ماليزيا المسافرون العرب

أكتشف العالم بين يديك المسافرون العرب أكبر موقع سياحي في الخليج و الوطن العربي ، يحتوى على أكبر محتوى سياحي 350 ألف استفسار و نصائح عن السفر و السياحة, 50 ألف تقرير سياحي للمسافرون العرب حول العالم و أكثر من 50 ألف من الاماكن السياحية و انشطة وفعاليات سياحية ومراكز تسوق وفنادق، المسافرون العرب هو دليل المسافر العربي قبل السفر و اثناء الرحلة. artravelers.com ..
عبدالله الصانع
29-11-2022 - 10:16 am
  1. ( 1 ) مقدمة لا بد منها


الإهداء : مع أعطر التحايا وأرق الأمنيات لحب أجمل وكل الأزمنة .. كل عام أنت الحب .

( 1 ) مقدمة لا بد منها

اجتهدت ، وأعملت الذاكرة كي أتذكر أول مرة سمعت فيها عن " ماليزيا " ففشلت فشلاً ذريعاً ، ولم أستغرب فهذا هو المتوقع إزاء الكثير من الأمور التي تعلمناها ثم لم نعد نتذكر أين ومتى وكيف ؟!
لكن ربما كان ذلك في إحدى المدارس الأولية التي درجت بها في قريتي الشامخة ، حيث كان الكتاب المدرسي هو المصدر الوحيد تقريباً للمعرفة بالنسبة للكثيرين من أبناء جيلي في قرى وطني الحبيب ، عندما كانت القرية قبل ثلاثين عام تقريباً شبه معزولة عن العالم الداخلي ، فلا كهرباء ، ولا وسائل اتصال ، ولا وسائل إعلام ، ولا مكتبات ، ولا كتب ، ولا متعلمون ، وحتى المدارس فمعظمها للبنين أما البنات فقد حكم عليهن غالبية المجتمع بالارتكاس في براثن التخلف والجهل.
وحاولت أتذكر شيئاً مما تعلمته آنئذ عن ذلك البلد المنتمي إلى حوزة الإسلام ، وقد كان في المناهج الكثير من المعلومات عن البلدان العربية والإسلامية والعالمية ، مواقعها وجغرافيتها ومناخها وتعداد وأنشطة السكان فيها وغير ذلك من المعلومات التي لا اعرف الجدوى من تعلمها حيث ينساها الطلاب بعد أدائهم للاختبارات بعد مدة وجيزة تطول أو تقصر تبعاً للقدرة على التذكر عند الأفراد المعنيين ، ولم أتذكر إلا أنها إحدى الدول التي دخل إليها الإسلام عبر سلوكيات التجار " الحضارم " وصدق تعاملهم مع الناس . رأوهم يبيعون ويشترون وفق أخلاقيات لم يعهدوها ممن تعاملوا معهم من قبل ، تعاملات قوامها الأمانة والصدق والوفاء بالمواعيد وعدم الغش والخداع وتزييف الحقائق ... الخ . قالوا : ما أنتم ؟ قالوا : مسلمون . قالوا نحن أيضاً على الدين الذي هذب سلوكياتكم وانتزع من دواخلكم الأحقاد والحسد والكذب والطمع والغش وتطفيف المكاييل والموازين وغير ذلك مما يحيل الإنسان إلى وحش جد مدمر لنفسه ومن حوله.
وفي أوائل المرحلة المتوسطة على ما أعتقد ذهبت مع بعض أقاربي _ رحم الله ميتهم وأحيا من بقي منهم على الطاعة _ إلى مكة المكرمة زادها الله شرفاً وأمناً لأداء العمرة ، وهناك رأيت مزيج من الناس ، فيهم الأبيض والأسود والأصفر والأحمر ، القصير والطويل ، العربي والأعجمي ، صغاراً وكباراً ، رجالاً وإناثاً ، البعض يلبس إحراماً وآخرين يلبسون ملابس مختلفة في أشكالها وألوانها، كلهم يؤدون نفس الأعمال ويتسابقون لإنجاز ذات الأهداف ، وبشوقي الذي لا يخفت للتعرف على ما حولي كنت أتساءل معتقداً أن من معي يملكون كل الإجابات على تساؤلاتي . رأيت قوماً قصار القامة صفر الألوان في الغالب ذوي وجوه بها أعين مشدودة إلى أعلى يلاحظ عليهم أناقة الملبس وتشابهه كما يلاحظ التنظيم . قلت من أين الناس ؟ قال أحبتي : من ماليزيا ؟ هل سمعت بها ؟ قلت يمكن !
