أكتشف العالم بين يديك
المسافرون العرب أكبر موقع سياحي في الخليج و الوطن العربي ، يحتوى على أكبر محتوى سياحي 350 ألف استفسار و نصائح عن السفر و السياحة, 50 ألف تقرير سياحي للمسافرون العرب حول العالم و أكثر من 50 ألف من الاماكن السياحية و انشطة وفعاليات سياحية ومراكز تسوق وفنادق، المسافرون العرب هو دليل المسافر العربي قبل السفر و اثناء الرحلة.
artravelers.com ..
طالب جديد لنج...زادي دعوات الوالدين وحفنه من الدولارات وحقيبة صغيره(شنطه هاندباق) في زمن كانت في الدولارات تُشق لها الاحذيه لإخفائها من أعين السلطات ولا يتجاوز مبلغ التحويل الرسمي الخمسين دولار علماً بان هذا المبلغ لايفى بإيصالك ابعد من مطار الخرطوم. تحركت بنا الطائرة التابعة للخطوط الجوية الخليجية تشق بنا السماء وكان في السماء بقايا من غيوم مكنتى من حل معضلة طالما فكرت فيها متجاهلاً حقيقة أن الغيوم تجمع للبخار(لأدرى اظنن كنت أفضلها كتله صلبه) تمنع الطائرة من اختراقها علها تعيدنا إلى الأرض وينتهي هذا الكابوس) وحتى حجزي على متنها كان يحتاج للكثير من الجهد(كانت تلك الأيام أولى أيام حرب الخليج الأولى وعقب اجتياح السيد صدام حسين صاحب الطموحات المميتة للكويت. اذكر أن من كان يجلس بجواري كان أول من حاول آن يكسر حاجز الصمت الذي فرضته على نفسي وذلك نسبه لنصائح كثيرة تلقيتها من أهلي وبعض النصائح الأخرى من طلبه تلقوا تعليمهم في نفس ألدوله(لاتامن قدماء ألطلبه على شي خصوصاً أموالك) يالها من ثروة خمسون دولار مع وعد بإرسال المزيد بعد أن يستقر بى الحال. حاول الجالس بجواري أن يتسلى ويشغل نفسه عن أزيز الطائرة. بدا معي حواراً لم يتم. سلام عليكم ياخينا؟؟؟ يبدوا أن مظهري كان يدل وبوضوح على حداثة سني وقله خبرتي بالأسفار. عليكم السلام. أول مره تسافر؟؟ لا(وانأ أكاد أن انفجر من الغيظ) لا طبعاً ما أول مره(أقول ليه أول مره لأيه أنا عوير!! عشان يقلع خمسين دولاري واحتمال يشيل ألجزمه)!! ماشى قطر ولا مستمر طوالى؟؟؟(كان من المفترض أن نطير عن طريق قطر) قلت له ياخى معليش والله انا تعبان شويه(قلتها وقتلت الكلمات في فمه وانا اصطنع الصرامة خوفاً من أن يكون احد الذين حزرت منهم) فصمت محدثي واثر السكون على الاستمرار في حديث جلب له ردود مغتضبه وجافه. تناولت وجبة الغداء وتأملت المضيفات متسائلاً هل هم عرب(العرب بالجرب إن شاء الله) اعني عروبتي. حطت بنا الطائرة في مطار الدوحة الدولي نزلنا وسلمت الجواز للمسؤل عن ركاب الترانزيت وانا أتسال هل هو عربي(معذور كنت وقتها يصعب على التميز مابين العرب والخواجات) كنت أظن أن العرب سمر مثلنا اغلبهم!!! تجولت في ردهات المطار وأول مالفت انتباهي وقتها انه اى المطار صغير مقارنه باسم مطار دولي(رغماً عن قله خبرتي) لاحظت ذلك وقتها...ألان بعد أن كتب على ان أصبح من كبار أبناء بطوطة تيقنت أن ذلك المطار صغير.
