1. خالد الغنامي - الوطن السعودية


2. السعوديون والشينغن

خالد الغنامي - الوطن السعودية

السعوديون والشينغن

شعرت بالغبطة و الاعتزاز كسعودي و أنا أسمع الخبر عبر الإذاعة عن اتهام وزارة الخارجية السعودية لكل من ألمانيا وفرنسا وإيطاليا بالتمييز ضد السعوديين فيما يتعلق بمنح تأشيرة "الشينغن", تلك التأشيرة التي تتيح لحامليها السفر للدول الأوروبية الخمس عشرة, فما تمارسه معنا هذه السفارات الثلاث - تحديداً - هو عمل غير مقبول و لا منطقي ولا يمثل روح الصداقة بين الشعوب. يبدأ الفيلم بطلب تلك السفارات لعدد من الوثائق التي لا تنتهي, والأمر كله قد يتوقف عند طلبهم لجواز السفر القديم الذي ربما أنك لم تحتفظ به بعد إصدار جوازك الجديد, فيرفض منحك التأشيرة لهذا السبب, وإن كنت تحتفظ به ويظهر فيه أنك لم تسافر قط لإيران ولا لباكستان فضلاً عن أفغانستان, فرحلتك في طلب "الشينغن" لم تنته بعد, بل هي في بدايتها, فما زالت
هناك وثائق كثيرة تتعلق بعنوانك في البلد الذي تريد السفر إليه ومن تعرف هناك وحساباتك البنكية وهل سبق لك أن ارتكبت جريمة أم لا. تستشعر وأنت تقرأ تلك الشروط وترى تلك التعقيدات أن هؤلاء الناس لم يخرجوا من مكاتبهم قط ولم يعرفوا السعوديين جيداً ولم يعرفوا طيبة قلوبهم ولا حجم السلميّة الموجود في شعبنا وبلادنا التي تستطيع أن تتجول في أزقتها الضيقة في أي ساعة من الليل دون خوف , مقارنة بكثير من الأماكن في الدول الغربية التي لا تستطيع أن تأمن على حياتك إن خرجت تمشي على قدميك بعد منتصف الليل, بل تكون حياتك كريشة في مهب الريح. لا اعتراض على الإجراءات الروتينية التي يجب أن يقوم بها الموظف الذي سيطبع "الشينغن" في جوازك, فهو المسؤول – شخصياً – أمام وطنه ومواطنيه عنك شخصياً يا من سمح لك بدخول بلده, هذا شيء نحترمه ونقدره بلا شك, لكن الخلاف يكمن في نقطة واحدة, لماذا هذه المدة الطويلة التي تستغرقها العملية مع السعودي وحده ولماذا يطالب وحده دون غيره بكل تلك الوثائق, بينما يحصل الخليجيون كلهم والعرب أيضاً على تلك التأشيرة بوقت أقصر بكثير, ولماذا يحصل بعض العرب على تلك التأشيرة من مطار البلد نفسه والسعودي لا يحظى بهذه المزيّة؟ هل هذه الدول تتهم السعودي بأن الأصل فيه أن يكون إرهابياً حتى تثبت براءته؟ إذا كان هذا هو الحال فيهمنا أن نعرف ويهمنا أن يقال لنا هذا في وجوهنا وبصراحة تامة لكي ندير ظهورنا لتلك الدول ونبحث عن مصالحنا مع غيرها فأرض الله واسعة.