ثم ، تذكرت أيضاً أنني ومن خلال ميلي الفطري لقراءة سير الأفذاذ من الرجال والنساء ومعرفة المبادئ التي يتمثلها القادة الملهمين والعباقرة المسددين قرأت ما أتيح لي من معلومات كانت تطرحها " على خجل واستحياء " الصحافة المحلية بين آن وآخر عن القائد الملهم الذي أسهم في أن يحول ماليزيا من بلد زراعي فقير إلى أن تكون " نمراً " آسيوياً ذو مكانة مرموقة في عالم الاقتصاد والصناعة والتقنية العالميين ، والذي نقل أهلها من بؤر الفقر والجهل والمرض إلى اعتلاء منصات التتويج في كل ميادين الرقي والتحضر ، إنني أعني " الدكتور / مهاتير محمد " أبو المعجزة التنموية الماليزية التي صارت أنموذجاً يستحق أن يُحتذى في العالم الثالث المهموم بالارتقاء إلى مصاف الدول المتربعة على قمة التصنيف الدولي في مضمار الرقي والتحضر ، التجربة التي تعد ثمرة التقاء الرؤيا المستقبلية العميقة حول الهدف المرتجى والإرادة الصلبة لتحقيقه عند القائد مع قدرات الشعب العظيم الذي لا يتوانى عن بذل التضحيات الجسيمة لجعل الإنجازات الكبيرة واقعاً ملموساً على أرض الواقع .
وكما يقال : " أول الغيث قطر ثم ينهمر " تذكرت أنني شاهدت بأم عيني عام 1410ه عشرات الطلاب الماليزيين يدرجون في جنبات إحدى الجامعات الأمريكية بمدينة هارتفورد ( شرق أمريكا ) ويسعون ما وسعتهم الجهود للاستفادة مما لدى الأمريكان من علوم مع المحافظة على خصوصيتهم . أعجبني من الطلاب المسلمين حرصهم على أن يكون لهم مصلى خاص في نطاق الحرم الجامعي واحتفاظ الكثيرين منهم بلبسهم التقليدي المختلف ، ثم عندما اقتربت من أحدهم وسألته حدثني عن أن في الأنحاء مسئولين يراقبون عن كثب مدى تقدم أحدهم أو تعثره في المجال الأكاديمي أو السلوكي ، ويسهمون أولاً بأول في دعم جهود الطلاب للنهل من العلم والحفاظ على أخلاقياتهم وثوابتهم ، ويحلون مشكلاتهم والصعوبات التي يواجهونها بسبب الصدمة الحضارية التي قد لا يواكب هولها أحدهم ، أو تلك الناجمة عن صعوبة اللغة أو المواد الدراسية أو المعيشية أو غيرها مما لا بد يأتي من خلال ممارسة الحياة .
وتذكرت إنني ازددت رغبة في معرفة المزيد عن هذا البلد النامي وقائده المظفر وانبهرت مما سمعت ، مهاتير دارس للطب ، بدأ رحلة التغيير في بلاده عام 1981م بجدية منقطعة النظير ورغبة عارمة في الانفتاح على التجارب الإنسانية العظيمة في شرق الدنيا وغربها ، كان يملك رؤيا لما يبتغي تحقيقه لرفعة شأن بلده على مستوى دول الجوار وعلى المستوى العالمي، ثم صاغه رؤياه على شكل أهداف واستراتيجيات وخطط متنوعة طموحة لا تعترف بالمعوقات ولا تستسلم أمام أي صعوبات . ولأن بلده حديث عهد بالاستقلال من الاستعمار فقد كان هناك صلات بالقوى الأبرز في الغرب خصوصاً أمريكا وبريطانيا لذا قرر الاستفادة في جهوده الرامية لإعلاء شأن بلاده من الغرب ومن التجربتين الأقرب لبلده ، اليابانية والسنغافورية . قرر أن لا تكون الاستفادة على شكل معونات ومساعدات ترتهن لها البلاد وإنما من خلال ابتعاث النابغين من الماليزيين للدراسة في أرقى الجامعات الغربية وحصد المعارف والعلوم والأنظمة ثم العودة إلى الوطن وتوظيف المعرفة الإنسانية المكتسبة للنهوض به وجعله محلاً للعيش السعيد. القرار كان أساسه تغيير البنية العقلية للمواطن الماليزي ليتواءم مع الأفكار السائدة في عصره بدون أن يفقد هويته كشعب غالبية أهله