الصين المسافرون العرب

أكتشف العالم بين يديك المسافرون العرب أكبر موقع سياحي في الخليج و الوطن العربي ، يحتوى على أكبر محتوى سياحي 350 ألف استفسار و نصائح عن السفر و السياحة, 50 ألف تقرير سياحي للمسافرون العرب حول العالم و أكثر من 50 ألف من الاماكن السياحية و انشطة وفعاليات سياحية ومراكز تسوق وفنادق، المسافرون العرب هو دليل المسافر العربي قبل السفر و اثناء الرحلة. artravelers.com ..
طائر بلا ريش
15-12-2022 - 06:47 pm
  1. وقد قدمتها إلى القنصلية وعلى ضوئها تم إصدار التأشيرة

  2. وما يحز في النفس هو انه ليس لتلك العادات الإسلامية التي عشنها

  3. ويستغلون هذه الخطوط إلى هونج كونج ومن ثم إلى اندونيسيا.

  4. طبعا تم الإقلاع في الحادية عشر مساء دون أي تأخير

  5. ومنها اتجهنا إلى خليج عمان وكان لا يرى أي شي كوننا نمر على البحر

  6. ولكن مع توغلنا نحو الهند بدأت بشائر الخضرة وكثافة السحب

  7. وذلك للتعرف على تلك التحفة المعمارية التي فوجئت بها

  8. واذا كان هو ما سد رمقنا في المطار مع والشاي

  9. ومررنا على هونج كونج تلك الجزيرة الجميلة والرائعة بروعة ابداع الانسان


رحلتي إلى الصين 6/2009م / الحلقة الاولى.
  • فكرة الرحلة

فكرة الرحلة هي رحلة عمل وكانت تراودني من فترة ولكن لم تتأتى الظروف إلا هذه المرة أي في شهر 6/2009م
  • الانطلاقة من الرياض

وكانت رحلتي الأولى إلى الصين.
طبعا كانت هنالك إجرآت استخراج تأشيرة الدخول إلى الصين وذلك عبر القنصلية الصينية بجدة ومن شروط ذلك هو أن تكون لديك دعوة من شركة صينية لزيارتها
وهذا ما تم بالفعل حيث قمت بالاتصال بأحد الأصدقاء في الصين وهو عضو الجهاز الإداري للمجلس اليمني (وهذه من فوائد النت ) حيث لبى الطلب ووجب ما قصر قام بإرسال الدعوة

وقد قدمتها إلى القنصلية وعلى ضوئها تم إصدار التأشيرة

وأما فكرة السفر عبر الرياض هي بسبب إن شقيقي الأخ صالح كان أيضا يود السفر إلى الصين كذلك للعمل من ناحية ومن ناحية أخرى لمرافقتي كونها أول رحلة لي وهو قد سبقني في ذلك برحلات عديدة وله خبرة في هذا المجال سيفيدني بها
وقد اتفقنا على أن يحجز لنا من الرياض ونترافق بعد أن أصل إليه وقد تم الحجز على خطوط (الكاثي باسيفيك ) خطوط هونج كونج
وقد حظرنا إلى المطار الساعة التاسعة وكان الإقلاع الساعة ال 11 مساء وقطعنا بطاقة الصعود إلى الطائرة ودخلنا إلى صالة المغادرة
وكان أو مقلب اشربه في تلك الرحلة هو ضياع بطاقة الصعود إلى الطائرة التي تخصني
فدخلني القلق وقمنا بالبحث عنها عند التفتيش وكذلك في أماكن أخرى ولكن دون جدوى إلا أن أخي كان يطمئني من أن أمر كهذا عادة ما يحصل وفعلا اخبر المسئولين عن الرحلة فاخبروه بان ننتظر إلى ينتهي الركاب وسوف يقوم بقطع بطاقة أخرى بدلا عنها
وفعلا هذا ما تم
وقد لاحظت إن أكثر المسافرين من الاندونيسيات اللاتي يجلسن أمام نفس البوابة التي سيتم منها الخروج إلى الطائرة قد تجمعن وعرفنا حينها إنهن سيكوننا ضمن ركاب الطائرة التي سنستغلها
ولكن ما لفت نظري هو إنهن عندما يأتين إلى الجلوس ترى كل واحدة منهن تلبس العباءة وطرحة الرأس في مظهر محتشم ...
إلا إنها للحظات وبعد إن تختلط بمن هن من بني جلدتها وترى منهن أمور لا تراها في البلد من الضحك بصوت عالي والمزح
والاهم من ذلك هو التخلي عن العباءة فتراهن يخلعنهن واحدة تلو الأخرى وترى بعد ذلك تلك البناطيل التي لم تتوقع أن تراها من تلك النساء اللاتي تعتقد من خلال ما تراه عليهن من هدوء ومسكنة وصبر إن تكون تلك ثقافتهن!

وما يحز في النفس هو انه ليس لتلك العادات الإسلامية التي عشنها

مع من كن يخدمن لديه قد أثّرت فيهن بل إن ما نراه عليهن ما هو إلا أمر تقتضيه المصلحة
وصعدنا الطائرة حيث كانت طائرة ضخمة جدا كانت ممتلئة ولا يوجد مقاعد فارغة وذلك لسبب لفت أنظارنا أي أنها مليئة بركاب من الجنسية الاندونيسية من العمالة المنزلية وهو ما يصادف الإجازة الصيفية حيث يسمح لهن بالسفر فيها لان ربات البيوت يتواجدن في منازلهن في الإجازة أي إن الأعمال وخصوصا التدريس متعطل في الإجازة ويستغلون تلك الفرصة لإعطائهن إجازتهن

ويستغلون هذه الخطوط إلى هونج كونج ومن ثم إلى اندونيسيا.

وقد لاحظت إحداهن جلست إلى جوارنا على الكرسي الثالث على الممر حيث وضعت رأسها على الطاولة منذ إقلاع الطائرة ولم ترفعه إلا مرتين عند ذهابنا إلى دورة المياه(أكرمكم الله ) بينما أنا لم يغمض لي جفن طوال تلك الرحلة ومثلها الغالبية من الركاب
  • وصف من الطائرة الخليج العربي ليلا

طبعا تم الإقلاع في الحادية عشر مساء دون أي تأخير

وعند دخول الطائرة وإعلان الطيار عن إقلاعها وبعد تعليمات السلامة رأينا المضيفات يقمن بتحية الركاب بطريقة الإنحنا وهذه عادة شرق أسيوية معروفة
والجدير ذكره إنني اشترطت على أن يكون مقعدي جوار النافذة وفعلا هذا ما حصل وبقيت أترقب من ذلك الشباك وانظر إلى الأسفل والى الأفق لكي أرى المناظر التي ستلوح أمامي وكان ما أراه هو مدن وقرى صغيرة متناثرة في صحراء المملكة ورؤيتها من خلال الإضاءة والأنوار المتلألئة في الظلام الدامس
وما أن شارفنا على المنطقة الشرقية من المملكة وإذا بتلك النيران المشتعلة هنا وهناك المنبعثة من آبار النفط التي تجود بها تلك المنطقة مما حباها الله من خير وفير
ترفل في نعمته المملكة وكثير من دول العالم وذلك لتواجد العمالة بها
ومنها أيضا وصلنا إلى الخليج وكذلك رأينا الجزر المنتشرة عن طريق الإضاءة وكذلك دولة البحرين
ولكن ما لفت نظري هو الإضاءة الشديدة والتي كانت تتميز بها الامارت العربية حيث ترى الخطوط الطويلة والمضاءة بشكل لافت وكذلك بعض المدن التي تميزت بشدة الإضاءة عن غيرها

ومنها اتجهنا إلى خليج عمان وكان لا يرى أي شي كوننا نمر على البحر

وبسبب اتجاهنا إلى الشرق نجد أن فارق التوقيت يتجه بنا إلى الشروق أي أن التوقيت الذي انطلقنا فيه يفرق عن الهند وباكستان في حدود 3 ساعات وهذا بدورة سيقرب لنا شروق الشمس وهذا ما حدث أن الساعة الثالثة بتوقيت الرياض تقابلها الساعة السادسة بتوقيت باكستان وغرب الهند أي إننا سنصل الصباح في تلك المناطق والتوقيت في الرياض لا زال ليلا دامس
المهم عند شروق الشمس أمر المضيفون بإغلاق النوافذ وذلك لتهيئة الجو المناسب للركاب للنوم
وقد التزمت بعض الوقت إلا إنني لم أواصل ذلك الالتزام بل خرقته ولكن بطريقة مقبولة
أي إنني استعنت بغطاء يعطى للركاب (أشبه بالمنشفة ) للتغطية وجوههم عند النوم أو التدفئة من برودة التكييف وقد قمت بوضع جزء منه على راسي والجزء الأخر على أحدا يدي وقمت بجعل راسي يغطي جزء من النافذة والغطاء للجزء الأخر وفعلا لم الفت نظر أي إنني لم أؤذي احد من الركاب
ولما حان وقت الغداء قدمت لنا وجبة كانت من الدجاج أو السمك بحسب الرغبة واخترنا السمك إلا انه لم يكن بما نعرفه أي انه كان مخلوط ببعض الأشياء التي لا نعرفها أو نتعود على أكلها كونها أسيوية وكذلك الفواكه الصيفية مثل البطيخ والشمام على هيئة قطع صغيرة في علبة بلاستيكية شفافة مرصوصة بشكل يجعل تشبع من النظر إلى ذلك الترتيب والتقديم طبعا نصف الأكل عند البعض
وبدأت المناظر تتراء أمامي حيث مررنا على باكستان وكانت طبيعتها لا تقل جفاف عن الجزيرة العربية إلا في ما ندر وخصوصا خط سير الطائرة

