- انطلاق قطار سكة الحجاز بالمدينة المنورة بعد توقف دام قرناً من الزمان
مفاجأة مهرجان " صيف طيبة 28 " التي أسعدت الزوار
انطلاق قطار سكة الحجاز بالمدينة المنورة بعد توقف دام قرناً من الزمان
انطلق أول من أمس قطار الحجاز في المدينة المنورة وسط حضور عدد كبير من أهالي المدينة، وذلك بعد توقف دام أكثر من قرن من الزمان.
وتأتي تلك المفاجأة لأهالي المدينة المنورة والتي اعتمدت ضمن أجندة فعاليات مهرجان "صيف طيبة 28" لتعيد لأذهان أعيان ومشايخ المدينة قصة وصول أول قطار إلى المدينة النبوية والذي توقف على مقربة من المسجد النبوي الشريف في أواخر رجب من عام 1326 ، حينما استقبل أهالي المدينة هذا الحدث التاريخي الكبير في ذلك الوقت في احتفال رسمي وشعبي كبير عقب أسبوع من وصول القطار ليصادف ذلك تولي السلطان عبدالحميد زمام السلطة بالدولة العثمانية في ذلك الوقت.
وشهدت المفاجأة التي لم يتوقعها الكثيرون من زوار محطة القطار اهتماما واسعا من رجال الإعلام إذ توافد عدد من مراسلي القنوات التلفزيونية والصحف، لتغطية فعالية انطلاق القطار التي استمرت إلى ساعات الصباح الباكر، في حين شهدت عربات القطار توافدا من قبل العائلات والأطفال حيث تجاوز ركابها ألف زائر في ساعاته الأولى من اليوم الأول.
واستعرض المدير التنفيذي لجهاز السياحية بمنطقة المدينة المنورة الدكتور يوسف بن حمزة المزيني تاريخ محطة القطار وأهم الأحداث والعقبات التي واجهت تشييدها و منها تكاليفها التي تجاوزت الثلاثة ملايين ليرة ،إلا أن حرص السلطان عبدالحميد الثاني في ذلك الوقت على إنشاء المشروع أيا كانت العقبات وبرأس مال إسلامي بعيدا عن بيوت الأموال الأجنبية جعله يوجه نداء عالمياً للمسلمين ،طلب فيه المساعدة والعون لإتمام المشروع الإسلامي الضخم لتنهال عقبها المساعدات المادية من أصقاع البلدان الإسلامية وذلك قبل أن يبدأ السلطان في فتح باب التبرعات بمبلغ زاد عن ثلاثين ألف ليرة.
وأشار المزيني إلى محطات القطار والتي بدأت من دمشق مرورا بعمان والقطرانية وتبوك والأخضر والدار الحمراء ومدائن صالح والعلاء نهاية بالمدينة المنورة، مشيرا إلى أنه في محطات القطار الفرعية خصصت مبان لتكون ورشاً لصيانة العربات ومبان للحراسة ومهاجع لإسكان الحجاج والمسافرين.
واستطرد المزيني مبينا أن سكة القطار ظلت تواصل أعمالها بين دمشق والمدينة النبوية مقدمة خدمات جليلة في نقل حجاج وزوار الحرمين، وقال إن اندلاع الحرب العالمية الأولى أظهر خطورة طريق القطار إذ كان الطريق مكمن ثبات للعثمانيين إبان الحرب على مدى عامين، ليعقب ذلك بشهرين التخريب والعبث الجائر على يد الشريف حسين عند نشوب الثورة العربية حيث عمد الشريف وبإيعاز من أحد ضباط الاستخبارات في بريطانيا إلى تعطيل الخط وعطب جسوره وقلع قضبانه في مواطن عدة، لتنهي قصة كفاح لم يبق منها سوى بعض من الآثار والقلاع التي ظلت تقاوم حتى الآن لتحكي تاريخا من الكفاح الطويل
شكرا على الخبر