1. الخميس 05-08-2005


2. العملة: اليورو.


3. التوقيت: +2 بعد جرينتش.

الخميس 05-08-2005

أبحث عن ذاتي فلا أجدها, أبحث عن رابط يصلني بأحاسيسي المتوثبة فلا أجد غير أسلاك شائكة تحيط بما كان يسمى حدائقي التي أصبحت موطنا للأشباح, ذابلة الورد فاقدة الحياة...
في حوالي الساعة 2:00 م كنت في سباق مع الزمن أ ينا يدرك الآخر ففي جميع الحالات لم انتصر... تمكنت من ترتيب أشيائي بطريقة عشوائية, لم أنس أن أشتري معي قليلا من التمر ليسد جوعي في الازمات, وكذلك بعض مغلفات الكابتشينو, وسخان الماء الذي يمكن استخدامه لتسخين الكأس. هذه المرة كنت أكثر حذرا واصطحبت المظلة لأول مرة أتذكرها, فلطالما سافرت دونها فإذا ما سقط المطر وجدت نفسي مضطرا لشراء مظلة إن وجدت, فلا زلت اذكر مظلتي الوردية التي طفت بها شوارع طوكيو...وفقدتها في الحج...!
نظرت إلى البيت بشيء من الحزن وألقيت نظرتي الأخيرة على جميع الغرف, ولكني أطلت النظر في المطبخ فله التقدير الأوفر...؟ فكم من ليلة سد جوعي....
في طريقي إلى الدمام كنت أتأمل معالم الطريق بشعور مختلف وبنظرة أعمق أحسست بحزن غريب وكأنني راحل بلا عودة...
في الخبر أنهيت كل إجراءات سفري ثم ذهبت إلى الحلاق لتحسين مظهري الخارجي, ولم أنس أن اشحن السيارة لتقف في انتظاري في مطار أبها يوم السبت 21_08_2004 إن شاء الله.
ما إن أشارت الساعة إلى 10:00 م إلا وأنا أقف أمام موظف الخطوط الألمانية ( لفثانزا) أنهيت إجراءات سفري بسرعة إذ لم يكن هناك إلا بضعة أشخاص.
وفي حوالي 11:45 م أعلن قائد الطائرة عن إقلاع الرحلة المتوجهة إلى دبي ومن ثم إلى فرانكفورت. كانت الطائرة شبه خالية وبعد توقف دام حوالي الساعة في دبي, أقلعت الطائرة وهي ممتلئة تماما, من حسن حظي أنني كنت اشعر بالنعاس فسلبني النوم جل وقتي وأذهب عني الوحدة...
في حوالي الخامسة صباحا بتوقيت ساعتي أفقت على فلق الصبح, على بصيص ضوء أحمر وهاج قد اضاء الأفق, تناولت طعام الافطار, القيت نظرة من نافذة الطائرة فإذا بي أرى قرى صغيرة متناثرة على جنبات الأنهار بين حقول القمح الشاسعة, ( لا يوجد غابات كثيفة على الأقل في المنطقة التي حلقنا فوقها).
لم يمنحني الزمن فرصة لأخلو فيها بنفسي وأحلم حتى أعلن قائد الطائرة ا قترابنا من مطار فرانكفورت, وما إن اشارت الساعة حوالي 08:50 بتوقيت الرياض حتى حططنا رحالنا في صالة المطار.
لم يمكن هناك وقت وفير لأستكشف اجنحة المطار, ولكن بصفة عامة المطار جيد ولكنه غير مميز ولم يلفت ااتباهي (على الأقل في الجزء الذي تجولت خلاله) ما يستحق الذكر, وتعامل الموظفين والمسافرين معنا على حد سواء جيد, حتى موظف الجمارك عاين جوازي بلطف: صحيح أنه تفحص معلوماته بدقة وتمعن, ولكن معه حق فنحن أصبحنا مصدر قلق وموضع شك وريبة.
تجولت قليلا في المطار, ولكن لم أبتعد كثيرا عن بوابة الخروج لضيق الوقت, وثانيا لكوني عبرت الجمارك.
في حوالي 09:45 بالتوقيت المحلي 10:45 بتوقيت الرياض أعلنت (لفثانزا) عن موعد إقلاع الرحلة رقم LH3100 المتجهة إلى هلسنكي ( فنلندا) لم يكن ولله الحمد أي تأخير حيث بدأت الطائرة تتسلق السماء في حوالي الساعة 10:20.
كما هو الحال قبل أن تهبط بنا الطائرة في الصباح تكرر منظر مزارع القمح التي يتخللها نهر كبير يبدو أنه نهر الدانوب, وبعض الانهر الصغيرة, لمحت كذلك بعض مولدات كهربائية تدار بطاقة الهواء.
لم يكن هناك ما يشغلني عن نفسي سوى نفسي, ولكن لم أعد أنا كما كنت, ولم تعد نفسي كما كانت: أتسعت هوة الخلاف بيننا, دخلت أحراش نفسي فإذا بها مقفرة موحشة, قد تغيرت معالم الطرق التي كنت أتجول خلالها, ومن السماء أختفت كل النجوم التي كنت استرشد بها, حلقت بنا الطائرة عبر أجواء ألمانيا, ثم عبرت بنا فوق بحر .....) .(Batalic Sea وقريبا من الشواطئ الفنلندية بدت لنا آلاف الجزر المتناثرة في البحر, إذ أن هناك حوالي 200 ألف جزيرة على الأقل على شواطيء فنلندا. لعلي أتحدث قليلا عن فنلندا:
العاصمة : هلسنكي
عدد السكان: حوالي 5,2 مليون نسمة
المساحة: 338 الف كيلو متر مربع
اللغة الرسمية: الفنلندية والسويدية كذلك ولكن الانجليزية تدرس في المدارس على نطاق واسع فمعظم الشعب يتكلم الأنجليزية.

