- الاخوة الكرام رواد هذا المنتدى الطيب
- السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- بداية القصة
الاخوة الكرام رواد هذا المنتدى الطيب
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بدأت بكتابة هذا الموضوع في مقهى الانترنت الموجود في مطار دمشق الدولي و أنا مغادر لهذا البلد الحبيب الذي عشقته من كل قلبي و أسأل الله تعالى أن يجعل حبي هذا خالصا لوجهه الكريم (( عليكم بالشام فإن الله قد تكفل لي بالشام و أهله ))
الوقت : الساعة 11 قبل الظهر
الزمان : يوم الأحد تاريخ 10-7-2005
المكان : قاعة الانترنت في مطار دمشق الدولي
الحالة النفسية: سيئة جدا لمغادرتي لهذا البلد و كنت أردد في نفسي : الحمدلله على كل حال و أعادنا الله إلى هذه الديار الغالية بأسرع وقت !
بداية القصة
في الساعة التاسعة مساءا زرت إحدى الأسر الشامية الأصيلة و التي تربطني بهم علاقة طيبة فاستقبلني صاحب البيت بكل ترحيب و كرم و قد كانت زوجته الكريمة مشغولة بإعداد طبق دمشقي لذيذ من الملوخية المسلوقة بالدجاج و الثوم ...
بعد السلام و التحية و شرب فنجان من القهوة وصل العشاء الشهي و معه شوربة مكونة من ماء الدجاج المبهر و تعلو الإناء طبقة من الزعفران الأحمر!
بعد العشاء تبادلنا الحديث أنا و مضيفي على أنسام الهواء البارد اللطيف و قد طال بنا السمر حتى سمعنا المؤذن ينادي لصلاة الفجر فاستئذنت عندها من صاحبي و توجهت للصلاة ...
ركبت التاكسي و عند عودتي إلى غرفتي في الفندق وجدتُ رجلا نائما على فراشي!!
إنه صاحبي الحبيب أبو محمد و قد كان التعب قد أنهكه و جعله لا يشعر بمن حوله ...أيقظته لصلاة الفجر فقام جزاه الله خيرا و صلى ثم تركته بعد ذلك يُكمل نومه و خرجت من الفندق متمشيا في حواري و سكك دمشق القديمة هذه المدينة التي أعشقها كثيرا جدا جدا ...
في هذه الصورة تبدو المقابر الأيوبية و التي تكلمتُ عنها فيما مضى
حديقة المقبرة و النافورة في وسطها
دمشق أيها الأخوة الكرام هي مدينة السحر و الجمال و الدلال، مدينة أعشقها و أعشق تاريخها العريق و أما أهلها الطيبين فقد أسروني بكرمهم و حسن أخلاقهم ....
بعد مروري على المقابر الأيوبية صعدت على جسر المشاة الذي يقطع شارع الثورة و تبدو هنا قلعة دمشق العتيدة
و هذا تمثال القائد الكبير صلاح الدين الأيوبي رحمه الله تعالى قرب قلعة دمشق
مقهى القلعة الشعبي و المقابل لتمثال صلاح الدين رحمه الله تعالى
واصلتُ سيري حتى بلغتُ مدخل سوق الحميدية في طريقي إلى الجامع الأموي و تبدو آثار أعمال ترميم مدخل السوق
و لأن الوقت كان مبكرا فقد كانت المحلات كلها مغلقة إلا من بعض أصحاب البسطات الذي يبيعون الملابس و الهدايا و لعب الأطفال للسياح الذي قصدوا الجامع الأموي وقت الفجر أو للإيرانيين الشيعة الذي قصدوا مرقد رقية رحمها الله تعالى و رضي الله عنها و عن آل بيت رسول الله صلى الله عليهم و سلم
صباحٌ دمشقي أحلى من السكر و أشهى من العسل و تبدو هنا منارة الجامع الأموي الغربية مع الأعمدة الرومانية
أليست دمشق جميلة و الحمامات فيها سعيدة
يا شامُ يا شامة الدنيا و زينتها **** يا من بحسنك أوجعت الأزاميلا
وددت لو زرعوني فيكِ مئذنة **** أو علقوني على الأبواب قنديلا
بيت عربي بديع
و أعمدة رائعة تشرق عليها الشمس كل صباح و منذ آلاف السنين منذ أن كان هذا المكان معبدا للإله جوبيتر! و حتى يومنا هذا و قد صار المكان معبدا لإلهنا الحق تبارك و تعالى رب العالمين ...