ولكن مع توغلنا نحو الهند بدأت بشائر الخضرة وكثافة السحب

حيث كانت الكثافة تزداد شيئا فشيئا حتى كادت تحجب الأرض في كثيرا من الأحيان ولا ترى الأرض إلا من أماكن بسيطة عبر السحب والتي كانت تتشكل بصور كثيفة منها كالجبال تمر إلى جوارها وأخرى منتثرة كالقطن هنا وهناك وأخرى كالقطن المبتل بالماء وأخرى تشبه الثلوج في القطبين
فسبحان الله فعلا مناظر تجعلك تتأمل في قدرة وعظمة الخالق
وقد كان بمعيتي آلة التصوير حيث قمت بتصوير بعض تلك المناظر للتوثيق وسترونها بإذن الله
وقد كانت تلك السحب تحجب عنا تلك الطبيعة الخلابة وكأنها تقول لن اسمح لك بالنظر إليها ومن أرادها فل يشد الرحال إليها وما نترك لك إن تراه ما هو إلا عرض لتلك الطبيعة التي حباها الله لتك البلدان
ومن الملاحظ انك كلما توجهت شرقا زادت تلك السحب كثافة وتلك الخضرة اخضرار فترى الجبال لا يرى منها إلا ممرات السيارات أو المشاة حيث تراها تطرز الخضرة باللون الأصفر البني وكأنك ترى حينها تلك المطرزات من الملابس الهندية
بل وان الانهار تكثر والسدود تراها هنا وهناك وخصوصا في الصين كذلك ترى القرى الصغيرة المنتشرة حول تلك الانهار فتحسدهم على تلك النعمة ولكن لله سبحانه في خلقه شئون
حيث يعطي كل من خلق رزقا قد يختلف عن الاخر ولكن الفائدة والمحصلة هي واحدة
وتستمر الرحلة وتقطع الصين من غربها الى شرقها (الجنوبي )
ومرت الساعات الطوال دون ان اشعر بها ولم يغمض لي جفن بالنوم بل طار النوم وحلت محله تلك السعادة الغامرة وانت ترى ابداع الخالق في ما خلق
  • الوصول الى هونج كونج

وما شعرنا الا بقائد الطائرة يعلن عن هبوطها في مطار هونج كونج تلك الجزيرة النائمة في احظان بحر الصين الجنوبي التي سمعت عنها كثيرا من خلال صناعاتها
حيث كانت تعتبر الارداء في العالم وقد رايت احد الافلام الامريكية يصور تلك الصناعات ويسخر منها بشكلا كبير واسم الفلم (قبلات من هونج كونج ) وقدرايته في عدن في العام 81م الا انها في ما بعد اصبحت تنافس الصناعات اليابانية وبعد ان فتحت الصين ابوابها للاستثمارات وعودة هونج كونج الى حضن الام الصين انتنقلت كثير الى الصين لرخص الايدي العاملة
وعند الهبوط كانت الأمور في رأيي لا تسير بطريقة آمنه بل إن الخوف والهلع قد انتابني وذلك من خلال دخولنا في موجة كبيرة جدا من السحب الكثيفة التي لا ترى منها حتى جناح الطائرة وتسببت في المطبات الهوائية المخيفة والتي تجعل الطائرة في صعود وهبوط أشعرتني بالرعب لمدة ليست بالقصيرة حتى بدأت تنقشع تلك القمة أي إننا كنا في مرحلة اختراق السحب التي تحجب عنا الأرض
وبدأت تظهر لنا تلك المدينة الجميلة الرابضة في حضن بحر الصين وتلك الجبال ورأينا تلك الجزر المتناثرة والبواخر التي تمخر عباب البحر في كل اتجاه وكذلك ظهر لي بادئ ذي بدئ ميناء فكنت أتوقعه هو الميناء الرئيس ولكني لم اقتنع بذلك إلا أن أخي صالح قال لي لا ليس هذا هو الميناء الرئيسي بل انه في الجهة البعيد الأخرى فهو حديث وهذا في ما اعتقد انه القديم أو لبواخر صغيرة
واقتربنا كثيرا ورأينا تلك الأبراج الرائعة الجميلة والمذهلة في ارتفاعها وفي جماليتها حيث تراها محشورة جوار بعضها وكان كل واحدة تتطاول على الأخرى كي تراها
وهبطت الطائرة بسلام في ذلك المطار الذي هو جزء من البحر حيث تم ردمه وقد كلف 19مليار دولار حيث جرت بعض الإشكاليات بين بريطانيا المستعمِرة للجزيرة والصين الدولة الأم حول بناء ذلك المطار
وقد توقفت بنا الطائرة إلى جوار احد خراطيم سير المشاة وعند الدخول إلى صالات القدوم والتي لم تكن بالصورة التي في مخيلتي عن أجمل مطار في
أي أنها صالات لم يكن سقفها مرتفع بل عادي والأمور الأخرى لا توحي بتميزه عن غيره فالإضاءة خافتة وكذلك لون أرضية المطار أيضا قاتمة اللون مما يوحي لك بنوع من الكآبة وقد قمنا بتأكيد حجزنا إلى كوانزو وأخذنا بالطلوع على السلم المتحرك إلى صالات المغادرة في الدور العلوي بعد إن تم تفتيش الأمتعة عبر الأجهزة
حيث كان هنالك الفرق والإبداع والجمال يرتسم على ذلك المبنى الضخم والذي مهما وصفته فلن أعطيه حقه
[أي انه مبنى جدرانه من الزجاج بكاملها وترى من خلاله الطائرات مقلعة وهابطة دون أن تسمع صوت أزيزها كما هو معتاد في مطاراتنا العربية أي أن هنالك عازل للصوت
وفي المطار بإمكانك أن تخدم نفسك دون الاستعانة بأحد أي أن كل شي واضح فاللوحات الإرشادية والشاشات الكبيرة التي ترى من خلالها الرحلات القادمة والمغادرة وبوابات الخروج تجعلك لا تضيع وقتك في السؤال أي إن الأمور منظمة بشكلاً دقيق وسهل
عموما جلسنا في إحدى جهات المطار وهي كلها تطل على المدرجات من الجهتين وذلك لكي نرتاح من عنى السفر حينها ذهب صالح إلى دورة المياه للوضوء (أكرمكم الله ) وعاد وذهبت إنا أيضا ولكني فوجئت بعدم وجود (شاطفات الماء ) ولحسن الحظ إنني فقط كنت أريد إن أتخلص من الماء وحينها تذكرت أننا في بلاد ليست إسلامية وليس من المهم أن يكون فيها الاستنجاء بالماء بل لديهم تلك المناديل هي ما يغنيهم عن الماء ونحمد الله على الإسلام الذي أمرنا باستخدام الماء لكي نتطهر من تلك النجاسات التي يعيشون عليها
وما أن خرجت من الحمام بعد أن تطهرت بالمنديل وذهبت إلى الأخ صالح لكي اخبره بالأمر وإذا به يعطيني علبة ماء وهو يضحك لأنه عرف ما جرى لي وقال أملأها وادخل وتوضاء لان هذا نظامهم ولست في بلد إسلامي
وفعلا استنجيت منها وخرجت لكي أكمل وضوئي على الحوض وكان في الحمامات عامل النظافة يتتبع كل قطرة ماء تنزل على الأرض طبعا من الآخرين وليس مني لأني لم أبداء مشروعي والذي عرفت بأنه لن يعجبه
وبدأت الوضوء وبداء الماء ينهمر من كل جهة والعامل يرقب الموقف وهو يتبرم وينهاني عن فعلي ذلك إلا إنني اصريت على الاستمرار حتى أكمل وهو في اشد الغيظ إلى أن وصلت إلى الرجلين ولكن الحمد لله أنني كنت البس شراب ومسحت ولو لم يكن ذلك لضربني بعصاه تلك الغليظة
وادينا صلاتنا بحمد الله أمام الناس وهم يتفكرون ما نعمل كون المطار به من الجنسيات الكثير من البشر والذين لا يعرفون عن الإسلام شيء ويوجد هنالك مسجد لم اعلم به ولكن علمت ذلك في ما بعد وقد أخبرت صالح في ما بعد بوجود مسجد في المطار وقال انه على علم بذلك ولكن الإرهاق حينها قد اخذ منا ما اخذ وليس بمقدورنا أن نذهب إليه قبل أن نأخذ قسط من الراحة ولكن الصلاة قد حان وقتها ولن نؤخرها أكثر مما كان
بعد ذلك بحثنا عن هاتف للاتصال بالأهل لاطمئنانهم بوصولنا سالمين وفعلا وجدنا الهاتف
ومن ثم أخذنا قسط من الراحة على الكراسي إلا أن الفضول كان هو سيد الموقف

وذلك للتعرف على تلك التحفة المعمارية التي فوجئت بها

وأخذنا نتجول وبدأنا الرحلة من المبنى الرئيسي للمطار أي الرابط بين أقسام المطار وهو مبنى طويلا جدا وتوجد به جميع الخدمات من حمامات ومحلات تجارية وأماكن مخصصة للانترنت مقاعد وطاولات وترى كثير من الناس يستخدمون كمبيوتراتهم المحمولة هنا وهنا وكذلك غرفة التدخين
ولطول مسافة المبنى كان هناك سير كهربائي ارضي يستخدمه البعض لقطع تلك المسافة لمن أراد وهناك أماكن إلى جواره ليس فيها شي بل بإمكان الشخص أن يمشي على قدميه
ومن ذلك المبنى تتفرع أجنحة (ممرات ) طويلة لا تقل عن المبنى الرئيسي طولا وبها بوابات الصعود إلى الطائرة وهي مرقمة بأرقام واضحة وبارزة وعدد تلك الصالات 4 اثنين في مقدمة المبنى وأخريين في مؤخرته
ويوجد جوار كل بوابة كراسي انتظار وكذلك كراسي على شكل أسرة للراحة وقد أخذنا قسط من الراحة أو قفوه واسترخاء وفعلا كان لها دور في إعادة النشاط
وقد كان موعد إقلاع رحلتنا إلى كوانزو في الساعة الرابعة والنصف عصرا وكان لدينا متسع من الوقت فقمنا بالتجوال في المطار والانبهار يظهر على محيانا من ذلك التنظيم والنظافة ومن تلك الخدمات المنتشرة هنا وهناك
وكذلك لم يغفل مصممو المطار من وضع بعض المجسمات الجمالية التي أبدعتها أيدي بعض الفنانين التشكيليين
فقد رينا معرض مصغر يحتوي على بعض منها ومنها بعض الملابس المصنوعة من مادة البروسلان تقريبا وكانت منحوتة بدقة متناهية لا يفرق من يراها بينها وبين الحقيقة وأشكال أخرى منها ما هو على شكل كف إنسان تتكرر إلى تصبح بشكل ملعقة وأشكال أخرى كثيرة موضوعة في دواليب
وكذلك ما لفت نظري هو وجود صندوق زجاجي على شكل قلب في مقدمة احد الممرات ممتلئ بالعملات المتنوعة واقتربت منه وقرأت في أسفله انه للتبرعات والعائد ريعها إلى منظمة الطفولة العالمية (اليونيسيف )
وكذلك اللافت للنظر كثرة الجنسيات التي تنتشر في المطار وهذا يدل على ان مطار هونج كونج هو الرابط بين دول العالم بشرق اسيا
ايضا من ما رايته هو حرص الطائرات على ركابها أي انها تهتم بهم وتنتظر المتأخرين منهم عند البوابات وذلك من خلال حمل احد موظفات الخطوط اسم الشخص المتاخر لكي تساعده على الوصول الى بوابة المغادرة في اسرع وقت ممكن
كذلك المطاعم المنتشرة وطبعا لا يصلح لنا من اكلها شي الا ما حلله الاخ صالح وهو سندوتش التونة حيث كان سعر الواحد منها ب 20 دولار هونج كونج

