- بادن بادن مدينة المصحات والاستجمام والثقافة
- نجمة كأس العالم
بادن بادن مدينة المصحات والاستجمام والثقافة
نجمة كأس العالم
ازدادت شهرة بادن بادن الالمانية خلال فترة كأس العالم لكرة القدم الشهر الماضي واصبحت ملاذا سياحيا من الدرجة الاولى بسبب وفود الاعداد الهائلة لمشجعي رياضة كرة القدم الذين استفادوا من وجودهم في تلك المدينة الجميلة للتمتع بجمال طبيعتها وموقعها المميز القريب من فرنسا والتسوق في بوتيكاتها الانيقة والمميزة، كما يوحي اسم بادن بادن لبعضهم بالكازينو الشهير فيها رغم أن اسمها، الذي يعني «الحمامات»، يكرر مفردة «بادن» تأكيدا على هويتها الاستشفائية التي اسبغها عليها الرومان قبل المسيحية. لكن المدينة الألمانية المعروفة، في ولاية بادن فوزرتمبيرج، ليست مجرد حمامات وكازينو، لأنها مدينة ثقافة بنى النبلاء الألمان فيها أكبر رابع دار للأوبرا في العالم، مسرحا كبيرا والعديد من القصور التاريخية التي عاش في أحدها الموسيقار الكبير يوهانيس براهمز.
كسبت بادن بادن سمعتها كمدينة للملاهي منذ بناء الكازينو الشهير فيها عام 1838 وبناء ميدان سباق الخيل عام 1858. إلا انها كسبت لقب «عاصمة أوروبا الصيفية» بفضل الملوك البروسيين والفرنسيين الذين اختاروها منتجعا صيفيا منذ قرون طويلة. فالمدينة الجميلة تقع على حافة الغابات السوداء في جنوب ألمانيا، قريبة إلى الحدود الفرنسية وتحت أقدام سلاسل جبال الألب. وجوها معتدل شتاء وصيفا بفضل موقعها الجغرافي والأراضي البركانية التي تتفجر هنا وهناك بالينابيع الحارة.
اكتشف الرومان قدراتها الصحية الشفائية في وقت مبكر وكانت على الدوام منتجعا للنبلاء والقياصرة. أطلق عليها الرومان اسم Civitas Aurelia Aquesis وكان الأطباء يصفونها للذين يعانون من الأمراض الجلدية وآلام المفاصل وغيرها من العلل. وبنى العسكر القادمون من روما أول الحمامات الصحية فيها، ما زالت آثاره موجودة حتى اليوم، وتستحق الزيارة. ويمكن للزائر اليوم أن يحصي عشرات النوافيرالطبيعية التي تتفجر من تحت أرض بادن بادن، 12 عينا للمياه المعدنية الحارة وعدد من ينابيع المياه الطبيعية. ومنح معهد فحص المواد الألماني حمامات بادن بادن درجة جيد جدا واعتبرها من أفضل الحمامات في ألمانيا. وترتفع درجة حرارة مياه بعض العيون إلى 68 درجة ولا يمكن للإنسان ولوجها إلا بعد تمريرها إلى أحواض أخرى. وتنطلق هذه المياه، الغنية بكلوريد الصوديوم، من عمق 1200-1800 متر ودرجة 68 مئوية هي درجة حرارة الماء عند بلوغه السطح. يقدر العلماء أن عمر هذه العيون يتراوح بين 12 17 ألف سنة وتدفع يوميا بكمية مياه حارة تبلغ 800 ألف لتر إلى الأعلى.
بنى الملك كريستوف الأول قصرا له في المدينة عام 1479، كما بنى عدة حمامات وجهزها على أفضل نحو، بنى أسوار المدينة وأبراجها وأبوابها الأربعة عام 1507 وهو من وضع الأنظمة الخاصة باستخدام الحمامات وشروطها. احتل الفرنسيون المدينة عام 1689 وأحرقوها، إلا أن نابليون أعاد بناءها وحولها إلى مقر صيفي له في القرن التاسع عشر. وتعتبر بادن بادن من أكثر المدن جاذبية للسياح الألمان ( الداخليين) والأجانب وخصوصا الباحثين عن المشافي والجو المعتدل والراحة.
