سوريا المسافرون العرب

أكتشف العالم بين يديك المسافرون العرب أكبر موقع سياحي في الخليج و الوطن العربي ، يحتوى على أكبر محتوى سياحي 350 ألف استفسار و نصائح عن السفر و السياحة, 50 ألف تقرير سياحي للمسافرون العرب حول العالم و أكثر من 50 ألف من الاماكن السياحية و انشطة وفعاليات سياحية ومراكز تسوق وفنادق، المسافرون العرب هو دليل المسافر العربي قبل السفر و اثناء الرحلة. artravelers.com ..
bualaa
31-05-2022 - 04:57 am
  1. الحياة الجديدة في دمشق القديمة


الحياة الجديدة في دمشق القديمة

قبل فترة من الزمن كانت سهرات الليل في مدينة دمشق تقتصر إما على نزهات الى مناطق من ريف دمشق المعروفة مثل الغوطة الشرقية الكثيفة بالاشجار ومزارع الفاكهة أو الى مصايف بلودان وعين الخضرة و وعين الفيجه و الزبداني، لكن الامور تغيرت الآن، فقد بدأت مدينة دمشق القديمة تجد حياة جديدة في عشرات المطاعم والمقاهي التي ظهرت في الأعوام القليلة الماضية.
ظاهرة جديدة بدأت تنتشر في بيوتات احياء دمشق القديمة وهي تحويل هذه البيوت إلى مقاهي سياحية ففيها كل ما يطلبه الزوار الاجانب من المشروبات الساخنة والباردة وحتى الأركيلة، كذلك انتشرت المطاعم العربية في أجواء البيوت الشامية القديمة من خلال تحويل الأواوين والباحات في هذه البيوت إلى أمكنة لجلوس وسهر الزوار وليتناولوا الطعام مع رقرقة مياه النوافير وفي أجواء الياسمين الدمشقي الشهير. ونحن نقوم بجولتنا هناك في احياء دمشق القديمة تحدثت لنا الفنانة التشكيلية السورية سناء عبد الرحمن عن اجواء المدينة القديمة وقالت بان البعض يحولون بيوتهم الدمشقية، خاصة الطوابق العليا منها إلى صالات عرض فنية يستضيفون فيها شهرياً فنانين تشكيليين يقيمون معارضهم فيها، وبذلك حولوا البيوت التقليدية العتيقة إلى مشاريع ثقافية وفنية واقتصادية بآن واحد.
واضافت الفنانة التشكيلية سناء عبدالرحمن: يمكن عن طريق هذه الاعمال احياء المدينة القديمة في دمشق والمساعدة على استعادتها للدور الفني والثقافي الذي اضطلعت به على مر العصور. و تشهد هذه البيوت «المقاهي والمطاعم» في وقتنا الحاضر إقبالاً كبيراً من السياح وزوار دمشق القديمة. كما أن هناك مشروعاً سياحيا تجري دراسته لدى بعض الجهات الحكومية السورية لتحويل بعض البيوت الدمشقية القديمة الواسعة مثل بيت نظام والسباعي وبيوت اخرى ضخمة إلى فنادق من طراز راق مع الحفاظ على الجو الدمشقي القديم بليله الحاني وطيوره المغردة على أشجار الياسمين والنارنج في هذه البيوت الرائعة. ويقال ان اول بيت عربي شيد في دمشق كان للخليفة الاموي معاوية بن ابي سفيان حيث شيد داره التي عرفت بدار الامارة وبقصر الخضراء ايضا نسبة الى القبة الخضراء التي كانت تعلوها وكانت الى جوار الجدار الجنوبي (للجامع الاموي الكبير) تتصل به بباب خاص.
في دمشق بالذات يمكنك أن ترى كيف امتدت الحداثة هنا لتحتضن دمشق القديمة التي ما زالت تحافظ على أبرز سماتها، فما زالت أبوابها السبعة على وضعها القديم، وإن كانت لم تعد تؤدي وظيفتها القديمة، وعندما تمر من خلال هذه الابواب تشعر أنك تدخل عالماً يشبه عالم الحكايات، لتطالعك بيوت دمشق القديمة ذات النمط المعماري المميز، وأزقتها الضيقة، بالإضافة إلى حمامات السوق المعروفة، وهي معلم سياحي ما زال يستقطب العدد الكبير من الزوار حتى الآن، وإن كان عددهم تقلص كثيراً بعد أن تجاوز الثلاثمائة حمام في خمسينيات القرن المنصرم، وما بقي ما زال يحاول ان يحافظ على رائحة الماضي، إذ يأتي أهالي الحارات الدمشقية بالعريس إلى حمام السوق، ومن هناك ينطلقون به فيما يعرف بالعراضة الدمشقية، بالإضافة إلى بعض