لندن المسافرون العرب
أكتشف العالم بين يديك
المسافرون العرب أكبر موقع سياحي في الخليج و الوطن العربي ، يحتوى على أكبر محتوى سياحي 350 ألف استفسار و نصائح عن السفر و السياحة, 50 ألف تقرير سياحي للمسافرون العرب حول العالم و أكثر من 50 ألف من الاماكن السياحية و انشطة وفعاليات سياحية ومراكز تسوق وفنادق، المسافرون العرب هو دليل المسافر العربي قبل السفر و اثناء الرحلة.
artravelers.com ..
-
- اوروبا
- بريطانيا
- لندن
- يوميات لندنيه
Miss Europ
14-03-2022 - 10:17 pm
هنا لندن!، هذه الجملة كنا نسمعها من خلال هيئة الإذاعة البريطانية القسم العربي، فقد كانت ولازالت من افضل الإذاعات الإخبارية الناطقة باللغة العربية، ولكن مع انتشار إذاعات الاف ام التي تسمع فيها وكأنك ترى على حد قول مذيعيها، والقنوات الفضائية القادرة على إثارة أقوى الثيران فقد تقلصت شعبية هذه الإذاعة المتميزة، حقيقة لا صلة للموضوع الذي سأطرحه بهيئة الإذاعة البريطانية لا من قريب أو بعيد ولكنه يتعلق بسفر الخليجيين إلى عاصمة الضباب أو الذباب (لندن) فليس هناك فرق، زرت هذه المدينة عدة مرات ومع هذا لم أصادف فيها أي يوما ضبابيا، بل كنت دوما أعاني من تواجد الذباب مع الأخذ بعين الاعتبار أن ذباب لندن يختلف كثيرا عن ذباب العرب، حيث ان له أجنحة شقراء وعيون ملونة كما انه أجمل بكثير من الذباب المنشر في الدول العربية!.
عندما يحين فصل الصيف ويشتد الحر ومثل ما يقولون الصيف قرب والسفر حان طاريه، تبدأ الهجرة الخليجية إلى العاصمة لندن، وكأنها هجرة جماعية للطيور، بعض المسافرين مقتدرين يستطيعون تدبر أمورهم المالية لقضاء العطلة الصيفية في هذه المدينة الفاحشة الغلاء، وبعضهم يتحايلون ويدّعون المرض قبل حلول فصل الصيف من اجل السفر مع بداية العطلة الدراسية والمكوث في الخارج حتى نهاية العطلة دون أن ينفقوا فلسا واحدا، وقلة تضع المكتب الصحي تحت الامر الواقع بسفرها على حسابها الخاص ومن ثم الادعاء بالمرض.
استعدادت السفر تستمر وقتا طويلا، الملابس يجب ان تتناسب مع اجواء لندن، يجب ان يرى الغرب تأثير النفط على الهيئة الخارجية للخليجي ، لذا لن تستغرب ان شاهدت مواطنين ومواطنات يرتدون ما يرتديه مقدمي ومقدمات البرامج في القنوات اللبنانية، كما ان المؤنة الغذائية تحتل جانبا مهما في عملية التخطيط للسفر، اذ لا يمكن السفر بدونها كي نحافظ على عادتنا الغذائية الخليجية، اضافة الى غيرها من التجهيزات غير الضرورية مما ثقل وزنه وصعب حمله!.
بعد الانتهاء من جميع الترتيبات اللازمة ويحين موعد السفر، تبدأ الحكاية من مبنى المطار، ستشاهد عجب العجاب، وإليكم جانبا من بعض هذه المشاهد التي تتكرر في كل رحلة صيفية الى لندن المدن الاوربية الاخرى.
تحدث فوضى غريبة بين المسافرين بمجرد الإعلان عن فتح الأبواب للصعود إلى الطائرة، سباق سريع بإتجاه الطائرة ربما لأن البعض منهم يظن بأن هناك جائزة أو سحب على سيارة فاخرة لمن يتمكن من الصعود اولا، عند وصول الركاب إلى باب الطائرة تحصل فوضى أخرى فالكثير منهم يرفضون الجلوس في المقاعد المخصصة لهم ولا يعترفون أبدا بالمقعد المحدد لهم على بطاقة الركوب ويريدون الجلوس في المقاعد الأمامية لأنهم سيصلون قبل أولئك الذين يقبعون في المقاعد الخلفية!، وتتأخر الرحلة لأن مشكلة المقاعد لم تحل بعد، وبعد أن تهدأ الأوضاع ويتنازل بعض المحترمين عن أماكنهم تقلع الطائرة من المطار بسلام.