ويقع الجزء القديم من المدينة على نهر الأووز تحيط به بقايا الجدار القديم والأبراج. وهنا يستطيع السائح أن يشاهد دار البلدية القديم والمتحف والساحة الرومية وكلها مبنية بالاسلوب القوطي الرشيق. كما يرقد هنا الملك لودفيغ فيلهلم (مات عام 1707) الملقب ب«لويس التركي». كما يضم مركز المدينة القديم حمام فريدريش الشهير ودير النساء وبقايا الحمامات الرومانية التي تعود إلى القرن الثاني بعد الميلاد.
ويقع حمام كاراكلا شرق المدينة القديمة. وهو عبارة عن مركز استحمام يضم أحواضا بدرجات حرارة مختلفة مع ينبوع صخري في الوسط. وتقدم فيه بالطبع كافة الخدمات الصحية مثل التدليك والعناية بالبشرة ...الخ ويليه القصر الحديث الذي بني عام 1479 كمقر للعائلة لودفيغ الحاكمة، وتم تحويله حاليا إلى فندق. وقرب حمام كاراكلا يجد السائح حدائق المصح التي تنتشر فيها المقاهي والمطاعم ثم تأتي دار الكازينو.
ويمتد «شارع الأضواء» من بهو الفن الحديث في قلب المدينة مستمرا على ضفة نهر الأووز. ويمر بملاعب التنس وحي الفراديس (جنينات وينابيع) وحمام برتولد، كنيسة شتفت (بنيت 1248) وكنيسة الأمراء ويليها قصر الموسيقار براهمز.
وفي ضواحي المدينة، 4 كم عن المركز، ينتصب جبل ميركور( 670 م) الصغير الذي يمكن بلوغ قمته بواسطة تيليفريك أو قطار. وهناك برج قديم على القمة يؤهل الراغب بإلقاء نظرة على الطبيعة المحيطة بالمدينة. وتقع آثار القصر القديم «هوهنابادن» على بعد 5 كم إلى الشمال من بادن بادن، وهو مقر العائلة الحاكمة القديم ويمكن الإطلال من خرائبه على المنطقة بأسرها. وبعد 5 كم من القصر القديم تقع مدينة راستات التي تحتفظ حتى الآن بنمط بنائها الباروكي. وفيها قصر آخر بحديقة غناء لعائلة لودفيغ أحرقه الفرنسيون في القرون الوسطى وأعاد «لويس التركي» بناءه.
وفي الجنوب، قرب مدينة كوبتهايم الصغيرة، بنى «لويس التركي» القصر «المفضل» فافوريت عام 1712 كمنتجع لزوجته المريضة سيبيلا اوغستا. وهو قصر جميل حافظت الحكومات المتتالية على بنائه ومحتوياته بشكل جيد.
وتوفر المدينة للضيوف امكانات متنوعة للمبيت في مئات الفنادق والشقق وبيوت الشباب والنزل. وتقدم معظم فنادق النجوم الأربعة والخمسة خدمات اللياقة البدنية والرعاية الصحية إلى جانب 10 مستشفيات متخصصة في العلاج الطبيعي. وتفتخر المدينة بوجبات الغذاء التي تعتمد لحم الحيوانات والطيور البرية ولحم البقر المدخن وسمك السولومون.
وعدا عن رياضة المشي والدراجات والغولف والتنس والسباحة والصيد تتوفر ايضا إمكانية ممارسة تسلق الجبال، الطيران بالمناطيد، ركوب الخيل والانزلاق عن القمم بواسطة التنانين الورقية.