1. الخميس


2. 2005

الخميس

2005

ينكر الزمن بعضه البعض فلم يعد يتميز يوم عن الآخر, وتمر الأيام يوما بعد يوم, كل يوم مليء بالأحداث المتتالية, أصبحت تصلنا أخبارها من بقاع الأرض, أسرع مما تصلنا أخبار مدينتنا أو لربما أكون أكثر دراية بما يحدث في شرق الارض ولا اعلم ما يحصل في منزلي الصغير إنه عصر العولمة وعصر الاتصالات إنه عصر انتقال الخبر.. لقد اصبحت اوقاتنا اكثر اثارة واكثر تحدي فلم يعد حد تفكيرنا وحد اهتمامنا في همومنا الخاصة, وقضايانا الشخصية المحدودة بعالمنا الصغير, بل اصبحنا كل يوم نعيش هموم سبعة آلاف مليون انسان, يعيشون على كوكبنا الصغير,لقد اصبحت أنفسنا وعقولنا مشغولة بهموم تفوق قدرات العقل البشري, وخصوصا توالي الاحداث يوما بعد يوم.. اغتيالات وانفجارات وقتل, زلازل براكين وفيضانات جارفة, أناس تحتفل بإنجازاتها, وأناس تنكس رؤوسها دامعة العيون, مكسورة القلب حزنا على من فقدوا, لم تعد عقولنا قادرة على استيعاب كل ما يجري ولم نعد نجد وقتا لأنفسنا ولمشاكلنا الشخصية ولم نعد ننفق من اوقاتنا ما يكفل لنا تطوير ذواتنا للحاق بعجلة التطور.
لقد كان يوم امس يوما حافلا ومليئا بالتوتر, الوقت يمضي بسرعة, والامور التي يجب انجازها كثيرة, أثاث البيت لم يتم نقله بالكامل, وشركة الشحن تأخرت عن موعد استلام أشيائي, واغراضنا الشخصية التي يتوجب علينا اصطحابها لم تجهز مائة بالمائة, والدوائر الحكومية تماطل في انجاز المعاملات موظف الهاتف بطيء في الحركة ولا يريد انجاز عمله وفي المحكمة كاتب العدل لم يحضر لا هو ولا موظفيه حتى الساعة الثامنة والنصف صباحا.
بحمد الله تمكنت من فصل التلفون بعد مشاجرات مع الموظفين وعملت وكالة للسيارة ثم في طريق رجوعي للمنزل قابلت أحد الاصدقاء في مكتب المرور لأوقع له تفويضا على السيارة الذي استغرق إنجازه حوالي الساعتين وكأنما هي رواية بوليسية.الذي زاد الطين بلة أننا نمنا ليلة البارحة من غير فراش, لسوء الحظ قمنا بلم جميع اغراض البيت ونسينا ان نترك لنا فراشا ننام عليه ولم ندرك ذلك الا حين غلبنا النوم الحمد لله ان الجو غير بارد وإلا أصابنا البرد.
الحمد لله تم انجاز كل شيء في وقت قياسي وتم تسليم البيت بعد الوقت المخطط له بحوالي ربع ساعة ثم انطلقنا بحفظ الله الى الخبر لعلنا ننام ليلتنا الأخيرة في مكان يأوينا قبل السفر, كما قد وعدني طبيب الأسنان أنه بإمكاني أن أحضر آخر موعد معه في عيادة الخبر, وكنت مسرورا, إذ أنه لا يتوجب علي أن أعود إلى الجبيل من أجل جلسة لا تستغرق سوى عشر دقائق, ولكن لسوء الحظ نكث بوعدة, ولم تكن أشيائي جاهزة مما اظطرني للعوده يوم الخميس الى الجبيل مما أضاع من وقتي الحرج حوالي ثلاث ساعات, وبعد عودتي من الجبيل قررت شراء جهاز كمبيوتر محمول, الذي تعقد كثيرا ولكن اخيرا استقر بي المقام على آي بي ام 12 انش.
وبعد الظهر كنا في صراعنا مع الزمن لننهي الترتيب النهائي للشنط قبل أن يسبقنا الوقت, لقد كنا سعداء لامتلاكنا حقيبة كبيرة تحوي معظم اغراضنا, فوضعنا بداخلها كل ما استطاعت احتوائة ثم انطلقنا على عجل لعلنا نصل المطار في الوقت المناسب وفعلا ولله الحمد تم كل شيء على ما يرام, طلبت من موظف الخدمات ان يمكنني من استلام عفشي في ابو ظبي فأخبرني انه لا يمكن ذلك, ثم أخبرني أن الأهم من ذلك أن مطار لندن لا يقبل الحقائب التي يزيد وزنها عن اثنان وثلاثون كيلو غيرام, فجن جنوني الوقت يمضي بسرعة ولا أملك حقيبة اخرى, اخذت حقيبتي وفتحتها في الساحة فتهاوت من جنباتها قطع الملابس المضغوطه على بعضها البعض,كأني بها تحمد ربها أن فرج الله عليها مما كانت تعانيه من الضيق, ومن اعماقها تناثرت بعض معلبات الطعام التي جلبناها لنقتات عليها برهة من الزمن ومن بين الانقاض برزت لنا معالم حقيبة من القماش ملفوفة داخل ركام الملابس لتنقذ الموقف إذ نقلنا اليها حوالي نصف أمتعة الحقيبة الأم. الحمد لله الصعوبة الاولى تمكنا بعون الله من حلها.
في الوقت المحدد تسارعت الطائرة خلال مدرج المطار لتتسلق تيارات الهواء لتسبح بنا في اعماق السماء متجة الى مطارأبو ظبي الذ ي انصدمنا بمدخلة الأقل من العادي الذي جعلنا نشعر أنه دون المستوى الذي تخيلناه, في المطار انتظرنا قليلا حتى تم أخذ جوازاتنا ليتم اعداد فندق ليأوينا هذه الليلة حتى الصباح. في نفس الوقت طلبت من المنسق أن يأتيني بأمتعتي فلم يكن معي أي ملابس بديلة وطلب مني أوراق إثبات الأمتعة فأعطيته التذكرة التي الصقت بها أوراق الأمتعه ثم جلب لنا الأمتعه وكان على ما يبدو من البحرين ولكنه كان شخص خلوقا ومتعاونا ولكن ولسوء الحظ لم يعد إلي التذكرة, بحث عنها يمنة ويسرة ولكنه لم يجدها ثم أخذنا الى الباص وطال بنا الإنتظار وبعد ما اشتكينا من طول الإنتظار قرروا اأن يرسلونا الى الفندق على متن سيارى أجرة خاصة وأخبرني أنه سوف يقوم بالبحث عن التذكرة ويتركها في الإستقبال مع موظف الفترة القادمة.
وصلنا الفندق الذي يدعى( قراند انتركونتيننتال) على ما يبدو أنه ثلاث نجوم الأسوأ من ذلك أننا لم نجد اأسماء نا مع النزلاء وبعد مداولات واستتنكار سلموني مفاتيح غرفة تقع في الدور السابع عشر غرفة رقم خمسة ورفيقي علي الزهراني في الدور التاسع عشر غرفة عشرة وبعد وصولنا إلى الغرفة لم نملك من القوت إلاما يسعفنا لتغيير ملابسنا والاستحمام السريع ثم أوينا الى الفراش في حوالي الساعة الثانية صباحاً بتوقيت أبو ظبي.