- البحر الميت: مستشفى الطبيعة وملاذ الباحثين عن الراحة
البحر الميت: مستشفى الطبيعة وملاذ الباحثين عن الراحة
لم يجد اشخاص يعانون أمراضا جلديَّةً مزمنة بدا من العودة لمواصلة العلاج في البحر الميِّت، لما لمسوه من تحسُّنٍ كبيرٍ لم يجدوه في أفضل المراكز العلاجية العالمية، ما جعَلَ من رحلة العلاج في هذا المكان الفريد متعة حقيقية تجمع بين الاستشفاء والاستجمام.
مرضى كابَدوا المرض سنين طويلة ما لبثوا أنَّ وجدوا ضالتهم في أخفض بقعة على وجه الارض فأتوا متلهفين بحثاً عن الراحة والأمل.
ويؤكِّدُ عدد من ذوي الأمراض الجلدية المزمنة الذين يزورون المنطقة حاليا أنَّهم جاءوا إلى البحر الميت خصيصا من أجل العلاج والراحة والاستجمام، بناءً على توصيات أطبائهم، لأنَّ العلاج في البحر الميت أثبَتَ نجاعَةً كبيرَةً لم يجدوها في بلدانهم.
المعالج في مركز البحر الميت الطبي الدكتور حسن الصمادي، يؤكِّدُ أنَّ احتواءَ مياه البحر الميت على نسبة ملوحة تصل الى
9% و21 عنصرا من الأملاح المعدنية النادرة، إضافة إلى الهواء المشبع بالأوكسجين وأشعة الشمس غير الضارة، تولدُ شعوراً لدى المريض بالراحة والانتعاش أكثر من أيِّ مكان آخر على وجه الأرض، ما يجعَلٌ المكان وفق تعبيره "القبلة الأولى" لمرضى الأمراض الجلدية المزمنة، والباحثين عن للعلاج الطبيعي من شتى أنحاء العالم.
ويقولُ السائح جون إنَّ العلاجَ في البحر الميِّت أظهَرَ نتائِجَ ممتازة في وقت قصير، ما دفعَهُ إلى مواصلة العلاج لفترات أطول، لافتا إلى أنَّهُ استخدَمَ جميع العلاجات الطبية ولم تحقق النتائج المرجوة، فما كان من طبيبه إلا أنْ نصَحَهُ بالقدوم إلى البحر الميت لتلقي العلاج.
ويُشيرُ جون إلى أنَّ معظمَ المرضى لا يعرفون عن البحر الميِّت، إلا أنَّ شركات التأمين بدأت منذ سنوات بتسيير رحلات علاجية لانخفاض التكلفة مقارنة مع العلاج في أماكن أخرى في العالم.
ويوضح الألماني البرت أنَّهُ سمِعَ عن العلاج في البحر الميت من خلال برنامج تلفزيوني، فقرَّرَ المجيء مع ابنه للعلاج والاستجمام في هذا "المكان الفريد"، وفق قوله.
ويروي الصمادي أنَّ إحدى السائحات التي تعاني من أمراض الشبكية لاحظت خلال زيارتها أنَّها تحسَّنَت من دون تلقي أي علاج، فقامت بمراجعة طبيبها بعد عودتها إلى بلدها الذي أكَّدَ لها أنَّ أعراض المرض تضاءلت بنسبةٍ كبيرة، ونصَحَها بالعودة الى المنطقة لمدة شهر كل سنة حتى تتحسَّنَ حالتها.
ويُبيِّنُ الصمادي أنَّ "الميزات الفريدة جعلت من المعالجة المناخية أهم وسائل العلاج في البحر الميت التي تحقق نسبة عالية من النجاح في معالجة العديد من الأمراض المزمنة، من دون أن تكون لها أعراض جانبية".
وتكمن طريقة العلاج في التعرُّض لأشعة الشمس لفترات بشكلٍ تدريجي، والاستحمام في مياه البحر الغنيَّةِ بالمعادن، التي تساعِدُ على تقوية التأثير الشفائي لأشعة الشمس.
