- بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على نبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك
لابد أن أقول أني سعيد بمن يقرأ هذا التقرير، وأكثر سعادة بالمساعدة والرد على استفساراتكم إن وجدت. وأصعب شيء كتابة مقدمة عن التبت، لأن التاريخ لم يهدأ لحظةً على تلك الهضبة، والاعتذارأفضل من تقديم معلومات مترهلة، أو الاكتفاء بذكر حقائق وأرقام صماء. وأخشى أن أقع ضحية الإغراق في التفاصيل السياسية أو الدينية.
والتبت باختصار شديد مقاطعة كبيرة جنوب الصين، متوسط ارتفاعها 4500 متر فوق سطح البحر تُسم ىسقف العالم، والقطب الثالث للأرض بعد الشمالي والجنوبي، وفيها أعلى المدن المأهولة بالبشر. وهي تقبع تحت الإحتلال الصيني منذ نصف قرن، بعدما وأدت القوات الصينية حلمها بالاستقلال وأخدمت انتفاضتها المسلحة عام 1959 م وكان أول اعتداء صيني في المنطقة عام 1950م.
9م تاريخ لا ينساه التبتيون، وبالأخص البوذيين، ففيه ترك الدالي لاما الرابع عشر(القائد الروحي والسياسي للبلاد) عاصة التبت (لاسا) ولجأ إلى دارمسالا شمال الهند لتكون مستقرأ لحكومة التبت في المنفى. والدالي لاما نصف أله في نظر البوذيين، وتجسيد لإرادة بوذا، إذا مات شلّت الحياة في الأرض، وقعد الناس في بيوتهم، حتى يُعثر على دالاي لاما بعده، والذي عادةً مايكون طفلاً في الثانية أو الثالثة من عمره.
وكلمة "دالي لاما" تعني: محيط الحكمة، ويتولى هذا الزعيم جميع شؤون البلاد الروحية والسياسية،وقد عاش الدالي لاما الرابع عشر (الحالي) ومن قبله في طمأنينة من شعبهم وخضوع تام من جميع الطوائف، بل ويذكر التاريخ قصص جميلة من العدل والتعايش وإكرام أصحاب الديانات الأخرى، فهذا الدالي لاما الخامس (لوزانغ غياتسو ) وهو أشهرهم، أسقط الضرائب عن التجارالمسلمين، وخصهم بعطاياه ورعايته التي لازالت آثارها عليهم حتى هذه اللحظة، ففي إحدى أيامه، وهو جالس على جبل هوانغشان (الذي اكتمل عليه بناء قصر بوتالا فيما بعد) رأى مصلياً مطمئناً خاشعاً، فاستحسن ما رأى، ثم ناداه، وأمر رامياً أن يرمي بسهم، فحيثما حلّ السهم، فتلك الأرضٌ هبةٌ للمسلمين، ولا زال موقع السهم معروفاً في لاسا،ولا زال المسلمون يصلون على تلك الأرض حتى هذه اللحظة! كان ذلك في القرن الساب ععشر، وتوفي عام 1682م وبقيت وفاته سراً مدة طويلة، حتى يكتمل بناء قصر بوتالا(الذي سأيتي الحديث عنه مع صورته لاحقاً) فيما تولى شؤون البلاد في تلك الفترة أحد الرهبان المقربين منه والذي أوهم الناس أن الدالي لاما في رحلة تطبب طويلة.
"ومنذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر وأنا أقف مدافعًا عن الإسلام بقوة؛ لأن تصرفات قلة عابثة من بعض الأشخاص، الذين لديهم ثقافة إسلامية هشة، قد أوحت للناس أن الإسلام دين هدَّام، وهذا أمر غير صحيح. ولكن الواقع يقول بأن الإسلام هو أحد الأديان المهمة جدًّا على هذا الكوكب. وطوال قرون عديدة فإن الإسلام كان ومايزال وسوف يستمر في إعطاء الأمل والثقة والإلهام لملايين البشر. وهذه حقيقة. منذ أيام طفولتي وأنا لدي أصدقاء مقربون من المسلمين، فقد جاء التجارالمسلمون منذ أربعة قرون، واستقروا في التبت، في لاسا، وأنشئوا مجتمعًا إسلاميًّا صغيرًا هناك، ولم يتسبب هذا المجتمع المسلم في أي مشكلات، فقد عُرِفوا بالاعتدال ودماثة الأخلاق . وأنا أعرف هناك بعض المسلمين، وقد أخبروني مرة أن المسلم الحق يجب أن ينشر الحب والرحمة لكل المخلوقات، وأن المسلم الذي يكون سببًا في إراقة الدماء قد لا يكون مسلمًا بعد ذلك"
الدالي لاما الرابع عشر (الحالي) من خطابه الذي ألقاه إبان حصوله على شهادة الدكتوراة الفخرية من جامعة الملية الإسلامية بنيودلهي 2010 تتمة الخطاب هنا http://www.berzinarchives.com/web/ar/archives/study/islam/general/acceptance_speech_hhdl.html
"وفي بلاد التبت خواص في هوائها ومائها وسهلها وجبلها ولا يزال الانسان بها ضاحكاً مستبثرألا تعرض له الأحزان والأخطار والهموم والغموم يتساوى في ذلك شيوخهم وكهولُهم وشُبانُهم ولا تحصى عجائب ثمارها وزهرها ومروجها وأنهارها وهو بلد تقوى فيه طبيعة الدم على الحيوان الناطق وغيره وفي أهله رقة طبع وبشاشة وأريَحية تبعث على كثرة استعمال الملاهي وأنواع الرقص حتى إن الميت إذ مات لا يداخل أهله كثير الحزن كما يلحق غيرهم ولهم تحنن بعضهم على بعض والتبسم فيهم عام حتى إنه ليظهر في وجوه بهائمهم"
"وهذه البلاد تسمى بمن ثبت فيها ورتب من رجالى حمير فقيل تبت لثبوتهم فيها، وقيل: لمعاني غير ذلك، والأشهر ما وصفنا، وقد افتخر دعبل بن علي الخزاعي بذلك في قصيدته التي يناقض فيها الكميت ويفخر بقحطان على نزار، فقال:
وهم كتبوا الكتاب بباب مرو ... وباب الصين كانوا الكاتبينا
وهم سموا السهام بسمرقند ... وهم غرسوا هناك التبتينا"
وأشير أخيراً إلى معلومة جغرافية لطيفة، خصوصاً أنها ستبدو ظاهرة منخلال تسلسل الصور، وهي أن السحب القادمة من المحيط تصطدم بحاجز جبال الهملايا، فتعودالمياه أدراجها إلى النيبال والهند، ولا ينفذ إلى التبت سوى الهواء الصافي، وهذاما يفسر تباين الغطاء النباتي على طرفي الهملايا.ولطالما شدت انتباهي تلك المنطقة منذ زمن بعيد (قبل أن اسمع عن شيء اسمه التبت) ورغبت في رؤيتها والوقوف على تضاريسها الغريبة وأنا أتصفح الإصدراتالقديمة لقوقل إيرث، وكنت أظن أني سأزور أطرافها فقط ضمن زيارةٍ للصين.
ومسار الرحلة بشكل عام هو الإنطلاق من عاصمة النيبال (كاتماندوا) براًإلى عاصمة التبت (لاسا) مروراً ومبيتاً بأربع مناطق كما تظهر في الخريطة وهي:نيلام (A)، لهاتسي(B)، شيقاتسي(C)، قيانتسي(D) وأخيراً لاسا (E).
وجميع الصور في هذا التقرير ليس عليها تعديل بفوتوشوب أو غيره وهي ملتقطة إما بجهاز جالاكسي إس 5 أوكاميرا Sony Cyber-shot DSC-HX300