واذا كان هو ما سد رمقنا في المطار مع والشاي

وهنالك استراحات جميلة جدا للاطفال وهي عبارة عن مجسمات على شكل اجزاء من الطائرات مثل الكبينة ومؤخرة طائرة مصنوعة خصيصا وبها مجالس وفيها شاشات تلفزيون تعرض مسلسلات للاطفال لتسليتهم حتى يحين موعد رحلات اسرهم لكي لا يزعجون الاخرين وكذلك توجد بها اماكن للتسلية من خلال الرسم بالرمل وغير ذلك لتنويع طرق تسليتهم
ايضا الاسواق المنتشرة بشكل كبير وعلى مستوى راقي حيث تجد محلات للوكالات العالمية من العطور والهدايا والشنط والحلويات وايضا والعياذ بالله محلات للخمور وغيرها
ومن المهم هنا ان نشير الى كثافة الرحلات القادمة والمقلعة من المطار وكذلك الطائرات الرابضة على ارضه وتنوعها اشكالا والوان واحجام امريكية واوربية وافريقية واسيوية أي ان كثرتها قد لا تعرف بعضها الى دول تنتمي لان الكثير منها طيران تجاري
وترى الخدمات الارضية على اشدها وسرعة تلبيتها لاداء خدماته
وكل ذلك نرقبه من الصالة أي ان امامنا كل ما يدور على ارض المطار دون تحفظ
والى جوار المطار هنالك جبل جميل جدا تكسوه الخضرة وتعممه السحاب بتلك العمة البيضا واحيانا يلتحفها في منظر رباني جميل
وقد اخذت عدة صور لذلك الجبل وقد اخذني فضولي بان اقترب منه وذلك من خلال الذهاب عبر احد الصالات التي تقترب منه ولكني عندما بدات بالسير فيها ورايت طول ذلك الممر تراجعت لانني في حالة من الاعياء لا اقوى على المشي اكثر مما قد مشيت وعدت الى صالح وسالني لماذا عدت قلت له فانفجر ضاحكا وقال شيبت يا علي
وهناك ما يلفت النظر وجود عدة مباني ضخمة جوار المطار ربما تكون فنادق او خدمات لبعض شركات الطيران ولكن ان تطل على المطار دون ان يزعجها ازيز الطائرات على مدار الساعة! ولكن قد يكون لديها عازل للصوت كما هو عليه الحال في المطار وحان وقت اقلاع الطائرة وتوجهنا الى البوابة المخصصة ودخلنا الطائرة والمضيفات يؤدين التحية لجميع الركاب.
  • الرحلة الى كوانزو

طبعا كانت رحلتنا على طيران ( سوثرن تشاينا) وكانت طائرة صغيرة لانها محلية وكانت رحلة ممتعة لا يكدر صفوها الا تلك السحب عند الاقلاع حيث كما ذكرت صعوبة الرؤية وكذلك كثرة المطبات الهوائية
وكان حجزي على مقعد جوار النافذة كعادتي كي اطلع على المعالم مباشرة من علو

ومررنا على هونج كونج تلك الجزيرة الجميلة والرائعة بروعة ابداع الانسان

والمسافة ليست بطويلة بل قصيرة جدا حيث قطعت الطائرة الرحلة في 30 دقيقة تقريبا أعطي لنا خلالها كيس صغير 50 جرام تقريبا من الفول السوداني للتسلية وهو مقياس لتلك الرحلة حيث انك لن تخلص الكيس الا بوصولك الى مطار كوانزو
وكانت المناظر الخلابة والرائعة تمر امام ناظري وما لفت نظري عند دخول مقاطعة جكوانزو عند نظري الى الارض هو كثرة المزارع والتي قد زرعت بما يفنيها وما زرع هو البناء للمنازل والمصانع وسط تلك المزارع مما سيشكل هدم للزراعة على المدى البعيد صحيح ان الصين ارض زراعية خصبة وكبيرة الا ان السهول هي ما يستهدف كونها منبسطة وهذا امر خطير.
ولم اقطع هواية التصوير من الجو بل استمرت فوتوغرافيا وفيديو حيث سجلت كثير من المناظر الجميلة والرائعة من جبال وسهول وانهار وبحيرات وسدود وقرى متناثرة هنا وهناك وكل القرى بطبيعة الحال وكما نعلم تُنشاء عادة على ضفاف الانها وهذا امر طبيعي حيث يؤكد لنا ذلك قيام الحضارات القديمة في العالم غالبا ما تكون على الانها ومنها الفرعونية والبابلية والهندية والصينية وغيرها من الحضارات التي تعرفونها.
وما ان وصلنا الى قرب مطار كوانزو بدات تتشتت أنظاري هنا وهناك لقرب الطائرة من الارض بحيث ارى الامور عن قرب وبصورتها الطبيعية لكي اسجل في ذاكرتي اكبر قدر ممكن من تلك المناظر الجميلة قبل الهبوط وقد تم لي ما تمنيت.
وقد هبطت الطائرة بحمد الله وسلامته وخرجنا الى الصالة حيث صادف وجود طائرات اخرى اوربية وشرق اسيوية وما لفت نظري الطائرة الكينية والتي تحمل افارقة وقد رايت وجوه مختلفة من الافارقة في جدة ولم ارى مثل تلك الوجوه الغريبة
ومن نعرفهم من المسلمين الافارقة وهم يختلفون عنهم وذلك باختلاف ازيائهم نساء ورجال بملابس غير محتشمة للنسا مثل البنطال الضيق جدا(استرتش) وهن ضخام الجثث وهو امر تذكرته ان هؤلاء لديهم ثقافات مختلفة مستمدة جذورها من الثقافة الغربية
وكذلك لفت نظري شقيقي الى احدهم وهو يتصبب عرق بينما الاخرين على العكس من ذلك وقد وسوس الشيطان في انفسنا ربما يكون هذا الشخص لديه من الممنوعات ما يجعله قلق الى هذا الحد (والامر ا


رحلتي الى الصين
التعليقات (8)
بن ذي يزن
بن ذي يزن
ما شاء الله عليك سرد رائع ودقيق عيشتنا معك في الرحله خطوه بخطوه ووجدنا من سردك بعض المعلومات المهمه كمثل وجود المسجد أو المصلى في مطار هونغ كونغ رغم تعدد رحلاتي عبر هذا المطار من سنين إلا إني كنت أجهل وجود مصلى في هذا المطار فجزاك الله عنا خيرا وبوركت وبورك قلمك الرائع ........... سلام

مرسيدس111
مرسيدس111
حمدلله على سلامتك يا رجل
نورة الرياض والمملكه
تقرير اكثر من رائع وصور جميله تغني عن الرحله
بارك الله فيك ومستمرين معك

rmzy roses
rmzy roses
الحقيقه ابداع بجميع المقاييس قصة يعجز المرء عن الانقطاع عن قراتها حتى اتمامها سبحان الله ان من البيان لسحر وقد اوتي اخونا وفقه الله سحر الكلمه ووضفها في كل خير فله منا صادق الدعاء بالتوفيق والرزق العميم والله المستعان

طائر بلا ريش
طائر بلا ريش
اشكر جميع من شاركني سواء بالرد او بالاطلاع
وكل ذلك حفزني على ان اواصل طرح بقية الحلقات بكل ثقة
وجزاكم الله خير.

طائر بلا ريش
طائر بلا ريش
  1. رحلتي إلى الصين 6/2009م / الحلقة الثانية.

  2. وصف للاسواق

  3. محلات الفواكه والخضار

  4. مفادها ان الصين كانت في السابق منغلقة ولا يذهب اليها الا القليل

  5. ولعدم وجود اعلام يعرفهم بالعالم واجناسه والوانه

  6. وكذلك معارض السيارات الصينية الصنع فهي كثيرة ومتعددة الاشكال

  7. والموديلات

  8. الصيني والوصف الدقيق لما تطلبه من بضائع!

  9. ولولا الله ثم ما رزقنا به من نعمة النفط يعلم الله ما نحن فاعلون !!

  10. ونسال الله الصلاح والهداية للجميع.


رحلتي إلى الصين 6/2009م / الحلقة الثانية.