إن كان مقدر لك أن تسافر على متن طيران (.........) فلن تجد أدنى اهتمام من المضيفات، الاهتمام يناله الاجانب فقط، المضيفات رايحات جايات عليهم، بس المواطن الخليجي التعامل معه بشكل مختلف، فقد تعودنا أن نكون كرماء جدا مع الأجانب وهم الأولى بالاهتمام والرعاية، أما نحن الخليجيين فليس لنا أي اعتبار وكأننا قد دفعنا قيمة التذكرة غير شاملة لمصاريف الأكل والشراب، وما يثير استغرابك ان هذه الخطوط نحصد في كل عام عدة جوائز عالمية، والله لو كان الاختيار للمسافر الخليجي لما حصلت على جائزة واحدة!.
سيلفت انتباهك ذلك المسافر الذي ينزوي في أحد المقاعد الخلفية يحتسي المشروبات الكحولية بعيدا عن المقاعد التي يجلس عليها أفراد عائلته، وذلك كي يمارس هوايته دون إزعاج، فهذا المسافر المحترم لن يستطيع أن يتناول هذه المشروبات أمام أفراد العائلة لأن الأسئلة ستنهال عليه خصوصا من الأطفال، وسيسأله أحدهم بكل براءة عن المشروب الذي يشربه وسيجيبه الأب : إنها مشروبات غازية!، ويعاود الطفل السؤال مرة أخرى : لكنه يختلف عن النوع الذي نشربه، وسيتلعثم الأب ولكنه سيجد الجواب المناسب: مشوربات غازية عشبية!، وسبحان الله اذا صادفت الطائرة مطبات هوائية سيكون اول من يسبح ويذكر ربه!.
واذا ابتليت بالجلوس بجانب راكب من هذه النوعية فمصيبتك اعظم، اذ من المتوقع ان يشرب هو بينما تسكر انت من الرائحة الكريهة، وليس بمستغرب ان تضع كمامات على وجهك كي تتقي شر الرائحة.
أثناء هذه الرحلة لن تحصل على الراحة بسبب الإزعاج الذي يسببه الأطفال، خاصة وأن أطفالنا يختلفون عن أطفال الأجانب، صراخ وجري في ممرات الطائرة، وإن جلس بجانبك أحد الأطفال فمصيبتك اعظم واشد!، فهذا الطفل يريد أن يجلس بجانب النافذة وستوافق مضطرا لأنك تريد إسكاته بأي طريقة، ولن ينتهي الموضوع على هذا النحو فالطفل سيقوم من مقعده بمعدل 10 مرات في الساعة، مرة لتبديل الحفاظات، مرة للتوجه الى الحمام، مرة للتلصص على اخواته وفي كل مرة يقوم فيها من مقعده سيدوسك أو يلطمك في اجزاء متفرقة من جسدك.
قد يجلس بجانبك مسافر من ذلك النوع الذي يتفاخر بتعدد أسفاره ومغامراته في مختلف بقاع الأرض وإتقانه للعديد من اللغات فينتابك إحساس بأنك تجلس بجانب سندباد العصر الحديث، وستفاجأ قبل هبوط الطائرة بأنه يطلب منك تعبئة النموذج الخاص بدخول المطار لأنه قد نسى نظارته!.
وما ان تحط الطائرة على الارض الا ويتدافع المسافرون لانزال امتعتهم الخفيفة حتى قبل توقف الطائرة، وشيء طبيعي ان تسقط على رأسك حقيبة اوشيء من هذا القبيل بسبب استعجال المسافرين المبالغ فيه، ، وبعد هبوط الطائرة على مدرج المطار تبدأ فصول جديدة من حكاية الخليجيين مع لندن، فانتظرونا في العدد القادم.
