- قال لي: "تطمن أنت من تتعدى الخط هذا وأشر عليه ..
هلا بالحبايب كلهم
مبروك
لكل المرشحين مقدماً قرار الابتعاث !!!! وراح أقولكم في سياق الكلام ليش ؟؟
أولاً لا تشيلوا هم مرة .. ترى الأمور أسهل مما تتوقعون شي روعة ..
وأقولكم القصة من طق طق إلى سلام عليكم ..
توجهت بسيارتي المصون قاصداً الفندق الساعة 8:30 ووصلت عندهم 8:45 .. علماً أن مقابلتي
الساعة (9) .. يعني إحتياطاً لأي عارض قد يطرأ بكرت شوي ، المهم دخلت من بوابة الفندق اللي
بالزاوية ما فيه غيرها .. ولا هذا د/ المعجل وكيل الوزارة في وجهي واقف مع مسؤولين الوزارة
وكبار موظفي الفندق يشرف ويتابع .. مباشرة التفت يمين يسار أدور المكان اللي يُستقبل فيه الطلاب ويوجهون للخطوة التالية .. لقيت كاونتر إستقبال على يسار الداخل من بوابة الفندق .. وفيه مجموعة موظفين سعوديين تابعين للوزارة .. جيت لواحد منهم بشوش مرة ويرحب ويهلي قلت له وين أروح ؟ قال لي تعرف رقم ترشيحك ؟ المهم أعطيته رقمي .. ودور عليه في بيان معه مقيد فيه أسماء الطلبة ، وحصله وقال أنت فلان الفلاني ؟ نعم وصلت خير ..
قال ممكن الهوية ؟ سم تفضل .. وطلع ملف علاقي مش الأخضر البايخ ذاك
وإنما واحد ملون ومرتب وعليه شعار البعثة وحركات فلة .. سجّل حبيبنا رقم ترشيحي
في المكان المخصص على غلاف الملف .. وقال لي خلاص روح للشباب هناك الموجودين على اليسار ، يتأكدون من وجود كافة المستندات .. سألته هاه بشر ما عندك خبر عن مضمون المقابلة ؟
قال لي: "تطمن أنت من تتعدى الخط هذا وأشر عليه ..
((يقصد منطقة بين عامودين بعدها فيه الجلسات المخصصة للإنتظار ومكان تواجد لجان المقابلة))
من تتعداه خلاص رح للديرة اللي أنت مختارها .. تراكم مقبولين بشكل نهائي ، ولا فيه قوائم جديدة للأسماء .. يعني يبون يرسلونكم أنتم .. وكلها أسئلة تربوية الهدف منها التأكد من الطلبة ومدى جديتهم وإستعدادهم للدراسة خارج السعودية والعيش في بيئة مختلفة ؟ " أ.ه
شكرته وتوجهت لأحد الموظفين اللي جالسين على المكاتب على اليسار .. وصراحة الموظفين
الموجودين تبع الوزارة رايقين .. وزي العسل .. شباب متفهمين وروحهم عال العال
والدليل .. الموظف اللي أخذ يدقق في إكتمال الوثائق .. راجل حبيب ومبتسم ، وقعد يطمني ويقول:
" لا تشيل هم والله راح تستانس إذا طلعت من المقابلة .. لأن الدكاترة الموجودين في عضوية اللجان محترمين جداً .. وفيهم حبابة ما تتصور وبتشوف الحين بنفسك " وأكد كلام زميله السابق بأن الأغلبية سيبتعثون والهدف من المقابلة تربوي لا أكثر ..
وقال: "ما شاء الله أوراقك كاملة وتمام عليك" وأردف يقول: "والله لو تشوف بعض الطلبة
ما يدرون وش السالفة ؟!! أوراق ناقصة .. ومستندات أصلية ما فيه"
ثم كتب على الملف مُجاز ، ودعا لي بالتوفيق .. وكم كلمة مشجعة وحلوة .. بعدها شكرت الأخ الفاضل وتوجهت بناءً على كلامه إلى موظف عند الجهاز الخاص بإصدار أرقام الإنتظار ..
استقبلني بابتسامة حلوة وتأكد إن الكلمة السحرية ((مُجاز)) موجودة على ملفي وأعطاني رقم ..
