسختها القائمة في نفس المكان اليوم إلى أثر يستحق المشاهدة والإعجاب.
ولا يشعر السائح بالغربة ببرلين لأن نسبة الأجانب فيها تبلغ 13.3% وتنتشر جمعياتهم ومطاعمهم في كل ركن. وببرلين 128 متحفا و303 دور للسينما، 18 جامعة ومعهدا عاليا يدرس فيها اكثر من 140 ألف طالب. وعلى أية حال على السائح الحذر أثناء المشي في شوارع برلين لأن «الألغام» التي يخلفها الكلاب في المدينة قد «تنفجر» تحت قدمه في أية لحظة، وهذا رغم تشدد المدينة مع أصحاب الكلاب. فهناك 111 ألف كلب في بيوت المدينة، إضافة إلى عدد مماثل من القطط وأضعاف هذا العدد من الأرانب والأسماك والطيور والسلاحف... إلخ.
معالم المدينة
- تعتبر بوابة «براندنبورغ» من أهم معالم المدينة التي تستحق الزيارة. وهي بوابة ضخمة في ساحة باريس عند نهاية شارع «لندنشتراسة». بنيت البوابة بين 1788 1791 تقليدا للرواق الأثيني في «اكروبوليس» ووضع تصاميمها المهندس الفنان «كارل غوتارد لانغهانز». ارتفاعها 26 مترا، عرضها 65 مترا ويتوجها نصب لعربة خيول مذهبة تسمى «الكوادريغا». و«الكوادريغا» من أعمال الفنان «يوهان شادو» ونصبت على أعلى البوابة عام 1974. وسبق لنابليون بونابرت أن صادر «الكوادريغا» بعد احتلاله برلين 1806-1808 باعتبارها غنيمة حرب، لكن الحكومة البروسية استعادتها عام 1814.
ولا ينبغي للسائح بالطبع أن ينسى زيارة «عمود النصر» الذي أقامه القيصر «فيلهلم الأول» عام 1837 ليخلد انتصاراته العسكرية. ويقع النصب عند ملتقى خمسة شوارع برلينية ضخمة في منطقة «تيرغارتن» ويرتفع إلى 64 مترا. ويمكن للمرء من على شرفة النصب، وهو من تصميم «هاينريش شتارك»، إلقاء نظرة شاملة على المدينة. وينتصب في أعلى النصب تمثال مذهب يمثل آلهة النصر «فكتوريا»، اما نجمة النصر الكبيرة في القمة فقد أضيفت ابان الحقبة النازية ( عام 1939).
يقف السياح قرب البرلمان الألماني «الرايخستاخ» بالدور للتمتع بمشاهدة هذا المبنى التاريخي، وارتقاء السلالم التي تدور حول قبته الزجاجية التي صممها السير «نورمان فوستر». وللرايخستاخ تاريخ قديم يمتد من فترة بنائه البالغة عشر سنوات ( 1884 1894) مرورا بحريقه الشهير عام 1933، ورفع الراية الروسية عليه عام 1945 الى إعادة بنائه وترميمه عام 1999. وهو مقر البرلمان الألماني الحالي، ومقر الجمعية الوطنية البروسية منذ تتويج فريدريك الثالث على عرش الامبراطورية.
ومن يود رؤية بقايا جدار برلين الشهير يستطيع أن يفعل ذلك من خلال مشاهدة أجزائه التي حولت، قرب المحطة الشرقية وعند «بيرناور شتراسة»، إلى آثار تاريخية تشهد على تاريخ الحرب الباردة وتقسيم برلين. بني الجدار عام 1961 وتحطم على أيدي الجموع يوم 9/11/1989 ليؤرخ اعادة توحيد ألمانيا. ويعتبر معظم الألمان أن يوم سقوط جدار برلين أهم يوم في حياتهم.
أثر آخر على الحرب العالمية الثانية والدمار الذي ألحقته بالعالم هو كنيسة القيصر «فيلهلم» التذكارية بالقرب من محطة القطار وعند مدخل شارع «الكودام» الشهير. إذ حافظ الألمان على الكنيسة محطمة بمثابة تذكار ضد الحرب وبنوا قربها كنيسة حديثة من الزجاج الملون. وتشكل الكنيستان مزيجا جميلا وجذابا من الحديث والقديم في قلب مدينة برلين.
وهناك العديد من المعالم الأخرى التي تستحق المشاهدة مثل نصب أول دبابة روسية دخلت برلين، وساحة الكسندر، وكنيسة «مارين» ونوافير «نبتون» ودار البلدية الحمراء. وكلها معالم هامة من معالم شرق برلين تقع قرب ساحة الكسندر الشهيرة بساعتها العالمية.
