- و سأذكر ما ذكره ابن عذارى في البيان المغرب
كنت أشاهد مسلسل المرابطون و الأندلس و مسلسل ملوك الطوائف و أنظر كيف صور المسلسل الأول الإمام عبدالله بن ياسين و كيف صوره المسلسل الآخر,
فالأول صوره على أنه رحيم رقيق عارف بجميع أمور الدين,
و الثاني كان أبلغ في تصويره فصوره على أنه يميل إلى الشدة و القوة في الحق و الغلظة, و قرب إلى مسألة أن كان يحب الزواج
فقد كان الإمام عبدالله بن ياسين رحمه الله عالما و هو من البشر كان يخطئ كما أخطأ الغير و لم يكن معصوما.
و سأذكر ما ذكره ابن عذارى في البيان المغرب
(( و اما ماشذ فيه عبدالله من الأحكام فأخذه الثلث من الأموال( المختلطة) و زعم أنها تطيب و أن الرجل اذا دخل في دعوتهم و تاب عن سالف ذنوبه قالوا له : قد أذنبت ذنوبا كثيرة فيجب أن يقام عليك حدودها ) فيضربوه حد الزنا و حد الإفتراء و ان علموا انه قتل قتلوه سواء اتاهم تايبا طايعا او غلبوا عليه, و من يتخلف من مشاهدة الصلاة مع الجماعة ضرب عشرين سوطا و من فاتته ركعة ضرب خمسة اسواط فكان اكثرهم يصلون بغير وضوء اذا حان الوقت و اعجلهم الأمر من اجل الضرب و مما يحفظ من جهل عبدالله بن ياسين ان رجلا اختصم اليه مع تاجر غريب فقال له التاجر في جوابه: حاشا لله أن يكون ذلك - فأمر بضربه.
و أنه كان نكاحا للنساء يتزوج في الشهر عددا منهن ثم يطلقهن فكان لايسمع بامرأة حسناء الا خطبها و لا يجاوز بصداقهن اربعة مثاقيل.
و تأثر المرابطين رحمهم الله بسيرة الإمام ابن ياسين رحمه الله في كل شئ حتى في ما أخطأ أثرت على تصرفاتهم في المستقبل عندما دخلوا الأندلس, فكان من أبرز أخطائهم هو قتلهم أبناء المعتمد بن عباد, و أسر المعتمد و أهله و نقلهم إلى المغرب, فقد بالغ ابن تاشفين رحمه الله في ما فعله في المعتمد و أهله
(( ارحموا عزيز قوم ذل))
فقد جاء أهل المغرب نصرة للإسلام و المسلمين في الأندلس, و هم جلوف بدو, إلى أهل الأندلس و هم رقاق أهل شعر و ترف, فقد أنصف المرابطون في معاقبة الكثير من ملوك الطوائف و بالغوا في المعتمد.
فرحمهم الله جميعا و جمعنا و إياهم في جنة رحمته.
فهل كان هذا أحد أسباب سقوط المرابطين مبكرا ؟
قبل الدخول في الموضوع ..
يجب أن نعرف من خلال السياق التاريخي لأحداث الأسلام في الاراضي العربيه أو غيرها ..
أنه لم تأتي دوله أسلاميه بعد مقتل عثمان رضي الله عنه ومقتل علي وأنتهاء زمن الخلفاء الاربعه ..
وهي ( صافية العقيده ) ..
فالعلماء ياخذون على بني أميه لعنهم لعلي عليه السلام في منابرهم ..
ويأخذون على بني العباس التشيع .. فمذهبهم الرضى لأل البيت ولبس السواد وهو بدعه ..
وكل الدول الاسلاميه التي قامت في الشرق الاسلامي او الغرب كانت عليها مداخل في عقيدتها
فهناك الصوفيه وهناك المبتدعه وهناك المرجئه وغيرها ..
.
.
ولم تخرج دوله ( صافية العقيده ) منذ مقتل علي رضي الله عنه
إلا ( الدوله السعوديه ) عند قيامها في الدرعيه .. سنة 1157 هجري ..
ولهذا نجد كبار العلماء في المملكه لا يتعارضون مع الدوله دائماً بل ويدعون لها بالخير
فالدوله السعوديه ليست كامله مثلها مثل غيرها ..
ولكنها في عقيدتها ( كامله ) وعلى منهج الخلفاء الاربعه بدون تحريف أو ابتداع ..
ولهذا ( حلف ) الشيخ محمد إبن عثيمين رحمه الله ..
حلف بالله أنه لا يعلم تحت ( أديم السماء ) أفضل من السعوديه ..
وقال الشيخ إبن باز الكثير عنها ..
.
.
وبالنسبه للمرابطين .. فهي حركه دينيه كان لها التأثير والفضل بعد الله سبحانه في عدم سقوط الاندلس
وفي أبقاء المسلمين هناك قرابة ال 400 سنه بعد كسر شوكة الاسبان في الزلاقه ..
ولكن في أصل عقيدتهم .. فليسوا تلك الدوله الاسلاميه التي ( طمح ) لها المسلمون في ذلك الزمان ..
ولم يسلموا من ( الابتداع ) في كثير من الامور ..
والتشدد في كثير من الاشياء .. ويكفينا ماعلمناه عن المعتمد وابنائه ..
حالهم حال الكثير غيرهم ..