- تاريخ ريش
- إحساس فريد
- ذاكرة أمة
- حته من مصر
تاريخ ريش
تقع قهوة ريش في شارع طلعت حرب بوسط القاهرة وسط البنايات المصرية العريقة ، وقد بنيت العمارة التي يقع بها المقهى سنة 1908 م مكان قصر الأمير "محمد علي توفيق" علي يد عائلة يهودية تسمي "عادا".
أما المقهي فقد تأسس علي يد رجل الأعمال النمساوي "بيرنارد ستينبرج" وفي 26 أكتوبر عام 1914 م، باعه لرجل الأعمال الفرنسي "هنري ريسن" وهو صاحب اسم "ريش"، ثم انتقل إلي ملكية اليوناني "ميشيل بوليتس" عام 1916م وظل المقهي ملك لليونانيين حتى عام 1960م ثم انتقلت ملكيته إلي "عبد الملاك خليل" صعيدي مصري وما زال يملكه حتى الآن.
وكان المقهي في ذلك الوقت ممتدا إلي ميدان سليمان باشا (طلعت حرب حاليا) وكان بجانب، المقهى مسرح غنائي غني عليه عمالقة الغناء وقتها وعلى رأسهم صالح عبد الحي وزكي مراد، وبجوار المقهى تم إنشاء صالة مصارعة ومكان للعب الطاولة.
إحساس فريد
وأكثر ما لفت انتباهي مع أول نظرة إلى المقهى من الخارج هو تلك الصور التي تبدو مثل ألبوم يحكي تاريخ القاهرة، فتجد صور للأهرامات.. الفيضان في مصر.. وصور لميادين القاهرة قديما.
أما المكان نفسه فعندما تدخله تشعر براحة غريبة وإحساس فريد، وتخرج من صخب الشارع لتستريح أذنك على صوت محمد عبد الوهاب يشدو علي "الجرامافون" وصور اشهر الفنانين والكتاب اللذين كانوا يجلسون في هذا المكان معلقه علي حوائطه علي رأسهم طه حسين.. يوسف إدريس.. أم كلثوم.. نجيب الريحاني.. مأمون الشناوي.. نجيب سرور.. يحي حقي.. أحمد فؤاد نجم.. أنور وجدي.. حسين رياض.. نجيب محفوظ ومن داخلها غنت أم كلثوم أولي حفلاتها وهي ترتدي الثياب البدوية وغيرهم، فلا يكاد يوجد اسم واحد لمع في الحياة السياسية والثقافية والفنية لم يجلس علي ريش.
ويؤكد لنا عم "محمد حسين صادق" الذي يعمل في المقهي منذ عام 1942م إن شخصيات مسلسل "ليالي الحلمية" من زبائن حقيقة لريش فشخصية "سليم البدري" الذي جسدها "يحيي الفخراني" مقتبس من شخصية حقيقية هي "محمد عفيفي باشا"، كما أن رواية "الكرنك" التي كتبها نجيب محفوظ كانت عن ما تعرض له المثقفون وطلبة الجامعة من اعتقالات في قهوة ريش.
ذاكرة أمة
ولم تقتصر حكاوي ريش على الفن بل دخلت إلى لعبة السياسة وعن ريش يقول المؤرخ "عبد الرحمن الرافعي" : "أن المقهى كان مكانا سريا يجتمع فيه دعاة الثورة، ويؤكد ذلك انه في عام 1992 ضرب زلزال القاهرة أصاب المقهي بشروخ، وعندما بدأت عملية الترميم اكتشف دهليز صغير يؤدي إلي مخزن قديم وجدت به براميل كحول فارغة وماكينة طباعة يدوية تدل علي إن المنشورات كانت تطبع في المقهى".
ومنها أيضا قرر الجهاز السري للثورة أن يغتال أحد أعدائها في 15 ديسمبر 1919 وهو صاحب الدولة "يوسف وهبه باشا"، كما خرجت من ريش مظاهرة بقيادة "يوسف إدريس" و"إبراهيم منصور" احتجاجا علي معاهدة كامب ديفيد الذي وقعها أنور السادات مع إسرائيل.
حته من مصر
وكعادة وطننا الجميل ولأنها مكان في قلب الوطن فقد اختلفت فبعد كل هذا الإبداع الذي خرج منها، وبعد كل الشخصيات البارزة التي كانت تجلس فيه يتبادلون الحوار والفكر، نجده اليوم خالي من الزوار فلا يجلس عليه أحد من الكبار إلا قلة قليلة من المفكرين والصحفيين مثل إبراهيم أصلان.. جمال غيطاني.. ماجد طوبيا، وكأنه أبى أن يبقى بعد رحيل رواده العظام.
وعن ما حدث يقول لنا عم "محمد حسين" أقدم قهوجي في ريش: "بأن السبب يرجع إلى غلاء الأسعار وعدم وجود الوقت لدى اغلب الأشخاص لكي يجلسون مع بعض علي هذا المقهي، كما كان يحدث زمان ففي الماضي كان الجميع يجلسون ويطلبون مني القهوة ويتبادلون الضحكات والنكات، وقد يكون السبب في رحيلهم عن الدنيا واحد تلو الآخر فلم يبقى إلا الأشخاص العاديين."
لم أتعجب كثير لما وصل إليه المقهى من الهجر والإهمال والفراغ، ولماذا يبقى على حاله ولم يبقى أي شيء في مصر على حاله ولماذا يتطور في وطن فقد كل معاني ومفردات الإحساس بالجمال والعراقة والفن..
وعن مقهى ريش، كتب شاعر العامّية المصري المعروف أحمد فؤاد نجم قصيدةً مشهورةً وساخرةً في الوقت نفسه بعنوان "التّحالف"يقول فيها:
"يعيش المثقّف على مقهى ريش .. يعيش يعيش يعيش..
محفلط مظفلط كتير الكلام .. عديم الممارسة عدو الزّحام..
وكام اصطلاح .. يفبرك حلول المشاكل قوام..
يعيش المثقّف .. يعيش يعيش يعيش".
العنوان
مقهى ريش 17 ش طلعت حرب بالقاهرة
ت: 3929793-3918873 ويتميز مقهى ريش بالديكور المتمثل في صور نادرة لفنانين وروائيين وشخصيات عامة كانت ترتاده على مر السنين.
تبدأ اسعاره من 10 جنيهات للفرد ولا يوجد حد ادنى
والله معلومات كبيرة تشكر عليها ، وانا سجلت اسم المقهى لزيارته عند قدومي للحبيبة مصر ان شاء الله 0 تحياتي ،،،
ملاحظة :
ما ادري ماذا حاصل على نص المعلومات توشر 0