وصف للاسواق

سوق الالكترونيات عند دخولك الى هذا السوق الموجود في كوانزو قد يخيل لك انه لا يوجد رجال في السوق او ممنوع عليهم البيع في المحلات حيث ترى ان العنصر النسائي هو من يسيطر على المحلات بشكل ملفت للنظر وندرة الرجال في تلك المحلات وترى في المحلات ما لم تراه في اسواق اخرى من التنوع في المنتجات والعلامات التجارية ما يصنع في الصين لشركات صينية او منتجات عالمية تصنع في الصين وهذه المحلات هي محلات البيع بالتجزئة وليست محلات الجملة التي لم اتمكن من زيارتها حيث وصفت لي بانها كبيرة جدا ومتنوعة البضائع

محلات الفواكه والخضار

لاحظت انتشار لتلك المحلات والتي يوجد بها انواع كثيرة لا نعرف اغلبها ولم نراه بحكم طبيعة البلد وعادات الاكل لديهم فقد لاحظت نوع من الخضار مثله مثل البلح الى حد كبير ومن الفضول سالت عن سعر الكيلو وكان ب 9 ارم فطلبت نصف كيلو وعندما اردنا ان ناكله توقعنا انه يؤكل مثله مثل البلح ولكن راينا البائعات يتبسمن وهن ينظرن الينا واشارت احداهن علينا بان نقوم بتقشيره وفعلا قشرناه وكان ما بداخله مثله مثل الكيوي وكان لذيذ الا ان الما الذي يقع على ايدينا عند التقشير جعلنا نتوقف عن ذلك والاكل جملة وتفصيل ورميه في احد البراميل المعلقة في احد اعمدة الشارع
كذلك ذهبنا الى سوق الافارقة وهو ليس ببعيد عن مطعم السدة وهو يختص بما يحتاجه الافارقة ومن يؤمه غيرهم الا قليل وهذا السوق يتكون من عدة عمائر متجاورة والمحلات في الطبقات السفلى منها
وينتشر الافارقة فيه بشكل كبير من مختلف الجنسيات وطبعا انا هنا ليس لدي معرفة بجنسياتهم من خلال اشكالهم لانهم يتشابهون كما يتشابه علينا الصينيون والكوريون واليابانيين والشرق اسيويين عموما
وهنا احب ان اورد لكم قصة قيلت لي من احد الاشخاص طبعا ليست في رحلتي هذه بل قبلها بكثير

مفادها ان الصين كانت في السابق منغلقة ولا يذهب اليها الا القليل

ولعدم وجود اعلام يعرفهم بالعالم واجناسه والوانه

انه ذهب احد الاخوة السودانيين الى احد (القرى) في قاموسهم ومدينة في قاموسنا عموما وعندما راه الصينيون استغربوا اشد الاستغراب من لونه الاسود وطبعا كان اسود زيادة اخذو يتجمعون حوله الى درجة ان احد النساء قامت بلمس يده وبشكل يوحي بانها تتوقع ان لون يده قد ينطبع على يدها
وطبعا هذه القصة كان يرويها الاخ السوداني بنفسه.
  • مدينة الكهربائيات

وفي اليوم التالي ذهبنا الى مكتب احد الاصدقاء والذي سيكون التعامل عن طريقة في استلام ومتابعة مشترواتنا (الالكترونية ) والخاصة بشقيقي كونها طبيعة عمله
حيث استقبلنا مدير المكتب الاستاذ سمير محمد وهو يمني مقيم في الصين ويدير ذلك المكتب حيث غمرنا بحسن تعامله ودماثة خلقه واتفقنا على كل الامور
وكان المكتب في غاية من الجمال والترتيب والنظافة وهو في عمارة توقعنا انها حديثة جدا من خلال مظهرها الا انه قال لنا غير ذلك أي انها عمارة قديمة وتم ترميمها على احدث طراز وموقعها كان استراتيجي حيث ترى منها اماكن عدة وانت تقريبا في الدور السادس وهي تطل احد الكباري
بعدها رتب لنا مع احدى موظفاته باستئجار سيارة تقلنا الى مدينة الكهربائيات (جونشان ) وفعلا تم الاتفاق مع السائق على 400 ار ام اجرة ذهاب واياب والانتظار حتى ننهي عملنا
وذهبت معنا احد الموظفات واللاتي يشعرنك باهتمامهن بك بشكل كبير حيث لا تجلس صامتة بل تحاول ان تتحدث معك لكي تطوي مسافة الطريق وكذلك عند التفاهم مع المصانع تكون هي من يدون تفاصيل الاتفاق حيث تسجل كل كبيرة وصغيرة كونها هي من ستستلم البضاعة بحسب المواصفات التي اتفق عليها وقامت بتدوينها وهي من يقوم بالترجمة بينكم
وضمن التوجه الرسمي للدولة الصينية والتخطيط الممنهج والسليم
فقد قامت الحكومة الصينية وعبر المقاطعات التي تمثل الدولة بتوزيع
وتقسيم النشاط الاقتصادي
بحيث تضمن لكل مقاطعة ما يحرك عجلتها الاقتصادية وتوظيف العمالة وعدم تكديسها في جهة دون اخرى
فقد انشات مدن متخصصة لكل صناعة فهذه المدينة والتي تسمى جونشان والتي تبعد عن كوانزو حوالي الساعتين بالسيارة
ونطلقت السيارة نحو مدينة الكهربائيات عبر ذلك الطريق والذي تحفه المدن والقرى الصغيرة من جانبية وما يبرز امامك من محلات ومصانع ترى منتجاتها المتنوعة تعرض على جنبات الطريق ومنها مصانع المجسمات الحجرية والتي رايت احد المجسمات الضخمة للالهة الصينية والتي تجد لها مجسمات باشكا والوان متنوعة وهو مجسم حجري يمثل شخص صيني طويل الشوارب وكبير الكرشة التي تظهر لك حيث لم تغطيها الملابس التي يرتديها من انتفاختها وكذلك مجسمات للخيول والتماسيح والتنين
وبعض النوافير والمزهريات وامور كثيرة لاتعد وزلا تحصى
ومصانع منتجات كثيرة ومتعددة

وكذلك معارض السيارات الصينية الصنع فهي كثيرة ومتعددة الاشكال

والموديلات

ايضا هنالك سيارات من شركات عالمية يمتلكها الصينيون وانا لا اقول ذلك تقليل من شانهم ولكن ان هنالك جمارك ضخمة تفرض على السيارات وتصل الى مبالغ خيالية والانوع الضخمة مثل المرسيدس والبي ام والاودي واللند كروزر وانواع كثيرة توحي برخاء مالي لدى البعض يمكنهم من شرائها وقد سمعت خبر مؤخرا من ان الصين تعتبر ثاني اكبر مستورد للسيارات في العالم بعد الولايات المتحدة
وهذه السوق هي فاتحت خير على شركات السارات بعد الانفتاح الاقتصادي والرخاء الذي بداء يعم على شعبها
ولن تكون الامور محصورة على صناعة السيارات بل ستشمل كل الصناعات كون هنالك اكبر تعداد سكاني في العالم حيث تجد ان الشركات العالمية تتهافت على الدخول الى هذه السوق لكي تكون سباقة وتجد لها نصيبها الكبير منه
وكانت الطريق ايضا تمر في كثير من الاحيان وسط مزارع تشقها الطرقات القديمة وكذلك هنالك اعمال لطرقات حديثة تحت التنفيذ وقد بدات الشركات ببناء الجسور قبل البدء بالطرقات حيث ترى الجسور متقاطعة وكل شركة تعمل دون ان تؤثر على الطرقات التي تسلكها السيارات وتتقاطع مع تلك الكباري وكذلك لا يؤثر عمل شركة مع الاخرى كون كل شركة تعمل دون تعطيل الاخرى وقد رايت كبريين فوق بعض تحت الانشاء وكانت هنالك سقالات تحمل حواجز معدنية تحجب الجسر عن الاخر بحيث لو سقطت معدات او أي ادوات مستخدمة الى الاسفل الذي يوجد به الجسر الاخر لا تصل الى ايذائهم وهنا نرى الابداع والتفاني والاخلاص في العمل وسرعة الانجاز دون تسويف او الارتباط بمشروع على حساب الاخر
وعند دخولنا للمدينة شاهدنا بعض المعروضات من المواد الكهربائية تعرض في افنية مسورة بسياج من الحديد وهذه المعروضات هي ما تنتجه المصانع من القطع الكبيرة مثل الاعمدة الكهربائية والاعمدة الاخرى المتنوعة والتي تحمل تشكيلات كثيرة وجميلة وتحمل بصمات جمالية
وهي ما تجمل الحدائق واحواش الفلل والقصور وهذه منتشرة على جانبي الطريق الى وسط المدينة التي توجد بها معارض المصابيح الصغيرة والثريات
والتي هي منتشرة في جميع شوارع المدينة حيث انك لا تجد أي شيء اخر يزاحمها في البيع
وهذه المدينة جميلة منظمة ونظيفة جدا وشوارعها الفسيحة المخططة باشكال هندسية مرتبة والعمائر الحديثة والتي تحمل طابع جمالي وفني اكثر من رائع وقد رايت احدا هذه العمائر العالية والتي يوجد بعاليها
مجسم كبير بشكل (دايموند ) كرستالة ترمز الى وجود سوق للنجف والكرستالات
وعند مرورنا باحد الشوارع وسمعنا موسيقى صاخبة ومجموعة من الفتيات يؤدين رقصة جماعية امام احد المحلات التجارية ووقفنا
ننظر الى ذلك الموقف حتى انتهت الرقصة وسالنا لماذا هذه الرقصة في الشارع فقالت لنا المترجمة ان بعض المحلات على غرار ما يوجد في بعض دول الغرب ان الموظفين والموظفات يقومون بنوع من الرقص قبل بدء الدوام بنصف ساعة او اقل الهدف منه هو ان يدب النشاط في عروق الموظفين .

الصيني والوصف الدقيق لما تطلبه من بضائع!

هنا في شيء مهم جدا عند طلبك لسلعة ما تريد انت مواصفات معينة في السلعة وفي هذه الحالة يجب عليك ان تفندها بشكل دقيق جدا وان ترسم الصورة بشكل واضح جدا وتعرف ان صاحب المصنع او المحل فهمها جيدا في هذه الحالة سترى ما تريد بحذافيره وان لم تعطيه المواصفات او تقصر في شيء كان فهمه بغير ما وصفت فتحمل النتيجة
وهنا سأسوق لكم بعض الامور المتداولة في مثل هذه الحالة والمواقف التي وقع فيها البعض وقد سمعت هذه الرواية من اكثر من واحد ومفادها ان احد التجار من صنعاء قام بارسال عينة (جاكيت ) لاحد المصانع الصينية وقام بقطع احد اكمامه لانه ارسله بالبريد ولكي لا تؤخذ ضرائب عليه كان سبب قطع الكم ليوفر على المستلم دفعها وكان تاجر صنعاء طالب حاوية كاملة وعند وصول العينة قام صاحب المصنع باعطائها قسم التفصيل وفعلا لم يقصروا في ذلك وقاموا بانتاجها بحسب ما جاء من عينة وتم ارسالها لتاجر صنعاء وعندما فتح البضاعة وجد ان احد الاكمام لاحد الجاكتات مقطوع واعتقد انها العينة التي ارسلها وفتح البقية فوجدها نفس الشيء مقطوعة الاكمام واتضح انها جميعها على هذا الحال فاتصل بالشركة يسالهم عن سبب ذلك فردوا عليه نحن قمنا بعمل نفس النموذج الذي ارسلت ولم نزد ولم نقصر فصدم صاحبنا بالموقف
عموما احببت ان اسرد لكم هذا المثل لكي لا يقع احد في مثل ذلك الموقف لانهم اشبه بالالة فقط تعطيها الاوامر بحسب ما تريد وان اخطات فتحمل نتيجته
وهنا احب ان اشير الى انه قد حدثني البعض عن طبيعة الغالبية من الصينيين من انهم لا يحبون الابتكار او التغيير في الشيء وان ما نراها من منتجات وابداعات ما هي الا من قلة لا تذكر بينهم والبقية هي تقليد لمنتجات تصنع في بلدان اخرى
وانهم مثل الالة فقط اصنع له النموذج ولن يغير فيه شيء مهما كان الامر أي انه اذا واجه مشكلة في ذلك المنتج لن يقدر على الخروج منها
ومنهم القلة القليلة التي ترى فيها الابداع والتفكير والتدبير
وما البقية الا تبع ليس لهم حيلة في شيء
وهنا مثلا اسوق لكم قصة يرويها احد الاصدقاء عن ذلك وهي انهم يشيدون بالعقلية العربية لما يرون منها من ابتكار وحسن اختيار
ولكننا كلنا هكذا أي كلنا لدينا عقول كبيرة وكلنا عاقل وفي مثل هذه الحالة لن نرى قائد وعامل بل اننا نريد ان نكون جميعنا قادة واضعنا الطريق
وانا هنا لم اريد التقليل من الصينيين ولكن ربما ان ما بهم من حال هو ما افادهم وجعلهم يتطور بهذه الصورة المذهلة والتي اصبحت بعبع الاقتصاد العالمي اليوم ونحن في اسفل سلم التطور الاقتصادي

