نعم .. يعج بالباعة البلداء المزعجين ، نعم .. يعج بالمتسولين ، نعم .. عندما تقترب من المطاعم يثور صبيانها وعددهم بحدود العشرة صبيان بعدد المطاعم المتجاورة هناك ، كلهم يستوقفك دفعة واحدة وكل منهم يريد ان يسحبك الى مطعمه الى الحد الذي حينما زرتهم اول ليلة وهجموا علي بهذا الشكل ورأوني متحفزا لضرب اقرب واحد منهم اصبحوا يهابوني وينادون علي من مبعدة 50 سنتمتر تقريبا !! نعم تستغربون هذا البعد القريب وكيف أنظر له على أنه بعيد .. فغيري يتعرض للاستيقاف عنوة والمسك باليد ويمسكون بكتفه ويقفون امامه !! كنت اظن انهم يفعلون هذا مع السواح فقط ولكنني وجدت وقاحتهم تعدت الى العائلات المصرية المارة الى الحد الذي قام احد المصريين بضرب احدهم حينما استوقفوه عنوة بنفس الطريقة الهجومية القبيحة وهو مار مع زوجته واطفاله ! برغم انه حاول تفاديهم وانا انظر اليه وهو يتحدث اليهم أي نعم لا اسمعه ولكنه حتما يقول لهم انه لا يريد الجلوس ولكنهم لم يستجيبوا له فضحى بأحدهم مشكورا!!
في الليالي التالية عرفوني وعرفوا مجموعتي واصبحوا يهجمون علينا الى ان يصلوا الينا ولا يلتصقون بنا ولا يستوقفوننا عنوة وحين الاقتراب الشديد منا يصبح كل *** يصيح مناديا علينا بالجلوس في مطعمه وهذه الحركات ذكرتني بما يحصل معنا حينما نسير في البر بالسيارة ويقترب بنا الطريق الصحراوي من بيت شعر يقطنه بدو حينما تهجم الهجامات علينا من كل جانب ظانة اننا اتينا لسرقة المنزل ولكنها لا تعرف اننا تسير مع خط صحراوي كل ذنبه ان صاحب هذا البيت الشعر البدوي نصب خيمته غير بعيد عنه !!
تجاوزا للمتسولين والباعة المتجولين وصبيان المطاعم .. يبقى للحسين ليلا .. رونقه الخاص !! رونق لا يضاهيه على رغم منغصات المذكورين سالفا .. أي مكان في القاهرة !! أي نعم كنت اتمنى لو ان الحكومة اتخذت الاجراءات الطبيعية مع المتسولين المزعجين منهم فقط وتركت المتسولين الكلمنجية ، والباعة المتجولين المزعجين منهم فقط وتركت الباعة غير المزعجين ، وصبيان المطاعم الذين يستوقفون المارة عنوة فقط ، لأنني -تنازلاً ومراعاة لظروف الفقر- اعتبر انه من حق المتسول ان يتسول منك ولكن بالكلام دون ان يضايقك جسديا ! واعتبر انه من حق البائع المتجول ان يعرض عليك بضاعته ولكن ما ان تعرض عنه او تقول له: لا ، الا ويرحل دون إلحاح عليك بالشراء ، ومن حق صبي المطعم ان ينادي عليك للجلوس في مطعمه دون غيره ولكن دون ان يعترض طريقك ويقطعه والا ففي كل عقل ودين وبالذات الدين الاسلامي .. حق الدفاع عن النفس حق مشروع !!
أي نعم .. لولا هذه المنغصات لانقلب الحسين ليلا جنة من جنان الدنيا ومتعة لا تضاهيها أي متعة في أي بقعة في الدنيا ولإمتلأ الحسين ليلا بأهل البلد وبالسواح الاجانب والعرب من كل حدب وصوب الى ان تنفجر الطرقات بالذاهبين اليه والعائدين منه وتنفجر المطاعم بروادها ولما كان به موضع لموطئ قدم بعد الساعة التاسعة ليلاً .. قط !! وكأني بالحكومة حين تسمح لتلك الفئات المذكورة بالتواجد بتلك الطريقة المنفرة والمزعجة .. هي مقصودة لفك الازدحام المتوقع ولدرء خطر الانفجار !!