وقال لي: "انتظر في الجلسات هذي حتى يجي دورك .. وشف اللوحة الإلكترونية ، إذا طلع
رقمك عليها .. تلقى موضح بجانبه رقم اللجنة اللي أنت عندها .. إذا كانت من (1-15)
تروح للجهة الثانية وإذا (16-24) من هنا "
يقصد جهة معينة وأشر عليها .. المهم كررت السؤال اللي طرحته قبل على زملائه الموظفين
هاه وشلون المقابلة ؟؟ قال: " شف اللجنة الواحدة مكونة من دكتورين ، و د/ المعجل و
د/ الحميضي .. مدير عام الإبتعاث ، اجتمعوا بأعضاء هيئة التدريس يوم الخميس وأكدوا عليهم
الرفق بالطلبة ومحاولة تمشية الغالبية .. إلا من كانت لديه مشكلة كبيرة " أ.ه
وأنا واقف معاه ندردش حول المقابلة والسوالف هذي .. إلا هذا مصور ما أدري يتبع أي جريدة ..
يطلب صورة لنا ، شخصت وابتسمت ابتسامة الموناليزا اللي في اللوحة الشهيرة .. بس ما طلّعت
سنوني (أسناني) ، لقط الصورة خوينا .. وحتى من سرحاني وتفكيري بالمقابلة .. نسيت أسأله تبع
أي جريدة .. ومتى بينزل هذا الخبر والصور اللي معاه .. عشان أشوف نفسي بالصورة ..
لأني مسكين ما عمري شفت نفسي إلا بالمراية !! بس لا تنسون تدوروا الخبر ..
وإذا لقيتوه جيبوا لي نسخة معاكم بس وشلون بتعرفوني ؟؟ يالله بقرب لكم وأعطيكم علامة ..
واحد لابس شماغ وعليه نظارة .. بس كفاية أحسن ما تعرفونيش
المهم دعا لي الموظف .. مش المصور بالتوفيق .. تشكرته حيل .. وكنت مستانس على الآخر
من حسن الإستقبال والأخوية اللي عاملوني بها جميع الموظفين الذين قابلتهم ..
جلست على الكنب أنتظر دوري .. تأملت الوجوه الجالسة وما أدري ليش سرح بالي بعيد
وتخيلت نفسي في أمريكا وأبحرت طويلاً في التفكير .. لكن لفت انتباهي ملاحظة غير مُنتظرة
كنت متوقع إني ألاقي بهو الفندق مليان طلاب وزحمة وطول إنتظار .. لكن على العكس تماماً
تخيلوا إن اللي جالسين في الإنتظار ما يتجاوز عددهم (15) واحد !!!
والله استغربت مرة .. بس قلت يمكن طريقة الوزارة ساعدت على إزالة الفوضى والعشوائية ..
من خلال تحديد وقت معين لكل طالب .. وأنا جالس حصلت اثنين شباب من جدة واضح إنهم يعرفوا بعض .. وكل واحد يسأل الثاني: فين ساكن ؟؟ واحد قال في الشيراتون والثاني في صحارى المطار ..
وإنه حاول يحجز في الفهد كراون بس كله مليان طلبة .. وبينما نحن كذلك إذ أقبل واحد
مهندم (أي متشيك.. والحقيقة إن جميع الموجودين في أبهى حلة وآخر شياكة ) لكنه يجرجر رجليه
كأنما حلت به مصيبة .. وأقبل إليهم يبتسم إبتسامة صفراء
وعرفت لاحقاً من سواليفهم أنه خرج لتوه من المقابلة .. مباشرة طبيت عليه أسأل:
وش سألوك ؟؟ ولا الرجال مضيع ما يذكر إلا .. ليش تبغى أمريكا ؟ وعلى أي جامعة قدمت
داخل السعودية ؟؟
ناظرت ساعتي ولا كل الوقت اللي انتظرته من أخذت الرقم ما يتجاوز ربع ساعة .. يعني حاجة
كويسة جداً يشكرون عليها
وحانت ساعة الصفر .. طن طن صوت اللوحة الإلكترونية يعلن رقمي ولجنة (22)
قمت من مكاني وقابلت موظف الجهاز .. قال لي: الغرفة ما قبل الأخيرة وعلى يدك اليسار
مقر لجنتك .. مشيت في الممر ذو الإضاءة الصفراء الخافتة .. وأنا أتخيل نفسي رايح لغرفة
تحقيق رغم كل التطمينات التي سمعتها من قبل .. إلا أن حداثة الحالة بالنسبة لي .. وكوني لأول مرة أتعرض لمثل هذا الموقف .. جعلني أشعر بهذا الشعور .. رغم محاولتي التظاهر بالتماسك ورباطة الجأش .. المهم قبل ما أوصل لمقر اللجنة .. ولا هذي مراية على يميني .. قلت زين .. وأنا أتشخص وأتضبط .. وأطق الباب وأُذن لصاحبكم بالدخول .. وكنت مبتسماً دون مبالغة .. سلمت مصافحةً ..