ولولا الله ثم ما رزقنا به من نعمة النفط يعلم الله ما نحن فاعلون !!

وعندما قمنا بزيارة المحلات كذلك كانت النساء هن من يدير ويبيع في تلك المحلات وعند الاستفسار عن الاسعار طبعا تجد البعض لا يجيبك الا بالاتصال بالمدير وهذا الامر تعرضنا له كثيرا أي ان الموضفات لسنا ملمات بها ولا التعبئة او المقاسات وعند سؤالنا عن نوع من المصابيح الطويلة كم انش قامت تمتره بالمتر فاستغربنا مثل هذه التصرفات التي تكون من بديهيات الامور لدى البائع.. والمدير هو من يعرف ذلك او ان هنالك تغيرات تحصل للاسعار بين حين واخر والمدير هو من يقدر الامور في
وقد سالنا المترجمة عن السبب فقالت ان الموظفات يتغيرن بعد فترة واخرى ويحلن محلهن اخريات وقد يكون سبب مقنع
واثناء تجوالنا من محل الى آخر راينا العجب العجاب من كثرة وجمال وتلون الثريات والمصابيح والكشافات باشكال قمة في الجمال والروعة
وقد عرفنا ان الكثير ممن اتموا بناء منازلهم في بعض البلاد العربية واخص دول الخليج وبدلا من القيام بشراء حاجياتهم من الكهربائيات لكثرة ما سيحتاجون لاضاءة منزلا او قصر او فيللا وذلك لرخصها وتنوعها وسهولة شحنها والامر لم يقتصر على الكهربائيات بل ما يحتاجه الشخص من ادوات بناء من سيراميك وسباكة ونجارة ومطابخ والاثاث من غرف النوم والكنب وخلافه وهو بذلك سيوفر الكثير على نفسه من المال والتنوع في المنتجات يأتون الى الصين لشرائها وهذا الامر مفيد لهم بشكل كبير جدا
وهنالك امر اخر وهو عند دخولنا لبعض المحلات نسمع البائعات يتحدثن الى المترجمة وترد عليهن (اربو /عرب) أي انهن يسالن عن جنسيتنا ومن اين هم ربما للتعرف على هذا الشكل الغريب بالسنبة لهم من البشر وجميل اننا متوحدين في التسمية ب (اربو ) بدلا من القطرية التي فرقتنا اشتاتاً
الجدير ذكره عند ذكرنا للعرب ان العرب لهم نوع من التآلف والود كونهم قليلون هناك قطرة في بحر لذا تجدهم اكثر قرب لغربتهم وهذا امر يعود عليهم بالنفع في ما لو حدثت مشكلة لاحدهم حيث يهب الجميع لمساعدته ومن القصص التي سمعتها ان احد الاخوة الكويتيين حيث قام بضرب احدا عاملات مطعم السدة وهي قهوجية على قولنا حيث تاخرت عليه في تقديم الطلب وعنفها فردت عليه باعنف الا ان الدم العربي الحار قد فار وضربها كف(الا ان الرجل العربي لا تمتد يده على المراة من المفترض ) عموما حدث هرج ومرج وتكاتف الصينيون مع مواطنتهم ورد العرب بالمثل مع مواطنهم ولكن الامر تطور الى وصلوا الى قسم الشرطة وقد تدخل في الامر بعض العرب ممن لهم دراية بطرق الحل في مثل هذه الامور وقيل لي انه احد السودانيين والذي قد درس الطب في الصين لمدة سبعة اعوام بعدها عاد الى السودان للعمل كطبيب ولكن لم يروق له الوضع حيث عاد ادراجه الى الصين وفتح له مكتب للتصدير مثله مثل الكثير من العرب الذين ذهبو للدراسة في الصين حيث بقيوا هنالك للعمل
ولنعود الى حديثنا ومشكلة الكويتي والصينية حيث تدخل الاخ السوداني بينهم لحل ودي وتعويضها عن ما جرى لها فطلبت مبلغ 30،000 ارم منه الا ان المصلحين اقنعوها بمبلغ زهيد وصل الى 1000 ارم واقتنعت وانتهت المشكلة
وكذلك من المشاكل التي يتسبب فيها العرب كثيرة حيث تجدهم يتعاملون مع بعض المصانع بشكل جيد في بادئ الامر قد يستمر لفترة معينة تجعل صاحب المصنع يثق بهذا الزبون مباشرة او عن طريق أي مكتب تكون له سمعة طيبة معه
فتجده يعطيه بضائع على الحساب وتسديدها في مدة يتفق عليها وتمشي الامور لبعض الوقت بعدها تجد ان بعضهم يبداء بالمماطلة ومن ثم الهروب وهذا الامر خطير افقد الثقة في كثيرا منهم وادخل البعض في مشاكل مع المكاتب او المصانع نفسها وكذلك سمعت ان هنالك نوع من الضوء الاخضر لدا اصحاب المصانع في التصرف مع غرمائهم بالسماح لهم اذا وجدوا الشخص المدان لهم بالضغط عليه حتى بالضرب المبرح شريطة ان لا يصل الامر الى القتل كما قيل لي من البعض
وسمعت قصة اخرى لا ادري ما مدا مصداقيتها من ان بعض التجار العرب قد استدانوا من احد المصانع مبالغ كبيرة ولم يوفوا بتسديدها وكان عن طريق احد بني جلدتهم لديه مكتب تصدير فلم يجد الدائنون (الصينيون ) الا القبض عليه لكي يسدد تلك المبالغ ولكنه كشف لهم ان ليس لديه ما يغطي تلك المبالغ فلجاء الصينيون الى عمل حيلة لؤلائك التجار وهي ان يقوم صاحب المكتب بالاتصال بهم والاتفاق معهم على تسديد مبالغ بسيطة مما هو عليهم مقابل استئناف اعطائهم بضائع مرة اخرى على ان تستمر العملية بالتسديد بدفع بسيطة حتى انها ما عليهم
وفعلا وافقو على تلك الطريقة وذهبو الى الصين ووجدوا انها حيلة لاستدراجهم الى الصين والاستقضاء منهم وتم ان حجزوهم وهددوهم بالقتل حتى تدخل بعض معارفهم وقاموا بتسديد ما عليهم وبيع كل ما لديهم من ممتلكات لاجل ذلك
وهنالك قصص كثيرة للاسف افقدت الصينيين الثقة في بعض العرب والبعض منهم لديه معرفة بالدين الاسلامي وتعاليمه وما يربى عليه المسلم فمنهم من التهم المسلمين بعدم العمل بما جاء في دينهم والبعض من لا يعرف الدين وحقيقته السمحة قد يحمله سوء تلك الاعمال التي لا تمت اليه بصلة وهم بذلك قد شوهو صورة الاسلام والمسلم لدا البعض

ونسال الله الصلاح والهداية للجميع.

  • الامطار : وعند تجولنا فجاة هطلت امطار طبعا ليست بغزيرة ولكن متوسطة واستمرت وقتا ليس بقليل ولاحظنا جميع المارة وخاصة من النساء حيث وجدنا كل واحدة منهن اخذت بفتح حقيبتها التي تحملها على كتفها واذا بهن يخرجن الشمسيات لاتقاء المطر

وقد كانت مترجمتنا احدهن وكانت قصيرة القامة ونحيفة الى حد كبير ونحن كنا نوعا ما اطول منها وخصوصا انا واخي يختلف عني اقل مني طولا ولكن كان اكثر مني سمنة واذا بها تخرج الشمسية وارادت ان تصل بها الى فوق راسي وهي في وسطنا وعند انشغالها بذلك كوني كما ذكرت طويل واذا بها تتعثر وكادت تسقط على وجهها الا ان عناية الله ووقوعها بيننا وخفت وزنها قد ساعدانا على مسكها كلا بيد ولو لم نتمكن من ذلك لوقع وجهها على حافة الرصيف وسينطمس ما بقي من انفها الذي لم ترى منه الا فتحتي التنفس
الجدير ذكره انها كانت تتامل فينا ونحن في السيارة وسالناها لماذا تتاملين قالت عيونكم مثل عيوننا مرتين وانوفكم مثل انوفنا ثلاث مرات
أي انها استغربت من خلقتنا كما نستغرب من خلقتهم سبحان الله
وكنا نتجاذب اطراف الحديث وذكرنا لها عن عاداتنا الاسلامية مثل الحجاب والتكافل الاجتماعي والترابط الاسري وذكرت انها سمعت عن الترابط الاسري وهذا هو ما اعجبها كثيرا وقالت ليس كما هو حالنا
وحدثها اخي عن تعدد الزوجات ان الاسلام يسمح لنا الى اربع زوجات فانفجرت تصيح(اووه ماي جد ) من الاستغراب ..
وسالناها عن الزواج عندهم فقالت قبل الزواج يجب ان يكون للفتاة بوي فرند أي مثل الخطيب في مصر وتعيش معه فترة طويلة قد تصل الى خمسة اعوام يتعرفان على طباع بعضهم ومن ثم تقدمه لاسرتها اذا طاب لها وللاسرة تمت الموافقة او الرفض لان لهم راي في ذلك والرفض نادر جدا
وقد حدثتنا المندوبة التي معنا في أي يو من انها تعرفت على زوجها عبر الانترنت وهو يبعد عن مدينتها مسافة 24 ساعة بالقطار وتواعدوا على اللقاء بعد فترة ليست بالقريبة ثم بقيا على علاقتهم كما هو حال الصينيين (بوي فرند ) لمدة 5 اعوام بعدها تزوجوا وسالناها هل انجبتي فقالت لا ولكني بعد عامين سانجب أي انهم يخططون لكل شيء
وبالصدفة تعرفنا على زوجها في السوق ( الفوتيان ) حيث اتصل بها يريد مفتاح البيت وواعدته هناك وجاء وقمنا بالسلام عليه وفوجئنا انه يتحدث اللغة العربية الفصحى بطلاقة وسالناه عن كيف تعلمتها وهل انت مسلم قال تعلمتها في معهد اللغة العربية وهو ليس مسلم فكان لقائنا على عجالة ومن ثم ودعنا وانصرف.
  • خروج الموظفين من العمل ووسائل المواصلات المتنوعة