من المسلمين وبه آخرين مسيحيين وهندوس وغيرهم مما لا دين له . ولإيمانه الراسخ بأن التعليم هو البوابة السحرية التي يمكن لماليزيا أن تلحق بركب التطور العالمي من خلالها عمل على تطوير التعليم بالتركيز على تعليم اللغة الانجليزية والعلوم الهندسية والتقنية وغيرها ، وحرص على أن يبني أمة ماليزية موحدة يتقاسم الحقوق فيها كل المنتمين للتراب الوطني بصرف النظر عن اختلاف أديانهم وأعراقهم وأشكالهم وألوانهم ، أمة متطورة ومجتمع يحب العلم ولا يستنكف من العمل بشتى ألوانه ، مجتمع واثق بنفسه محب لمن حوله متعاون معه مستفيد من تجاربهم يسوده الأمن وتتوافر به فرص العيش الكريم وينعم أهله والقاطنين فيه بالخير الوفير .
وبصفتي أحد المنتمين إلى الوظيفة الحكومية ويستهويني دراسة التجارب الإنسانية والإدارية والقيادية المتطورة تذكرت أيضاً إنني قرأت عن تفوق ماليزيا في التجربة البنكية المنبثقة عن الاقتصاد الإسلامي وأكبرت التجربة وأهلها وتمنيت أن يتاح لي التعمق في الدراسة والفهم ، فتلك إحدى الهدايا التي يجب أن تقدم لعالم إنساني تثبت الأحداث والتطورات فيه أنه ينحدر بشكل رهيب وفي كل مجالات الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية وغيرها ، وكان آخرها الأزمة المالية العالمية التي أسفر عنها لحوق أضرار جسيمة بكل اقتصاديات العالم ، وما نعايشه هذه الأيام من آثار للتغيرات المناخية التي يوشك أن تختفي بسببها مدن وقرى وربما أوطان ، وكل ذلك بسبب اعتناق الكثيرين من أفراد المجتمع الإنساني لأيدلوجيات فكرية وعملية بشرية ( الماركسية والليبرالية ) اعتبرت من أولويات الفعل لمعتنقيها إقصاء الدين الحق عن مجريات الحياة والإعلاء من شأن المادة في حياة الإنسان ومحاولة القضاء إن أمكن على كل أشواق الروح الإنسانية الشفيفة .
وكنت من آن إلى آخر أسمع أخبار تسر من بعض الزملاء الذين قدر لهم زيارة ماليزيا بعد أن أصبح السفر ، خصوصاً إلى الخارج لقضاء العطلات والاستمتاع بالإجازات جزء من ثقافة المجتمع وأحد علائم التمدن عند المنتسبين إليه. أحدهم أمضى عدة أيام من شهر العسل المرتبط بزواجه الثاني هناك وعاد يحمل أعطر الذكريات ويشيد بجمال المناظر ورقي التعامل وتطور الإنسان والمكان ووفرة المنتجات ورخص أسعار السلع والمنتجات ، وآخرين سافروا للمشاركة في ندوات ومؤتمرات ودورات تدريبية فكانوا يكيلون عبارات المديح ويغدقون سيل الثناء على البلد الماليزي وأهله ، فتأججت في الدواخل رغبة عارمة لزيارته ، لكن كثيراً ما تحول دون ذلك ظروف ، بعضها عملي وأخرى أسرية ، وأهم من ذلك أننا نعيش بين أناس يسيئ الكثيرون منهم فهم مقاصد السفر بسبب ما يسمعون من تجارب لمسافرين كل هم أحدهم تمضية الوقت في الفنادق أو الشقق المفروشة لممارسة أعمال تنتهك الثوابت وفيها هدر للوقت والإمكانيات والمقدرات .
أيها الأحبة : أتيح لي قبل عيد الحج من هذا العام المبارك الذي بنهاية إغرابة هذا اليوم ستسقط آخر ورقة في رزنامته ، أتيح لي السفر إلى ماليزيا لحضور مؤتمر علمي يهدف إلى إثراء الجهود العالمية لمكافحة الجريمة المالية وخصوصاً غسل الأموال وتمويل الإرهاب والجريمة المنظمة ، والصفحات التالية آمل أن تحمل معلومات وصور ومواقف من المفيد الاطلاع عليها ، فانتظروني ، وإذا لم يكن فاستروا ما وجهتم ، وابقوا أحبتي وأصدقائي .
للموضوع بقية ، فابقوا معنا