منعنا من الدخول للمدينة لظروف التأهب القصوى وقتها واقتراب الحرب.
سالت عن المسجد دلني هندي كنت اشك انه هندي بعد أن اخبرني احدهم إن في الهنود(هنود سود وخدر) دلني على مكان ضيق في الطابق الأول صليت وتذكرت اهلى فاغرورقت عيناى وفاضت دمعاً بالله كنت لم ابلغ العشرين..كبير بمقاييس الغرب وصغير بمقاييس أمهاتنا. أتى النداء للتوجه إلى الطائرة لمواصلة الرحلة...ركبنا وانأ اشعر بالخوف لاقتراب الحلم المنشود واقتراب موعد ابتداء أول غربه فعليه....أفكر في مصيري واضع شتى السيناريوهات الممكنة...ماذا لو سطا احدهم على ثروتي التي احملها(خمسين دولار) ومائه مخفيه في حذائي لم أخبركم عنها خوفا ممن حولي تملكني إلى الآن. وللمذكرات بقية
توجه الركاب المتوجهين إلى المحطة الاخيره ولا أظن أن من بينهم من كان خائفاً مثلى معذور كما أسلفت صغر سن وقله خبره وابتعاد عن دف المكان الذي اعتدت عليه رغماً عن أنى حلفت بأغلظ الإيمان أنى لن أعود(جاهلاً وقتها كنت بغلاة الأوطان) وهوان الغريب. تشاغلت بمن حولي علِى انسي ما إنا مقدم عليه كان معظمهم من الهنود وكلهم يشبهون ذلك الذي دلني على المسجد في مطار الدوحة(إذن إنها حقيقة) بين الهنود سود أيضا!!! أتت المضيفة تدفع إمامها مانسميه بترابيزه لها عجلات(مليئة بألوان من الشراب) لا أخفيكم سراً إذا قلت انه لا خبرة لي بأمور الشراب غير ذكريات بعيده كان فيها بعض من اقاربى يشرب فيها مثل هذه المشروبات قبل أن يقرر الإمام جعفر محمد نميرى التخلص منها ، كنا صغاراً يهمنا في الزجاج قيمته بعد أن يعب من يشتريه محتواه في جوفه...وياتى الحماري منادياً (ألمعاه قزاز شوالات صفايح(حتى صفائح كانت تنطق بلحن(صوفويح) المهم أنى هممت بان اطلب منها أن تسكب لي منها فقد اغرتنى الألوان غير أنى تراجعت وفكرت في قصص كثيرة عن سكارى غابوا عن الوعي وفعلت بهم الخمر الأفاعيل لاسيما وانأ مقبل على بلد لأخال لي فيه ولا عم ولا قريب عدا أبناء عمى الاثنين وكانوا يدرسون على بعد 38 ساعة بالقطار من المطار...قطار ينهب الأرض نهباً(ماكنت أظن أن القطار بمثل هذه السرعة فلا خبرة لي بركوب القطارات سوى رحله واحده من الخرطوم لبور تسودان استغرقت ثلاثة أيام بلياليها (فُك فيها الباكم الذي لا اعلم ماهو أكثر من 28 مره) كل مره يتوقف فيها القطار يخبرنى احدهم بان احدهم فكه ألباكم!!! ما حدث أنى لم استجب لشيطاني الذي زين لي أن طعمها بمثل حلاوة لونها(يا لها من كذبه اكتشفتها لاحقاً) تنبهت إلى حقيقة أنى مقبل على بلد لا يجدي فيه الحديث بلغتي التي أجيدها فصعقت وبدأت استجمع دروس بعيدة تلقيتها في المدارس وكنت لا أبه بها كثيراً ياليتنى فعلت(تذكرت أول مات ذكرت حصص الاسبلينغ واستاذى العزيز محمد المدني وضحكت على نفسي بعد أن كنت اضحك عليه بعد كل تلك المقالب التي دبرتاها له) التفت للهندي الجالس بجواري واذكر أنى بعد جهد جهيد سألته سؤال لو سالنى أحدكم نفس السؤال بنفس الكيفية لما أجبته وقد كان سؤالي كالاتى وأتحداكم أن تجيبوه(Do what time Aero plane arrive??) الغريب في الأمر انه أبدى تجاوباً ولكن للاسف لم افهم ماقاله(ههه) على العموم كنت مرتاعاً جداً للفكره. واخيراً بدا العذاب واتى صوت اظنه كان الامر بربط الاحذمه لقرب محطة الوصول. لا اذكر شياً غير انى تليت كل ايه كنت احفظها.
