أعرب رئيس مجموعة الخرافي ناصر محمد الخرافي عن تفاؤله بالوضع الاقتصادي في سورية ومتانته خصوصا خلال المرحلة الحالية التي تشهد صدور مجموعة كبيرة من التشريعات والقوانين المحفزة للمستثمرين في كافة القطاعات.
وأضاف الخرافي أن «الحكومة السورية باشرت طرح عدد كبير من المشاريع الاستثمارية للمستثمرين وفق برنامج زمني متسارع فاق كل التوقعات الأمر الذي يؤكد رؤية المجموعة بأن سورية بلد واعد للاستثمار لما تملكه من مقومات سواء من توافر المواد الخام والأيدي العاملة والفرص المتاحة في كافة المجالات، ولا ننسى الارث الثقافي والتاريخي لهذا البلد فدمشق تعد أقدم مدينة مأهولة في العالم وحلب الشهباء اختيرت لتكون عاصمة الثقافة الإسلامية لهذا العام».
وتابع الخرافي أنه امام هذه المقومات وإيمانا منا بسورية واهمية الاستثمار في الوطن العربي قامت المجموعة باستثمارات عدة في مجالات مختلفة طوال السنوات العشر السابقة مكنتها من اكتساب خبرة كبيرة بالسوق السوري واحتياجاته من خلال خطة استثمارية متكاملة لكافة القطاعات.
وأكد انه في المجال السياحي قمنا بالاستثمار في فندق شيراتون حلب الذي يعتبر الفندق الوحيد حاليا الذي يدار من خلال شركة إدارة علمية في حلب، خصوصا وانها تعتبر ثاني اكبر المدن السورية والعاصمة الصناعية للبلاد, ويعد الفندق المذكور أول مشاركة للمجموعة من خلال حصة في رأسمال الفندق وهو حاليا في طور التجهيز وبلغت تكاليفه الاستثمارية التقديرية حوالي 53 مليون دولار أميركي ومن المتوقع أن يبدأ تشغيله مع نهاية العام الحالي، بالإضافة لما ذكر، ساهمت المجموعة في مشروع فندق بلودان الكبير الذي تبلغ مساحته 70 ألف متر مربع تم إعادة تجهيزه بالكامل مع المحافظة على الشكل الهندسي والتاريخي العريق للفندق الذي يعود لعام 1930 والذي شهد أول اجتماع وزراء خارجية عرب عام 1946 وقد تمت إضافة فعاليات جديدة له منها نشاطات ثلجية للكبار والصغار ومدرج طبيعي للتزلج على الثلوج يعد الأول من نوعه في سورية وقد فاقت تكاليفه الاستثمارية 8 ملايين دولار أميركي، وسيتم استثماره بطريقة ال B,O,T لمدة 25 سنة وقد بدأ العمل التجريبي فيه منذ العام الماضي وسيتم افتتاحه رسميا مع بداية الصيف المقبل.
تجدر الإشارة إلى أن المجموعة فازت أخيراً بالمناقصة التي طرحتها وزارة السياحة السورية في مؤتمر سوق الاستثمار السياحي المنعقد في ابريل 2005 لاستثمار مشروع كيوان السياحي الذي يقع في قلب العاصمة دمشق وهو يمتد على أرض مساحتها 50,000 متر مربع ويعتبر هذا الموقع هو الوحيد الموجود بهذا الحجم داخل العاصمة، وسوف يحتوي المشروع على مساحة بناء تبلغ 75,000 متر مربع تضم فندقاً مؤلفاًً من 250 غرفة وجناحاً وسوف تقوم شركة انتركونتننتال العالمية بإدارته بالإضافة الى مطاعم ومركز مؤتمرات الذي سيعد الاكبر من نوعه في سورية ومركز رجال أعمال دولي ومركز تجاري عصري سيكون الوحيد من ناحية الحجم في وسط العاصمة ومركز ترفيهي متطور للشباب والأطفال يضم صالات للسينما بالإضافة الى ناد رياضي صحي متخصص وقد فاقت التكاليف الاستثمارية المقدرة للمشروع 217 مليون دولار اميركي يتم استثماره ايضا بطريقة ال B,O,T لمدة 45 سنة ومن المتوقع ان يتم بدء تنفيذ الأعمال مع نهاية العام الحالي فور توقيع العقد مع وزارة السياحة السورية والانتهاء من اعمال التصميم.
وافاد ان المجموعة نفذت العديد من الاستثمارات في مجال الاغذية ومطاعم الوجبات السريعة من خلال الشركة السورية للإنماء السياحي وهي شركة تابعة لقطاع الاغذية بالمجموعة حيث قامت بتشغيل أول مطعم عالمي للوجبات السريعة في سورية وهو مطعم تابع لسلسلة مطاعم KFC وجار فتح فرع آخر له في بلودان، كذلك التوسع في مختلف انحاء سورية من خلال عدة وكالات لادارة المطاعم تمتلكها المجموعة.
