يلاحظ القادم الجديد للندن ان كل شيء في العاصمة البريطانية مرتفع الثمن ، فعلى سبيل
المثال سعر تذكرة شبكة مترو الانفاق ، التي قد تصل الى اكثر من 4 جنيهات استرلينية ،
حتى لو ركبت محطة واحدة. ثم هناك حساب تناول الطعام في مطعم متواضع ، الذي يبدو
شبيها بأسعار المطاعم في مدينة نيويورك ، الا ان الفارق هو ان السعر بالاسترليني ،
وهو ما يماثل ضعف الثمن.
وبالرغم من ذلك فإن لندن هذه الايام في حالة ازدهار ، والعديد من ابناء المدينة ، الروس
وابناء الشرق الاوسط والاسيويين على اختلافهم ، لا يعبأون بالاسعار، وهم يتناولون
طعامهم في مطاعم غالية.
وأحد وسائل خفض تكلفة تناول الطعام في لندن هو اختيار المطاعم المتخصصة في التاباس،
الا ان العثور على طعام جيد وبإسعار جيدة يمكن ان يتم عن طريق تبادل المعلومات والحظ.
: Tendido cero هو ارخص مطعمين اسبانيين تحت نفس الادارة في اولد برومبتون رود في جنوب كنسينغتون في لندن،
ويقدم مطعم تنديدو سيرو المأكولات الاسبانية المعروفة باسم تاباس في
مناخ لطيف، من بينها الاخطبوط مع ارز بسعر 6.5 جنيه استرليني، سمك انشوجه صغير بزيت
الزيتون والبقدونس والثوم، بخمسة جنيهات استرلينية.
وهليون طازج مقلي في زيت الزيتون ومملح بسعر 4.5 جنيه استرليني.
ومجموعة من اربعة اجبان اسبانية بالسفرجل بسعر 6.5 جنيه استرليني.
وتزدحم الموائد السوداء بالسكان المحليين، والديكور عصري: زهرية ضخمة بها عباد الشمس
في المدخل، سقف مدهون باللون القرمزي ورفوف معدنية مزدحمة بأواني الطهي الاسبانية.
Ye Olde Cheschire Cheese: روح لندن والطعام البريطاني التقليدي هو العلامة المميزة
لمطعم Ye Olde Cheschire Cheese الذي تنتشر فيه الاخشاب الغامقة وقاعات الطعام موزعة
على ثلاثة طوابق، في مبنى يعود للقرن السادس عشر في Fleet Street. ويبدو المكان وكأنه
لم يلمس منذ تناول صمويل جونسون طعامه في chop room، وهو منطقة لتناول الطعام في
مقدمة المكان. وتطل صورة للدكتور جونسون على المائدة التي اعتاد تناول الطعام فيها. وعندما
زرنا المكان، كان يشغل المائدة رئيس تحرير صحيفة بريطانية سابق وزميل له، يرتدي كل منهما
بذلة وربطة عنق. ومثل هؤلاء الاشخاص يمكنهم تناول طعامهم في اماكن فاخرة، ولكن المطعم
يعطي لسكان لندن، الذين يمكنهم تناول الطعام في اماكن ذات اسعار مرتفعة، احساسا بالانتماء.
ويبدو الطعام جيدا، على الرغم من انه يعود للخمسينات من القرن العشرين.
فطبق سمك السلمون بالسلاطة عبارة عن شريحة رقيقة من السلمون على
كمية من السلاطة سعره 7.5 جنيه استرليني.
اما اكلة السمك والبطاطس الانجليزية التقليدية، وهي عبارة عن قطعتين من السمك المقلي مع
كمية كبيرة من البطاطس المقلية تقدم مع البازلاء المسلوقة فسعره 7.75 جنيه استرليني. اما طبق
البودنغ بمولاس السكر فيقدم مع كاسترد ساخن وسعرة 3.95. بار شو: احتاج الطعام المطهو طبقا
لطريقة الطهي في سيشوان الصيني لوقت طويل لينتشر في لندن، ولكنه اصبح الان منتشرا، لاسيما
في بار شو في شارع فريث في قلب سوهو. والمطعم وهو عبارة عن طابقين افتتح قبل عام واثار
جدلا كبيرا بين نقاد الطعام في لندن. فالاطباق حارة للغاية.
ولكن اذا ابتعدت عن الاطباق مرتفعة الثمن وركزت على الاطباق الكلاسيكية المتواضعة
في لندن، فإن قائمة الطعام تستحق التجربة. وقيل لي ضرورة تجربة اللوبياء الخضراء التي
تعتبر افضل لوبياء في لندن.