وفى الحلقه القادمه تجربتى فى المطار.
بعد ان تلوت كل صلواتى ترجلت عن الطائره وكان الوقت اشبه بالصباح ولكننى كنت مذهولاً من كثره القوم. لم اكن ادرى انه يمكن لهذا العدد من البشر ان يجتمع فى وقت واحد فى داخل مطار!!! وانا من كان يلعن توافد الغرباء على سوق امدرمان يالى من ساذج...تلفت يمينا ويسار على اجد مايدلنى على الخطوه التاليه. وجدت من اتوا معى على نفس الطائره يتجهون وينظمون انفسهم فى صفوف ذهبت إلى حيث ذهب القوم ووقفت متابطاً شنطتى ال(هاندباق) حتى وصلت الى نهايه الصف تامل الرجل جوازى ونظر فى وجهى حتى شككت ان هناك فى شكلى مايريب وطفقت اتذكر جرائمى فلم اجد من بينها مايدعو لمثل هذه النظره..بدا فى ادخال معلومات إلى جهاز الكمبيوتر ثم ناولنى الجواز مهمهماً ولم اعره انتباهاً وادرت له ظهرى وتاملت تاشيره الدخول ابتسمت فى خوف وسالت نفسى ماذا بعد ياسامى؟؟ حقيقه الامر انى كنت ضائع تماماً ووحيد فى نصف هذا الحشد الرهيب نعم وحيد جداً. فكرت فى نصائح اصدقائى الذين سبقونى الى هذه البلاد وتذكرت منها انهم نصحونى بان استاجر سياره من المكاتب الملحقه بالمطار ولا استاجرها من الشارع فهذه مخاطره..هممت بالتوجه للخارج او ماظننت انه الخارج فاذا بيد تشدنى من الحقيبه(يالطيف بدينا) التفت لاجد نفس الوجه الذى اخبرتكم عنه ذلك الرجل الذى بدا معى حديثاً لم يتم. سالنى إلى اين انا متجه فاخبرته باسم المدينه!! فقال وكيف ستصلها يابرلوم. هنا تيقنت من ان خمسين دولارى قد كتب عليها الضياع وانا من بعدها. سالنى ايضاً ان كنت احمل(تحويله) تيقنت تماماً انه اللص المقصود بكل التحزيرات التى تلقيت. اجبته بالنفى فضحك وقال وهل سيكون والدك فى انتظارك قالها فى تهكم واضح!! صمت فامرنى بالا ابرح مكانى!! لا ادرى لماذا انصعت لامره وقتها!! اختفى لدقائق واتى وحمل حقائبه وامرنى ان اتبعه ففعلت وانا لا املك خياراً اخر. اخبركم لاحقاً بماذا فعل معى هذا السودانى ولماذا ابحث عنه حتى الان بعد انقضاء خمسه عشر عاماً على الحادثه. اواصل فيما بعد
الأخ الفاضل / سامي عبد الوهاب
حللت أهلا ً ووطئت سهلا ً وحياك الله بين إخوانك في هذا المنتدى الرائع
وحقيقة أسلوبك جميل في السرد ، واصل أخي الحبيب فنحن متابعون ، ومتشوقون
لبقية قصتك ،والتي يبدو لي أنها ستكون رائعة كروعة صاحبها ...
أخوك
ساز نور
شكراً جزيلاً سوف أتذكرك أنك أول من حياني في هذا المنتدى العامر.