ومن ناحية أخرى يشكل قطاع المقاولات وتنفيذ المشروعات أهمية كبرى حيث قام قطاع المقاولات التابع للمجموعة بتنفيذ أعمال بناء فندق شيراتون حلب وطريق اللاذقية أريحا وهو بطول مئة كيلومتر وبعرض يتراوح ما بين 25 - 30 متراً ويضم 91 جسراً بأنواع مختلفة وقد فاقت تكلفة الأعمال في هذا المشروع مبلغا وقدره 280 مليون دولار أميركي.
أما في مجال الاستثمار الصناعي فكان للمجموعة أول استثمار لها في اقامة مصنع العبوات البلاستيكية (PET) في حمص وجار حاليا دراسة العديد من المشاريع الأخرى في هذا القطاع وبخاصة في قطاع صناعة الاسمنت.
ويأتي هذا التصريح متزامنا مع افتتاح فندق فورسيزونز دمشق والذي تساهم فيه المجموعة ويعد أحد استثماراتها من خلال مساهمتها في الشركة الكويتية، السورية القابضة التي انشئت بهدف الاستثمار والمشاركة في مشاريع ذات أبعاد اقتصادية واجتماعية وهي حاليا تقوم بانشاء مشاريع عدة في سورية تشمل، بالاضافة الى مشروع فورسيزونز دمشق، مشروع ستار تاكسي الذي سيقدم خدمات نقل جديدة ومتطورة في سورية على أساس استخدام احدث الاجهزة اللاسلكية (On Call) وسيتم في المرحلة الأولى من المشروع المقدرة بحوالي 3 سنوات بوضع ما مجموعه 500 سيارة حديثة مجهزة بجميع وسائل الراحة والرفاهية وقدرت تكاليف المرحلة الأولى للمشروع بحوالي 10 ملايين دولار أميركي ومن المتوقع أن يبدأ تشغيل المشروع في النصف الثاني من العالم الحالي، وقد قامت الشركة أيضا بإعداد مشروع حدائق الناصر وهو مجمع سكني متكامل (Residential Compound) سيكون الأول من نوعه في سورية ويضم آلاف الوحدات السكنية بالاضافة الى الخدمات المكملة الأخرى من ناد عائلي واجتماعي ومركز تجاري ومدرسة وحدائق سيتم تنفيذها على مراحل وهي تمتد على مساحة مليون متر مربع في احدى مناطق ريف دمشق الخلاب وسيأخذ هذا المشروع في عين الاعتبار ضرورة التوجه في التخطيط المدني الى اقامة مثل هذه المشاريع السكنية الضخمة لتخفيف الضغط على العاصمة من جهة حيث انه من المتوقع ان يقطن هذا لمجمع حوالي 16,000 نسمة، وكذلك للاستفادة من المزايا البيئية المتميزة للسكن خارج المدن من جهة أخرى، خصوصا عندما تكون جميع الاحتياجات ووسائل الترفيه والراحة مؤمنة وتبلغ تكاليف المشروع التقديرية 273 مليون دولار أميركي، ومن المتوقع أن تبدأ أعمال التنفيذ مع نهاية العام الحالي فور الحصول على التراخيص والموافقات اللازمة، وقد أدركت الشركة أهمية الدور الذي تلعبه المصارف لتطوير وتوسيع الأنشطة الإنمائية الاقتصادية التي تفيد القطاع الخاص في تمويل أنشطته المختلفة وتمويل وارداته وصادراته، اضافة الى تلبية احتياجات قطاعات الإنتاج والصناعة والخدمات في ظل التنامي الملحوظ في الاقتصاد السوري الأمر الذي أدى الى المباشرة في انشاء مصرف اسلامي يعمل وفق الشريعة الاسلامية برأس مال قدره 100 مليون دولار أميركي بعد اصدار الحكومة السورية المرسوم التشريعي رقم 35 لعام 2005 الذي فتح الباب امام المصارف التي تعمل وفق مبادئ الشريعة الإسلامية وسيقوم هذا المصرف باستقطاب حسابات المواطنين والمستثمرين السوريين بشكل كبير ومن المتوقع أن يباشر أعماله مع بداية العام المقبل عبر ثلاثة فروع أولية، بالإضافة إلى غيرها من المشاريع في قطاعات انتاجية وخدمية اخرى لإضافة مزيد من الاستثمارات في الاقتصاد السوري وذلك من خلال المشاركة في إنشاء شركة كبرى للتأمين بالإضافة للعديد من المشاريع الصناعية والتي هي قيد الإعداد والدراسة حاليا.
وستساهم كل هذه المشاريع السباقة بضخ استثمارات ضخمة سيكون لها تأثير ايجابي على دفع العجلة الاقتصادية السورية ولخلق فرص عمل جديدة تقدر بعشرات الالاف ويأتي اهتمام المجموعة بالاستثمار في سورية ايمانا بمقومات الاستثمار في الوطن العربي وللمشاركة في النهضة الاستثمارية والاقتصادية التي تشهدها سورية في ظل قيادتها الحكيمة للرئيس بشار الأسد.