هنا احب ان اشير انني كنت اتوقع انني لن اتمكن من السير في أيٍ من شوارع الصين بيسر وسهولة من كثر زحام البشر وذلك كون الصين اكبر دولة عدد سكان في العالم اكثر ن مليار ونصف
ولكن تفاجات ان ما كنت اتوقعه ليس له على الواقع من شيء
وان الامور اكثر من عادية بل انك ترى في بعض شوارع جدة من الزحام ما يفوق ما تراه في كوانزو والتي يبلغ عدد سكانها اكثر من 3 ملايين نسمة او ايو وفي اعتقادي ان السبب ان الجميع مشغولون
وفي اعمالهم او انهم لا يحبون الخروج الى الشوارع مثلنا
ولا ترى الناس في الشوارع الا عند انتهاء الدوام فقط أي في حدود الساعة الخامسة ترى الناس يمشون بخطاء حثيثة كلا متجه نحو هدفه
وكذلك ترى الحافلات ممتلئة ولكن بحسب ما هو محدد لها من عدد ولم نرى المتعلقين بابوابها او الواقفين في وسطها كما نراه في مصر
وكذلك ترى البعض يستغل دراجته النارية او الهوائية
فقط في هذا الوقت ترى الزحام وما هي الا لحظات ليست بالطويلة وتعود الامور الى طبيعتها وهذا الامر قد لا ينطبق على مدن اخرى ربما!

طائر بلا ريش
طائر بلا ريش
  1. رحلتي إلى الصين 6/2009م / الحلقة الثالثة.

  2. قانون الاستثمار للأجنبي

  3. الرحلة إلى إي يو 2.30 بالطائرة.

  4. بعد ذلك بدأت الطائرة تقترب شيئا فشيئا من أي يو وبدأت تظهر لنا

  5. كاتب السطور

  6. وأثناء سيرنا كنت أوصف له استغرابي لهذه القرية التي يتحدثون عنها

  7. مطعم المائدة وشهرته

  8. مناظر من أي يو

  9. مطعم سباء

  10. التواصل مع احد أصحاب المكاتب من أبناء يافع

  11. سيارات فخمة

  12. وهذه المشكلة لم يكن للصينيين فيها سبب بل نحن من تسبب في ذلك

  13. وهذا يدل لك أن الصين بإمكانها أن تعطيك بقدر ما تعطيها

  14. وطبعا مثل يوم الإجازة تأخذ عليه مقابل بدل ذلك

  15. محسوبيكم بعد عنا اول يوم

  16. طبعا من مشاهداتي أن المرأة هي المسيطرة على البيع في المحلات التجارية

  17. يكون مفاجأة سارة للشعب الصيني


رحلتي إلى الصين 6/2009م / الحلقة الثالثة.

قانون الاستثمار للأجنبي

الاستثمار في الصين للأجنبي مفتوح ولكن ليس لدي تفاصيل كبيرة عن ذلك عدى أن هنالك الكثير من اليمنيين والعرب من يقيمون هنالك ولديهم مكاتب للتصدير وهذه المكاتب يسمح بفتحها للأجنبي تحت مسمى الاستثمار ولكن لا اعرف هل هنالك شروط بإيجاد رأسمال معين لفتحها أو أن مجرد فتحها يعتبر هو الاستثمار وبموجب ذلك تصرف لك إقامة
وكذلك المطاعم تعامل على أنها استثمار وبعض المحلات الصغيرة التي يمتلكها بعض اليمنيين كما رأيت وهي تبيع الجوالات بأنواعها وربما هنالك أمور أخرى كثيرة غابت عني.
كما أن كوانزو يوجد بها من الفقراء ما يجعل البعض يقوم بالشحاتة في شوارعها ولكن في المساء حيث تجد من الشيوخ والنساء مع أطفالهن جالسين على قارعة الطريق ومادين أما علبه أو صحن كبير دون كلام أو حراك بل أن البعض تجده ينعس أو يضعونها على الأرض ومن ثم ينامون أما من الإرهاق أو انه وقت النوم قد حان وهؤلاء في الغالب تراهم في المساء
وكذلك ينشط في نفس الوقت المطاعم المتجولة حيث تجد أن البعض يفترش معدات الطبخ في الشارع وهي في الغالب شواية وبعض المعدات البسيطة ومن ثم يقوم بشواء ما لديه من طيور أو لحوم أخرى لا يعلمها إلا الله
وتجد زبائنه كأنهم في انتظاره والسبب في ذلك انه أسعارهم رخيصة تتناسب مع إمكانيات تلك الطبقة من الزبائن والأمر هذا ممنوع ولكن في العادة أن مراقبين البلدية تقل طلعاتهم في هذه الأوقات من الليل

الرحلة إلى إي يو 2.30 بالطائرة.

طبعا وصلنا إلى المطار الساعة السابعة صباحا قبل الإقلاع بساعة وقمنا باجرات التأكيد وقطع بطاقة الصعود وهنا المطار في كوانزو ليس المطار كما قدمنا أي أن صالات القدوم غير صالات المغادرة
وهذه الصالات كبيرة جدا ورائعة التفصيل والتفاصيل ومسحاتها كبيرة ومخارجها كثيرة وهي اقل حجم من مطار هونج كونج ولكنها مرتبة إلى درجة كبيرة تسر الناظر ولم ترى فيها التدافع أو التزاحم عند الدخول أو حول الكونترات بالرغم من انه مطار دولي يستقبل رحلات أجنبية كثيرة إلا أن التنظيم والنظام المتبع والالتزام به كان له كبير الأثر في انسيابية الأمور
وهنا اذكر أننا عند الدخول إلى صالة المغادرة كما في مطار هونج كونج يقوم موظفون بالطلب منك وكذلك هنالك إعلانات جوار بوابة الدخول للصالة تشير إلى منع حمل السوائل أكثر من 100 مل مثل العطور والزيت وكل ما هو سائل وكذلك المعاجين وإذا كان لديك يجب عليك إخراجها وتسليمها بوضعها في صندوق مخصص لذلك وإذا أخفيتها هنالك جهاز أخر يقوم بالكشف عنها وهذا الإجراء غريب علي شخصيا إلا أنني قد حذرت من ذلك من قبل ولكني مؤخرا سمعت انه من مطلع العام 2010م سيعمل به في مطارات المملكة وانه نظام دولي سبقتنا دول العالم الأخرى في تطبيقه ولكن لا اعرف إلى ألان ما الهدف منه!
عموما دخلنا وانتظرنا حتى موعد إقلاع الطائرة وكانت نفس الخطوط التي قدمنا بها من هونج كونج (سوثرن تشاينا)
وتم الإقلاع بعون الله وقد انزعجت لوقت لا باس به من الصوت الذي كان ينبعث من محرك الطائرة أي انه صوت مزعج وغير مألوف إلا انه انقطع بعد حوالي ربع ساعة من الإقلاع
وهنا كعادتي عاودت النظر إلى الطبيعة الخلابة التي لا تقل بل تتفوق عن ما قد رأيت أي أنني الآن أرى بحيرات كبيرة جدا منتشرة بكثرة ملفتة وكذلك المزارع والجبال التي تكسوها الخضرة بأكملها والمدن المنتشرة على ضفاف الأنهار وقد قمت بتصوير الكثير من المناظر تصويرا حي وفوتوغرافيا وبعد الإقلاع بربع الساعة قام المضيفون بتوزيع (الفول السوداني ) في أكياس قد لا تزيد في تصوري عن 50 جرام للتسلية حتى يحين موعد وجبة الفطور وفعلا تم توزيع الفطور وهو عبارة عن بسكوت بالكاكاو والعصير ولكننا من الحذر من زيت الخنزير أو ما شابه ذلك لم نأكله بل شربنا العصير وطبعا الرحلة كانت طويلة نسبيا تقريبا ساعتين ونصف الساعة في أجواء مليئة بالسحب الكثيفة جدا والتي لا ترى من خلالها في كثير من الأحيان الأرض