الحمامات الخاصة بالنساء، وما زال مرتادو هذه الحمامات في السوق يتناقلون الأساطير التي حكيت ضمن أجوائها والمشابهة لأساطير ألف ليلة وليلة، وتوجد نفس النكهة في أماكن أخرى من دمشق القديمة، كما في الأسواق، خاصة سوق الحميدية، الذي بني في عهد السلطان عبد الحميد الأول عام 1863، ثم استكمل في عهد عبد الحميد الثاني، ومن هنا جاءت تسميته. فعندما تصلون الى هذا السوق الملتصق بقلعة دمشق القديمة من اليسار، وهو من اقدم الاسواق، لودخلتموه من حي القيمرية فلا تنزعجوا لو تقدم اليكم احد الباعة الدمشقيين الدهاة ليعرض عليكم سلعته، فقط حاولوا ان تتأملوا الاسواق والابنية الحجرية القديمة المترامية على الطرفين. تستطيعون التسوق في اي وقت تشاؤون. السوق المذكور مغطاة بسقف حديدي مليء بثقوب صغيرة تضيئها شمس النهار فتبدو وكأنها نجوم تلمع في عتمة السوق. و دكاكين و حوانيت السوق تشتهر بجميع أنواع البضائع، لا سيما الملابس والأقمشة والحلويات والصناعات التقليدية كالموزاييك والنحاس المزخرف بالفضة. وبجوار سوق الحميدية هناك سوق «مدحت باشا» أو السوق الطويل وأنشأه والي دمشق مدحت باشا عام 1878 ويسير السوق بموازاة سوق الحميدية، حيث تفصل بينهما أسواق صغيرة أخرى. وتقوم على جانبي السوق حوانيت صغيرة تشتهر بالنسيج الوطني والأقمشة الحريرية «الصايات» والعباءات الصوفية والكوفيات والعقل. ومن الأسواق الشهيرة في دمشق هناك سوق الحرير الذي أنشأه درويش باشا عام، 1574ويقع مدخله في آخر سوق الحميدية بالقرب من الجامع الأموي، وتشتهر دكاكينه ببيع الأقمشة والمطرزات والعطور ولوازم الخياطة النسائية، وهناك سوق الخياطين الذي أنشأه شمسي باشا عام 1553 والذي يقع في نهاية سوق الحرير.
ولقد وصلنا الان الى نهاية سوق الحميدية حيث الجامع الاموي الشريف. لا تسالوا عن الاثمان التي دفعها الامويون لانجاز ذلك الصرح العظيم في تلك الزمن، فقط اهتموا بالتامل بالفسيفساء والمرمر والزخرفة الفريدة. وادخلوا الى حرم الجامع الاموي حيث تشعرون بالراحة والسكينة فيه. وبجوار الجامع الاموي الشريف يمكنكم زيارة ضريح قبر السلطان الناصر صلاح الدين الايوبي فاتح القدس وفي مقربة ايضا من الجامع الاموي يمكنكم ايضا الذهاب الى قصر العظم و الذي يعتبر نموذجا باهراً وفريدا للبيت الدمشقي القديم والذي تحول الى متحف للتقاليد الشعبية والمهن اليدوية، كما حولت باحته الواسعة إلى مكان لإقامة الحفلات الفنية، خاصة حفلات الفولكلور وعروض الأزياء الشعبية..لقد كان يوما ما دارا للوالي العثماني في فترة الاحتلال العثماني.
دمشق القديمة التي ربما تكون أقدم مدينة ظلت مأهولة باستمرار في العالم تتالف من مجموعة كبيرة من الحارات والخانات المتداخلة مع بعضها البعض، تتالف هي الان كمدينة من قسمين اساسين : الأولى وهي داخل السور وهي الأقدم واستوطنت منذ آلاف السنين، والثانية خارج السور وتضم حارات مثل الصالحية والميدان والشاغور وساروجة وهذه تأسست منذ عهود ليست بعيدة حيث بدأت بالظهور مع بداية العهد الأيوبي وما بعد.


التعليقات (4)
مشاري الشملان
مشاري الشملان
مراحب بأحلى طلة
د-ابوعلاء
ماشاء الله على الروائع التي تسطرها عن سوريا فهي مفرحه لنا وبالتأكيد مغضبه لغيرنا ولكن يضل كلامك عين العقل وتضل دمشق القديمه والريف الساحر هما العنوانان الأبرز في دمشق الحبيبه على قلوبنا
تحياتي الحاره.............

ابوالشهيدين
ابوالشهيدين
الف شكر لك ويعطيك العافيه يا ابو علاء

نورس البحر
نورس البحر
الاسلوب الممتاز في الكتابة يضفي على الموضوع الجمال والتميز

السفير-999
السفير-999
ايه القديم حلو
له طابع خاص الله يعافيك


خصم يصل إلى 25%