واحد منهم قام لي والثاني جالس .. أنا كنت متوقع إنهم راح يجلسون ورى طاولة وأنا قدامهم ..
زي شغل المحققين في الأفلام .. لكن كانت جلسة أشبه ما تكون ودية حبية كأنك مع ربعك في (كافي شوب) وهيئتها على شكل حرف (u).. وبدأ الشغل .. أخذ واحد منهم الملف وقعد يقلب في الأوراق والثاني بدأ يسأل .. وراح أسردها لكم بدون ذكر إجاباتي .. بلاش فضايح !!!
قال لي: أوه أنت متخرج من سنتين يا أخ ...... وين رحت فيها ؟؟
وجاوبته عن وضعي
ثم قال: ليش اخترت البعثة ؟؟ تكلمت بما فتح الله علي .. وبما قد أعددته مسبقاً
حيث كنت متوقع هذا السؤال بالذات ..
وأردف يقول : لكن تعرف وضع البلد هناك والأزمة اللي صايرة والتمييز والعنصرية ..
يعني عندك مقدرة تعيش في هالبيئة ؟؟
وسألني مباشرة وبدون تلميح بل بصراحة: يا أخ ...... هل سبق وصارت لك مشكلة في حياتك؟
أو تحولات فكرية تعرضت لها وأوصلتك للوضع اللي أنت عليه الآن ؟؟!!!
يا لهوي !! يا ستير !!! وأنا عملت حاقة يا أخوانا ؟؟!؟!؟
ثم بدأ الثاني يسأل: يعني أنت متضايق من المجتمع والكبت والإنغلاق وودك تروح لأمريكا
تعيش حياتك وتدور الحرية ؟؟!!!
وأنا قلت إني متضايق .. أبداً والله
طيب أبوك يشتغل وين ؟
هو راضي عن ذهابك إلى هناك ؟
وكيف تعامله معك ؟
يفرض رأيه ؟
وسأل الآخر: وش رأيك في الأزمة الحاصلة هذي اليومين في لبنان ؟
وجاء من ضمن إجابتي أن بداية المشكلة كانت حماقة .. والأمة في غنى عن مثل هذا .. ويكفينا
حماقة (11) سبتمبر .. قال وهو يناظر بخبث: من تعتقد وراء تنفيذها ؟
قلت: ما فيه شك زعيم القاعدة طلع في قناة الجزيرة وأعلن مسؤوليته .. قطع علي الحديث
وأنا ودي أكمّل .. وسأل سؤال غبي وما أدري وش يبي !!
قال: يعني كل من طلع وأعلن نؤيده على أعماله ؟؟!!!
الله من زين السؤال .. يقال له يبغى يحجرني ويقّولني ما لم أقل ..
قلت: كيف نؤيده وأنا أقول عنها تو إنها حماقة !!!
وأكملت إجابتي .. ثم سأل استكمالاً لتحقيقه: وش رأيك في حزب الله ؟؟!!!
وجاوبت .. وشكيت إني قاعد أمام محقق أمريكي في السجن الشهير (أبو غريب) !!!
وإحقاقاً للحق: ما أدري وين الأسئلة التربوية اللي يقولون عنها ؟؟
اللهم عند سؤالهم عن تعامل والدي .. يبغون يتحققون من مدى إعتمادي على نفسي
وأشياء أخرى .. أتمنى إني أتذكرها في أقرب فرصة .. لكن إجمالاً ما قلته هو الأبرز
وأخيراً: ودّعاني وقال لي أحدهم: يا أخ....... بالتوفيق وإن شاء الله تتحقق أمانيك
شكرتهم وأنا مبتسم .. وكان ودي لو حصل .. أخلي خويه الثاني شاورما ..
وكانت مدة المقابلة تتراوح تقريباً بين (8-10) دقائق
والله يعينكم
ما أطلب منكم سوى الدعاء لي بالتوفيق دنيا وآخرة ،،،،،
