بوينج
06-08-2022 - 07:28 am
في قرى سفوح جبال الأطلس الكبير المطلة على مراكش بدأت الأرض تأخذ معنى جديدا في أعين سكانها البسطاء.
وأصبح الحديث عن توافد المستثمرين العقاريين، خاصة الأجانب، على هذه القرى للاستطلاع والبحث عن مواقع خلابة لبناء فلل وقصور موجهة للاستعمال كإقامات ثانوية من طرف أثرياء من مختلف أنحاء العالم أو كمنشآت سياحية، يغذي أحلام السكان البسطاء بإمكانية الاغتناء من خلال بيع ملكياتهم الصغيرة، وإمكانية ترك العمل الزراعي الشاق على المدرجات المنحوتة في سفوح الجبال ورعي الماعز والتوجه برأسمال لا بأس به إلى المدن قصد ممارسة التجارة.
وأصبحت جنبات «واد أوريكا» المعروف بمناظره الطبيعية الخلابة، وقرى «ستي فاضمة» و«أمليل» في عمق جبال الأطلس، تعرف مضاربة قوية. فمن جهة، العروض المغرية والمتزايدة للسماسرة والمستثمرين من أجل شراء الأراضي التي تغطيها أشجار الزيتون والفواكه، والتي كانت حتى الآن تستعمل في إنتاج زراعي صغير مستفيدة من وفرة الماء ومن ظروف طبيعية ملائمة والقرب من مدينة مراكش. وفي المقابل يواجه هذه العروض عزوف الملاكين الصغار عن البيع في انتظار عروض أفضل. ولا حديث للسكان إلا عن قصة الملياردير الإنجليزي الذي اشترى إقامة بالمليارات من أحد المستثمرين بالمنطقة.
وعلى امتداد طريق أوريكا انطلاقا من مراكش بدأت المشاريع السياحية تتكاثر. فعلى الجزء المنبسط الواقع بين مراكش وسفوح جبال الأطلس والذي يبلغ عمقه نحو 40 كيلومترا، تم إطلاق العديد من المشاريع العقارية والسياحية، فنادق فاخرة، مطاعم، فلل وإقامات سياحية، دور مغربية تقليدية (رياضات). وأصبح سعر الأرض في هذا السهل يتراوح بين مليون درهم ومليوني درهم للهكتار (بين 110 آلاف دولار و220 ألف دولار للهكتار)، وترتفع الأسعار حسب درجة قرب الموقع من مراكش ومن الطريق المعبدة.
ولا يقتصر اهتمام المستثمرين فقط على الجزء الجنوبي لضاحية مراكش، على امتداد طريق أوريكا باتجاه جبال الأطلس، وإنما يشمل كل ضواحي المدينة في جميع الاتجاهات، والتي تعرف إقبالا متفاوتا. فمن مراكش، التي تعتبر إحدى أهم العواصم التاريخية للمغرب، تنطلق 9 طرق برية تخترق سهل «الحوز» في جميع الاتجاهات، وتتنافس هذه الطرق والمناطق التي تخترقها في اجتذاب الاستثمارات العقارية والسياحية كامتداد طبيعي لمدينة مراكش التي تعرف طفرة عقارية غير مسبوقة. وتبقى طريق أوريكا الأكثر جاذبية نظرا لمقوماته الطبيعية الخاصة، تليه طريق أمزميز ثم طريق فاس فطريق الدار البيضاء.
ففي طريق أمزميز يبلغ سعر الأرض 1.2 مليون درهم (133 ألف دولار) للهكتار على بعد 6.5 كيلومتر من مراكش، ويهبط إلى 500 ألف درهم (56 ألف دولار) للهكتار على بعد 13 كيلومترا من مدينة مراكش. فيما يصل السعر إلى 1.5 مليون درهم (166 ألف دولار) للهكتار على بعد 30 كيلومترا من مراكش على طريق أوريكا. أما في طريق ورزازات فيصل السعر إلى 600 ألف درهم (67 دولارا) للهكتار على بعد 7 كيلومترات فقط من مراكش.
وبقدر ما يقترب الموقع من مدينة مراكش ترتفع الأسعار وتنتقل وحدة قياس العقار من الهكتار إلى المتر المربع. ويصل السعر في الضواحي المحاذية للمدينة الحمراء إلى 3000 درهم (330 دولارا) للمتر المربع في مناطق أملكيس والنخيل وباب الأطلس، حيث الفلل الفاخرة جدا والإقامات الثانوية للعديد من المشاهير والشخصيات العامة العالمية أمثال الرئيس الفرنسي جاك شيراك، والمغني الفرنسي شارل أزنافور.
منقول من الشرق الأوسط