- بانكوك :
دخول العرب الى الولايات المتحدة لم يعد سهلا .
التوترات بين العرب والغرب تنعش السياحة التايلندية .
بانكوك :
مع صعوبة الحصول على تأشيرة دخول الى الولايات المتحدة منذ اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر بدأ العرب يتحولون الى الدول الاسيوية ولا سيما تايلاند لقضاء اجازتهم.
وبعد خمس سنوات على هذه التفجيرات يقول رجل الاعمال الاماراتي مبارك رشيد مطر الذي جاء الى تايلاند شانه شان الكثير غيره من الزائرين العرب لهذه المنطقة "اصبح من الصعب جدا الحصول على تأشيرة للولايات المتحدة اضافة كما تعلمون الى المشاكل التي قد تواجهني بسبب كوني عربيا .. لذلك لا اريد الذهاب الى هناك".
وخلال خمس سنوات ارتفع عدد زوار تايلاند القادمين من هذه المنطقة بنسبة 52% ليصل الى 304047 عام 2005 يشكل السياح 80% منهم وفقا لهيئة السياحة التايلاندية.
و"الطفرة العربية" هذه لها ميزتان: فالزوار العرب لا ياتون كزوجين فقط وانما مع جميع افراد عائلاتهم الكبيرة كما انهم كثيرا ما ينتهزون هذه الفرصة للعلاج ما ينعش "السياحة العلاجية" التي توفرها تايلاند حاليا.
ويبدي روبن تورال مدير التسويق في مستشفى "بومرونغراد انترناشونل هوسبيتيل" الذي يعد اكبر مستشفى خاص في تايلاند سعادته بهذه "الطفرة الكبيرة".
ويوضح تورال ان هذا المستشفى استقبل عام 2000 نحو خمسة آلاف مريض فقط من الشرق الاوسط وفي عام 2005 استقبل 70 الف حالة.
مضيفا ان معظم هؤلاء المرضى من قطر وسلطنة عمان ودولة الامارات العربية المتحدة الذين ياتون للحصول على خدمات تبدا من مجرد الفحص العام الشامل الى العلاج من امراض السرطان.
واشار تورال الى ان السياح العرب "كانوا ياتون للسياحة فقط اما للعلاج الطبي فكانوا يتوجهون الى الولايات المتحدة واوروبا.
لكن احداث 11 ايلول/سبتمبر غيرت العادات السياحية وكذلك العادات العلاجية للزوار من ابناء الشرق الاوسط".
ولتلبية احتياجات هؤلاء النزلاء الجدد اقام المستشفى قاعات للصلاة واقمار استقبال للارسال الفضائي لبث القنوات العربية كما بات يقدم وجبات طعام حلال.
ويعمل الان في المستشفى 25 مترجما يتحدثون العربية فيما لم يكن هناك اي منهم قبل 11 سبتمبر.
ويقول مواطن قطري رفض ذكر اسمه "كنت معتادا على الذهاب الى الولايات المتحدة لرؤية الاطباء لكنني لم اعد راغبا في العودة الى هناك" ويضيف هذا الرجل الستيني الذي تجري ايضا زوجته وولداه فحوصا طبية في المستشفى "اشعر فعلا بأنني موضع ترحيب في تايلاند".
وتغذي ايضا اموال هؤلاء الزوار الجدد الذين يصرفون اكثر من 90 دولارا يوميا في المتوسط مجالات اقتصادية اخرى في تايلاند.
ويقول مسؤول "سيام باراغون" اكبر وارقى المراكز التجارية في العاصمة التايلاندية "مع ارتفاع الطلب ننوي توظيف اثنين يتحدثان العربية".
ويشكل زبائن محلات المركز مثل "شانيل" و"دولتشي اند غابانا" من ابناء الشرق الاوسط نحو 30% من اجمالي الزبائن حسب هذا المسؤول.
ويتوقع مسؤول "سيان باراغون" زيادة عدد هؤلاء الزبائن مشيرا في هذا الاطار الى التوترات بين المسلمين والغربيين في اوروبا والولايات المتحدة.
ويقول "انهم وببساطة لا يشعرون بالراحة في هذه البلدان .. لا احد يرغب في ان يكون غير مرحب به".