- مدينة مراكش
- مئذنة مسجد الكتبية بمدينة مراكش المغربية
مدينة مراكش
مراكش اسم مدينة يطلق على المغرب، ويسمى الكل باسم الجزء لتميز الجزء جمالاً ونضارة وبهاء، اشتهرت باسم الحمراء، لونها الورد، ورائحتها التاريخ والأصالة.
سماها الناس سبعة رجال، رجال سبعة تحمل أسمائهم أحياء مراكش وحوماتها، كلهم فقهاء، علماء، أنقياء، أولياء، رجال صالحون. ولدت في القرن الخامس الهجري في عهد الأمير يوسف بن تاشفين في واحة خضراء تستند على سلسلة جبال الأطلسي الكبير حيث استقر المرابطون لحماية منافذ الجبال والانطلاق في فتوحات عزيزة.
يطلقون في المغرب على القطار بين الرباط ومراكش اسم (الكتبية) فالمسافر إلى مراكش مسافر إلى الكتبية المعلم الأوضح والأبهى على وجه المدينة التراث. شرع عبد المؤمن أول ملوك الموحدين في بناء المسجد، الكتبية في المنتصف الأول من القرن السادس الهجري، وأتم بناءه حفيده يعقوب المنصور مضيفاً إلى المسجد المنارة التي مازالت إلى يومنا شامخة.
تبلغ مساحة المسجد خمسة وأربعين ألف متر مربع، وبه مائة وثمانون دعامة. هو مثال على ما وصلت إليه العمارة الإسلامية من رقي وتطور في العهد الموحدي، وقد وصف المسجد عند اكتمال بناءه في منتصف شعبان سنة خمسمائة وثلاث وخمسين للهجرة على لسان المؤرخ ابن رشيد: "وكمل على أكمل الوجوه، وأغرب الصنائع، وأفسح المساحة".
مئذنة مسجد الكتبية بمدينة مراكش المغربية
مسجد الكتبية أو الكتبيين أخذ اسمه من بائعي الكتب، والنساخين، والوراقين الذين اتخذوا من جوانبه في القديم مقراً لهم. فناء المسجد الداخلي ترطب هواءه نسمات خضراء من شجر أخضر، مبلط جميل، يغطي البناء حوله قرميد وردي، الممرات تتوجها أقواس أندلسية اللون والشكل والملامح.
من الحجر المراكشي الأحمر بنيت صومعة الكتبية مربعة الشكل شاهقة، ارتفاعها سبعة وستون متراً ونصف، وضلعها اثني عشر متراً ونصف، الزخارف تتشكل من أقواس حجرية بارزة، أشكالها نباتية هندسية أو خطية. الدراسات العلمية التي امتدت سنوات ثلاث أكدت متانة بناء الصومعة وعدم تأثره بالسنين، تبع ذلك عملية ترميم تشمل الجدران الخارجية، لعلها الأكبر من نوعها في العالم. الكتبية كبرياء مراكش، وقامتها المنتصبة، ولعينيها تبدو المدينة.. كل المدينة واضحة جلية.
مراكش كأخواتها المدن المغربية تنقسم قسمين: المدينة الحديثة والمدينة القديمة، وبينهما ساحة هي الأشهر بين ساحات مراكش والمغرب، وبالتأكيد هي الأجمل بين ساحات العالم.
ساحة الفنا قلب المدينة الذي لا يتوقف ليلاً أو نهاراً، فيها اجتمعت ألوان المغرب وتراثه الشعبي، أغنيته وحكاياته وأعشابه وسحره، ألحانه ورقصاته، ترى الباحثين عن الشفاء في أعشاب طبيب جاء من عمق الصحراء. في الساحة تسمع كل اللغات، وترى أنواع الوجوه والملامح، الأزمنة وأزيائها، الكبير والصغير، الأسمر والأشقر، يسميها الناس ساحة الفنا، أي الفناء، ويروون فيما يروون أن الأحكام العلنية كانت تنفذ بالسيف وسط الساحة وهكذا جاءت التسمية. على جوانبها تقوم المحلات التجارية، تبيع التحف والأزياء المغربية، هي بداية لأسواق تشكل العمق للمدينة القديمة.
تقول الكتب المختصة إنها ساحة الفناء، والفناء لغة الساحة أو الفضاء المكاني المتسع، وفناء الدار ما اتسع من أمامها. من مسجد الكتبية نتابع جولتنا قال حسن الوزان عن مراكش في وصف إفريقيا: "وفي حياة علي بن يوسف بن تاشفين كان لها أربعة وعشرون باباً، وسور في غاية الجمال والقوة مبني بالطين المدكوك بالجير والرمل الممزوج بالحصى، من أبوابها: باب أجمات، باب أيلان، الدباغين، باب فاس، أو باب الخميس، باب دكالة الشهير، وباب أجناد.
بنيت الأسوار في غضون ثمانية أشهر، بلغ طولها حول المدينة تسعة كيلو مترات، وكلفت بيت المال سبعين ألف دينار مرابطي، وقريباً من مسجد الكتبية باب الرب. الأبواب عادة مزخرفة بالزخارف الهندسية، والأشكال النباتية، والخطوط العربية الجميلة، وتحمل شعارات الدولة التي بنتها.
تقع مدينة مراكش على بعد ثلاثمائة وأربعة وثلاثين كيلو متراً جنوب الرباط، بناؤها الحديث بدأ ينمو في مطلع القرن، ويتكامل مع المدينة القديمة ليعطيها شكلاً متميزاً قديماً حديثاً شوارعها فسيحة حديثة، المواصلات فيها مشكلة الألوان مختلفات، على أرصفتها المقاهي الحديثة والجلسات الهادئة، هواؤها جاف تنعشك نسماته مع شمس الغروب مال الزمان معها وعليها لكنها عاشت سيدة المدن.
"من شرب ماء مراكش لابد إليها يوماً يعود". أبناء المدن يقولون هذا عادة عن مدنهم، وأقول: "الشوق إليها يتعبني".
ألف شكر على الموضوع الرائع حقا ، ونحن بصراحه فقدناك ، منذ مدة ليست بالقصيره ، ولكن عيني عليك بارده شكل الرجعه هذه مليئه بمشاركاتك الرائعه ، وإبداعك الذي عودتنا عليه ، فالى الأمام دوما ، وربنا يوفقك لكل خير.
المسافر