تواجدت لمدة ( 17 ) يوما الماضية في باريس في رحلة عمل وحقيقة لدي الكثير من المقالات اود نشرها عن المدينة وقد ارتأيت ان ابدأ بنشر اهم هذه المقالات برأي ولا ادري ان كان غيري كتب عما سوف اذكره علما اني بحثت في غوغل عن مواضيع مشابهة لما سوف اقدمه ولم اعثر عليه حتى اتأكد ان ماسوف انشره لايعد تكرارا لما كتب
اثناء خروجي من احد المكاتب القريبة من قوس النصر نادني شخص كان يركب بسيارة انيقة وكان معه خريطة يمسكها بيده واستنتجت انه يريد السؤال عن مكان توجهت له لا لمساعدته لكن لاخبره اني لا اعرف شىء عن باريس ما ان وصلت له حتى سألني عن بلدي وقلت له اني عربي وفوجئت يلقي علي السلام العربي وقال لي انه عمل بالسعودية وذكر لي من المدن التي عمل بها جدة والرياض والدمام اي مدن السعودية المعروفة وانه تاجر ايطالي حضر لباريس لانجاز بعض الأعمال وكان يعتمد في صرفه على بطاقة ائتمانه التي انتهت صلاحيتها وانه سوف يعطيني هدية قيمة عبارة عن جاكتين جلد صناعة ايطالية قيمتهما لاتقل عن ( 300يورو ) مقابل ان اساعده ب( 100يورو ) يستطيع بموجبها تعبئة سيارته وقود والعودة لايطاليا لم اشك بوضع الرجل لاسيما بعد ان سلمني هديته بكيس اخرجت من جيبي ( 50 يورو ) واعطيتها له لكنه اصر على المائة قلت له انا لا استطيع اعطائك الا هذا المبلغ ولست بحاجة الى هديتك قال زدها قلت لا ، اخذ الخمسين بغضب وحاول اخذ الكيس من يدي ولما شاهدته يهم بأخذها عرفت انه نصاب وسحبت الكيس منه بالقوة وقلت له هذه مقابل الخمسين ولو لديك اعتراض انزل من السيارة لنتوجه الى رجل البوليس هناك لم ينزل وانصرف
كان ما حصل لي درس لن انساه جعلني احذر من اي شخص يستوقفني في باريس بعد يومين من الحادثة كنت على وشك الدخول الى متحف اللوفر وواقف اتأمل مبنى المتحف من الخارج وإذ بفتاة جميلة تستوقفني وتبتسم لي وتقول لي لدي لك هدية اعطني يدك ودون ان امد لها يدي مسكت بها وادخلت خاتم ( دبلة ) بأحد اصابعي واعطتني دبلة اخرى قائلة اعطها لمن تحب وسألتني عن جنسيتي واخبرتني انها سائحة برازيلية وانا اعتقد ان انها اسبانية او برتغالية وقالت ان فلوسها انتهت وتطلب منى ان اساعدها ولو بخمسين يورو تذكرت ما حدث لي قبل ايام مع ذلك الرجل وعرفت ان الفتاة تتبع نفس طريقة الرجل بالنصب اعتذرت للفتاة وسلمتها خواتهما بدات بعد ذلك تترجاني وتستعطفني بقوة لمساعدتها وتدلل علي وكأني زوجها او والدها وكنت انظر اليها وانا ابتسم واضحك احيانا واقول لنفسي كم من الشباب سوف ينهارون امام ( ) وهديتها وترجيها ولما رأت عدم استجابة مني اخذت خواتهما مبتسمة قائلة شكرا وانصرفت
في الاسبوع الأخير لي في باريس وفي احد الشوارع البعيدة من قوس النصر نادني شخص اوربي يقود سيارة ولم ارد عليه وكنت اظن انه انصرف عني لكني فوجئت به في مكان آخر يطلب من ان اكلمه ويسألني بصوت عال من اي بلد انت وبدأ يتكلم ببعض الجمل العربية عرفت انه نصاب لذلك لم ارد عليه
والغريب اني قبل ان اتوجه لمطار شار ديغول لمغادرة باريس واثناء خروجي من الشارع الذي قابلت به الشخص الأول لأن الشارع كان مقر عملي بباريس فوجئت بنفس الشخص الذي قابلته في المرة الاولى ينادي علي ومعه خريطته دون ان يلتفت الى اني الشخص الذي نصب عليه وهذا يؤكد ان ينصب باليوم الواحد على عدة اشخاص مما جعله لايتذكر وجوههم لكثرتهم
مما سبق يتضح لكم ان هذه طريقة جديدة للنصب على السياح وهي التظاهر بمظهر الرجل الغني من خلال ركوب السيارات الفارهة والملابس الأنيقة والمبادرة الى اهدائك هدية تبدو لك انها غالية ثم الانقضاض عليك واحراجك بعد الهدية بطلب المساعدة مع تحديد قيمتها ( 50 او 100 يورو ) عذرا للاطالة لقد زرت عدة دول اوربية لم اشاهد مثل طريقة النصب هذه الا في باريس فاحذروا من هؤلاء النصابين ولا يغركم مظهرهم وهداياهم واحذروا من اي شخص يستوقفكم آمل ان تكون وصلت المعلومة لكم كما آمل تثبيت هذه المشاركة لمدة معينة ليستفيد الجميع منها