رحلتي الى ماليزيا
التعليقات (7)
عبدالله الصانع
عبدالله الصانع
  1. ( 2) من يومياتي قبل السفر


( 2) من يومياتي قبل السفر

يقول الشاعر العربي أبو تمام : وطول غياب المرء في الحي مخلق لديباجتيه فاغترب تتجدد
وهناك قلوب ترتعش شوقاً كلماً ترددت على مسامعها أصداء كلمة " رحيل " أو " سفر " ، وهي تتلبس بزغاريد الفرح كلما عاشت جماليات لحظات إقلاع الطائرات أو هبوطها ، وهي تنتشي وتسعد كلما عانقت الأنظار مشاهد وصور ومناظر جديدة ، هناك قلوب تتمنى أن تجوب العالم ، شرقه وغربه ، شماله وجنوبه ، جباله وصحاراه وأوديته وسهوله ، بره وبحره .
هناك قلوب يستهويها اكتشاف المجهول ، وهي مسكونة بحب استطلاع لكل جديد ، مزنرة بقنوات استشعار اخطبوطية لا يتوقف وميضها ولا تكف رسائلها المنبعثة لاستكشاف ما حولها .
وفي أعماق كل منا تسكن حماسة متأججة لتجريب المختلف ورغبة قلقة في الإحاطة لو أمكن بكل الأشياء وزيارة كل الأماكن وتوثيق الصلة بأهلها. هناك أناس لا يرضون بالواقع ولا يقتنعون بالمثل القائل : القناعة كنز لا يفنى ، بل يتطلعون إلى نيل المختلف واكتشاف المدهش من عظيم صنع الخالق جل وعلا والعطاء الإنساني الرائع ، في دواخلهم توق لا يخبو لعيش الأرقى على مستوى الاعتقاد والشعور والحس والفكر والممارسة ، وبحث لا ينتهي عن ومضات وإضاءات تجعل الحاضر واعداً والمستقبل مشرقاً وتشحن بطاريات الدواخل بشحنات الأمل والتفاؤل .
والحياة كما يقال " قسمة ونصيب " ، وأدق الإجراءات التخطيطية التي قد يبذلها الإنسان أحياناً لا يمكن أن تتسق مع الأقدار المرسومة ممن أحاط علمه بكل شئ ، جل في علاه .
وأنا في نهاية شهر شوال الماضي وصلت إلى قناعة أكيدة إلى أنه يجب أن أحصل على إجازتي السنوية بأسرع وقت ممكن ، ذلك أنني وفقت بفضل الله تعالى ثم بفضل تشجيع أحد أبرز أحبتي وفقه الله لاستغلال أوقاتي بشكل مميز خلال شهر رمضان المبارك وأنهيت جميع الأعمال المعلقة لدي ، كان يسكنني هاجس ملح أن أقضي إجازتي في إحدى الدول الخارجية المدونة أسمائها في قائمتي مثل : أسبانيا ، الهند ، تركيا ، المالديف ، ماليزيا ، اندونيسيا ، تونس ، وغيرها لا سيما البلدان التي بقي بها شواهد معمارية تدل على عظمة الإنسان عندما يعتنق الإسلام فتستحيل كل أقواله وأعماله تطابقاً مع هداياته .
وبالفعل تقدمت بطلب الإجازة لرئيس القسم ، فأنا جسور عندما اقتنع بوجاهة أمر ما ، زميلي إنسان محب لا أجد منه دوماً إلا الاحترام والتقدير والتشجيع ، واعتدنا أن نتعامل من منطلق الصدق والصراحة لذا أخبرني مباشرة أنه لا يمانع في الموافقة لكنه ، يذكرني بأن القسم بحاجة ماسة لخدماتي لا سيما في ظل انشغال زملاء آخرين .
باخت دواخلي ، لكني لم أتردد مطلقاً في العدول عن طلبي تقديراً للزميل ورغبة في أداء الواجب لمكان يستحق .
