كشفت خبيرة الآثار الأميركية مادلين فيليبس والتي تعمل في مجال التنقيب عن الآثار في اليمن ضمن فريق عمل من الآثاريين المتخصصين التابعين للمؤسسة الأميركية لدراسة الإنسان عن توصلها وفريقها لمعلم أثري كبير يقع في محيط معبد (أوام) المعروف بمحرم الملكة بلقيس او عرش بلقيس كما يطلق عليه بمنطقة مأرب (170 كلم شمال العاصمة صنعاء)، مشيرة إلى أن المعلم المكتشف سيمثل أعجوبة الدنيا الثامنة، حيث يحتوي على العديد من النقوش والآثار، وإنه يشكل أعجوبة حقيقية من عجائب الدنيا. ويعتبر محرم بلقيس أو مايعرف بعرش بلقيس الموقع الأثري الأشهر بين آثار اليمن الكثيرة جداً حيث عُرف بأعمدته الخمسة وسادسها عمود مكسور كانت حتي العام 1988م تنتصب وسط كثبان الرمال المحيطة بها في صحراء مأرب القاحلة المتصلة بالربع الخالي والتي يجهل الإنسان ما تخفي تحتها باستثناء أن اليمنيين استخدموا صور تلك الأعمدة كرمز وطني مهم للبلاد اليمنية فتصدرت لوائح الإعلانات، وظهرت مرسومة في العملات الورقية وعلي طوابع البريد، وأغلفة بعض كتب التاريخ.
تغنى الشعراء والمبدعون اليمنيون بعرش بلقيس، وظلوا يترقبون عودة ظهور معبد الشمس وسطوع شمس حضارة سبأ وحمير ومنذ 1888م أضحي معلوماً لدي الباحثين أن عرش بلقيس تسمية شعبية لمعبد سبئي قديم كان الرحالة النمساوي والباحث أدوارد جلازر أول من دوّن نقشاً سبئياً حفر علي أحد أعمدة المعبد في العهد السبئي الوسيط ويتحدث النقش عن المعبد السبئي المقة، رب المعبد، برآن ويحذر كل من يحاول أن ينهب كنوز المعبد الفضية، والمعبود السبئي المقة كان يرمز لعبادة القمر، أحد الكواكب السماوية أما برآن فهو الاسم السبئي القديم لقسم من الجنة اليسري في أرض مأرب، وكان معبد برآن عرش بلقيس يبعد حوالي 3كم عن أسوار المدينة وموقعه كما هو الحال تقريباً وسط حقول الجنة اليسري بعيداً عن أماكن الاستيطان البشري ويوجد علي بعد 3كم في الشمال الشرقي محرم بلقيس وهو أكبر معبد كان يحج إليه السبئيون في مواقيت محددة في السنة ويعرف باسم معبد آوام أو معبد القمر وهذا المعبد ينتظر فرق التنقيب الأثرية تأتي إليه لتستكمل ما بدأته قبل نصف قرن حتي تكشف عن تفاصيله المدفونة تحت الرمال فيزهو بعودته إلي النور كما يزهو اليوم عرش بلقيس الذي أصبح مفتوحاً أمام الزوار وحتي يكتمل ظهور أعجوبة الدنيا الثامنة يفرض عرش بلقيس على أي زائر لأرض الجنتين أن يقف وقتاً مع التاريخ يتأمل عظمة الإنسان اليمني قبل ثلاثة آلاف سنة ومستوي تطوره الحضاري المتكامل.
منقول