وابادلك التحية بمحبة.
مذكراتي التي أنا بصدد اطلاعكم عليها هي مذكرات لشخص بسيط تحكي تجربة حياة كاملها وسنين عذاب بكسر العين وفتحها ايضاً ..كان القصد من كتابتها ان تكون بمثابة دليل لكل من رغب في السفر او الدراسة في الهند.
بحمد الله هي الان في طريقها للنشر بطلب واتفاق معهم.
سا اواصل بعد إذنك.
فقط ملحوظة للجميع
ما اكتبة هو الواقع دون اي خيال.
تبعته حتى دون ان اتعرف عليه فقد فوت الفرصه من قبل...المهم اختفى داخل احد الاكشاك ثم عاد وامرنى باحضار حقيبتى ومساعدته فى حمل حقائبه..فعلت مكرهاً وتوجهنا لسياره الاجره لادرى لكنى اول مالاحظت ان فم السائق مكسواً بالحمره والعياذ بالله وهى نفس الحمره التى لونت الطرقات وامام مدخل المطار(شي يثير الاشمئذاذ فى النفوس علمت لاحقاً بعد تعلم تناول نفس الشي انها تدعى بالبان ومنها الحامض والحلو)تحركت العربه القديمه جداً حتى انى اكاد ان اجزم بانها صنعت فى عهد ماقبل الحرب العالميه الاولى..مناظر غايه فى البشاعه مجزومون على امتداد الشارع لم يخيفنى منظرهم بقدر ما اخافنى منظر الجاموس الوحشى فلم يسبق لى ان رايته اللهم إلا فى افلام كان يعرضها التلفاز عن الحياه البريه(كميات قزره من ابقار الوحش) والخنازير سبحان الله لم اكن احسبنى احيا إلى زمن ارى فى الخنزير من على القرب قبيح بمعنى الكلمه تكسوا جلده القزاره والعفن (علمت فى مابعد ان الخنزير يهوى بل يعشق اكل فضلاته وفضلات الغير من حيوانات وحتى بنى البشر!!! بل انى رايت مناطق فى ذاك المكان يتغوط فيها السكان على مراى من الجميع ويقوم رفيقه الخنزير باعمال النظافه الفوريه!! لم يمر بنا صاحب العربه بمنظر يسر الناظرين(اخبرونى لاحقاً ان ذلك مقصود) المدخل للبلد يعكس كل اوجه الفقر والمخرج اجتهدوا لكى يبرزوه فى غايه الجمال. اخيراً وصلنا لمنطقه دعونى اطلق عليها اسم وسط المدينه فهى مجمع للفنادق الرخيصه التى بمقدور السائح متوسط الحال والطالب النزول فيها وتحمل تكاليفها الرخيصه جداً بل والتسوق فيها ايضاً فهى قريبه من الاسواق>>>توقف بنا التاكسى تحت عماره قديمه لايختلف شكلها عن بقيه العمارات المتسخه التى يكسوها السواد الذى علق بها من جراء كثافه دخان عادم السيارات. طلب منى عادل ابراهيم ومن هنا سادعوه باسمه الحقيقى لسببين الاول عرفانا لكل مافعل معى رغماً عن لؤمى الذى بادرت به تجاهه وثانى الاسباب حرصى الذى لم يقل على معرفه مكان هذا الرجل السودانى الدنقلاوى الرائع. طلب منى ان اعطيه جواز سفرى وهنا قررت ان اتصدى لهذه المحاولات المستمره لسلب ممتلكاتى وارادتى..رفضت فى حده معتمداً على انى قد نجوت وانى اصبحت فى بر الامان وان اصر فساحتمى حتى بالقانون او السودانين الكثر الذين رايتهم(اكتشفت فيما بعد ان معظمهم اثيوبين وصومالين وكينين وحتى نيجيرين) يالى من ساذج كنت احسبهم جميعاً ابنا وطنى....