تهبط الطائرة بحفظ الله ورعايته في احد مطارات لندن سواء كان غاتويك او هيثرو، تفتح الأبواب الطائرة لدخول المسافرين إلى مبنى المطار، تحدث صراعات في الممرات، الكل يريد الخروج من الطائرة قبل الآخر، تتحرك نحو الباب فإذا بحقيبة تصدم بك في ظهرك من عجلة ذلك المسافر، و لن تستغرب ان رأيت احد المسافرين واقعا على الارض من اثر هذه الفوضى!.
بعد أن يهدأ الوضع ستعتريك الحيرة والدهشة لأنك ستشاهد فتيات لم يكن بالأصل متواجدات على متن الطائرة، ستلاحظ اختفاء أي اثر للفتيات المتشحات بالسواد اللاتي كن معك، وستفكر كثيرا وسيراودك إحساس بأنك في حلم أو أن الوجوه قد اختلطت عليك بفعل الرحلة المتعبة لكن الرجال هم انفسهم لم يتغيروا، نفس الرجل الذي كان يجلس امامك مع زوجته ستشاهده يمشي برفقة سيدة اخرى، وبعد التدقيق الشديد وبين سؤال وجواب وحيرة شديدة ستعرف ان السيدات تخلين عن الحجاب بعد صدور فتوى مفتي الديار المصرية التي أجاز فيها للمرأة المسلمة خلع الحجاب اثناء وجودها في الدول الاجنبية إذا رأت أنها قد تتعرض لمخاطر أو ما يهدد حياتها بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر!، حتى شبابنا لن يخيل لك انهم شباب، ملابس بجميع ألوان الفاكهة ملتصقة بأجسادهم، تسريحات الشعر تعكس ما تشاهده في قناة زين ومولدي، سترى شاب يضع حلقة في اذنه كان قد تسلفها من شقيقته، ولا مانع ان ترى الوشم في اجزاء متفرقة من جسده، وربما ترى وشم جيفارا ولكن ليس بالضرورة ان يعرف هذا الشاب من هو جيفار!.
يتعين على المسافرين التوجه بداية الى ضابط الجوازات وبعدها الى مكان استلام الحقائب، يبدأ موظف الجوازات بطرح الأسئلة المنطقية و غير المنطقية على المسافرين، البعض يجيب على الأسئلة بسلاسة وبسهولة، البعض يتلعثم فيجيب بجميع اللغات التي يعرفها عربية على إنجليزية على هندية (كوكتيل لغات)، والمشكلة الكبيرة هنا ان ضابط الجوازات لا يبتسم مطلقا، يتطاير الشرار من عينيه، لكن في اغلب الاحيان تنتهي هذه المسألة بسلام بعد ان ينشف ريق بعض المسافرين.
أحيانا تأخذ إجراءات ختم جوازات الفتيات وقتا اطول من المعتاد بدعوى أن جوازات السفر لا تخصهن، اذ يشك الضابط في ان الجواز مزور، وتحاول الفتاة بشتى الوسائل إقناع الموظف بأن الجواز يخصها فلا يقتنع لأن الفرق واضح، ويصر على رأيه الى ان تقوم الفتاة بإخراج الشيلة او الحجاب من حقيبة اليد لترتديها وتقنع الموظف بأنها صاحبة الجواز، وان الصورة الموجودة هي صورتها قبل خلع الحجاب، ويضطر الموظف حينها إلى البحث عن الأخطاء السبعة بين الصورة والوجه الحقيقي لقطع الشك باليقين.
بصراحة لنا أن نلتمس العذر للموظف لأن الصورة الموجودة في جواز السفر تختلف تماما عن الفتاة الموجودة أمامه، فالتحرر من الوزن الزائد المتمثل في الشيلة والعباءة مع إضافة بعض من الألوان والمنكير على الوجه اضافة الى التسريحات المجنونة والتي تتناسب بشكل كبير مع أجواء لندن قد احدث اللبس والشك في نفس الموظف، نفس الامر ينطبق على بعض الشباب، اذا أن صورة الشاب باللباس الوطني في جواز السفر تعكس عروبته واصالته، بينما تختلف هيئته في السفر كأنما اصابه مس من الشيطان الاكبر!.