وتبين ان طبق اللوبياء المحمص باللحم و«يا تشاي» وهي مسطردة خضراء من سيشوان في غاية
الجودة وسعره 8.5 جنيه استرليني. اما اللحم المجفف الحار المخلوط بكميات كبيرة من التشيلي
وفلفل سيشوان، فيحمل تحذيرا عبارة عن رمزين لحبتي فلفل احمر، فقد كان حارا حقا، وسعره
8.90 استرلينيا. اما طبقنا المفضل فهو لحم الاخطبوط المقلي المخلوط بالكراث وسعره 12 جنيها.
وبدلا من تناول حلويات انهيت وجبتي بشوربة دواجن، وهي اكل خفيف بها بعض الخضراوات والفطر،
وثمنها لا يزيد على ثلاثة جنيهات.
إيه آند أو: مطعم في حي نوتينغ هيل حقق بعض الشهرة بخصوص الاكل الشهي، ولديه مجموعة
من الزبائن المحليين ومن الاحياء المجاورة. والاسم هو اختصار لعبارة الشرق والشرق الاقصى
بالانجليزية، وهو ما يكشف عن طبيعة الطعام المقدم، التايلاندي والصيني والياباني، الذي يقدم في
اطباق صغيرة اعدها الشيف الاسترالي المولد ويل ريكر، الذي يملك عدة مطاعم ناجحة في لندن.
والفكرة هنا هي تناول مشهيات كوجبة رئيسية، ولذا يمكن التحكم في الاسعار. واوراق نبات البتل
المحشوة بجوز الهند والرمان موضوعة في طبق رفيع وهي خفيفة وسعرها 5.5 جنيه استرليني.
اما الفاصوليا وكرات الدواجن فقد كانت طازجة ودافئة يتراوح السعر ما بين 4 و 6 جنيهات.
وطبق الدواجن بالشمام والكاشيو، فقد كان مشبعا للغاية، اما سعره فيبلغ 11 جنيها استرلينيا.
أما طبقي المفضل فهو سمك الوغار المطهو على طريقة تامبورا اليابانية بصلصة ميسو ايولي
وسعره 8.5 جنيه استرليني.
الاوناك: مطعم هادئ في منطقة نوتينغ هيل يقدم أطعمة ايرانية بأسعار معقولة،
طبقا لمعايير العاصمة البريطانية.
واذا اخذنا في الاعتبار عدد الايرانيين الذين يأكلون في هذا المطعم يمكن القول انه يقدم
أطعمة متميزة لزبائنة. تحتوي قائمة الطعام على اكلة خاصة كل يوم،
الى جانب عدد كبير من الوجبات الاخرى. وبالنسبة للمشهيات هناك جبن فيتا،
الذي يقدم مع أوراق النعناع والخيار المقشر والجوز والفجل الأحمر الصغير.
وتقدم الى جانب طبق الدجاج كمية كافية من الارز، واختار صديقي الدجاج
بدون عظام المطبوخ بالزعفران والثوم (7.20 جنيه استرليني).
أغلى الأطباق في هذه المطعم كباب الضأن وأطباق اللحم المفروم.
يكلف طبق الحلو (جوز الهند بماء الورد) 2.20 جنيه استرليني، ويقدم المطعم لزبائنه الشاي.
بوبينا: تناسب أسعار هذا المطعم أصحاب الميزانية المحدودة. إذ ان صديقا اندونيسيا تضاءلت ميزانيته
خلال زيارته الى لندن شتاء العام الماضي، اعتمد على بعض الأكلات التي يقدمها هذه المطعم
بأسعار معقولة. أسست مطعم بوبينا، اسودورا بوبوفيتش، وهي صربية وصلت الى لندن مطلع
التسعينات، وكانت تبيع وجبات شهية وفطائر باحجام مختلفة للأفراد ولمجموعة من 4 اشخاص.
الكعك الذي يبيعه المصنع لزبائنه مصنوع من الدقيق الانجليزي
والزبدة الانجليزية غير المملحة والبيض.
وتتضمن قائمة الأطعمة لفصل الربيع الكعك المحشو بالبطاطس
المحمرة والبطاطس والسبانخ وجبن فيتا وكعكة الطماطم.
تحياتي
المصدر/ جريدة الشرق الأوسط
العدد 10445 تاريخ 4/7/2007