بعد ذلك بدأت الطائرة تقترب شيئا فشيئا من أي يو وبدأت تظهر لنا

معالم المدينة (القرية ) طبعا هذه الصفة كنت اسمع بها في جدة من بعض ممن قد سبق سفرهم لها منذ أكثر من عشرة أعوام حيث يصفونها بأنها قرية بما تحمله الكلمة من معنى حيث أن البنية التحتية من طرق ومطار وشوارع كانت سيئة جدا
وهي كما سمعت أنها كانت شبه منفى
وتوجد بها قاعدة جوية هي نواة للمطار الحالي ولا زالت الطائرات الجوية رابضة فيها تحت هناجر كثيرة وهذه الطائرات العسكرية صغيرة الحجم ومنها واحدة خارج الهناجر رابضة جوار مدرج الطائرات وكأنها للعرض
عموما نواصل هبوطنا حيث قد رأيت مناظر خلابة جدا من مزارع خضيرة وسد مائي ومنازل تتوسط بعض التلال الخضراء
وكنت منبهر من تلك التي يسمونها قرية وأنا اردد قرية... هذه قرية وأخي يضحك إلى جواري وأنا اكرر لان ما أراها أمامي أمر يختلف مع هذا المسمى وإذا كان من يسميها قرية فما هي مقاييس المدينة لدينا نحن العرب!!
وعندما هبطت الطائرة كان أخي يشير لي إلى بوابة كبيرة يقول لي أنها بوابة المطار القديم وذكرني شكلها ببوابات ثلاجات الشرب تلي للخضار
ولكننا رأينا الماضي التعيس مقترن بالحاضر الزاهي للصين وان وجود تلك البوابة إلا للتذكير بالنقلة النوعية لهذه البلاد التي شبت عن وطقها وتمردت عن واقعها وأصبحت تضاهي اقتصاديات الدول الكبرى التي لم تتوقع للتنين الصيني بان يعود للحياة ويأخذ مكانته الطبيعية ويعيد لبلد المليار وأكثر مكانتهم التي يستحقونها وان تعود للصين المكانة التاريخية لحضارتها القديمة التي تعتبر من اكبر الحضارات على وجه المعمورة وما نراه اليوم إلا استعادة لتلك الحقبة التاريخية القديمة والحفاظ على البقاء في قمة السلم الحضاري العالمي الحديث
وفعلا نزلنا من الطائرة إلى صالة حديثة جدا لم يمضي على الانتهاء من بنائها إلا أشهر قليلة تقريبا الثانية بعد الظهر وهي بشكل عام جميلة جدا بالرغم من صغر حجمها إلا أنها تؤدي الغرض للطيران الداخلي مع أن شنغهاي قريبة منها وتعتبر بوابة ثانية لها للرحلات الدولية حيث تجد أن أكثر الرحلات الدولية تصل إليها ومن ثم ينتقل المسافرون برا لقربها حيث تبعد عن أي يو 400 كيلو متر بالسيارة حوالي 6 ساعات
شقيقي صالح

كاتب السطور

وخرجنا من الصالة واستقبلنا سائقين الاجرة حيث وجدانهم يتخطفون الركاب بشكل غريب وهذا ذكرني بسائقين السيارات الخصوصي إلى الطائف حيث لو كنت ما تنو الذهاب إلى الطائف وأنت مار بجوارهم ربما تجد نفسك في الطائف مرغم!!!
المهم كانوا يساومون الركاب على السعر وقد وصل بعضهم إلى طلب 70 ار ام وأنا طبعا لا اعرف كم هي التعريفة ولكن أخي كان يتذمر منهم وللصدفة كان احد الإخوة العراقيين إلى جوارنا فطلب منه أخي أن نستأجر سيارة مع بعض لان وجهتنا واحدة فوافق على طول وعرضنا على احدهم 40 ار ام وبعد صعوبة وافق لان المسافرين بدأوا يتقلصون

وأثناء سيرنا كنت أوصف له استغرابي لهذه القرية التي يتحدثون عنها

وكان متذمر جدا من العرب عموما وأوضاعهم والتأخر الذي تعيشهم بلدانهم بينما الإخلاص والتفاني فعلا به حولوا القرى في وقت وجيز إلى مدن عامرة وكبيرة كما تراها وكان يذكر لي انه في احد ا زياراته لمدينة كوانزو وفي احد شوارعها كانت هنالك إصلاحات وهي إزالة الإسفلت والأرصفة والجزيرة التي بين الأرصفة وكان العمل على أشدة
وقال عدت بعد ثلاثة أيام فقط ووجدت الشارع قد عاد بشكل لا يتخيله عقل من السرعة التي قضوها في ذلك
ومن جمال وحسن بناء للأرصفة التي زينت بأجمل الأحجار المصقولة والإسفلت المخطط
وذكر ما تعانيه العراق من نهب للأموال وان الدولة رصدت مليارات الدنانير العراقية من اجل سفلتت وتصريف الشوارع ولكن لم يطل بها العمر وأصبحت هباء منثورا وهو يشير إلى أن حال بلاد العرب قاطبة لن تقوم لها قائمة أو تطور وهي بهذه الحال من الفوضى واللامبالاة وعدم المحاسبة والمراقبة للموظفين والمسئولين

مطعم المائدة وشهرته

عموما قالوا لصاحب التاكسي (مائدة ) استغربت من هذا العنوان فسالت ايش مائدة! قالوا هذا مطعم عربي اول من فتح أبوابه للأكلات العربية في أي يو حيث أنها تفتقد للمطاعم العربية في السابق وكان العرب يعانون اشد المعاناة من عدم حصولهم على المأكولات العربية أو الأكل الحلال بوجه خاص وعندما فتح هذا المطعم توجه كل العرب نحوه وأصبح عنوانهم ولحقت ورآه مطاعم عربية وإسلامية كثيرة حيث فتح بعض الصينيون المسلمون مطاعم وكذلك بعض العراقيون واليمنيون واشتهر هذا الشارع بالمطاعم العربية وكذلك والقهاوي لتقديم المعسل حيث ينتشر روادها بعد المغرب إلى منتصف الليل وتوجد بجواره الكثير من الفنادق التي يقطنها العرب

مناظر من أي يو

طبعا مدينة أي يو تعتبر مدينة حديثة جدا حيث يوجد بها من العمران الحديث الشيء الكثير ومن أهمها برج الساعة الذي يقابلك على مدخل المدينة وبنايات ضخمة كثيرة منتشرة في إرجاء المدينة والشوارع المنظمة والجميلة بالتشجير والنظافة وكثرة الفنادق كونها مدينة اقتصادية
برج الساعة وهو اشهر ما فيها
عمارة اسميها (عش الدبابير )
اختصتها الدولة بذلك السوق الشهير ب (الفوتيان ) للبيع بالجملة لكي تؤدي دورها الاقتصادي مع سائر المدن الصينية الأخرى لإحداث تطور كبير يصل بها إلى مصاف الدول العظمى اقتصاديا
وفعلا هذه المدينة بها سوق كبير جدا يجمع بين جنباته بضائع شتاء تصنع في مدن كثيرة ويروج له فيه مما أدى إلى تطورها وظهورها على الخارطة الاقتصادية الصينية بينما كانت في السابق قرية مغمورة

مطعم سباء

طبعا بحكم إننا يمنيون توجهنا إلى مطعم سباء الواقع على الشارع الرئيسي وهو لا يبعد كثيرا عن مطعم المائدة
وعند وصولنا اليه كان هنالك احد الفندق المتوسطة الخدمة فوق الفندق مباشرة حيث حجزنا غرفة بسريرين ب 160 ار ام وكانت متوسطة النظافة بحكم أن الفندق عليه إقبال كثير جعل الإدارة لا تهتم كثيرا بتغيير الأثاث لان الزبون سيأتي إليه لموقعه الاستراتيجي المطل على المطاعم والقهاوي العربية
المهم بعد أن أخذنا قسط من الراحة ومن ثم توجهنا إلى المطعم لتناول الغداء وفعلا كان مطعم ممتاز ولذلك كان غالي نوعا ماء أي يعتبر من مطاعم الدرجة الأولى حيث أن بعض المطاعم المجاورة له اقل منه سعرا ويرتادها عادة من هم مقيمون أو يمكثون مدة طويلة هنالك
والمطعم كما قيل لنا انه يملكه شخص يمني هو نفس الشخص الذي يملك مطعم السدة في كوانزو

التواصل مع احد أصحاب المكاتب من أبناء يافع

تعرفت عليه من خلال الأخ سمير محمد وأعطاني هاتفه بعد أن اتصل فيه وقام بتوصيته بنا خير واتصلت به من جوار مطعم سباء وما هي إلا لحظات إلا وصل واتفقنا على كثير من الأمور وطلبنا منه أن نبداء من اليوم التالي طبعا الأحد وأنا لم أكن اعرف أن هنالك إجازة لديهم في مثل هذا اليوم من كل أسبوع
وقال ما عندي مشكلة وسأرسل لكم المندوبة الصباح
سوق (الفوتيان )سوق الجملة لجميع انواع البضائع
مجسم للسوق

سيارات فخمة

وأما نحن مع أن وصولنا كان قبل إقفال السوق بساعات ذهبنا إليه للتعرف عليه والنظر إلى طبيعته كوني لأول مرة بينما أخي قد سبقني بعدة مرات وتفا جاءت بذلك السوق الضخم والشبيه بالقطار طبعا في تواصل أجزاءه الثمانية حيث أنها مقسمة حسب الأحرف الانجليزية التالية:a-b-c-d-e-f-g-h والسوق مؤلف من 4 ادوار تحتوي مابين 30 إلى 40 ألف محل حسب الروايات المختلفة وطوله كما قيل 5 كيلو مترات ولكن ربما تكون هنالك مبالغة نسبية في ذلك ولكن طوله ليس بطول امتداده بل بتقاطعاته التي تجعلك تمر فيه طولا وعرض أي أن هنالك شوارع صغيرة في كل قسم تقطعه إلى مربعات صغيرة يجب عليك عند البحث أن تمر في محلاتها الصغيرة أيضا حيث انك تجد المحل الواحد الذي لا يتعدى 3x4 متر وأيضا تجد المحل نفسه في غالب الأحايين مقسوم نصفين أي انه محلين في محل
عموما السوق لا يوصف فمهما وصفته لن أعطيه حقه يحتوي كل قسم في الغالب تخصص معين لبضاعة لمنتجات مثل قسم للهدايا والتحف وآخر للكهربائيات وآخر للألعاب وكذلك قسم للخردوات وأدوات الخياطة هنا لن أضفي على كل ما يباع فيه وباختصار انه يحتوي على كل ما حولك في الحياة وما تستعملها من منتجات الصين وهي لا تعد ولا تحصى كوننا أصبحنا من أوائل المستهلكين لها لرخصها وقلت جودتها

