- أقسم جسمي في جسوم كثيرة ... وأحسو قراح الماء والماء
فاجأني الصديق عاشق القاهرة حينما أخبرني أنه حجز لي وله تذكرتان على الخطوط الملكية الاردنية من عمّان الى القاهرة !! هكذا ودونما سابق تنسيق وترتيب وانذار !! فقلت له للتو عدنا من القاهرة و ..... لم يدعني أكمل جملتي وقاطعني بسؤاله لي هل لديك التزامات او ارتباطات مسبقة؟ فأجبته أبدا ، لا ولكن لماذا نذهب .... ولم يدعني أكمل جملتي كذلك وقاطعني قائلاً: ولماذا لا نذهب؟؟ فقلت وانا يائس من كبت جماح العشق في قلب العاشق دعني اجهز شنطتي .... ولم يدعني اكمل وقاطعني بضحكة سينمائية على طريقة توفيق الدقن تنم عن انفراج اساريره وعن الفرح والسرور والحبور الذي تغلغل في اعماق اعماقه نظرا لأنه ليس لدي التزامات مسبقة او مواعيد تمنعني من مرافقته الى ام الدنيا ودرة تاج كوكب الارض كما يردد ويقول !!
وهكذا كان ، جهزت شنطتي الصغيرة ورفدتها بشنطة صغيرة اخرى تحمل الكاميرا والتراي بود وعدة التصوير من مستلزمات اخرى لابد من حملها وكذلك اللاب توب والسماعات وشغل الروقان الذي لابد منه حينما يجلس المزاجي في الهزيع الأخير من الليل على طاولة قصية على شاطئ النيل في ليلة حالمة هادئة والمراكب النيلية الصغيرة تتهادى على صفحة النيل ترتل مزامير العشق طربة في عناق بين الخشب والماء لا يحدوها الا الامل بانتظار صباح جديد مليء برزق جديد يتأمله المتأمل كل يوم ويجد ويجتهد مستعدا للقائه يكاد اليقين ان يقفز من عينيه متجسما واقعا ابعد ما يكون عن الخيال والرجاء
كان الناقل هو الخطوط الملكية الأردنية ، قيمة التذكرة قرابة 1200 ريال سعودي ، تم الحجز والدفع عن طريق وكالة الطيار ما غيرها ، الاقلاع الساعة 1.15 ظهرا بتوقيت مملكة الاردن
اتفقنا ان يمر علي العاشق في البيت ظهر الثلاثاء للسفر الى عمان والعشاء في مطعم المحار والمبيت ، ثم عن القاهرة لن تؤوب الخطى ، وهكذا كان ، نمنا في عمان ليلة الاربعاء واستيقظنا صباحا لا نعاني الا من النشاط والازعاج !! لماذا الازعاج؟؟ اقول لكم لماذا الازعاج والانزعاج ، لا ازعاج الا من صوت الرفيق عاشق القاهرة الخلاب الساحر آسر الالباب وهو يغني طيلة الطريق وفي الفندق وفي السرير الى ان كدت ان اضطر ان احجز غرفة اخرى لأستطيع ان انام واتركه سعيدا مبتهجا انه سيزور القاهرة يغني على ليلاه وقاهرته ولولا ان رآني عاقدا العزم على حجز غرفة لأهرب بجلدي لما سكت وواصل الغناء الى أن يغلبه النوم رغم انفه
ليس في هذه الرحلة الكثير مما ينتظر البعض عدا انها رحلة استجمام واسترخاء تكاد أن تخلو من الهجولة المعتادة والتمثل بقول عروة بن الورد:
أقسم جسمي في جسوم كثيرة ... وأحسو قراح الماء والماء
اذ ان القاهرة قبل الثورة كانت تقهر السائح فعلاً .. فهو يريد ان يتواجد في اكثر من مكان في نفس الوقت من كثرة الاماكن الجميلة !! اشيء لوبي رمسيس هلتون واشي المحلق التجاري واشي حديقة الشاي في سميراميس واشي لوبي جراند حياة واشي روتانا واشي فورسيزون الجيزة واشي شجدع .. الخ الخ
نترككم مع الصور
الجوازات على تابلوه السيارة
قنديل الشمس يتدلى على الطريق
عدة الرحلة القصيرة والتي تخلو من الشاي والقهوة او الفصفص
طريق المطار
شيء يفتح النفس
انا انتظر دوري لشحن العفش
يجدر الاشارة ان في مطار الملكة علياء تستطيع ان تأخذ البوردنج عن طريق الآلات المخصصة لذلك وليس بالضرورة من الموظف المختص
الطائرة
الطائرة من الداخل سابتكو طائر
مقعدين الى اليمين ومقعدين الى اليسار
ربطنا الاحزمة استعدادا للقلاع
ارض مطار الملكة علياء من الطائرة
أقعلت الطائرة
استللنا الكتب المصاحبة لنا في هذه الرحلة واخذنا نقطع الوقت بالقراءة نظرا لان الحديث بالطائرة مزعج للنفس وللاخرين
وهذا عاشق القاهرة مقطعته الثقافة
قام المضيفون بتوزيع وجبات الغداء على الركاب ولكنني اكتفيت ورفيقي بالماء فقط
هيهات هيهات ان اكل من اكل الطائرة وفرحات على مقربة دقائق معدودة مني
وها قد وصلنا مطار القاهرة الدولي
اخذنا عربة ب5جنيهات
وجلست على كراسي الانتظار الكثيرة والولد الذي يحمل الشنط واقف على السير ينتظر الشنط
اخذنا الشنط ونفحنا العامل 15جنيها مصريا فاخذها هاش باش متشكرا متقطعا من البهجة وخرجنا
تبدو ملصقات الانتخابات الرئاسية
عرجنا على ماريوت الزمالك للسلام على احد الاصدقاء الذي سيودع القاهرة عائدا الى ارض الوطن
ثم .. الى فرحات ميدان لبنان
وصلنا القاهرة واكثر ما شدني وخلب لبي هو منظر الورق الاصفر المتساقط من الاشجار على ارض مشكلا لوحات فنية ابدعت الطبيعة برسمها
وقفت كثيرا امام هذه المناظر فأنا احبها وتذكرت كثيرا تلك المعلقة الغنائية للسيدة فيروز والتي ألبسها فستان لحنها الجميل الراحل فلمون وهبي
ورقو الأصفر
ما اكثر ال "باك القاهرة" في برامج الايفون
يبدو ان مزاعيط القاهرة لا مواعيد محددة لهم لزيارة معشوقتهم
والان نودعم مع هذه الصورة
و.. "يتبع"
ببس من باب الأوليه في الأعجاب حبيت اتدخل وأكتفي بشرف المرور الأول
مع الإحتفاظ بالرد في الجزء الثاني
تحياتي لك والله يسعدك ياشيخ على هيك رحله طياري