عاصمة الثقافة
- وتعتبر «جزيرة المتاحف» في شرق برلين من أهم مراكز السياحة في ألمانيا، فهي تشتمل على عدد كبير من متاحف المدينة التي يبلغ مجموعها 128 متحفا. ولعل متحف الشرق الأدنى أو «البيرغامون» من أهم هذه المتاحف لأن عدد زواره يزيد على 850 ألفا سنويا. وسر هذا المسرح أنه يحتوي على أهم الآثار البابلية التي نقلت في العشرينات من العراق إلى برلين. وهما بوابة عشتار وشارع الموكب اللذان يعودان إلى القرن السادس قبل ميلاد المسيح ويعتبران اعجازا في اللون والسيراميك والدقة. يضاف إلى ذلك، في نفس المتحف، آثار مدينة «بيرغامون» «الهللينية» بأعمدتها البيضاء الضخمة وتماثيلها المرمرية التي تعود إلى القرن الثالث قبل الميلاد. عدا عن هذا المتحف فهناك، في «الجزيرة»، المتحف التاريخي المصري والمتحف القومي والمتحف الاثني ومتحف الفن الإسلامي والمتحف الهندي وغيرها. وليس عبثا أنه تم اختيار برلين عام 1988 مدينة للثقافة في أوربا، لأنها كانت كذلك بشكل غير رسمي طوال الوقت. وتعتبر الفعاليات الثقافية ذات النفس العالمي جزءا ثابتا من حياة برلين اليومية: بينها مهرجانات السينما الدولية التي تتمتع بسمعة عالمية، 135 مسرحا، 3 دور للأوبرا وعدد كبير من دور المنوعات والموسيقى. الاستثمار والتسوق
- وأدت عملية بناء وتوسيع العاصمة برلين إلى رفع سمعتها على المستوى العالمي مقارنة بالمدن الأخرى، واجتذبت المستثمرين من كافة أنحاء العالم كما حدث في بناء ساحة «بوتسدام» وشبكة ممرات شارع «فريدريش». وفيما يتعلق بتصاميم الموضة، فقد تطورت برلين إلى مركز يهتم بالشباب وموضة الرواد على وجه خاص. وأعاد هذا برلين إلى الطريق التي تؤهلها لاستعادة لقبها كمدينة للموضة. ويوثق هذه الحال العديد من معارض الموضة التي جرت في العاصمة الالمانية. وتضم مدينة المعارض والمؤتمرات في برلين «مركز المؤتمرات الدولي» ICC الذي يميزه مبنى قصر المؤتمرات المتفرد عالميا منذ اكثر من 20 سنة. ويصنف ميدان المعارض والمؤتمرات ببرلين من بين الافضل في العالم كما يكشف ذلك بوضوح عدد المشاركين والزوار في معارضه: إذ تكشف الدراسات حول الموضوع عن إجراء 100000 فعالية على نهر «شبري» عام 2002 شارك فيها أكثر من 6 ملايين شخص.
وهذا ليس كل شيء لأن برلين مدينة تسوق سريعة التطور. وتحتوي على ثلاثة مراكز للتسوق تتمثل بشارع «كورفورستندام» Kurf rstendamm وشارع «فريدريش» Friedrichstrae وميدان «بوتسدام» Potsdamer Platz. ويعرض شارع «كورفورستندام» الراقي، الذي يمتد بطول 3,5 كيلومتر بين كنيسة الذاكرة Gedachtniskirche وبحيرة هالين Halensee، بضائع مناسبة لكل ذوق. وتمتد المحلات الراقية في الشارع المذكور بين سوق الغرب (KaDeWe) ومركز أوروبا Europa-Center بينها العديد من دور الموضة العالمية والمطاعم والمقاهي. وفي أيام الصيف المعتدلة تفتح محلات برلين هنا، كما هي الحال في الميادين الأخرى، أبوابها على مدى 24 ساعة. والمدينة لا تعرف تقريبا وجود ساعات حظر. وتوفر المدينة للزوار فرصة التمتع بمذاق اطعمة من كافة انحاء العالم. ويحرص على توفير ذلك نحو 6000 مطعم من كافة الأصناف. وعدا عن «الكودام»، يوفر الجزء الشرقي من المدينة، متمثلا بشارع «فريدريش»، فرصة جيدة للتنزه. وفي ميدان «بوتسدام»، تنتشر حول مبنى «دايملر كرايسلر ايريال»، الذي تم تدشينه في 2 اكتوبر 1998، حوالي 130 متجرا. ومن الممكن ببرلين شراء كافة الحاجيات الراقية، التي تمتد بين الماس الصغير وسيارات «مرسيدس» الفارهة.
الموضوع منقول من
وقمت بإضافة بعض الصور للموضوع
لك اجمل تحية