تتميزالبحرين بأنها مدينة تاريخية وهذا الطابع التاريخى يمكن أن يجعل منها أرضاً خصبة لكثير من السياح لمشاهدة آثارها والتمتع بتاريخها العريق، وتتميزالمملكة بالغنى والعراقة التاريخية منذ القدم، ولم يتم الكشف عن الحضارات القديمة التي سادت فيها إلا مؤخراً بواسطة علماء الآثار والتاريخ الذين توافدوا عليها من مختلف أرجاء العالم.

ويعتقد هؤلاء العلماء أنه قبل بضع عشرات آلاف من السنين كان البدو الرحل يجوبون صحراء البحرين، وما يؤكد هذه الحقيقة التاريخية الأشكال البدائية من حجارة الصوان التي كانت تستوفى في شكل ضرائب،وقد دلت الإكتشافات الحديثة على أن البحرين كانت في الواقع موطن حضارة دلمون المفقودة التي يعود تاريخها إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد والتي كانت تسمى حدائق عدن الأسطورية التي وصفت بالجنة في ملحمة "جلجامش".

وقد ذكرت المخطوطات السومرية والبابلية والآشورية أرض دلمون علىأنها ميناء هام بين بلاد ما بين النهرين ووادي السند، كما تميزت بالوفرة الدائمة من المياه العذبة ،وفي عام 600 قبل الميلاد تم إستيعاب البحرين في الإمبراطورية البابلية الجديدة حيث إزدهرت مرة أخرى.
وفي عام 323 قبل الميلاد وصلت سفينتان من سفن الإسكندر الأكبر إلى شواطئ البحرين لتشق طرقاً تجارية جديدة أدت إلى نفوذ إغريقي قوي تم معه إستبدال اسم البحرين من دلمون إلى تايلوس.
كما أن البحرين هي موقع لأكبرمقبرة في العالم منذ عهود ما قبل التاريخ، وفي فترة ما ضمت البحرين نحو 170 ألف مدفن على هيئة تلال غطت المناطق الوسطى والغربية من البلاد.

وقد قدمت الإكتشافات الأثرية للمدافن التي تم إكتشافها الدليل على وجود حضارتين متميزتين هما حضارة دلمون وتايلوس ويفصل بينهما 2000 سنة من الألفية الثالثة حتى الألفية الأولى قبل الميلاد.
ومن أبرز المدن التى يمكن للسائح أن يزورها فى البحرين ، مدينة دلمون التى ورد ذكرها في الكتابات المسمارية القديمة التي تعود إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد والتي وجدت في بلاد الرافدين وفي موقع أيبلا شمال سوريا، وقد حاول العلماء معرفة مكان دلمون التي وصفت بأرض الخلود وبأنها تقع حيث تشرق الشمس وتبعد عن بلاد الرافدين بثلاث ساعات مزدوجة فكانت المعادلة أن دلمون هي البحرين.

كما أثبتت التنقيبات الأثرية أن البحرين هي دلمون المشارإليها في النصوص المسمارية القديمة بمراحلها التاريخية المتعاقبة بل هي مركزها النابض بالنشاط والحيوية، ففيها المستوطنات من مدن وقرى تعج بحياة القصوروالدوروالأسواق والعيون الطبيعية والقنوات، وفيها المعابد المقدسة ومئات الآلاف من المدافن على مختلف الأشكال والأحجام، وتدل الأواني الفخارية والحجرية والأختام الدائرية وتقدم الصناعة والتجارة وإتساعها حتى لعبت دورالوسيط التجاري بين حضارات وادي الرافدين ووادي السند وأنحاء الجزيرة العربية الأخرى.

وكذلك "تايلوس" و"أرادوس" هما الاسمان اللذان أطلقهما الإغريق (اليونان) على جزيرتي المنامة والمحرق، وذلك في القرن الثالث قبل الميلاد، وقد عرف الإغريق المنطقة قبل وصولهم إليها من خلال "نياخوس"، قائد الحملة التى أرسلها الإسكندر الاكبرلإستكشاف المنطقة، حيث وصفها بأنها جزيرة طيبة تتمتع بالموانئ الطبيعية، وتزخر بالنخيل وصيد اللؤلؤ والأسماك، وقد إكتشفت مؤخراً مواقع هامة لهذه الفترة من تاريخ الجزيرة أضافت الكثير من الحقائق التاريخية من خلال القطع الأثرية التي وجدت في المستوطنات وفي المدافن بشكل خاص.

ولكل محبى التاريخ يمكنهم زيارة مسجد الخميس الذى يعتبر من أوائل المساجد التي بنيت في البحرين، حيث بني في عهد الخليفة الأموي الثامن، عمر بن عبدالعزيز، رضي الله عنه.
وبذلك يمكن أن نصف البحرين بأنها مدينة متنوعة المعالم ،وإن غلب عليها الطابع التاريخى ،الذى يستهوى كثير من السياح.