- مطار يتحول لاستراحة
مطار يتحول لاستراحة
ومن أطرف الأخبار ما قرأته مساء ما قبل البارحة من أن مطار الملك فهد - رحمه الله - بالظهران استقبل خلال صيف هذا العام 18 ألف زائر من سكان المنطقة الشرقية لا مسافرين كما يظن البعض، بل زوارا لصالات المطار ومرافقه ضمن البرنامج السياحي لصيف هذا العام. هنا تحول المطار الضخم إلى استراحة سياحية للنزهة فيما المطارات العالمية من طراز هذا المطار واتساعه ومساحاته تحاول قدر الإمكان تقليص فترة بقاء المسافر في المطار كي يفسح المكان لمسافر آخر. مطار هيثرو مثالا يخطط لبقاء المسافر الدولي ساعة واحدة فقط، فيما سيختصرها إلى نصف المدة للمسافر داخل المدن البريطانية. السبب في تحويل مطارنا الضخم إلى نزهة سياحية ليس إلا المساحات الهائلة الخالية، وربما لقتل وحشة فراغات الهندسة الفراغية.
سؤالي: ألم نجد طريقة أخرى لتشغيل المطار الضخم إلا بتحويله إلى صالة مكيفة تأتي إليها آلاف العوائل - للمقيال - بدلا من وظيفة المطارات الأصلية كمحطة نقل؟ تقول بعض الأرقام إن مطار البحرين المجاور (على مرمى حجر) لمطارنا العملاق يستقبل اليوم خمسة أضعاف عدد الشركات الدولية العاملة في مجال النقل الجوي التي اتخذته كمحطة - ترانزيت - ما بين الشرق والغرب. لاحظنا أنني لم أذكر مطار دبي ولا حتى مطار الشارقة قبل أن يبرز سؤالي الأهم: ألا نستطيع إعطاء تسهيلات جوهرية لعشرات الشركات الناقلة لاستخدام هذا المطار مثلما تستخدم مطار البحرين ونطلب منها توظيف طواقمها الأرضية وموظفي خدمات الترانزيت والتمويل من شبابنا الذي يذهب للمطار، ربما من أجل القيلولة. يحزنني أننا خزان اقتصادي ضخم وأننا رئة العالم الاقتصادية وأننا أيضا أكبر ناتج قومي من بين كل اقتصادات الشرق الأوسط والعالم العربي. لكن المحزن أيضا أنني، وبالإثبات، عبرت في آخر رحلتين جويتين إلى أكبر مطارين دوليين بالداخل: كان المطار الأول خاليا تماماً من أي شركة طيران أجنبية في الساحة فيما كانت طائرة للخطوط البنغالية تربض على ساحة المطار الآخر يتيمة وحيدة. كنت بالمصادفة قادما من دبي ولكم أزعجتني لوازم المقارنة.
جريدة الوطن