استأنفت عملي بحماستي المعهودة وكأن شيئاً لم يكن ، وفي غمرة انهماكي تلقيت بشرى من مدير مركز التدريب زف خلالها خبر ترشيحي لحضور مؤتمر في البنك المركزي الماليزي " بنك نيقارا ماليزيا " يستمر لمدة خمسة أيام قبل الحج . سرني الخبر بالطبع ، فقد كانت ماليزيا بالفعل إحدى المحطات التي فكرت في أن تكون محلاً لقضاء إجازتي ، وكما يقول المثل: " شي بلاش ربحه بادي " ، ومن حسن حظي ولله الحمد أن كل سفراتي الخارجية ومعظم الداخلية كانت لأداء مهمات رسمية قوامها التدريب أو العمل ، بدءاً من المخواه ، ونمره ، ومحايل عسير ، وبني عمر ، وبني شهر ، وباللسمر ، وباللحمر ، وأبها ، وخميس مشيط ، وأحد رفيده ، ونجران وظهران الجنوب ، وشرورة ، ومنطقة جازان بمدنها المختلفة ( الدرب ، وبيش ، صبيا ، صامطه ، بني مالك ، فيفا ، أحد المسارحة ، وغيرها ) ، ووادي الدواسر ، والأفلاج ، والخرج ، المدينة المنورة ، عرعر، وينبع ، وجدة والطائف ومكة المكرمة ، وكل المدن الصغيرة والكبيرة في المنطقة الشرقية ( الدمام ، الظهران ، الأحساء ، ابقيق ، الخبر ، الثقبة ، صفوا ، رأس تنورة ، القطيف ، سيهات ، الجبيل ، ووصولاً إلى عمّان وإربد وجرش في الأردن ، ولندن وبورنموث وأكسفورد وغيرها في بريطانيا ، وهارتفورد ، شامبين / عربانا ، نيويورك ، واشنطن ، سانت لويس ، سانت باربرا وغيرها في أمريكا ، وليون في فرنسا ، ودبي وأبوظبي والشارقة وأم القوين ورأس الخيمة في الإمارات العربية المتحدة ، والدار البيضا في المغرب ، والقاهرة والاسكندرية ورأس البر والمنصورة وشرم الشيخ وغيرها في مصر .
قلت إنني سررت لسماع خبر الترشيح فهو فرصة للاستزادة من العلم والمعرفة وفي نفس الوقت للترفيه عن النفس واكتشاف الجديد من الأشياء والأمكنة وممارسة المختلف من التجارب ومشاهدة الناس والاطلاع على أحوالهم عن كثب ، ... الخ ، وبالإضافة إلى ذلك فإنه مرشح لحضور المؤتمر أيضاً إنسان أكن له الاحترام والتقدير ومنذ عرفته أحسست بكريم خصاله ونبل صفاته ، وعلى غير عادتي قلت في نفسي : لا نمانع أن نمشي معاً ، وازدادت إصراراً عندما أطلعني على رغبته ، وإلا فأنا في العادة جفول من مصاحبة الكثيرين ، قلت هذه المرة سأكتشف مدى قدرتي على تطبيق حكمة تعلمتها مؤخراً تقول : السير وحيداً أسرع أما مع الآخرين فهو أبطأ ، لكنه أمتع " .
بدأت التنسيق مع زميلي لإنهاء إجراءات الترشيح وإنهاء المكاتبات اللازمة داخلياً وخارجياً ثم البحث عن حجز ، ولأن الوقت كان متزامناً مع موسم الحج فقد واجهتنا بعض الصعوبات ، لكن بالصبر وفقنا لاجتيازها ولله الحمد .
ثم غصت في بعض مواقع الانترنت للاستعلام عن المناطق السياحية وطرائق الحياة في ماليزيا ، واستعلمت من بعض الزملاء الذين سبق لهم زيارتها ، ودلت نتائج الأبحاث التي أجريتها على انه سينتظرني تجربة ثرية بمعنى الكلمة ، وفرحت فهي ستكون زيارتي الأولى لإحدى دول شرق آسيا ، ومتشوق أن أعود منها بانطباعات جميلة وأعيش بها ساعات لا تنسى .
تزامنت إجراءات الاستعداد مع ترشيحنا لحضور دورة مميزة أخرى في الرياض وأمضينا أوقات مميزة نتلقى خلالها التدريب من فريق خارجي متخصص رفيع المستوى لمكافحة الجريمة المالية ، لذا كانت جداولنا ممتلئة بالعمل الجاد ، وكان من حسن الطالع أن إلقاء المحاضرات فيها باللغة الانجليزية فكان ذلك بمثابة التذكر لبعض العبارات والمصطلحات والكلمات التي سأحتاجها حتماً في المستقبل المنظور .
