1. كتالونيا... الجمال النائم


2. الفلامنجو ومالك الحزين


3. كهوف ورسوم


4. أرض المنتجعات

كتالونيا... الجمال النائم

"كتالونيا" هي دولة صغيرة جدا تبلغ مساحتها حوالي 32 ألف كيلو متر مربع وتقع في الزاوية الشمالية الشرقية من إسبانيا. وتتميز بساحلها الطويل المطل على البحر المتوسط، ويبلغ طول الساحل حوالي أكثر من 500 كم، وهو يبدأ من الحدود الفرنسية وينتهي عند دلتا نهر أبرو.
وهي دولة يعتز شعبها بالتنوع الجغرافي الكبير المتمركز في مساحة صغيرة جدا. ويقصدها السياح لزيارة شواطئها الخلابة، لكنها أكثر من مجرد شواطئ جميلة ومنعشة.
تتميز كتالونيا في جزئها الشمالي بوجود القمم الجبلية الكبيرة، والمروج الألبية التي توفر تسهيلات رياضية رائعة طوال السنة لكل من هواة التزلج والسياح على حد سواء.
وبدءا من القمم الجبلية الثلجية، التي تنحدر وتمر بها الأودية الخصبة الخضراء التي تكثر فيها أشجار الصنوبر والتنوب، يلاحظ الزائر تنوعا كبيرا في الجبال والبحيرات الكريستالية الصافية، حيث تصنف حسب أشكالها وأنواعها المختلفة، فمثلا هناك الأراضي الخضراء البركانية حول أولوت.
وتلاحظ كذلك أن الجبال تفسح مجالا للبر الخصب والأخضر، والذي يساعدنا على رؤية حقول القمح التي تعترضها السلسلة الطويلة من الجبال الضخمة. أما في المنطقة الجنوبية الغربية من البلاد، فتصبح الأرض أكثر انبساطا وجفافا حيث تكون درجة الحرارة أعلى، كما تتميز هذه المنطقة بانتاج أجود أنواع الفواكه وزيت الزيتون الطبيعي.

الفلامنجو ومالك الحزين

تضم كتالونيا عدة مناطق سياحية نذكر منها أبرو دلتا التي تعتبر إحدى أجمل المناطق الساحلية في منطقة غرب البحر المتوسط. وهي تحوي محمية طبيعية لحماية الحياة البرية - وبخاصة الطيور، حيث تضم طيور الفلامنجو الجميلة وطائر مالك الحزين. وإلى الشمال من هذه المنطقة، يبدأ الساحل الذهبي الذي يتميز بكثرة الشواطئ الشمسية النظيفة، وبكثرة قرى الصيد. ثم بعد منطقة الساحل الذهبي، نصل إلى منطقة تاراجونا، التي تعتبر العاصمة الرومانية القديمة للمنطقة الشمالية الشرقية من إسبانيا. وفي هذه المنطقة العديد من الآثار الرومانية والإغريقية، ومدن تاريخية مذهلة.
بعد ذلك، نصل إلى منطقة كوستا برافا الشهيرة بساحلها الرائع ومنتجعاتها العديدة. وتتميز بشواطئها الواسعة ذات المياه الصافية، والتي تتعاقب مع المتنزهات الصخرية والكهوف الصغيرة في المنحدرات الجبلية التي تكسوها غابات الصنوبر والبلوط. هذا بالنسبة للساحل في هذه المنطقة، لكن في المنطقة الداخلية، تكثر القرى التاريخية التي يعود تاريخها للعصور الوسطى.
وإذا ما اتجهنا إلى الشرق، فسنشاهد الهضاب الجميلة التي تمر من خلالها الأنهار والجداول التي يكثر بها سمك السلمون.

كهوف ورسوم

وبالنسبة لشبكة المواصلات في كتالونيا، فهي رائعة وممتازة وتصل إلى جميع المناطق. وتجد شبكة الطرق متوفرة على طول التنوع الطوبوغرافي الذي تتميز به كتالونيا. ولا بد من الأخذ بعين الاعتبار أن العادات الثقافية وفن العمارة، وحتى عادات الأكل، تختلف من منطقة لأخرى.
إن أهم مواقع الجذب في كتالونيا تتمثل في الخليط الرائع والمتنوع من الشواطئ الجميلة، والجو المعتدل. لكن بينما يبحث محبو البحار والشواطئ والشمس عن المنتجعات المائية - وهي ما تتميز بها كتالونيا، فإن المنطقة الداخلية لا تقل روعة وجمالا عن الساحل.
ومن الجدير بالذكر أن كتالونيا تحوي أكثر من 300 متحف، و200 قلعة تاريخية، كذلك هناك العديد من الكهوف التاريخية التي تكثر بها النقوش القديمة والرسومات الغريبة، والتي قد يعود تاريخها إلى أكثر من ألف عام تقريبا.
ويذكر أن كتالونيا كانت ولا تزال البوابة التي تربط بين ايبيريا وأوروبا، ويفتخر شعبها بهويته الفريدة ولغته المتميزة وبثقافته المتنوعة.

أرض المنتجعات

إن منطقة كوستا برافا تعد من المناطق التي يقصدها السياح بكثرة، وذلك لما تتميز به من كثرة الشواطئ والمنتجعات، وتقع هذه المنطقة في مقاطعة جيرونا.
وبعيدا عن الساحل، فإن بها مناطق ومواقع عديدة يمكن للسياح زيارتها والاستمتاع بمظاهر الحياة فيها، فمثلا هناك الكورنيش الذي يمتد حوالي 22 كيلو مترا على طول الساحل، وبإمكان السياح رؤية كل الشواطىء تقريبا من هذا المكان.
وهناك بلدة سانت فليو التي لا تعتبر منتجعا جميلا فحسب، بل بلدة رائعة ذات ميناء مخصص لصيد الأسماك، وبها سوق كبيرة يحيط بها عدد من المطاعم المتميزة.
ومن المنتجعات الأخرى في سانتا برافا، نذكر منتجع سانتا بول، وهو منتجع صغير بالقرب من منتجع سانت فليو. وما يستحق الذكر أيضا هو قرية لو استارتيت، وليس ذلك بسبب محلاتها المتنوعة فحسب، بل بسبب الشاطئ والبلدة التاريخية فيها، كما أنها تعد المنطقة التي منها يمكن للفرد زيارة منطقة أليس ميريس الرائعة وذلك باستخدام القارب، ويذكر أن منطقة أليس ميريس عبارة عن مجموعة مكونة من سبع جزر محمية بيئيا.
ومن أكبر المدن في كوستا برافا نذكر روزيز، التي تقدم كل شيء لكل شخص. فمثلا لمحبي الشواطئ فإنك تجد فيها شاطئا طويلا ونظيفا، أما بالنسبة للعلماء ممن يدرسون حياة الطيور، فإن هناك محمية طبيعية في منطقة إيجوا مولوس دولا إيمبورد، كما أن هناك منتجعات راقية ومميزة، وباهظة الثمن للأثرياء من السياح.