الطائرالجريح
16-12-2022 - 01:33 pm
أيها الاحباب الكرام
الإخوة الأماجد
في عام 2006 كان لي تقرير عن إحدى رحلاتي إلى اندونيسيا , تلك الفاتنة الجميلة
و عند وصولي حلقة بونشاك كتبت ثلاثة أبيات صدرت بها تلك الحلقة من بونشاك ..
( البيتان الأولان , و البيت الأخير من هذه القصيدة )
تلك الأبيات وقتها لاقت استحسان القراء الكرام , فكانوا يصدرون بها حلقاتهم في
بونشاك الجميلة دون ذكر اسم قائلها الجريح , و ذلك قبل أن أضيف عليها لاحقا عددا
من الأبيات لتكون قصيدة اندومية بونشاكية خضراء ..
أحضرتها هذه الليلة كاملة في حلتها الجديدة و التي اتمنى ان تحوز على رضاكم
و اعجابكم و قبولكم , و أن تجدد ذكرياتكم و تهيج أشجانكم و تبعث الأشواق القديمة
و الحنين الجارف لتلك المنطقة الحالمة الجميلة ..
أهديها لكم جميعا مع إهداء خاص لأخي الحبيب خبيرنا القدير أبو سامر , ذلك
العاشق المغرم , الرحالة الهائم في تلك الروابي , و الذي كتب تقريره الرائع و جعل
عنوانه ( رحلتي الى معشوقتي اندونيسيا , تقرير عاشق ) ..
آملا أن تقبلوها بالحب و المودة و التقدير يا عشاق اندونيسيا الكرام ..
هيا معي فالشوق للبنشاك ... فاق الحدود و طار للأفلاك
فبها الورود تزينت للقائنا ... يا منية العشاق دون سواك
و هي التي بين السحاب مقيلها ... و الغيث يغمرها بماء زاكي
و تبيت في عبق النسيم جميلة ... فتزين للعشاق و النساك
و بها النعيم يقيم في أعضائها ... و يتوق للشيخ الحزين الباكي
و السحر نام بثوبها و أطال في ... نوم و أذهل بالعبير الزاكي
فإذا أفاق يعود في أعطافها ... و كأنه ملك من الأملاك
و بها تغنى العاشقون تغزلا ... فيها و قد ذابوا بلا إدراك
أدمى مآقيهم عذاب فراقها ... فتقلبوا شوقا على الأشواك
و بها تثور قصائد لا تنثني ... عن سرد آهات الجريح الشاكي
ذاك الذي قد صار في سجن الهوى ... كمعذب يرضى بأسر شباك
و يذوب في عشق يؤجج ناره ... و يجدد الأشعار في لقياك
ما اسطاع هجرا للحبيبة و انتهى ... في عشقه المجنون دون فكاك
يسري بليلك عازفا لحن الهناء فبات ريان الهوى بمساك
و ينام كالطفل الصغير ببسمة ... تعلوه لما صار في يمناك
و مع النجوم تتيه عذب نسائم ... تختال سحرا في سكون ذراك
تحلو له شمس الصباح ضحوكة ... و تراه يحلم في رقيق سراك
قد جئت في أحلامه كعروسة ... فأفاق من أحلامه و أتاك
يرجوك أن تثقي بصدق نشيده ... فهو الذي بين الورى غناك
و هو الذي ما مل من ترحاله ... في سحرك الزاهي بطيب شذاك
و هو الذي صاغ اللآلئ شاعرا ... من فرط إعجاب بفرط حلاك
و هو الذي يصغي بكل جوارح ... لحديثك الفتان إذ ناجاك
و يظل يزجي للورى أبياته ... و بها شدى و أعاد : ما أحلاك
تتحدثين بلكنة يثري الوجود جمالها فيثور من يهواك
هل تذكرين لقاء أول مرة ... و النور في حلو اللقا يغشاك ؟
فلقد وقعت بما وقعت , و وقعت ... حلو التلاقي حينها عيناك
فسكنت في قلبي و كنت أثيرة ... و وقعت كالآلاف من قتلاك
و ذهلت عما زان لي متحيزا ... و هجرت آفاق الهوى إلاك
و بقيت للعذال أدحض قولهم ... أفهل ترين بأنني أنساك ؟
أو أنني سأكون يوما هاجرا ... يسعى كمكسور لترك سناك ؟
أو أنني سأمل منك حبيبتي ... و أمل من طول الثواء ثراك ؟
أو أنني من لؤم غر جاحد ... سأزور من كانت بنصف بهاك ؟
فلتحفظي حق الحبيب فإنه ... زهوا يسافر راحلا ليراك
و تألقي حتى يزيد بعشقه ... و ترفقي يا منيتي بفتاك
ما زلت أشتاق السرى في ليلها ... شوقي لصبح ساحر فتاك
أشتاقها و أريد ان أمسي بها ... متنعما في البذل و الإمساك
مازلت من شوقي أغالب وحدتي ... و أتوق للجنات في بنشاك
الطائر الجريح
أحمد المتوكل بن علي أحمد النعمي
جازان - حرجة ضمد
7هجري - 2006 م
رحلتي الى اندونيسيا