ضحك حتى جلس على الارض واقروقت عيناه بالدموع وقال لى من بين دموعه وضحكاته مااشبه اليوم بالامس فانت تكرر ماحدث معى وانا وافد جديد وتكرر مافعلت ...لاتخف فالجواز مطلوب لغرض اتمام اجرات حجز الفندق(كان اسم الفندق ماريا لودج) سلمته له وانا متردد فى ان افعل!! تركنى مع الشنط وصعد ليقضى اكثر من نصف ساعه ذهبت بى الشكوك فيها ايما مذهب...وحين قررت التصرف اتى عادل وساعدنى فى حمل حقائبه وصعد بى الى حيث حجز غرفتين متجاورتين..وسالنى ان كنت جائع..اجبته بانى جائع جداً ولكن على الاستحمام اولاً اجابنى بانه سينتظر عند موظف الاستقبال الذى بدا عليه انه يعرفه منذ زمن طويل.. فى الجزء القادم شهامة عادل ابراهيم وهجوم بنات اهوى الكاسح والرحله إلى الشمال عبر جبال شاهقه بعد ان غسلت كل اثار وعثاء السفر وكابه المنظر واملى بان لايكون مقامى فهذا البلد سؤ المنقلب بالماء الملوث الذى اشتهرت به معظم مدن العالم عدا مدننا التى تغسل رجليها على شطان النيل وتررتوى منه إلى حد الامتلاء. توجهت إلى الاستقبال إلى حيث ينتظرنى عادل كما قال ووجدته فى سمر وضحك مع موظف الاستقبال تعرفت عليه بعد ان اخبره عادل بانى قادم جديد ضحك وساله ان كنت سادرس المرحله الثانويه (بلص تو) فهمته وكانت بالنسبه لى مفاجاءه!! اكتشفت انى افهم لغه الخواجات المنطوقه بلسان الاسيوين بنسبه معقوله جداً...طبعاً نسبه لجوعى لم اتمكن من مجاراتهم فى الضحكات المجلجله ونظرت لعادل نظره مفادها انى لن احتمل الجوع فهيا بنا.
آولاً أهلاً وسهلاً بك في المنتدى حياك الله
سردك جميل وروعة متابع معك الى النهاية
سؤال لماذا لم تكتب التقرير في بوابة السفر إلى دول آسيا الأخرى
:rose13:
عزيزي سامي ابراهيم
أولاً : أهلا وسهلاً بك في منتدانا العامر ، وبين اهلك واخوانك ، وانت تضع خطواتك الأولى في المنتدى
آملاً أن تستفيد من هذا الصرح العظيم ، وأن تفيد اخوانكم عن تجاربكم ورحلاتكم .
ثانياً : الموضوع شيق جداً ، ومسلي ، ولديكم طريقة رائعة جداً في السرد ونقل الاحداث ، كما أشيد بقدرتكم الابداعية على التصوير والتحليل ، نقلتنا معكم في رحلتكم في بدءً من دوحة الخير ومروراً بالراكب الذي كان بجانبك بالطائرة والذي ألجمته حجراً أعتقد انه أسكته كثيراً وطويلاً ، ومروراً أيضاً بدخولكم ذلكم المطار والذي مدحته كثيراً وبالغت في مدحه ، وانتهاء بالفندق الخمس نجوم وضحكات عادل ابراهيم وعامل الفندق ............ منتظرين قصة المطعم وغيره من القصص التي بلا شك ستكون مثيرة وجذابة ، إلى ذلك الحين ........ تقبل خالص تقديري
أبو عبد الرحمن
أول أيام دراستي في إحدى الدول الاسيويه.
