بن بطوطة
25-08-2022 - 09:51 am
وفى رحلتى الى الا سكندرية ، وبعد أن وصلتها فى القطار الفرنسى القادم من القاهرة ، فى تمام الساعة
الثانية ظهرا ، بجو ممطر وحلو كعادة وأيام الا سكندرية الرائعة ، وصلنا وعصافير البطن تزقزق صائحة
فاضحة من الجوع ، فخرجنا من محطة القطار فى ( سيدى جابر ) الى أن وصلنا بالتكسى الى مطعم ( قدورة)
للمأكولات البحرية بجانب مسجد ( أبو العباس ) !! وهناك وعلى طاولة المطعم الخارجية وفى الهواء الطلق ، وتحت شرفات البيوت وفى أزقة المنازل الضيقة ، وصوت المترو كالموسيقى يطرب أذاننا بنكهة
مصر الخالدة ، وروعة الا سكندرية الجميلة ......
وماأن تناولنا طعامنا حتى ذهبنا الى طريق الكورنيش ومررنا على ( مكتبة الا سكندرية ) بجانب المتحف القومى للمجواهرات الملكية !! منذ العهد الملكى ( محمد على ) و ( الخديوى أسماعيل ) و ( الملك فؤاد )
و( الملك فاروق ) ... وهناك كانت فى محور طريق ( ستانلى ) تقف شامخة تلك المكتبة العامرة بكل مافيها
من الروائع الا دبية والعلمية التى تتحف الرائى ، وتثرى القارىء ...
مكتبة الا سكندرية
وبعد أن تخطينا المكتبة ، وبينما نحن فى الطريق الى الفندق فى المعمورة ، مررنا بمرفأ الا سكندرية
العامر بالصيادين الذين تناثروا على طول الساحل فى همة التسباق الى الرزق من خيرات البحر الا بيض
المتوسط ، كم هى جميلة المناظر على الكورنيش الممتد من رأس التين الى المعمورة فى الا سكندرية .
صيادان يجهزان شباكهم للصيد ....
وأمتدت بنا الجولة منذ الوصول ونحن عشاق هذه المدينة الهادئة والتى تعج بحركة الناس الدائمة على ثغر
الشاطىء الضاحك فيها !! الى مايقارب المغرب الذى أشرقت فيه اضواء المدينة كاللؤلؤ المنثور هنا وهناك
وبصورة أكثر من رائعة فى منظر خلاب ( له نكهته المميزة ) بالا سكندرية فقط ...
وما أن جنى الليل وأسدل الظلام ستاره الا سود ، حتى ذهبنا برفقة ( صاحبنا راعى التاكسى ) الى البحث
عن مطعم رائع لتناول العشاء ، مع العلم أن صاحب هذا التاكسى نعرفه ونحجزه كلما نزلنا الى الا سكندرية
وكنا نطلق عليه أسم ( الا سطى عبد العظيم ) !! أو العم عبد العظيم ، وهو رجل طيب ، صبور ، يتحمل ،
ويشاركنا خطواتنا ورحلا تنا من والى الا سكندرية من البداية الى النهاية !!!
حتودينا فين ياعم عبد العظيم ؟ بتحبوا تتعشوا أيه ؟ أى حاجة ياعم ؟ بس أحنا عاوزين قعدة حلوة ، ومكان
رائع ......
أى رأيكم نروح مطعم السرايا على البحر ؟ مطعم جميل ورائع وأكله حلو ............. ؟
قلنا يالله ياعم ... توكل على الله .....
وذهبنا مع العم عبد العظيم الى مطعم السرايا الواقع على ضفاف البحر الا بيض المتوسط ، الحقيقة رائع
وهو تاريخى ويوحى لمن يدخله بالماضى المتجدد منذ أمد بعيد !! الى يومنا هذا !!
مطعم السرايا
وطبعا وقبل أن أختم رحلة ( يوم فى الا سكندرية ) من الوصول وقبل الذهاب الى الفندق ، لشوقنا الرهيب
لهذه المدينة المتلآلة بأهلها الطيبين ، قمنا بأخذ جولة فورية فى شوارع الا سكندرية ومنها الكورنيش و
شارع ستانلى والعجمى وسموحة والمعمورة والمنتزه .....
بحق كانت الجولة جميلة جدا ، خاصة وأننا وصلنا بحقائب صغيرة لقضاء يومين بها ، بعد أن تركنا عفشنا
وحقائبنا فى شقتنا فى 6 اكتوبر فى القاهرة ، فللاسكندرية مذاق خاص وطيب عندنا ، ولنا فيها أصحاب
ومعارف وأقارب من الشباب الذين يدرسون فى الكلية البحرية - الا سكندرية .
المهم عدنا بعد أن مارسنا هوايتنا فى التجول الى كوبرى ستانلى العجيب والذى يلتف كالقوس من اليابسة
الى اليابسة مرورا فى البحر على جسر معلق بمنظر رائع وجميل ....
كوبرى ستانلى
وهكذا قضينا يومنا منذ لحظة الوصول الى الا سكندرية الى ماقبل الساعة 11 مساءا فى جولة رائعة
متنقلين كالفراش من زهرة الى زهرة فى بساتين المعمورة والمنتزه الرائع ، تلك التحفة الفنية الرائعة
التى كانت فى يوم من الا يام قصر للملك فاروق - حاكم مصر ( العصر الملكى ) ......
قمة فى الروعة !! الحدائق الغًناء ، البساتين المنسقة بخريطة الورود والا زهار ، والنخيل باسق ببلحه
السكر ( نسبة الى ترويته بماء مذاب فيه سكر ) حتى يعطيه طعم البلح السكرى الطيب المذاق السحرى ..
وفعلا هو بلح سكرى ... !!!
ففى المنتزه تقضى يومك دون أن تشعر بوقتك ، ففيه أيضا فندق السلملك والحرملك الذى كان فى يوم من
الا يام أحدى قصور الخديوى أسماعيل - حاكم مصر وأرض الكنانة ..... وعند هذا الفندق الرائع تجد
كراسى خارجية وجلسة رائعة تابعة للكوفى شوب .. فى الهواء الطلق ( قعدة ولا بالخيال ) !!!!
وعلى مقربة منه يقع فندق فلسطين أمام شواطى الا بيض يحتضن بحدائقه العامرة ( أحلى الجلسات )
العائلية فى جو لا تراه الا فى مصر عموما ، وفى الا سكندرية على وجه الخصوص !!!
ومن ثم أتممنا رحلتنا على الكورينش الساحر فى طريقنا الى الفندق الذى سأحدثكم عنه لا حقا فى الجزء الثانى من ( يوميات سائح - فى الا سكندرية ) بأذن الله ... !!!!
كورنيش الا سكندرية
ولا تنسا طبعا شارع خالد بن الوليد ...بصراحة وضع خاص ....ناس من كل بلد وبظائع من كل لون وشكل
تسلم والله يحفظك .....