albinsaad
20-04-2022 - 06:18 pm
أنت الآن في أعماق الأرخبيل الأندونيسي . من حولك تناثر أكثر من ثلاثة عشر ألفا من الجزر الزبرجدية الخضراء ، تمتد على صفحة المياه الغارقة في أحضان المحيطين الهادي والهندي ، مشكلة جسرا بين المحيطين بطول 6000 كم من الشرق إلى الغرب ، وجسر آخر لمسافة 2100 كم بين قارتي آسيا إلى الشمال وأستراليا إلى الجنوب في مكان القلب من هذه الجزر تجد نفسك بين أجمل مشاهد الطبيعة الرائعة التى تمتد على مساحة 5500 كم فياضة بالفتنة والسحر والإبهار والسخاء والازدهار والنضارة والإثارة واللطف والرقة والجمال . ويثور في رأسك سؤال ملح : هل حقا أن " بالي " - هذه الجزيرة الرائعة - هي بالفعل فردوس مفقود . أم أنها حقيقي ..؟!
هذه هي" بالي .. كما تريدها أنت أن تكون" لما فذلك هو الشعار الذي تقرأه في كل مكان في الجزيرة.. على الجدران، وفي الشوارع، والفنادق، والحدائق، والأسواق ، والمسارح، والمرا قص.. وحتى في المعابد التي يتجاوز عددها الألفين، شعار يترنم به الجميع صغار وكباراً، لإرضاء الزوار والسائحين...
والحقيقة أن هؤلاء الزوار والسائحين ليسوا وحدهم الذين يعشقون الحياة في " بالي ". فقد اكتشف الجزيرة مخرجو الأفلام من الغرب.. تماما كما اكتشفها الرسامون والموسيقيون والمنقبون عن الآثار قبل أكثر من سبعين عاما. بعض هؤلاء وصفوا الجزيرة بأنها " جنة الله في الأرض "، ذلك أن الحياة فيها عامرة بمظاهر الطبيعة المرحة، والخضرة الناضرة، وكل ما يبهج النفس ويترع الأنفاس.. إضافة بلى متعه التآلف والتعايش مع شعب يتميز بالطيبة والرقة والهدوء والإبدع الفني.. فسكان بالي يعزفون الموسيقى ويتمايلون على أنغامها ويرقصون بإمتاع رقصهم التقليدي المرتبط بالحكايات والأساطير... أما صناعاتهم فتكاد لا تتعدى الحفر الفني على الخشب ثم الرسوم التي اشتهروا بها منذ عدة قرون. ويقال إنهم كانوا أول من اقتبس الرسم الزيتي من الرسامين الأوربيين الذين بدأوا يتوافدون على الجزيرة في العشرينيات. بل لقد برع السكان أيضا في ابتكار رسوم جديدة لورق اللعب. ويستطيع أي سائح أو زائر مشاهدة أوراق اللعب بألوانها ورسومها المثيرة وخاصة في منطقة أوبود التي يوجد فيها أكثر من ألف رسام.