الحسين ليلاً .. يختلط الحابل بالنابل والبائع بالمتسول والعربي بالاجنبي والزائر بالمقيم العامل .. في حركة دؤوبة لا تنقطع ليلا نهارا متعة للناظر تتشربها روحه قبل عينه وفمه مع كأس شاي منعنع يسلب اللب لبه !
وأخيرا لابد أن أحذر من المطاعم التي تطل على المسجد بأنه عندهم 2 منيو ، واحد لأهل البلد وآخر للسواح !! ومن نافل القول ان منيو السواح مضروب ×10 بالنسبة للمنيو الاول واقول هذا عن رؤية بالعين المجردة وبالتجربة المريرة !! فالأسلم هو انك حينما تهم بالجلوس ليعرفوا انه بقي خطوة صغيرة على كسبك كزبون وقبل ان تجلس على الطاولة التي اخترت تطلب المنيو وتقول لهم صراحة لأعرف الأسعار لأنني اسمع عن النصب هنا ، قلها للنصابين وبكل عادية فهم لا يخافون الله ولا يستحون من خلقه لتخجل منهم وسيجلبونه لك حالاً كما فعل المطعم معنا اول ليلة وفي الليلة الثانية وقد عرفنا الأسعار في هذا المطعم لم نطلب المنيو فأتت الفاتورة مضروبة ×10 وعندما قلنا لهم نحن كنا هنا ليلة البارحة وطلبنا هذه الطلبات ودفعنا كذا وكذا .. جلبوا لنا المنيو الآخر بكل صفاقة واذ بكأس الشاي بعشرة جنيهات وزجاجة الماء الصغير بعشرة جنيهات وعليكم الحساب فما كان منا الا ان قلنا لهم منيو ليلة البارحة ليس هذا فأنكروا بطبيعة الحال فدفعنا وقلنا لهم هذه ليلة الختام عندكم ! وفعلا غيرنا المطعم واستوعبنا الدرس واصبحنا ولو زرنا المطعم ذاته لألف ليلة لابد ان نطلب المنيو كل ليلة لا بل قبل كل طلب لابد ان نطلب المنيو والويتر يرى اننا نطلع على السعر قبل الطلب ليعرف انه لا يستطيع ان ينصب علينا لأننا لم نطلب الا وقد أعجبنا السعر !! أما قهوة الفيشاوي فلم اجد منهم نصبا او استغلالا على كثرة ترددي عليهم وهم الافضل من حيث "الوناسة" و "سعة الصدر" و "الفلة" و "الهيصة" و "اللزي منّو" ويتكالب عليها اهل البلد والسواح العرب والاجانب نظرا لتاريخها القديم واظن ايضا لأنها تخلو من النصب والاستغلال وألفت نظركم أنني في هذه الاماكن اطلب من الويتر ان يغسل لي الكأس والملعقة بالماء الحار .. فيجلب الكأس والملعقة والماء الحار عندي أمام عيني ويغسلهم بكل رحابة صدر وأظنهم اعتادوا على هذه الطلبات من قبل
كل هذا وأكثر .. في الحسين ولكن يبقى للحسن رونقه
أترككم مع حديث الكاميرا لعله يعيدكم الى الحسين في تلك اللحظات الجميلة لتعيشوا مع الصور تلك الأجواء التي تخلق الندى على ورق أضلاع الصدور وتفتح زهور حدائق الشوق في القلوب
و .. نحن في حالة "انشكاح" قصوى
الترجمة للأخوة غير الناطقين باللهجة السعودية:الانشكاح=الانشراح
أحد الهجامة ..
تأتيك المتسولة وتلقي بهذه الكمية على طاولتك وتذهب وكأن الأمر لا يعنيها
ثم تغيب توزع على طاولات غيرك مثل طاولتك
ثم تأتي اليك .. تتسول ان تعطيها ، ان اعطيتها او لم تعطها ..
أخذت ما وضعت !!!
أحد جرسونية الفيشاوي اختلى بنفسه وسرح مع الارجيلة
اذا شافك خليجي؟
قابلك ب: "يا مرحبا يا مرحبا"
أحد الباعة
عملنا فيه مقلب نشف ريقه
والى اللقاء
،،،