ويلفتُ إلى أنَّ نسبة الشفاء من بعض الأمراض كالصدفية والاكزيما تفوقُ 80 % من الحالات المعالجة، معتبراً أنَّ ذلك شجَّعَ الأطباء في الدول الاوروبية وخاصة المانيا والنمسا على توصية المرضى بالعلاج في منطقة البحر الميت من الأمراض الجلدية المزمنة، لافتا إلى أنَّ معظم تلكَ المعالجات تُعطي نتائِجَ ممتازة لمدة غير طويلة. ويوضِّحُ أنَّ معظم الحالات تحتاج لإعادة العلاج بعد مضي ستة أشهر، ما يدفع معظم المرضى إلى العودة لتكرار رحلة العلاج.
والطبيعة الغنيَّةُ بمواردها الشفائية، في البحر الميِّت زادت عدد المرضى الذين يعودون لمتابعة العلاج في المراكز الطبية، حيثُ بلَغَ عدد مراجعي المركز خلال العام 2010 نحو ثلاثة آلاف مريض، قضوا جميعهم ما بين 15 الى 30 يوما ضمن برامج علاجية متكاملة.
ويقولُ الصمادي إنَّ عملية الترويج لموقع البحر الميت وميزاته الفريدة بدأت توتي ثمارها، وكانَ السبَبُ المباشر في ازدياد أعداد السياح الباحثين عن العلاج، إضافة إلى التكلفة الزهيدة بالمقارنة مع مثيلاتها في بعض الدول، ما دفَعَ بشركات التأمين إلى اختيار الأردن كوجهة لتأمين علاج زبائنها.
وتعدُّ منطقة البحر الميت من أهمِّ المناطق السياحية للاستشفاء البيئي على مستوى العالم، حيثُ تتميَّزُ بمجموعة من العوامل الطبيعية التي يجعلها تتميز بمواصفات طبيعية، حيث المناخ المعتدل والمشمس خاصة في فصلي الشتاء والربيع، ما يجعلها تحظى بمركز تنافسي في المنطقة في مجال السياحة العلاجية والاستشفاء والترفيه.
وانخفاض البحر الميت إلى عمق 417 مترا تحت سطح البحر، جعل متوسط درجة الحرارة العام حوالي 31 درجة مئوية، فيما تصبح الاشعة الشمسية الطويلة غير ضارة للإنسان إذا تعرَّض لها تدريجيا، حيثُ يتم ترشيح الأشعة فوق البنفسجية الضارة من خلال طبقات الغلاف الجوي الطبيعية وطبقة الأوزون السميكة نوعا ما و طبقة التبخر الموجود فوق البحر الميت.
ويتميز البحر الميت بهوائه النقي والجاف والمشبع بالاكسجين لأنَّ ارتفاع الضغط الجوي في منطقة البحر الميت جعَلَ المنطقة تحتوي على الأوكسجين أكثر بنسبة 10 من أي مكان آخر على وجه الأرض، إضافة إلى انخفاض نسبة الرطوبة والذي يجعل التنفس أسهل وأفضل، حيثُ أنَّ أجواءَ منطقة البحر الميت تساعد على تحسين أداء القلب والجهاز القلبي الوعائي.
ويشتهر البحر الميت بمياهه التي تحتوي على نسبة مرتفعة من الأملاح والمعادن الطبيعية وخاصة كلوريدات الصوديوم والكالسيوم والمغنيسيوم والبرومين، ما جعل من تلك التركيبة الملحية والمعدنية النادرة أهم مصادر علاج الأمراض الجلدية كالصدفية والاكزيما والحساسيات الجلدية المختلفة.
يقول ربي كتب شفاء لامراة من مرض جلدي باستخدام ماء البحر الميت الي احضرته لها .
انا نزلته مرة واحد في حياتي
وكان الماء به مثل الزيت
مشكورة مشرفتنا على المعلومات القيمة
لك تحياتي