الجامع الذي تشرفت به دمشق
لم يتوقف ترميم هذا الجامع في أي عصر و أي زمان
نظرةٌ من بعيد على هذا المكان الرائق رسمه الفائق حسنه فهل تلومونني في عشقي لهذه المدينة؟
الآن ابتدينا بالجد و دخلنا في العميق هذا الحي اسمه القيمرية (نسبة لقائد عسكري كردي ) و هذا الباب هو مدخل خان السفرجلاني و نحن الآن في سوق السلاح و في حسبة سريعة فإن تاريخ هذه الأشياء الثلاثة تمتد منذ القرن السابع و حتى يومنا هذا فقط يعني تقريبا 700 سنة و بس !
و هذه المدرسة الفارسية تأسست سنة 808 هجري
مدخل قصر العظم و الذي بناه والي دمشق أسعد باشا العظم و فيه اليوم متحف التقاليد الشعبية و عند هذا المدخل المدرسة الجوزية التي كان والد شيخنا قيما فيها فرحمه الله و غفر له و رفع قدره
اللوحات الإرشادية موجودة في كل مكان في دمشق القديمة
هذا السوق المفضل لدي إنه سوق البزورية العجيب
بالتأكيد من يزور هذا السوق يجب عليه أن يمر على حمام نورالدين الشهيد رحمه الله تعالى
تأسس سنة 565 هجري
هل تسمعون بالورد الدمشقي و الياسمين و الزنبق و الزيزفون ... هل تسمعون بأشجار النارنج و الكاردينيا ؟
فهذه أحد أسرار الجمال في دمشق فاعرفوها
السكك القديمة الضيقة تظللها زهور دمشق و عناقيد العنب
عجائب سوق البزورية
إذا انتهيت من مرورك على سوق البزورية فاعلم إنك قد وصلت إلى شارع مدحت باشا
التاريخ و الآثار موجودة في كل مكان هنا
سوق مدحت باشا الساعة 7 صباحا
لوحة جميلة لاعلان أحد المحلات في سوق مدحت باشا
دخلتُ بعد ذلك لحي الأباضايات الأشاوس الذين دوخوا الفرنسيين إنه حي الشاغور الجواني
و يبدو في الصورة السابقة بيت العقاد و هنا مدخل البيت و لوحة تبين أنه صار اليوم المركز الثقافي الدنماركي
لوحة جدارية عتيقة حيث يُبدع الدمشقيون في الحفاظ على آثارهم و أوابدهم الجميلة
بعد هذه الجولة السريعة رجعتُ إلى الفندق الذي أسكنه و قد اشتريتُ لي و لصاحبي أبي محمد سندويشات من الفلافل المصري اللذيذة من محل المصري للفلافل في البحصة فأكلنا و حمدنا الله تعالى ثم بعد قليل مر علي أخي أبو سائر و هو صاحب التاكسي الذي تعاملتُ معه في رحلتي هذه و كان نعم الرجل جزاه الله خيرا و أخذني بعد ذلك إلى مطار دمشق و منه كتبتُ بداية هذا الموضوع و قد كنتُ و أنا أكتب هذه الكلمات تكاد الدموع تتساقط من عيني و قد تركتُ في دمشق من أحببت و كان فراقهم علي من أصعب اللحظات التي واجهتها في رحلتي و لكن هذه حال الدنيا اجتماع ثم افتراق ...
وحمدا لله على سلامة الوصول