وفي الأثناء كان لابد من استكمال بعض الفتافيت الصغيرة التي لا غنى لمسافر عنها ، عندي من قبل بعض الملابس الإفرنجية الرسمية وغير الرسمية ، لكن لابد من الحصول على ملابس داخلية جديدة وعطر ومحفظة نقود وفرشاة ومعجون أسنان ورنجت ( العملة الوطنية الماليزية ) ، ولم أنسى تنفيذ توجيه أغلى أحبتي _ متع الله بحياته _ بشراء كتاب تعليم للغة الإنجليزية به دروس صالحة للتطبيق في المواقف المختلفة عند حجز التذكرة وفي المطار وعند الحاجة لإيقاف تاكسي ... الخ ، وأنا أفضل خارجياً لبس ملابس أهل البلد ، إلا إذا كان مقر التدريب في الفندق الذي أنزل به أو قريب منه ، وقد رأيت أن هذا هو الأصلح حتى لا يعرض الإنسان نفسه للمزيد من فضول الآخرين ، وأتذكر أنني قليلاً ما أجد من يتعرف على حقيقة شخصيتي ففي بريطانيا وأمريكا كان غالبيتهم ينظرون إلى أنني قادم من أحد الأحراش أو الغابات في أفريقيا أو أمريكا الجنوبية ( المكسيك ، بورتوريكو ، وغيرها ) ، أما في الدول العربية فكانوا يصدقون أنني من السودان أو اليمن ، وكما ترون لدي إمكانيات تجعل الآخرين يهربون مني ولا يطمعهم الاقتراب .
كتبت وصيتي ، وقمت بتوثيق بعض الإجراءات التي تخص سائق وخادمة يخدمان والدتي الحبيبة متع الله بحياتها ، من حيث تجهيز جوازات السفر وبطاقات الإقامة وحصر الرواتب المدفوعة والمتبقية ، ... الخ . الوصية والإجراءات إياها ذكرتني بخطورة أن لا يتعامل الإنسان بشفافية حول بعض الأمور مع خاصة من حوله وعلى رأسهم زوجته ، وأصدقكم القول أنني من النوع المبهم ، لذا ذكرت الأسرار التي كنت أكتمها حول وضعي المالي ( ما لي وما عليّ ) وأطلعت زوجتي الكريمة على الوثائق والمستندات التي تدعم امتلاك أسرتنا لبعض الممتلكات الثابتة والمنقولة ، وقد استفدت من هذا الوقت الإجباري المستقطع لكتابة الوصية إدراك التقصير الكبير الذي تنطوي عليه حياتي ، وتمنيت أن لا يغيب عن بالي ولا عن بال من يقرأه أن يفكر أحدنا فيما سيترك من آثار طيبة بعد رحيله ، أنا لا أتحدث عن الآثار المادية وحدها ، لكني أتحدث أيضاً عن الأشياء المعنوية ، كالعمل الصالح ، والتعامل الحسن ، أتحدث عن السيرة الحسن ونفع الناس .
أجريت عدداً من الاتصالات الهاتفية ببعض أقاربي الخلّص للسلام عليهم وتوديعهم تحسباً لأي طارئ قد يحدث لي أو لهم ، لكن من دون إبلاغ الكثيرين منهم بوجهتي ، فقط أخبرت والدتي الحبيبة وأخي الغالي وأحد أخوالي الغالين وأغلى الغالين عندي . متع الله الجميع بالصحة والعافية ولا حرمني من محبتهم ، وقد تعلمت من أسفار سابقة ضرورة تنفيذ مثل هذا الإجراء فالدنيا حياة وموت ، لقاء وفراق ، وفراق لا لقاء بعده أحياناً .
و
كتبت لها :
كل لحظة رقي أتخيلك بها رفيقة درب
وكل نفحة جمال أتقاسمها معك بحب
في وجداني
أنت صاحبة الحضور
الذي لا يدانيه حضور
وكل ذرة في كياني
تتمنى البقاء
لتتفاعل مع مثيلاتها
وتتنافس في محبتك
والاستمتاع بحب أعذب قلب
إلى لقاء
به أحبك ، أكثر ، فأكثر ، فأكثر .