العملة: اليورو.

التوقيت: +2 بعد جرينتش.

خضعت فنلندا للحكم السويدي من سنة 1155م واستمرت كمقاطعة من مقاطعات السويد حتى اندلعت حرب أهلية بعدأن إنقسم المسيحيين إلى قسمين: البروتستانت بقيادة فوتا الدوف الذي أعلن ولاءه للسويد, والأرثودوس الذين أعلنوا ولاءهم لروسيا, فقتل الأرثودوس ثلث البروتستانت الموالين للسويد. ثم ظمت فنلندا إلى الحكم الروسي عام 1155 م تحت حكم ذاتي ولم تنظم للإتحاد السوفيتي.
تعتبر فنلندا من الدول الإسكندنافية الأقل حظا من ناحية عدد السواح, رغم أنها بلد تستحق الاستكشاف بتمعن, ففيها الكثير من الطبيعة الخلابة التي لم يمسها بشر.
لم يطل بنا التحليق حتى اعلن قائد الطائرة عن اقترابنا من مطار هلسنكي, مطار هلسنكي مطار صغير ولكنه جميل, لفت أنتباهي أن موظفي العفش الذين يقومون بنقله من الطائرة يعملون بملابس غير رسمية والأكثر غرابة أنهم يعملون بملابس السباحة, ( شورتات بدون قمصان).
لم يعاين أحد جوازي ولا عفشي, فبما أن جوازي قد ختم في ألمانيا فكل تنقلاتي بين دول الاتحاد الأوروبي كأنني أنتقل بين مدينة وأخرى. المطار لا يبعد كثيرا عن قلب العاصمة وللانتقال منه إلى قلب هلسنكي أنت مخير أن تركب الباص الذي يبلغ سعره حوالي 3.40 يورو أو أن تستأجر سيارة أجرة خاصة حوالي 18 يورو, ومن قلب العاصمة هنالك القطار والترام وكذلك الباص أو سيارة الأجرة لمن كانت نقوده كثيرة. في حوالي 13:30 خرجت من صالة المطار, كان الجو مشمس, والسماء صافية, والحرارة حوالي 27 درجة مئوية. ركبت الباص الذي قادني إلى منتصف المدينة, حيث ملتقى الحافلات