بعد الانتهاء من ختم جوازات السفر يتم التوجه لاستلام الحقائب، وبعدها يتم المرور على نقطة تفتيش الجمارك، ويؤاخذ علينا نحن الخليجيين أننا نحرص اشد الحرص على جلب الكثير من المواد الغذائية عند السفر ويظن كل من يشاهد هذه الحقائب الممتلئة بالمواد الغذائية أننا متوجهون إلى دولة تعاني من مجاعة أو أننا نمثل إحدى الجهات الخيرية والإنسانية التي تقدم المساعدات الغذائية في الدول المنكوبة.
يقوم مفتش الجمارك بالتفتيش على المؤونة الغذائية الكافية للاستعمال في وقت الحرب والكوارث، تكون هذه المواد الغذائية في اغلب الأحيان عبارة عن 20 كيلو أرز، كميات مختلفة من الكركم والبهارات، المهياوة والجشيد والمالح، يطرح الموظف العديد من الأسئلة كي يتعرف على كل هذه الأصناف اذا يشك الموظف في ان بعضها يمكن تصنيفه من ضمن المواد المخدرة مثل القات و الحشيش وغيرها، مع العلم أن بعض موظفي الجمارك البريطانيين قد تلقوا دورة تدريبية عقدت خصيصا من اجل التعرف على معظم المواد الغذائية التي يجلبها الخليجيون، وقد تمت ترجمة أسماء هذه المواد الغذائية إلى اللغة الإنجليزية، على سبيل المثال لا الحصر: تسمى المهياوة Fish juice أي عصير السمك، والمالح Salt Fish Fillet أي صدر السمك المملح، الجاشع Fish Powder أي بودرة السمك، ………. الخ، وفي بعض الاحيان تحدث مشادة بين المسافر الخليجي ومفتش الجمارك لان الأخير رفض إدخال بعض المأكولات التي لم يتعرف عليها ولم تكن ضمن منهاج الدورة، وبعد انتهاء اجراءات الجمارك نصل الى المحطة الاخيرة في رحلة السفر، و هي الانتقال من المطار الى مكان السكن.
المواصلات تختلف من شخص لآخر، و تعبر في الغالب عن المستوى الاجتماعي للمسافر، على سبيل المثال: الليموزين لرجال الاعمال و التجار و اصحاب الواسطة، السيارات الاقتصادية للطبقة المتوسطة و المرضى ممن حضروا على نفقة الدولة، اما الطبقة المسحوتة فأمامهم عدة خيارات، التاكسي وهو مكلف بحيث تساوي تذكرة السفر برا من الامارات الى عمان ، او استخدام الباصات ومترو الانفاق الذي يعتبر من انسب الحلول الاقتصادية للوصول الى وسط العاصمة لندن.
يسكن أغلب الخليجيون في شارعي اجوارد روود والكوينز واي، جنسيات عربية مختلفة، منهم من هرب من بطش طغاة العرب، و منهم من حضر للبحث عن العمل، منهم معارضون، و منهم لصوص لا يطيب لهم سوى سرقة العرب انفسهم، اسعار الشقق في هذين الطابقين اقل غلاء مقارنة بمناطق وشوارع اخرى مثل الرويال غاردن التي يساوي ايجار الشقة لمدة اسبوع السكن لمدة شهرين في الشارعين السابقين، كما ان كثير من المطاعم والمقاهي العربية التي تقدم الشيشة تنتشر هناك، كذلك لا يمكن اغفال قرب الهايد بارك الذي يصبح بنكهة عربية خالصة في فصل الصيف.
ويعمد بعض ساكني البنايات إلى إخلاء الشقق من اجل تأجيرها على الوافدين الخليجيين، وتقفز أسعار الفنادق والإيجارات بشكل كبير ولا معقول في هذين الشارعين، فالمسافة بين الشارعين وحديقة الهايد بارك لا تتعدى الخمس دقائق سيرا على الأقدام، ومع وصول الخليجيون إلى قلب المدينة والعثور على السكن المناسب تبدأ فصول جديدة من حكاية الخليجيين مع لندن.
تحياتي
لندنيه
منقول >>>>>>>>يتبع
تحياتي .