وهذه المشكلة لم يكن للصينيين فيها سبب بل نحن من تسبب في ذلك

كوننا نريد الأرخص ليتناسب مع دخل المستهلك حيث انك تجد التاجر أو البعض ولن نعمم يأتي بمنتج على مستوى عالي من الجودة وغالي الكلفة ويطلب من الصينيين صناعة نفس النموذج بسعر اقل وطبعا الصيني لا يهمه الأمر سيعطيك بقدر ما تدفع وسيكون ذلك على حساب الجودة والأمان والمستهلك هو الضحية في ما لو بيع انه الأصلي كما يفعل البعض للأسف
وهنا أحب أن أشير لكم انه بمقدور المصانع الصينية أن تنتج أرقى وأجود الصناعات العالمية ولكن نحن سبب الرداءة لأننا من يستهلك هذه المنتجات الرديئة والتي خصص لها هذا السوق في الغالب من دول العالم الثالث
أما المنتجات الراقية فأسواقها شنغهاي كوانزو وغيرها من المدن التي تنتج للدول الأوروبية وأمريكا حيث تقوم تلك المصانع بإنتاج ماركات عالمية شهيرة للشركات ألام ومن ثم تصدر إلى تلك الدول بمواصفات تليق بسمعة تلك الشركات وهي تصنعها في الصين لرخص الأيدي العاملة وقل التكاليف ليس كما هو عليه الحال من الغلاء في اليد العاملة في دولهم

وهذا يدل لك أن الصين بإمكانها أن تعطيك بقدر ما تعطيها

وأيضا للعلم أن التقنيات الصناعية قد نقلت إلى الصين من الخارج واستفادة الصين من ذلك وأصبح اقتصادها كما نرى يضاهي اكبر الاقتصاديات العالمية في التطور والنمو
ولهذا السبب نجد أن الدول الكبرى ومنها أمريكا تحاول أن تضغط على الصين لتعويم عملتها والتي هي متدنية أمام الدولار والعملات المؤثرة الأخرى مما ضر تلك الدول رخص الأسعار الصينية وهي بذلك ضرتها وأوجدت لديها ركود اقتصادي حيث اكتسحت الصناعات الصينية أسواق تلك الدول
وهذا بدورة انعكس على الحركة الاقتصادية لديها
وفعلا بدأت الصين ترفع قيمة عملتها شيئا فشيئا وهي مرغمة بذلك وليس لها حيلة إلا الرضوخ للدول الكبرى للحفاظ على المصالح في ما بينها
ونرجع إلى الفوتيان طبعا لن يتمكن زائر من زيارة محلاته بكاملها في اقل من 15 يوم كما اسلفنا لكثرة تلك المحلات وتنوعها
ونجد أن الكثير يتجه مباشرة إلى القسم الذي يختص في بضاعته ويبداء بالبحث عن حاجته بمعية المندوب أو المندوبة وهم يقوم بالترجمة لان القلة القليلة من الصينيون من يتكلم الانجليزية وكأنها عدوهم اللدود قد يكون هنالك اعتزاز بلغتهم ويودون أن يتعلمها الآخرون بدلا من تعلمهم للغة الانجليزية ولكن المصالح تجبرهم على ذلك وقد بداء البعض من أراد أن يلتحق بعمل لدى المكاتب بتعلم الانجليزية لكي يقتات على إثرها
وهنا بدأنا البحث والتجوال وطبعا كما أسلفت المندوبات هن أكثر صبر وتحمل من الرجال حيث لا تشعرك بالملل أو التعب وقد عرفنا ذلك من خلال مرافقتنا حيث كان يوم بدأت معنا هو الأحد ولم تعمل حساب لذلك
حيث قضت ليلتها سهر كما وضح على وجهها وظهور علامات قل النوم وتغير لونها وكثرة التثاؤب أيضا وعندما سألناها قالت إنني لم اعمل حسابي على عمل اليوم بل إنني كنت كعادتي اسهر ليلة الأحد واقضي بعض نهاره بالنوم لكي أعوض نفسي عن السهر إلا إنني فوجئت ومن احترامي للعمل جئت إليه

وطبعا مثل يوم الإجازة تأخذ عليه مقابل بدل ذلك

عموما بدأت الرحلة المضنية الساعة التاسعة صباحا حيث استمرت الرحلة بعد أن التقينا بها دون سابق معرفة عبر التلفون تواعدنا جوار احد البوابات الرئيسية ووصفنا لها أشكالنا وعلى طول عرفتنا
وكان كل ما نحتاجه في الدور الثالث وأثناء مسيرتنا كانت لدي توصيات عن وجود نوع من البضائع في القسم h ونحن في القسم a وكانت تلك الأنواع في أول القائمة ومن اجل أن نأتي عليها قطعنا السوق من أوله إلى أخره دون أن نجدها وبهذا أضعنا نصف النهار وهذه من اكبر الأخطاء التي ترتكب بل كان الواجب إن نبداء بما هو اقرب وكان ذلك درس لن ننساه لطول المسافة والتعب الذي عانيناه من أول يوم

محسوبيكم بعد عنا اول يوم

المهم استمرت الأمور حتى انهينا ما نحتاج حيث كنا على استعجال من أمرنا لان لي أنا خاصة ارتباطات منها موعد سفر ابني احمد بعد أن قضاء إجازته حيث انه يدرس في ماليزيا هندسة اتصالات بالجامعة الإسلامية وهو في آخر ترم للجامعة مما حدا بي على الاستعجال
وعود إلى دور المندوبة فهي إضافة إلى الترجمة تحمل معها دفتر كبير أشبه بالسجلات وفيه تدون السعر والكمية والمقاس واللون وكل ما يتم الاتفاق فيما بينك وبين صاحب المحل الذي تشتري منه ويكون ذلك مرجع لها عند الاستلام ويتم التوقيع بعد إلانتها من الشراء من كل محل من صاحب المحل وكذلك منها وتقوم بإعطائه الاسم الذي سيدونه على الكراتين كالعلامة التجارية التي ستميز بضاعتك وخلافه

طبعا من مشاهداتي أن المرأة هي المسيطرة على البيع في المحلات التجارية

وكذلك أن الأسرة والتي تعمل الأم منها في السوق في الغالب ما تنتقل إلى السوق حيث تجد أن الأم وطبعا طفلها أو ابنتيها الصغار وربما الأب يكونوا معها حيث يتناولون وجبتي الفطور والغداء في السوق ويوجد هنالك مطعم كبير جدا في السوق وهذا المطعم يرتاده الكثير من الزبائن من الصينيون وعرفناه عندما كنا في حاجة إلى شرب عصير وطلبنا منها أن نذهب لشرائه فأدخلتنا ذلك المطعم والذي تنبعث منه رائحة كريهة لمأكولاتهم الغريبة والعجيبة إلى درجة أن المندوبة نفسها وضعت على انفها وفمها المناديل من التأفف ولم نجد شي
والمشكلة انه ليس هنالك بوفيهات أو مطاعم تقدر أن تأكل فيها بل إنها صينية بحته لا تصلح لنا مطلقا لاختلاف المأكولات والتي ربما إذا رأيناها قد يتقيا احدنا منها كونها مأكولات فيها مما تعافه النفس ذكرا فكيف اكلا ويبقى الإنسان طوال اليوم من التاسعة صباحا إلى الخامسة مساء دون أكل
والجدير ذكره بخصوص الأسرة وهو ربما لا يعلمه البعض أن النظام في الصين محدد النسل للأسرة الواحدة أي انه لا يسمح لها بإنجاب إلا مولود ذكر واحد أو إذا أنجبت أنثى يسمح لها بمولود ثاني ذكر أو أنثى فقط
وما عدى ذلك فغير مسموح ومن يخلف أكثر من ذلك يعاقب بعقوبة مادية وكذلك بحرمان المولود من الخدمات العامة المجانية كالدراسة والصحة وكثير من الأمور التي تقدمها الدولة للشعب مجانا
والملفت للنظر أن هنالك تشبث كبير وبشكل مبالغ فيه بالأطفال بحيث تجد الأم ومن حولها في السوق مثلا من جيرانها عند فراغهم يتجمهرون حول الأطفال بشكل غير طبيعي ويدللونهم دلال كبير جدا لم أره في بلادنا العربية
فتجد الأم تلاحقه بصحن الأكل لكي تؤكله وتعاني من الدلع ما لا يتحمله إنسان مثلنا حيث تصبر صبر أيوب لكي يأكل ما أعدت له من الطعام
وتطارده وتلهيه بأساليب كثيرة منها إركابه على العاب مثل السيارات الصغيرة وتلاطفه كثيرا
إلى درجة أننا كنا في احد المحلات حيث كانت تسجل أحداهن معنا فاتورة ليست عادية بل كانت اكبر فاتورة سجلتها في السوق
وفجأة رمت الدفتر وخرجت خارج المحل مهرولة وحملت طفلها وأخذت تعطيه أكله دون أن تأبه بنا وأخذت تدلله ونحن في ذهول من الأمر
ولو حصل هذا الأمر لدى احدنا وهو في محله وكان ابنه معه ورآه يصرخ لن يكترث إلى هذا الحد وهذه الظاهرة منتشرة لديهم بشكلا عام وليست حكرا على احد دون آخر
وأنا سالت المندوبة عن هذه الظاهرة فردت بأنهم يفرحون اشد الفرح بالمولود وخصوصا الذكر عندما يرزقون به فتجدهم يقومون بما ترى ولا تستغرب مثل ذلك كونه وحيدهم ربما إلى الأبد
وكذلك تجدهم يسعدون أيما سعادة عندما تداعب طفل من أطفالهم وأنت بهذا التصرف تشاركهم سرورهم بطفلهم هذا
وبالنسبة للسماح للأسرة بأكثر من طفل هو قرار اتخذ مؤخرا وربما

يكون مفاجأة سارة للشعب الصيني

ولاحظت شيء غريب أن الأطفال الصغار يلبسون السراويل المشقوقة على مؤخرتهم حيث تبان منها عورتهم وهذه الطريقة عرفت أنها عندما يتبرز الطفل أكرمكم الله لا تجعل ملابسه تتسخ ودون الحاجة إلى خلعه
وهنالك أمر آخر تراه في السوق وهو وجود برادات المياه في كل محل وهم يقدمون للزبائن عادة الماء الدافئ وليس البارد وهي ثقافة ربما تكون صحية أكثر من شربنا للماء البارد وما يتسبب فيها من أمراض في الحلق واللوز
كذلك تلاحظ الاحترام بموجب عاداتهم انه عندما تريد

طائر بلا ريش
طائر بلا ريش
fawaz1980
وبارك الله فيك ووفقك.

اسيرالدوحه
اسيرالدوحه
السلام عليكم ...
ماشاء الله عليك اخوي ,,
تقرير فيه الكثير من التفاصيل ...
صراحة ... كمية ونوعية المعلومات التي سردتها ..
مفيدة بل ومهمة ... لكل من اراد زيارة كوانزو وايو ...
يعطيك العافية ...


خصم يصل إلى 25%