وافي بزمن جافي
وافي بزمن جافي
أخي الحبيب ( عبدالله الصانع )
كلامك الرائع جدآ ممتع وبأنتظار الصور يالغالي .......
محب الجميع / الوافي

أبوو حمزة
أبوو حمزة
عزيزي (عبدالله الصانع)
ما شاء الله تبارك الرحمن كلامك سليم ولا أروع
في انتظار البقية
ولا تنسى تكثر من الصور
محبك..أبوو حمزة

بـوناصر
بـوناصر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
أخي الطيب الخلوق عبدالله الصانع هدانا وهداك الله إلى كل ما هو خير وصالح ...
عندما نظرت لموضوعك والله العظيم أشفقت عليك يا الغالي بما تكبد من عناء لكتابة هذا المقال الطويل
وأشفقت على من بعدك حينما يقرأ هذا الكلام الكثير ...
نصيحة لجميع الأعضاء الأحباب بخصوص التقارير يا من زينوا ورصعوا هذا المنتدى بأجمل وأرق الأطروحات
  • الحرص على كتابة التقرير بشكل مباشر ودقيق وملخص ومفيد وترك بعض التفاصيل الغير مهمه
  • الحرص على التطرق لنقاط التقرير والموضوعات بشكل مباشر للوصول للمعلومة بأسرع وسيلة
  • إحتواء التقرير على 3 نقاط أساسيه :

(1) نقطة بداية : مقدمة والنقاط والمعلومات التي يتناولها التقرير
(2) وسط التقرير : صلب الموضوع وصور والتجربة الشخصية
(3) نهاية التقرير : تلخيص الموضوع وذكر الإيجابيات والسلبيات
فسرد كلام كثير متعب للقارئ وإن كان خيراً فلا بد من إدراج الصور والإكثار منها وتزيين التقرير بها
عالعموم أتمنى منك يا أخي الطيب مراعاة هذه الأمور وتذكر أنك في منتدى النخبة أنت في منتدى ليس
كغيره من المنتديات فلا بد من إخراج موضوعك على مستوى عالي جداً بارك الله فيك
أتمنى أن لا تزعل يا طويل العمر من كلام أخوك لك مني كل الاحترام والتقدير

عبدالله الصانع
عبدالله الصانع
وافي بزمن جافي
كل التقدير لك أخي الكريم / الوافي
وابشر بسعدك

عبدالله الصانع
عبدالله الصانع
أبوو حمزة
أسعدك الله وسلمك أخي الكريم / أبو حمزة
والواقع ان الموضوع طويل جداً ، وأخشى أن لا يكون المكان مناسباً لطرح المزيد وفقك الله

عبدالله الصانع
عبدالله الصانع
بدر بوناصر
أولاً أنا سعيد جداً بأن أكون مع النخبة هنا وفي كل مكان ، فهو مما يجعل الحياة طيبة
ثم اتفق معك أخي الكريم أن الكلام طويل جداً ، وما كتبته بكل صدق ليس تقريراً ، وإنما انطبعات وذكريات شخصية استمتعت بكتابها تخليداً لأيام جميلة عشتها في ربوع كوالالمبور ومرتفعات كاميرون بينانغ ، وبجد لم أكن لأتوقع أن تقرأ بالكامل فنحن في زمن السرعة ومجبرين على قراءة الكثير في أوقات محدودة .
برضا أكتفي بما سلفت كتابته ، والله يحفظكم ويرعاكم
مودتي لأخي الكريم ، وللجميع


خصم يصل إلى 25%