طالب جديد لنج...زادي دعوات الوالدين وحفنه من الدولارات وحقيبة صغيره(شنطه هاندباق) في زمن كانت في الدولارات تُشق لها الاحذيه لإخفائها من أعين السلطات ولا يتجاوز مبلغ التحويل الرسمي الخمسين دولار علماً بان هذا المبلغ لايفى بإيصالك ابعد من مطار الخرطوم.تحركت بنا الطائرة التابعة للخطوط الجوية الخليجية تشق بنا السماء وكان في السماء بقايا من غيوم مكنتى من حل معضلة طالما فكرت فيها متجاهلاً حقيقة أن الغيوم تجمع للبخار(لأدرى اظنن كنت أفضلها كتله صلبه) تمنع الطائرة من اختراقها علها تعيدنا إلى الأرض وينتهي هذا الكابوس) وحتى حجزي على متنها كان يحتاج للكثير من الجهد(كانت تلك الأيام أولى أيام حرب الخليج الأولى وعقب اجتياح السيد صدام حسين صاحب الطموحات المميتة للكويت.
اذكر أن من كان يجلس بجواري كان أول من حاول آن يكسر حاجز الصمت الذي فرضته على نفسي وذلك نسبه لنصائح كثيرة تلقيتها من أهلي وبعض النصائح الأخرى من طلبه تلقوا تعليمهم في نفس ألدوله(لاتامن قدماء ألطلبه على شي خصوصاً أموالك) يالها من ثروة خمسون دولار مع وعد بإرسال المزيد بعد أن يستقر بى الحال.
حاول الجالس بجواري أن يتسلى ويشغل نفسه عن أزيز الطائرة.
بدا معي حواراً لم يتم.
سلام عليكم ياخينا؟؟؟
يبدوا أن مظهري كان يدل وبوضوح على حداثة سني وقله خبرتي بالأسفار.
عليكم السلام.
أول مره تسافر؟؟
لا(وانأ أكاد أن انفجر من الغيظ) لا طبعاً ما أول مره(أقول ليه أول مره لأيه أنا عوير!! عشان يقلع خمسين دولاري واحتمال يشيل ألجزمه)!!
ماشى قطر ولا مستمر طوالى؟؟؟(كان من المفترض أن نطير عن طريق قطر)
قلت له ياخى معليش والله انا تعبان شويه(قلتها وقتلت الكلمات في فمه وانا اصطنع الصرامة خوفاً من أن يكون احد الذين حزرت منهم)
فصمت محدثي واثر السكون على الاستمرار في حديث جلب له ردود مغتضبه وجافه.
تناولت وجبة الغداء وتأملت المضيفات متسائلاً هل هم عرب(العرب بالجرب إن شاء الله) اعني عروبتي.
حطت بنا الطائرة في مطار الدوحة الدولي نزلنا وسلمت الجواز للمسؤل عن ركاب الترانزيت وانا أتسال هل هو عربي(معذور كنت وقتها يصعب على التميز مابين العرب والخواجات) كنت أظن أن العرب سمر مثلنا اغلبهم!!!
تجولت في ردهات المطار وأول مالفت انتباهي وقتها انه اى المطار صغير مقارنه باسم مطار دولي(رغماً عن قله خبرتي) لاحظت ذلك وقتها...ألان بعد أن كتب على ان أصبح من كبار أبناء بطوطة تيقنت أن ذلك المطار صغير.
منعنا من الدخول للمدينة لظروف التأهب القصوى وقتها واقتراب الحرب.
سالت عن المسجد دلني هندي كنت اشك انه هندي بعد أن اخبرني احدهم إن في الهنود(هنود سود وخدر) دلني على مكان ضيق في الطابق الأول صليت وتذكرت اهلى فاغرورقت عيناى وفاضت دمعاً بالله كنت لم ابلغ العشرين..كبير بمقاييس الغرب وصغير بمقاييس أمهاتنا.أتى النداء للتوجه إلى الطائرة لمواصلة الرحلة...ركبنا وانأ اشعر بالخوف لاقتراب الحلم المنشود واقتراب موعد ابتداء أول غربه فعليه....أفكر في مصيري واضع شتى السيناريوهات الممكنة...ماذا لو سطا احدهم على ثروتي التي احملها(خمسين دولار) ومائه مخفيه في حذائي لم أخبركم عنها خوفا ممن حولي تملكني إلى الآن.
وللمذكرات بقية